أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟















المزيد.....

هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5404 - 2017 / 1 / 16 - 16:07
المحور: القضية الكردية
    


لو كان الحكم رشيدا و النظام مؤسساتيا و الديموقراطية متجسدة و القانون سائدا و الوعي العام في مستوى يفرض على المواطن ان يكون مؤمنا بالمدنية و سيادة القانون بدلا من ايمانه بالمراجع المختلفة من الاجتماعية و السياسية و الدينية وحتى المذهبية، لكنا نكتفي بان اساس و اهم مرجع هو النظام و ما يحمل . الا ان الشعب بكل فئاته و الاحزاب و حتى القيادات المتنفذة المؤمنة بالتقدمية و الديموقراطية، فان ايمانهم و ديدنهم و افعالهم و ما ترسخت في ذهنيتهم هو الانتماء الى المنظومات الصغيرة المحلية و ليس العامة و منها المرجعيات سواء كانت شخصية سياسية كاريزمية او دينية لها الكلمة في الحياة العامة .
لا يمكن ان اقول انه العبادة الشخصية للقدوة، بل كما هو حال من يكون في زاوية ضيقة و يعيش في اوضاع سياسية و اجتماعية و اقتصادية متخلفة و متازمة، فانه يريد ان يتشبث بشيء ما للنجاة من الحالة التي يعيش فيها او العبور الى منطقة الامان، وخصوصا في زمان و مكان لم تترسخ بعد سلطة القانون و العدالة الاجتماعية و لم تتوفر ضرورات الحياة الخاصة و العامة و الخوف مسيطر على عقول الناس لما يعيشونه من واقع لم يضمن فيه مستقبل وحتى حاضر الفرد . لهذا نرى ان المجموعات او القبائل او العشائر التي تسمى ظلما بالشعب يتجمع حول مرجع معين، هذا في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام و العراق و دول الجوار بشكل خاصة و اقليم كوردستان ضمنهم ايضا، و خصوصا في المجتمعات القبلية التي تحميها و تحكمها سلطة قبلية عشائرية او ملكيات مستمدة لمدة طويلة او جمهوريات زائفة او شكلية او حكم الثيوقراطيا و سيطرة الدين و المذهب على كل شيء .
اننا في اقليم كوردستان، لازال النظام على حال لا يعلم اي منا ما نوعه و نعيش في ظل واقع لم يتجسد فيه ما يؤمّن العيش بسلام، بل تسيطر مجموعة في غياب اهم مسند قانوني و هو الدستور، وفي ظل السيطرة الحزبية الشخصية المصلحية على زمام الامور في كل مفاصل السلطة التشريعية و التنفيذية و القضائية . اي لم يتعود اي شخص و ما يسمى ظلما ايضا بالمواطن ان يتكأ على اي دعامة او مرجع قانوني مدني له القدرة في تسيير اموره بسلاسة، بل وهو يعيش في خوف و خشية دائمة من كل شيء في حياته . و عليه نرى ان الانتماءات الاجتماعية الصغيرة اقوى و اكثر تاثيرا في امور حياة الناس لحد هذه الساعة و نحن في مرحلة تدعي النخبة بان القانون هو المصدر و المرجع و العدالة هي خير ضمان لكل فرد مهما كان موقعه الاجتماعي السياسي . و عليه نرى في كل دول المنطقة مراجع بانواع مختلفة، منها سياسية عائلية او شخصية دينية مذهبية لها الكلمة العليا في ظل الادعاء بوجود القانون و الدستور و الخطوط العامة لتطبيق النظام . لم يمر يوم و الا و نسمع عن دور المراجع و كلمتهم و ما يصدر منهم في شؤون البلدان التي ينتمون و يفرضون انفسهم فيها نتيجة الوضع الاجتماعي الثقافي و السياسي السائد فيهم، و ما يساعدهم على ان يكونوا فوق القانون او خارج توجه و نظرة النخبة في اكثر الاحيان، اي سمات المرحلة التي تعيش فيها هذه الشعوب التي تكون للمرجع كلمته الطاغية، و هي المرحلة الانتقالية و ان طالت بين الحكم العشائري و الديني و السلطة المدنية التي تحتاج لمقومات كثيرة غير متوفرة في منطقتنا بشكل لا يمكن ان نعتقد حتى الدول التي تدعي الحكم الجمهوري و التي تدعي الاستناد على سلطة القانون و العدالة و المساواة، فهي غير قادرة على ان لا تعود الى بعض المرجعيات و حتى في امور الدولة العامة و في الكثير من القضايا السياسية .
لذا، اقليم كوردستان لازال في بداية الامر و عصارة الفكر الجمعي للمجتمع لازالت تحت مستوى يمكن ان نقول بان الوعي العام مساعد على الاتكال على ما هو المفروض الاتكال عليه و لكنه مفقود اصلا لدينا من القانون و العدالة و الحكم الرشيد، بل الموجود هوكل ما هو المتنفذ و له اليد القوية في فرض مصالحه و معتقداته و ما يؤمن به و وفق عقليته، وهو الشخصيات السياسية و العشائرية المتسلطة على الشعب بشتى الوسائل غير القانونية . و من جانب اخر فان المرجعيات التي لها الدور البارز في تسوية الخلافات و ايجاد الحلول للازمات غيرمؤثرة لدينا ايضا، لا لكونه بعيد او عبرنا المرحلة لكي نعتمد عليهم، بل من يحكم هو الذي حلّ محل هؤلاء ايضا دون ان يؤدوا مهامهم الخاصة بشكل معقول و مقبول . و يمكن ان نقول اننا محرومون من الجانبين، بل من هو مرجع عشائري او قبلي او افرزه التاريخ السياسي الحديث يحكم باسم السلطة المدنية و المرجعية ايضا، و هذا ما يصب في مجرى الحكم الكثير من الافرازات السيئة التي تخرج نتيجة مزاج المتنفذ و وحسب مصالحه الشخصية و العائلية و الحزبية .
و لكن لا يمكن ان ننفي وجود مراجع معتبرة اجتماعية تاريخية كانت ام سياسية او حتى ثقافية و اكاديمية، لها عقليتها و كلمتها التي يمكن ان يدعموا على ان يكونوا شخصيات عامة خارجة من متطلبات الحياة الخاصة بهم، و يمكن ان يكونوا مراجعا مهمة و التي يمكن ان يولّوا امر الناس بشكل ما يفرضه الواقع و يكون لديهم الحل و الربط بشكل غير مباشر في هذه المرحلة المتازمة التي يقنط فيه الشعب و يأس من المماطلات الحزبية للخروج من القمقم نتيجة مصالحهم الضيقة . و هناك من الشخصيات السياسية التي يمكن ان تتحرك وفق ما تتطلبه الشروط كي تكون المرجعية المعتبرة و يتجمع حولها الشعب، بعدما تبتعد عن التحزب الضيق و هي ما لديها من المقومات و الصفات التي يمكن ان تعود اليه السلطة في اي امر كان . اي من هذه الشخصيات المستوفية للشروط المطلوبة للمرجعية لتكون كلمته مسموعة و هي فارضة لنفسها بحسب موقعها السياسي و الاجتماعي و تاريخه النظيف . المشكلة التي يعاني منها اقليم كوردستان هو خلط الامرين مع البعض، اي من يدعي المرجعية التاريخية السياسية الاجتماعية هي من تحكم الان و لديها السلطة و التي تسيَر الامور وفق مصالح حزبية و شخصية ضيقة، مما يسد الطريق حتى عن العودة الى المرجعيات المعتبرة التي يؤمن بها الفئات و ليس لها كلمة على السلطة، بحيث يمكنها البحث و ابداء كلمتها في حل الامور العالقة التي تكون السطلة من هذا النوع هي المسببة الرئيسية لها، و اوصلت اقليم كوردستان الى هذه الحال من الازمات السياسية و الاقتصادية الخانقة . فان كان مطلب الشعب الحكم الرشيد و السلطة المدنية و ترسيخ الديموقراطية و الحرية، و نحن بعيدون عنهم جميعا لاسباب موضوعية و ذاتية، فاننا يمكن ان نتبع ما تفرضه المرحلة الانقتالية و ما يفيد الجميع في امور معينة هو العودة الى المرجعيات المعتبرة في دراسة و ايجاد الحل لقضايانا و البت في امور شؤوننا لحين امكاننا من امرار الدستور و بناء المؤسسات المدنية و تجسيد القانون و التوجه نحو الخطوة الاولى من الحكم الرشيد .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
- من تفوز في النهاية روسيا ام تركيا
- 2016 الكورد، هزيمة الارادة امام الظروف الموضوعية
- اختطاف افراح لخلط الاوراق
- دراسة السمات الخاصة من اجل تحقيق الهدف الكوردستاني
- الكورد و مرحلة مابعد تحرير الحلب
- حركة التغيير و مفتاح الحل للمشاكل العالقة في اقليم كوردستان
- هل يمكن اعادة تلحيم البنية العراقية ؟
- تكتيك الكورد في ميزانية العراق يضر باستراتيجيتهم
- هل يصلح الحزب الشيوعي بتغيير قياداته
- مابعد الموصل ليس كما كان و لا كما يريد البعض
- التحديات المختلفة لمابعد تحرير الموصل
- النية الصادقة اساس الحل لمشاكل اقليم كوردستان
- مابين الحشد و البيشمركَة من نقاط مشتركة دافعة للتعاون فيما ب ...
- ليتني كنت صهرا ل...... في كوردستان
- هل فتح البارزاني برسالته منفذا لحل الازمات في كوردستان ؟
- ما يجري في كوردستاننا
- الترامبية و القادة الكورد
- ترامب و الشعوب المغلوبة على امرها و منهم الكورد
- غضب الفرات امام درع الفرات


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟