أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مابعد الموصل ليس كما كان و لا كما يريد البعض















المزيد.....

مابعد الموصل ليس كما كان و لا كما يريد البعض


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5359 - 2016 / 12 / 2 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و نحن نتابع ما يجري، مع تصاعد حدة المعارك و التعقيدات التي تشهده معركة تحرير الموصل، ينكشف لدينا جوهر النوايا الحقيقية للاطراف المتربصة اكثر فاكثر، ومنها الاطراف التي تحمل اهداف مختلفة و منها جهنمية لما بعد التحرير، و منهم مكتوفة الايدي في الوقت الحاضر و ربما يجد ثغرات للتدخل فيما بعد . ان الحكومة مصرة على حسم عملية التحرير قبل نهاية العام لاسبابه السياسية العسكرية المتعددة، و الاطراف التي تشارك الحكومة العراقية ميدانيا لهم اوضاعهم و توجهاتهم الخاصة و لا يسيرون على تحديد الوقت اللازم بقدر ما يطمئنون على تحقيق ما يريدونه تكتيكيا من خلال سيرورة المعارك و ستراتيجيا من العلاقة التي تربط المعارك بين الموصل و الرقة و الحلب، و الوقت الملائم لانهاء العمليات الحساسة هذه لتقع النهاية وفق ما يخططون هم و ليس كل طرفو خصوصياته التي لها العلاقة بهذه المعارك المصيرية . بينما كل طرف يعلن عن حسن نيته و تباكيه على مصير المدنيين في المدن المحتلة من قبل داعش، نكشف يوميا ما يعملون عليه في السر من تحقيق اهدافهم السياسية من وراء هذا التباكي و نياتهم الحقيقية و التي تقع في الجهة المعاكسة تمام لما يعلنون .
اما ما يحدث فيما بعد تحرير الموصل يمكن ان يكون نقلة و تغييرا مباشرا في كافة الشؤون الخاصة لسكان المدينة بعد التغييرات التي تؤثر عليهم و يمسهم على الارض . و عندما تقع نهاية تحرير الموصل و الرقة و الحلب و نرى انفسنا امام خارطة سياسية جغرافية جديدة لا تشبه كما كانت قبل التحرير حتما و كما نستدل من ما يجري اليوم ان نظرنا و حللنا المعادلات و التفاعلات بدقة و تمعن، و نستقرا هذا من خفايا المعادلات و التفاعلات السياسية التي تتحرك وفقها الجهات التي تعتبر نفسها معنية بما يجري في هذه المنطقة في الخفاء و العلن . هناك نوايا سياسية مناطقية بحيث تشترك في الوصول اليها عدة اطراف مختلف التاريخ و الكيان و الوضع الاجتماعي و ما يحملون من الاهداف المختلفة في بعضها مع البعض بشكل مطلق . اي اننا حقا امام خريطة جديدة للمنطقة باكملها و ان بقت الحدود كما هي في اضعف احوال التغييرات المحتملة المنتظرة في نهاية النفق .
تقف مواقف الاطراف التي لها مصلحة بالمعارك الجارية لكل مدينة ، اي الموصل و الحلب و الرقة، من حيث نظراتها و نواياها و ما تريد تحقيقه من ما يعتقد تغيير الحال في النهاية، و هي تحتسب على الاقل ان لا تقع هذه التغييرات على حسابها ان لم تخرج بثمرة معينة او قطعة من الكعكة في نهاية الامر .
اما اذا تكلمنا عن الموصل بشكل خاص و ان كان لها الصلة المباشرة مع المدن الاخرى التي تجري المعارك رحاها فيهم، فاننا يمكن ان نتوقع اكثر التغييرات المتوقعة فيها، اي فيما بعد الموصل ليس كما بعد الرقة او الحلب ايضا، و ان كانت نهاية ما يجري في الحلب اكثر اهمية وحساسية للاطراف الخارجية التي تتصارع سياسيا داخل سوريا .
لكل طرف مشترك في الموصل رؤاه و توجهاته الخاصة، فينتظر ما تقع عليه المدينة، فلا الدولة العراقية و لا الكورد و لا تركيا و لا الاطراف الخارجية و بالاخص اميركا، يعلنون عن ما يفعلون و يهدفون الا اذا وصلت و وضعت المعارك نهاية لاوارها المشتعلة .
الحكومة المركزية و ان اعتقدت بان المدينة ستعود الى ما كانت قبل الاحتلال الداعشي، الا انها تتخيل اكثر من ان تكون واقعي التعامل مع هذا الملف الذي خرج من تحت ايديها بشكل بحيث لا يمكنها ان تتصرف و كان المدينة محافظة اخرى من محافظات العراق بعد الان ابدا، لذا عليها و لها ان تفكر في صيغة مناسبة في التعامل الواقعي مع الاطراف التي تتمكن من ان تؤثر على حال المدينة و حتى بعد تحريرها بشكل عقلاني و من خلفية انسانية مخلصة لاهلها . الطرف الكوردي لديها هدف معين فقط ان تكون المناطق المتنازع عليها من حدودها و ان يكون له الجار الحسن مهما كان و من كان المسيطر على المدينة او الاقليم المستقبلي ان سار الامر نحو اقراره مستقبلا، و كما يعتقد الكثيرون بانه الحل المثالي المناسب لما بعد تحريرها . اما اخطر النوايا و التوجهات هي التي لدى الاطراف الخارجية و منها بالذات تركيا و من منظور ما تعتقده من عائديات المدينة تاريخيا و من خلال صراعها المديد مع ايران التي بدورها تعمل من خلال الحكومة المركزية و تضغط عليها من اجل ما تعتقدهي ايضا من انه من مصلحتها . اي ايران و تركيا لهما اهداف معاكسة تماما و خاصة لكل منهما فقط لما تتعاملان وفق استراتيجيات عملهم السياسي في المنطقة و ليس مدينة الموصل لوحدها، و كما يتعاملان في الحلب و المدن السورية الاخرى، اضافة الى النقطة المشتركة الوحيدة التي تقفان عندها و تتوافقان عليها و هي وقوفهم ضد تطلعات و امنيات و حقوق الكورد في المنطقة، من اجل منعهم من تحقيق اهدافهم الاستراتيجية لدرء خطر نقل حاصل العملية الى دولهم . اما امريكا لوحدها لها اهداف مغايرة تما للمنطقة ككل و لمدينة الموصل كما هي التي لها واقع خاص و خصوصية تختلف كليا عن الاخريات و جزئيا عن الرقة و الحلب ان كانت مخططات امريكا و استراتيجتها السرية غير التي تتعامل بها لحد الان .
اما اذا طالت الامر على الجميع و كانت نهاية ما يجري في الموصل على غير المتوقع و استهدفت قوى خارجية المدينة و المنطقة باشكال و طرق مختلفة لاهداف سياسية مناطقية و صراعات الاقليم، فان المتضرر الاول و الاخير هو اهالي المنطقة و الدولة العراقية ان تمسكت بها كمحافظة ضمن محافظات غير المشلكة كاقليم .
و عليه يجب ان تخطط الحكومة العراقية بعيدا عن توجيهات الاخرين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم من نهاية تحرير الموصل . و هذا العمل اسامي و النبيل يحتاج الى قائد تاريخي مفكر و له النية الصادقة المؤمنة بمصلحة الفرد و بخلفية انسانية مؤمنة باهمية الانسان معتبرا اياه بانه الاهم وهو فوق كل شيء، و به يمكن ان يخطو و يتجنب العراقيل و يتجاوز الامور الصغيرة و السدود البسيطة التي تبنيها المغرضين، وبدوره و عقلانيته يمكن ان يجد حلا تاريخيا للقضايا العراقية الداخلية الشائكة من خلال حل المجدي و المفيد لما بعد تحرير الموصل لجميع القضايا التي تمس العراق لوحده و ليس لاحد التدخل و التعامل بها في العراق . اي مابعد الموصل ليس كما قبلها و ليس كما يريد البعض على انفراد من تحقيق نواياهم من خلال ما يسير و ما يحصل فيما بعد تحرير الموصل و المنطقة باكملها من تحت ايدي داعش .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديات المختلفة لمابعد تحرير الموصل
- النية الصادقة اساس الحل لمشاكل اقليم كوردستان
- مابين الحشد و البيشمركَة من نقاط مشتركة دافعة للتعاون فيما ب ...
- ليتني كنت صهرا ل...... في كوردستان
- هل فتح البارزاني برسالته منفذا لحل الازمات في كوردستان ؟
- ما يجري في كوردستاننا
- الترامبية و القادة الكورد
- ترامب و الشعوب المغلوبة على امرها و منهم الكورد
- غضب الفرات امام درع الفرات
- على من تُدر خيرات مابعد معركة تحريرالموصل
- من يشارك في تحرير الموصل حقا ؟
- الخطوة الاولى لوأد العلمانية في العراق
- تجلت نوايا اردوغان للجميع
- هل ينجح اردوغان فيما يخطط له في الموصل
- هل نقرا على القضاء العراقي كما هو الكوردستاني السلام ؟
- حقيقة دور امريكا الانية في القضية الكوردية
- تراجع البارزاني عن استقلال كوردستان و احرق جميع اوراقه
- الشكلانية الديموقراطية التي تستبطن حكم الحزب الواحد لدى عقلي ...
- هل انغمست تركيا في المستنقع السوري حقا ؟
- جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مابعد الموصل ليس كما كان و لا كما يريد البعض