أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - يتصرف و لا يعلم بانه ينكأ جرحا طريا














المزيد.....

يتصرف و لا يعلم بانه ينكأ جرحا طريا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما لا يقدّر المسؤل زبدة العقل العلمي و النخبة من جهة و لا ما يهم الشرائح و القوميات و المكونات و اهدافهم من جهة اخرى, و يتصرف بمزاجية استنادا على الاجعاءات الفكرية المتخبطة بمساندة القوة و التاريخ و الدوافع الذاتية النابعة من النرجسية التي يتصف بها، ليس امامه طريقا سويا و يصدطم في مرحلة ما بالحجر العثرة التي ينفلق امام مسيرته, و اما ينعطف و ينحرف او يسقط و ينتهي . هذا هو الامبراطور الوالي الجديد المنبري كثيرا الى الامام باندفاع ذاتي و بتطرف في اكثر الاحيان ، كي يحقق حلمه و يستلم راية السلطان الجديد .
يرفض علمانية اتاتورك, و ينقلب على من دعمه و سانده بل اوصله الى هذا الموقع دون ان يهز له شعرة . يرتمي بين احضان عدو الامس و اليوم دون ان يوفي بوعود لصديق الامس و صاحب الفضل عليه . يلون و يغير جلده و ينسلخ منه بلحظة دون اي يتردد ولو بقليل جدا في اية خطوة يخطوها، و يتخذ الدين ايديولوجية من الزاوية التي تفيده في بقاءه امبرطورا باي اسم كان، انه سلطان الزمان اردوغان .
يضرب يسارا و يمينا، لا يتخذ اي موقف من المتجاوزين ان كانوا لجانبه و مصلحته، او بالاحرى ربما يكون كل ذلك باوامر شخصية منه، ويسلك الطريق غير الملائم و يغامر بدولته و مستقبله و يسير على ضفاف البحر المتلاطم دون ان يحسب لسلامة سفينته و لمستقبل بلده، انه ليس بشجاعة و انما مغامرة لصالح الذات و على حساب الشعب و مستقبله . لا يهمه الامن و الامان و الاستقرار و يتشبث بما قدمه خلال فترة قصيرة و يتشدق بالتقدم المرحلي و لكنه يظل على مساره دون ان يفكك رموز المرحلة التي وضعته على حالو في وضع مغاير لما ات و لم يعلم بانها لم تكن من صنيعته بقدر ما فرضته الظروف الموضوعية للمنطقة, و لم ينجح نموذجه للحكم الذي اعتقد الغرب بانه ناجح لهذه المنطقة المصابة بكل الامراض السياسية الثقافية و الاقتصادية الا في جو فارغ من البديل المنتظر من الشرق والغرب لما يجري في المنطقة .
انه اردوغان يفعل ما يشاء دون ان يحسب انه بخطواته ينكأ بحراح عميقة طرية عند جهات كثيرة من مكونات شعبه و حتى في المنطقة, ولاتزال على حالها منذ عقود و لم تجف داخليا على الاقل حتى اليوم جراء الممارسات غير الانسانية بدواعي و اسماء مختلفة ضد تطلعات مكونات شعبه بمختلف مشاربهم و ليس الكورد لوحده .
لازال اردوغان يسير على خطوات بعيدة عن المسار الصحيح, متخذا ما لا نعتقد انه نسميها استراتجية متنوعة المضمون من الفكر و الفلسفة, و متضمنة لاحتمالات مختلفة متغييرات متباينة حسب ما تفرضه المراحل المتتالية من تاريخه و ما تسير عليه سلطته من تكتيكات مختلفة تقطع حتى مسار الستراتيجة التي يرسمها هو بين حين و اخر . الغريب في الامر هذا، انه يحمل في يديه الاثنتين مجموعة من المتناقضات السياسية التي لا يعرف المتابع ما يهمه و يؤمن به و ما لا يؤمن و لم يعترف به اصلا, و يفرض نتاج يديه و يفرضه الواقع عليه و ما يفعله هو في لحظات او نتيجة ردود الافعال ما لا يتصوره اي متابع و محلل عاقل و صاحب الراي السديد ايضا .
هل يعود بعد فوزه في الاستفتاء للمصالحة الوطنية التي يدعيها و يعلن ايمانه بها من خلال فترات قصيرة الامد مستخدمة اياها كتكتيك بين مسار المرحلة التي رسم لها ما يريد ان يصل، ام يعتبرها تكتيكا مر عليه الزمن و ليس له الحاجة بها و ربما خوفا من انه من المتوقع ان لا يصدقه احد بعد ما عمل بما لا يمكن ان يعمله اي احد غيره . انه يتصرف و كانه دبلوماسي و سياسي محنك لحظة و يسلك طريق و اسلوب الشوارع في لحظات اخرى، كما حدث في سبه و شتمه للقضاة و القضاء, و كم مرة احرج من انتقد خطواته باسلوب جاف بعيد عن كل الاعراف و العادات الدبلوماسية و السياسية . لا يهمه ان كان يريد ان يندمل جرحا ينكأه بكلمة او موقف او خطوة, يفكر بانه افضل ما يسلكه من السير الصحيح في نظره و يخالفه المتابعون لمسيرته و لا يعلم بانه لا يتوافق مع حتى التقليد السياسي لبلده .
يهتم بشريحة و يهمل اخرى، يعادي البعض و يصادق الاخر في لحظة و من ثم ينقلب الى العكس في لمحة بصر. من يعتقد بانه يستمر في تقاربه و صداقته للحزب القومي المتطرف فهو لا يعرف اردوغان و عقليته، و من يفكر بانه يعادي الحزب الجمهوري الى النهاية فهو لم يقترب من فكر اردوغان و مزاجه و نظرته الى السياسة في خطوة واحدة .
انه باسلوبه و طموحاته يمكن ان يكون خطرا و شرسا و مضرا بالحيوان قبل الانسان ايضا . فهو لم تبرز منه اية اشارة الى اهتماماته الستراتيجية بشكل نهائي بقدر ما يعرفه الجميع بانه لا يجهر ما يهم به في لحظات التي يمكن ان تصدرمنه امور نتيجة ردود الافعال تجاه ما يلامسه في يومياته . انه يستهتر احيانا بحتى القيم التي يحملها و لا يعلم المتابع باي عقل يسير و ما هي اولوياته في الحياة . انه لم يوضح فكره السياسي, لازال يدعي احيانا ايمانه بما يسير عليه الغرب في وقت يسلك ما يبعده عنه، و في المقابل يبين و يظهر بانه عكس توجه الشرق و يبرز و يفعل وفق ما لا يؤمن به في قرارة نفسه في الوقت ذاته, و يقع كل ما يخطوه في مصلحة الشرق و على عكس ادعاءاته .
انه اردوغان و تركيا ماقبل و بعد الاستفتاء, و ما لديه من المكرمات التي يدعيها و يريد ان لا يحرم المنطقة منها بعقليته المتنوعة التوجه و المختلفة التركيب و التدبير . من الواضح انه لا يعلم ببعض ما يفعله وكانه يسير على خطا من يتخذه قدوة من ما يدعيه من الاقدمين، و في اللحظو ذاتها يفتعل امورا انه ينكأ بها حقا الجروح التي اصيبت بها الجهات المختلفة من مَن يتعامل معهم, سواء كانت في بلده او في المنطقة بشكل عام, و يريد ان يتقدم بشكل مستقين الا انه يجد نفسه على خطى متخبطة مبنية على عقلية متشابكة دون اي رادع يوقفه عند حده، وانه لا يعلم بانه حتما سيسطدم بما لا يستسيغه في النهاية و يكون مصيره مجهولا باي شكل كانكما كان حال غيره من قبل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راي حول مابعد نعم تركيا في الاستفتاء
- ضياع الشعب الكوردي بين التطبيل و التضليل
- في ذكرى عمليات الانفال السيئة الصيت .... لماذا لا تعتذر الدو ...
- فقدان الشعب العراقي لقائد تاريخي منذ تاسيس دولته
- الثقافة الكوردية المتميزة من مقومات بناء الكيان الخاص به
- من هو المراقب الرئيسي و المساعد في القضية الكوردية ؟
- هل المفروض هو الاستناد علی الدستور العراقی ف ...
- العراق بحاجة الى معركة ثقافية قبل العسكرية
- كيف يمكن حل مشكلة كركوك ؟
- هل يستمر الاسلام السياسي في حكم العراق
- نرجسية اردوغان تفشل تركيا بعد نجاح نسبي
- هل رفع العلم الكوردستانی مفتاح لحل القضية الكوردية ؟
- مصلحة الشعب بين صراعات بغداد و اربيل
- هل تعيد حلبجة القادة الكورد الى رشدهم ؟
- تشويش اردوغان في المرحلة الانتقالية للمنطقة
- اردوغان و البارزاني يريدان ان يعيشا المستقبل في الماضي
- فشلت ذنبا لأوربا تريد راسا لآسيا
- التخبط في الوعي الفلسفي العراقي لما بعد السقوط
- لماذا كل هذا الغضب ؟
- المراة ضحية نفسها اولا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - يتصرف و لا يعلم بانه ينكأ جرحا طريا