أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - عتمة الوطاويط !..














المزيد.....

عتمة الوطاويط !..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


سيل من القرابين
على مستنبتات معفرة
شبيهةٌ بميتات
تدق طبول البكاء لرثاء آخر.
وصفٌ طويلٌ من الاجراس الجذلى، معمم بالمكيدة الأنثوية الشبيه بوسادة من ريش ناعم يغص بالخواتم الرئاسية، وببغاوات ملكية مريشات بألوان زاهية، لكنه هذا الأبق، الخارج من شيخوخة ملامساته، قطعاً لا يرغب بأي امرأة، إلا من يختارها خبيرة متفرسة، لتنظم شؤون ملكات اليمين بعد كل ركعتين يقيمها على سريره أو في باحة الاسلحة. وغالبا في باحة ارتقاء نساء السفراء اللواتي يغرقن بأحضان السندس والبخور حتى موعد افطار الرئيس بموزتين وملعقتين من عسل ثدي روحاني فاتح للشهية وبعد كل معاشرة يأذن لأزواجهن تقبيل خاتمه المقدس قبل السماح لهم بالنوم. أعتاد سموه على أكل المرتزقة قبل أن يوافيه الأجل " رحمه الله " وينتهي كما قطيع من اللحم النتن.
لسنا مجبولين كي نموت ضحكا
ولا بنفس الاهمية أن نمسك بخناق
اصبع " تقدس منبته"
أن لا يندس أبعد من السنة الماضية
على غير مزاجنا الهضمي،
وبعد كل تقبيل لكفه
نسترحم لذي الكفين الناعمين.
أي حظ عاثر، بعد كل ركعة،
نتعثر بفناء من أعذاق الموز
ونتقطر لوطيين برائحة بخور الكوكائين.
وأنا كما النعش
المثلج بغاز الهيليوم النقي،
تجتاحني اعماق جسدي المسجى.
هل يتذكر قلب الغابات الغريقة
استراحة جسدي الداكن
وهل يتذكر أن يديّ، حينها، أقل باطنية
كانت تنسدل على جانبي أقل شيخوخة
وصحيح أنهما بدتا غريبتين عني
إلا أني كنت أظنهما كانا بحاجة لقيلولة
بعيدا عن الكتان المشبع بالعرق الخالد
وعن البحث في خبايا بركان جسدك الطاعن بالنوم.
أية سماء خالية من سحب
ونهر من أسرى حروب متعفنة،
تصعد رئتي عزفاً في أغشية الآت موسيقية
لا أحد يستطيع رؤيتها.
قيل أنه في آخر اجتماع دورة اعتيادية للكهنة، كان الجميع حاضرين. ذوو العمة السوداء والبيضاء والبنفسجة الغامقة. ويقال أن أحد الحضور جاء من بلد الشموع الجنائزية وأكباد الاغنام المتبلة بالروائح الوطنية.
ودون أن يطلب منه أحد، تقدم لمنصة الخطابة، أقل الحضور سناً، مغتلم بأسنانه اللبنية، وكأنه شبيه بفتاة طاعنة بالزنابق، أبيضاً.. ناعماً، يختفي تحت بزة استعراضية، وأيضاً يخفي كفيه بقفازين من الستان الأحمر. مع أنه كان يطرز اصابعه فوق الستان بخمسة خواتم فضية بفصوص الفيروز والكهرمان الهندي، مهذباً مثل خادمة فلبينية تقوم على خدمة أسرة عريقة من الطراز الانكليزي. ويقال أنه بعد أن تنحنح وأثنى على الله بكلمتين، تفحص الجميع وكأنه يراهم من خلال شرفة عالية، وبالكاد استطاع أن يفرك جبهته الناصعة بأصبعين. ومما قيل أيضاً، أنه جعل كل من في القاعة يتحسسون اصابعهم. ولأنه استطاع بعد أن كف الجميع من ذهولهم، وأن يتنحنحوا بعد أن مسحوا عيونهم المغمورة بالتأثر البارع، أن يجهر القول بصوت ناعم:
" أيها السادة المؤمنون. إن موضوع تنافر أصوات الطيور ، ليس فقط يجعلها تصدح بأصوات عالية فقط، إنما يدفعها أن ترطن بأصوات ممتلئة بالمرارة، لأنها ببساطة، تشعر بالحب دون متعة. من هنا وأنا بكامل النشوة كما لو أنني خرجت تواً من زجاجة عطر وردية، أعترف بأني أكثر الحضور أحقية من بين أخوتي التسعة والتسعون المسجلين بالتاريخ الهجري، وغيرهم ممن يدعون بهتاناً، أنهم أولاد أبي. من هنا وبأسناد ودعم كاملين من الذين لا يتجرأ أي منهم، على أن يبصموا إلا بإبهامه، ولا يختموا إلا بفضة خاتمه، أدعوكم بعدد الرمل في الأحشاء، أن تطفئوا الشموع لأننا أحوج للعتمة، للوقوف من التوقير الشخصي، وقراءة سورة الفاتحة على " رحمه الله " ... أبي أنا فقط.
على عشب بري تتسلق أصابعي
تتسلق معها طعم الوحدة على حصى ناعم.
حبيبتي التي كما تخوم حشاشتي،
أن الحب كما قطار هارب من الجليد
وأن عمودك الفقري كم هو طويل.
أين بقية الأصابع؟.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة بلوغ الأعمق..
- ماذا يحدث ؟..
- أي كلمة هي؟!..
- تتفتُ وفراً...
- كثير من الألتواء...
- بعطر البنفسج يتنفس مائي..
- مدينة أحساس ....
- تعال...
- ما وراء كثبان النأي!...
- استراحة لسفر آخر..
- ما يشبه الحرب !..
- أنتظار ، من؟!...
- زهرةٌ مطعونة بالشتاء!.
- حنين الفطرة...
- الخارج أنثى...
- دعوة ، للدنو أكثر !..
- ما يمتدُ، حد نصفنا!...
- مطر الأجنحة...
- المطر السياسي !..
- نجيع، بنكهة مطر...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - عتمة الوطاويط !..