أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - قليل من التأمل لن يضر















المزيد.....

قليل من التأمل لن يضر


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 15:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- تأملات وخواطر إلحادية – جزء تاسع عشر .

هى مجموعة من التأملات المطروحة تطلب القليل من العقل والمنطق عند التعامل معها لتزيح جانباً من المسلمات والأفكار والفرضيات الخاطئة التى مازالت تجد مكاناً عند الكثيرين .. هى تأملات تحاول تقديم الوعى من خلال السؤال والإسقاط بغية الحراك الفكرى والإستيقاظ .

- ألا تبكت نفسك عندما تجد أنك بذلت فكراً فى إختيار منزلك وأثاثه وديكورته أو تدقيقك فى إختيار سيارتك بينما لم تبذل أى مجهود فى إختيار إلهك أو دينك .. لاحظ اننى أتحدث عن تفكيرك المنطقى الباحث ولا أتحدث عما تم تلقينه وتعبئته فى داخلك .

- إسقاط .
أليس من السخف القول أن إبنى ماركسى أو جمهورى او ليبرالى لأدون هذا فى شهادة ميلاده , فأليس هذا هطل وتعسف وإستخفاف .. لا تستغرب فهناك من يفعلون هذا ويرونه شئ طبيعى , وهناك من يفتخرون بهذا الطمس والوصاية على الصغار .. لا تسأل لماذا نحن متخلفون , فالقهر والوصاية والطمس يُمارس علينا منذ اللحظة الأولى فى الحياة .

- عندما كنت طفلاً كان لدي صديق تخيلي بلحية بيضاء كثيفة أتحدث إليه وأشاكسه , هذا الصديق هو الرب , ولكن بعدما كبرت أدركت أننى كنت أتحدث مع نفسى , لأفهم أن بالإمكان الحديث مع بشر حقيقيون كصديق أو حبيبة لأبوح لهم ولا داعى لأتحدث مع نفسى .. تكون القضية هى القدرة والجرأة على البوح بدون خجل .. فكرة الإله جاءت للرغبة فى البوح بلا خجل وتجاوز التورط .

- هناك فرق هائل بين من يولدون أغبياء ومن إختاروا أن يكون أغبياء , فالأوائل يجب الترفق معهم , والآخرون يجب توبيخهم خاصة لو كانوا متبجحون بغباءهم .

- هناك متبجحون بفجاجة عندما ينعتون من لا يؤمن بمن يشق البحر بعصاه , ومن يقوم من الاموات , ومن يتجول فى الفضاء الكونى على ظهر بغلته بأنهم أغبياء , فمن الغبى هنا ؟!

- يقولون أنت على فكر وايمان خاطئ , ولكن لم يسألون انفسهم عن إحتمالية أن يكونوا هم على خطأ .. العملية الإيمانية أيا كانت مضللة متغطرسة .

- لا يوجد دينان يتفقان فى فكرة الإله بل أقول انك لن تجد مؤمنان بفكرة الإله يتفقان تماما فى مفهوهما وتصوراتهم عنه , وأتصور أن هذا شئ منطقى , فهكذا هى فكرة إنسانية متباينة فى كل رغباتها وخيالها وزاوية رؤيتها للحياة , لتبقى المشكلة فى الأديان التى تحاول قهر المؤمنين بفكرة واحدة صنمية عن الإله فلا مكان للخيال والرؤية بالرغم أن الفكرة غارقة فى الخيال .!

- لنسأل من يتشبثون بمقداستهم ويتعصبون ويضحون بحياتهم فداءاً لهذه المعتقدات من أين جاءوا بكل هذا الايمان واليقين هل توصلوا لإيمانهم بعقولهم ؟..هل درسوا كافة المعتقدات الاخرى ليجزموا بصحة معتقدهم أم هى هوية الجغرافيا والإنتماء والوراثة ..الجغرافيا ليست سهول ووديان وجبال وصحراء بل هوية وإنتماء وتاثر بطبيعة المكان لينتج ثقافة .

- نحن نتكون من تخصيب بويضة أنثوية بواسطة حيوان منوى واحد وسط ملايين من الحيوانات المنوية كحالة من الصدفة والعشوائية المُفرطة , فإذا تبدل الحيوان المخصب بحيوان منوى أخر من هذه الملايين , فإننا أمام صور أخرى من أنفسنا غير الصورة الحالية . عندما نضع عملية التخصيب فى وضعية زمانية مكانية ستعطينا ملايين الحالات المختلفة بمعنى أن وجودى من عملية التخصيب تلك سيأتى بنتائج مختلفة حسب الجغرافيا والمكان الذى إحتضن التخصيب , فمثلا فى الهند غير مصر غير رواندا غير كولومبيا , كذلك لو حدث التخصيب فى زمن الأغريق غير حدوثه فى عصر حجرى أو عصر بابلى أو عصر حديث ففى كل حالة سنحمل موروث جينى ثقافى إجتماعى قيمى شديد الإختلاف والتباين حسب حظ عملية التخصيب وزمانها ومكانها من الجغرافيا .. سنحمل موروثات ومعتقدات ورؤى وأمزجة شديدة التباين حسب عشوائية عملية التخصيب .. لى مقولة قد تفيد فى هذا المقام " الإيمان هو نتاج عملية تخصيب بويضة ما , بحيوان منوى ما , تم فى زمان ما ".

- يقولون لكى تحصل على الأمان بعد موتك عليك بالإيمان بالإله , ولكن هناك فرضيتان أو قل إشكاليتان فى هذا الطرح تطلبان التحقق .. الأولى عن : هل ما بعد الموت حياة حقيقية . هل ستكون هناك حياة أصلا لتكون آمنة او متعبة ؟ والفرضية الثانية : إله مَنْ , وإيمان مَنْ المُعتمد من قِبل هذا الإله ؟!.

- لا تندهش إذا قلت أن إنتشار الأفكار الإيمانية الخاطئة تأتى فى سياق فكرة الإنتخاب الطبيعى , فالتسليم بأفكار خاطئة لا تستند إلى أى عقل ومنطق وعلم ستوفر على أصحاب الإيمان إستهلاك تلافيف أدمغتهم هههه .. ولكن لاحظ أن الإنتخاب الطبيعى ليس مثالى متحركاً نحو الأمام دوماً .. كذا أن أدمغة الحيوانات لا تستهلك كثيراً .

- مرتجى انسان بسيط كان مصيره مستشفى الامراض العقلية بالعباسية بعدما أخذ يردد أن كل الأرض والشجر والزرع والحجر والحيوان هى مِلكه مُسخرات لنعيمه , مطالباً ان يتم تسجيل ممتلكاته فى الشهر العقارى , فلماذا كان مصيره مستشفى الامراض العقلية ؟ فالإله والبشر يزعمون ويقتنعون بذلك بدون الشهر العقارى .

- الذين يعتقدون بوجود فكرة تحتكر وتنتج الخير والشر فى كينونة هذه الفكرة , فالإيمان بتلك الفكرة شئ مُخرب ومُدمر يلح على طلب التخلف , فقد جعلت المُنتج السلوكى خارج الإرادة الإنسانية مستسلماً لأقدارها وترتيبها .

- أيهما منطقى وعقلانى أن نعزى الخلل والشر إلى فعلنا الإنسانى أم نلقيه على فكرة هى التى تنتج الخلل والشر , ولكن لو تعاطيت عقلياً ومنطقياً وعلميا بأن الخلل نتاج الإنسان والطبيعة الغير مُريدة من أجل أن تنقذ هذه الفكرة من الحماقة والعبث , فأنت تقوض هذه الفكرة وتلقى بها فى صندوق المهملات .

- غريب هو التقييم لدى المؤمنين فعندما يعانى أحدهم من حالة إنفصام وهلاوس ليُقال عنه مجنون أو قل صاحب حالة مرضية نفسية بينما لو عانى أشخاص كثيرون من الهلاوس والوهم قيل عنهم أصحاب دين وإيمان .!

- يدعى أحدهم أن العلبة التى فى يده فيها فيل ويحاول إقناعك بهذا ويغضب منك كثيراً لو حاورته وأبديت عدم قناعتك بأن العلبة ليس فيها فيل , فأليس من الأفضل أن يفتح العلبة لإثبات أن فيها فيل , ولكنه يغضب وينزعج من هذا الطلب .

- يدعى أحدهم بوجود الفنكوش فهل يمكن أن يتواجد الفنكوش على لسان البشر بدون وجود مَلموس ومُعاين منهم للفنكوش , وكمثال لو ذكرت لك كلمة " إستنطبيشا " هل تتقبلها هكذا أم بعد أن تسأل وتتلمس أبعادها ولونها ورائحتها , فلماذا تقبل بالفنكوش ؟!

- مجموعة من البشر إقتنى كل واحد منهم ثمرة طماطم ليقتنع كل فرد ويجزم إنه يمتلك ثمرة طيبة بينما ثمار الآخرين فاسدة .

- فلنتأمل هذه المفارقة .. فلو إفترضنا أنك إخترت الإيمان بإله خاطئ أو للدقة أنك إنتسبت وراثياً لفكرة إله خاطئ , فهذا يعنى أنك فى كل مرة تذهب لعبادته فى دار عبادتك ستجعل الإله الحقيقى يشتاط غضباً بالرغم أنك حسن النية فأنت تقصد عبادة الإله .

- عندما تبحث فى ثنايا أى دين أو أيدلوجية ستجد مشروع سياسى عرقى قومى معبراً عن مصالح الأقوياء والنخب كامناً فى الثنايا , وفى بعض الأحيان لن يرهقك البحث لتجد الطرح الأيدلوجى السياسى مطروحاً بفجاجة .. ومن هنا علينا أن نفطن وندرك ونرفض تقديس السياسى والنخب القديمة .

- عندما نتأمل الأديان والأيدلوجيات بعمق , فتكون المعرفة الحقيقية عنها فى نظرتها للجنس , فمفهوم الجنس والرغبة والشهوة أنتج الفكر والأيدلوجية لتظهر بفجاجة فى بعض الأيدلوجيات .. تكون المأساة هو تصدير شبق وهوس ومفهوم إنسان قديم عن الجنس إلى إنسان معاصر لتتشوه الرؤى والأفكار والنهج .

- الإنسان ينجذب لأى فكرة أو أيدلوجية ويتحمس لها ويُفْعلها ليس من منطلق أنها واجبة الخضوع والإمتثال بل لأنها تعبر عن مكنوناته ورغباته الداخلية , فمن يريد أن يطلق العنان لرغباته العنيفة أو الذكورية سيتحمس لأيدلوجية تجعله يمارس عنفه وفحوليته بمزاجية ودم بارد , ومن هنا فالعلاج إما بمصادرة وإقصاء وحجب الأيدلوجية العنيفة أو طرح مشروع إنسانى جديد وتأصيله لأتصور أن الخيار الثانى هو الأنجع بالرغم من صعوبته .

- إياك تتصور أن هناك مؤمنون مخلصون لدينهم يبذلون الغالى والنفيس فى سبيل التبشير والدعوة لدينهم .. إنهم باحثون عن قضية يثبتون بها وجودهم وهويتهم المُهمشة , أن يحققوا وجودهم بالإخلاص لفكرة والتماهى فى قضية ..الإنسان عندما يُدرك فلسفة الوجود والحياة كاسراً من يَسحق و يُهمش وجوده سيختلق قضايا اخرى يتماهى فيها .

- إستوقفنى شئ فى الإنسان الدينى فهو شخص فاقد الأهلية والتفكير والتمييز يعيش حالة من القصور الذهنى ليتمرغ فى وضعية عدم الفطام , فعلى سبيل المثال نجده مستمعاً مستجيباً لفتاوى تُحرم على المسلم تهنئة جاره المسيحى,لتشكل هذه الفتاوى حرجاً لأصحاب فكرة التسامح والتعايش الدينى , لنجدهم يُعلنون أن هناك فتاوى مضادة تجيز للمسلم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم الدينية , فبغض النظر عن أي الفتاوى صحيحاً , فلماذا ينتظر المسلم من يُملى عليه فكره وسلوكه فى أمور لا تطلب فتوى فهى تمس الفطرة الإنسانية السوية , فالتهنئة والمودة لا تطلب فتوى علوية فهى فى سياق التحضر الانسانى , ولكن هكذا الوصاية على العقل وهكذا عجز العقل عن التفكير وإتخاذ القرار .

- تخيل .
أعلنت شركة سويسرية للأدوية أنها توصلت إلى عقار الخلود وأنها تنوى طرحه فى الأسواق قريبا , فماذا تتوقع أن يحدثه هذا الإختراع الفذ : هل تتصور أن البشر سيذهبون لمعابدهم , وهل سيبدد أحد دقيقة من وقته فى صلاة وعبادات , ولو وجدنا حينها أصحاب نزعة العبودية حاضرون , فهل ستجدهم يقومون بالطواف حول المصنع السويسرى أم لا .

- تأمل أكرره كثيرا جدير بالإعتناء .
حاول ان تجد أى معنى أو قيمة أو غاية لإنسان يعيش على سطح حبة رمل وسط سبعة مليارات من البشر يتعايشون مثله على أرض بمثابة حبة رمل وسط صحراء كونية شاسعة ليكون مصيره الذوبان فى الطبيعة ليدخل فى وحدات وجودية أخرى لتتبدد ذكريات وأحلام وحب وفرح وحزن وأمل وخوف وقلق وألم ملأ دنياه بها صخباً ليذوب فى نهاية المطاف بجوف دودة , من الصعوبة بمكان تحمل هذه العدمية ومن هنا جاء ضرورة خلق معنى وغاية ولو وهمية.

- القصة إما كسلاً أو طمعاً أو غروراً .
رغم تهافت الاديان وسذاجتها وخرافاتها وتناقضاتها مع العلم والمنطق والحياة إلا انها ستبقى حاضرة لأنها تقدم فرضية الحياة بعد الموت لتجعل تخلى المؤمن عنها عارياً يخبط رأسه فى جدران العبثية واللامعنى .. المؤمن ينصرف عن خلق معنى من مفردات حياته الأرضية إما كسلاً أو طمعاً أو غروراً أو جهلاً .

- فكرة اليقين المُطلق تحتاج لمستوى ضحل من الذكاء أو قل للدقة الغباء للإقتناع بها , بينما فكرة النسبية إحتاجت عقلية أينشتاين حتى تظهر للوجود .!

- مشكلة البشرية فى الخوف , فهل هى ميزة أم ضعف , فأنت لن تجنى شيئا من تهديد الدجاج وإثارة الفزع فيها لتعطيك بيض , بينما لو هددت إنسان فستحصل على ما معه من بيض .. هكذا إنتشرت أفكار وأيدلوجيات والمصيبة أن هناك بشر تحمسوا وتشبثوا لمن هددهم ليكتبوا فيه أشعار وأزجال .!

- تنبيط والحدق يفهم .
أعلن بيل جيتس أنه ينوى تقديم نسخة متقدمة من الويندوز علاوة على برامج رائعة متقدمة ليشترط فى المستخدم أن يسجل عبارة " كل المجد والعظمة لبيل جيتس " كباسوورد للدخول , فبماذا تصف بيل جيتس هل هذا حقه أم أن النرجسية والهوس تملكه .

- سر تقدم الإنسان وتطوره أن عقله لم يحظى على الأمان والسلام فكلما إرتكن للأمان فإعلم انه فى سبيله للسكون والخمول فلا يوجد شئ يهدده , لتكون النتيجة قولبة وغيبوبة ونهاية عقل .. الإنسان يتطور من قلق العقل لينتج أفكار تتصارع لتنتج فى النهاية فكرة قوية تُهدأ من نفسه ولكن ما تلبث أن تظهر فكرة أخرى تتصارع مع القديمة فهكذا هى الحياة , لذا فالمشكلة هو الركون لفكرة والإستسلام لها .

- طالما مازلت محتاجاً لقوة من الخارج لتمتن عليك بالأشياء الرائعة التي حصلت لك , أو لتلومها على الأشياء المؤلمة التي وقعت معك . فلتعلم إنك مازلت فى مرحلة الرضاعة حتى لو كنت صاحب شوارب .. عندما تدرك وتعترف بأن الأشياء الرائعة والقبيحة هى من إنتاجك ونتاج ظروفك الموضوعية فانت قد تحررت من الفطام .

- أتجول فى حديقة بمدينتنا وأمشى وسط ممرات للمشاة صنعوها من بلاط حجرى ..ألمح ظهور نبت أخضر صغير بين فواصل البلاط .. يقول مرافقى سبحان الله من وسط الحجر خلق النبت , ومن قلب الحجر يرزق الدود .. أرى أن هذا النبت الصغير الذى ظهر بين فواصل البلاط يختزل فلسفة الحياة .. فعندما أُتيحت الفرصة ظهرت الحياة رغم أنف الأحجار الكبيرة الممتدة وأنف الاله .

- جاهدوا لإسترجاع جيناتكم .
يقول إله القرآن : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدى لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تُبدَ لكم." ويقول إله الكتاب المقدس :" توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد " .
التنفير من السؤال والتسليم هو نهج الأديان والأيدلوجيات الهشة لتحصين الهراء لتكون النتيجة كارثية بمحو جين السؤال فى الداخل الإنسانى ليستدعى الجمود والتخلف ..السؤال هو الذى جعل الإنسان إنسانا.. جاهدوا لإسترجاع جيناتكم.

- إسقاط ليس بعيد عن وعينا .
مازالت البشرية تعيش فى اسر أفكار مشوهة لتقبل ببلطجى ينهال بالضرب والصفعات والركلات على رجل بسيط حتى يخضع للبلطجى قائلاً له : إنني عندما أسمع منك تمجيدى وتسبيحى وخضوعك وانسحاقك لى سيتوقف الضرب.. المصيبة أن هذا المشهد يجد حفاوة لدى الكثيرون ويرون مشروعيتها ومن حق البلطجى , لذا لا تحدثنى بعدها لماذا نتمرغ تحت نعال المستبدين .

- الإنسان آمن بالغيبيات والحلول الخرافية ليس من منطلق أنها واردة فى أيدلوجيته المقدسة بل هو يواجه العجز والمجهول بمجهول آخر يحل به الإشكاليات الوجودية بصيغة سهلة بسيطة لتمنحه حلول سحرية فنتازية لذيذة ولكنها فى الحقيقة لم تقوم سوى بترحيل القضية .. لذا مازال الغيب حاضراً فى ذهنية عقول تسأل عن كيفية نشوء الخلية بديلاً عن كيف يسقط المطر , فالعجز والمجهول مازال قائما فى عقول تفتقد فلسفة المنهج العلمى .

- ما معنى الحياة وما هو الغرض من الوجود ؟ أسئلة تفترض أن الحياة لها معنى وعلينا إكتشافه , لكن هذا خطأ فالوجود الحياتى مادة لا يكون فعلها وحراكها إلا مادة بينما الجدوى والمعنى فكر إنسانى .. إن الوعي الإنسانى عندما يتعرى من أوهام الأنا الذاتية سيصطدم بحقائق صعب قبولها عن وجوده ومعنى حياته , فالحقيقة أن المعنى والقيمة والغاية إبداعات الإنسان بتفرد يسقطها على الأشياء .
الوهم بأن حياتنا ذات معنى وجدوى وغاية جعلتنا نخلق الآلهة والعالم الآخر لتجعل لوجودنا معنى , فلو أسقطنا فرضية وجود عالم أخر والحساب وكل هذا الهراء فلن تجد أحد يعبد آلهة .

- مشكلة الإنسان أنه أدرك من الرياضيات إمكانية وجود الأزلية والأبدية ولا محدودية الزمان والمكان , ولكن العقل البشرى لا يستطيع تخيل اللامحدود فلو تخيله فسيصير محدوداً لذا ليحل هذه الإشكالية أو قل ليهرب منها قام بترحيلها بإنتاج فكرة كيان غير محدود , ولكن فكرة اللامحدود بالزمان والمكان تأبى أن تتركه فى أوهامه فقد صار نقطة على خط مستقيم لا نهائى .

- لماذ ينتقضون من الإلحاد فأليس الإلحاد هو أساس التفكير المنطقى والعلمى , فإصحاب العقل السليم لا يمررون فكرة الا بعد الشك فيها وتقليبها ولا أقصد هنا أصحاب القولبة والإنبطاح والتقليد .. أليس كل المؤمنين ملحدين بالكل إلا معتقدهم , فلما تستغربون من الذى يلحد بالكل ولا يستثنى أحدا ؟!

- إمنح رجل سمكة ستطعمه يوما .. إمنحه وهماً بفكرة من سيمنحه السمك ستجعله يموت منتظراً واهب السمك .. إمنحه صنارة كأداة للصيد فستجعله يعيش بدون منحتك ولا فكرة من سيمنح السمك .

- أن يفسر المجهول بالمعلوم هو إجراء منطقي , أما أن يفسر المعلوم بالمجهول فهو شكل من أشكال نزق الإنسان وتخاريفه ورغبته العيش بلا منطق فى عالم شديد الصرامة يُهمش وجوده .

- ليس معنى العجز عن إجابة سؤال أن أى إجابة مطروحة لإسعاف الجهل ستكون صحيحة .

- اذا لم يكن الانسان موجود في هذا الوجود فهل تكون هناك قيمة للإله سواء وُجد أو لم يُوجد ؟! فالإله ليس له أى قيمه أو معنى ألا بوجود الانسان .. ومن هنا يتضح أن الانسان صاحب القيمه وليس الإله .

- بلاش وجع دماغ .
سؤال هل أنت محتاج لوجود إله ؟ فإذا كان إيجابك بالنفى فلا داعى لتبحث فى وجوده أم لا , وإذا كان إيجابك بالإيجاب فليكن هذا الإله موجوداً حتى لو لم يكن موجوداً , ولكن المهم ألا تكون عنيداً بل صادقاً مع نفسك فى الإجابة , فلا تقدم الوهم على الواقع .

- تعيش شعوب فى جهل وتخلف ولكن يمكنها الخروج من تخلفها متى أدركت الواقع الموضوعى وتعاملت بأدواته ولكن يستحيل أن تخرج من جب التخلف متى جعلت جهلها مقدساً .

- نتلمس كل العذر للإنسان القديم الذى كان يتعثر فى الظلام ولكن ليس هناك أى عذر لمن يتعثر فى نور الكهرباء .

- ألم يحن الوقت أن نفهم الحياة والوجود كما هو بدون اضافات ليست فيه , ألم يحن الوقت أن نتبنى حقيقة قاسية من أن نعتنق خرافة مطمئنة .

- عندما تتواجد فكرة تسيطر وتهيمن على البشر لتمسخهم وتبث الفرقة والعنصرية بينهم مُغيبة عنهم الوعى والسؤال , فحينئذ هى فكرة مُخربة مُدمرة ليكون أولوية البشر قبل الإصلاحات السياسية والإجتماعية إسقاط هذه الفكرة .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى دفتر الحياة-تأملات على أوراق ملونة
- إفتح ياسمسم-حجة62إلى71تُفند وجود إله
- وإحنا مالنا-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- إعترافات ومعاناة إله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- الكراهية فريضة إسلامية هكذا قوله وليس قولنا
- اللعنه على المادة أفقدتنى رومانسيتى
- هناك فرق .. فلتقرر أيهما أفضل
- أسباب وجذور تخلفنا
- وهم الحقيقة - تأملات وخواطر إلحادية
- مفاهيم وتعبيرات خاطئة-تأملات وخواطر إلحادية
- الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر
- رباعياتى
- مفاهيم خاطئة شائعة-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- مزاج إله سادى-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- كيف تفسر هذه المشاهد-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أسئلة مُحيرة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى
- مائة حجة تُفند وجود إله-من 57إلى 61
- تأملات فى الإيمان والدين والإنسان


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - قليل من التأمل لن يضر