أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وحاجات الامة العراقية















المزيد.....

المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وحاجات الامة العراقية


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أمريكا ومنذ بروزها على ساحة الصراع السياسي ، تعمل من خلال علاقاتها الخارجية باتجاه تحقيق هدفين الأول: حماية وخدمة المصالح الأمريكية والثاني: تأكيد القيم التاريخية لأمريكا في الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكثيرا ما عملت على توظيف القيم أعلاه لخدمة المصالح الأمريكية ، فهي دائما رسول السلام والمدافعة عن حقوق الإنسان، أما نحن فقد وقعنا في هذا الفخ ،لان أمريكا أسقطت نظام دكتاتوري عجزنا عن إسقاطه على الرغم من التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا في هذا الاتجاه ،فوقعنا فريسة التضليل الأمريكي الذي جعلنا نهلل وبفرح عارم أمام الغزو الثقافي والمد العولمي ؛,وكأن الحضارة التي نفضت علينا ازبالها لا تحوي غير هذه الازبال ؛ لماذا يدعونا (المتحضرون) الى الاهتمام والدفاع عن المثلية الجنسية مثلا تحت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان؛ ومحاربة الدين والثقافة بحجة الحداثة ومحاربة الإرهاب ؛في الوقت الذي تنتعش فيه الأصولية المسيحية وهي التي تقدم الدعم الكبير للايدولوجيا( البوشوية) ،وفي الوقت الذي نرى فيه وعلى امتداد أوربا وأمريكا بشمالها وجنوبها ؛ يتدافع الناس بالآلاف لمواجهة العولمة وسياسة منظمة التجارة العالمية ولا نعرف نحن إلا سياسة الانبطاح الاستسلامي او التهليل لشعارات العولمة والحداثة ؛ ولم ندر أية حداثة علينا ان ننتقل إليها ؛ هل نظرنا الى واقعنا وطابقنا بينه وبين المد الحداثوي العولمي القادم على ظهور الدبابات؟ هل ان المشروع الثقافي السياسي التغييري المطروح جاء تلبية لحاجات الأمة العراقية ؟ ام انه فرض عليها وبشكل عمودي ؟ اننا نرى المشروع التغييري مشروع او نسق ثقافي وافد تحاول النخب السياسية ان تفرضه وبشكل قسري على الواقع الثقافي والاجتماعي للأمة؛ فنقول إنها (الليبرالية المتوحشة) المحمولة على ظهور البوارج والصواريخ العابرة للقارات .
اذا كان بعض الباحثين قد سمى المشروع الأمريكي المطروح في العراق ب( الليبرالية المتوحشة ) فان وزارة الخارجية الأمريكية بقيادة رايس كانت قد طرحت نظرية او مقولات ما سمته ( الفوضى الخلاقة)في حديثها الى صحيفة الواشنطن بوست ، حيث قالت إنها تؤيد وبشكل قوي التحولات الديمقراطية التي لابد أن تحدث في المنطقة العربية حتى وان أدت هذه التحولات الى عدم الاستقرار، قائلة إن عدم الاستقرار هذا ، والفوضى التي ترافق او تعقب التحولات الديمقراطية ، هي من نوع الفوضى الخلاقة ، والتي تنتج كما ترى سيدة الخارجية الأمريكية وضعا أفضل للمنطقة، والأفضل هذا الذي تراه او ترجوه رايس من وجهة النظر الأمريكية هو ما يخدم مصالح وإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ،وإذا كانت السيدة رايس تذهب الى شيء فإنها تذهب الى او ترجوا من خلال الفوضى الخلاقة هذه، نقل المنطقة من حالة الاستقرار والجمود الى مرحلة الحركة والاهتزاز لكي يمكن للإدارة الأمريكية حين وصول المنطقة الى هذه المرحلة الدخول على الخط والتأثير على تجاذبات اللعبة السياسية، نقول تدخل على المشهد السياسي والاجتماعي ، وهذه هي فرصة التدخل وإعادة تشكيل بنى الواقع الاجتماعي والسياسي ووحداته من اجل خدمة السيناريوهات الأمريكية المعدة لتشكيل مستقبل المنطقة ،لكن هل تستطيع مهندسة السياسة الخارجية الأمريكية ان تتحكم بالنهايات الدراماتيكية على مسرح الإحداث كمخرج لهذا العمل الدرامي ، فقد يخرج الممثلون عن النص وعن الخطة الإخراجية التي وضعها السيد المخرج ،فقد تصبح الأمور هلامية رجراجة أكثر مما يجب فتموع وتنسل من بين أصابع السيدة رايس كما تفلت حبات الزئبق ،وبالتالي تجعل المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات . وهذا ما حدث في العراق ؟،حيث تحول العراق في ظل هذه السياسة الى اخطر منطقة توتر في العالم .
الفوضى الخلاقة وكما حدث في العراق تعني إثارة الخلافات العرقية والدينية التي تقسم المجتمع وتنشر التشرذم والبلبلة وسيادة حالة من اليأس وبالتالي إرغام المشهد الاجتماعي والسياسي على الانصياع للأوامر والوصفات الأمريكية .
فالعراق بعد كل ما ناله من استبداد وقهر وتسلط على الفرد والمجتمع على يد نظام كان رمزا كبيرا للدكتاتورية قامت على رعايته ودعمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وقدمت له كل أسباب القوة والهيمنة ،ومن ثم فرضت حصارها الذي هز الكثير من القيم الاجتماعية والوطنية وخرب النسيج الاجتماعي والقيمي للمجتمع ، وجاء دور الاحتلال الذي رفع الغطاء من على قمقم الاستبداد فخرجت كل العفاريت والثعابين لتعمل نهشا في الجسد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي مشكلة مافيات لم يشهد لها تاريخ العراق مثيل فكانت أدوات إستراتيجية (الفوضى الخلاقة) ،التي عملت في السياق العراقي على خلخلت المنظومة القيمية والاجتماعية وسحق الهوية الوطنية للأمة العراقية؛ والبحث عن بديل للهوية الوطنية من خلال العمل على إحياء هويات أخرى كالطائفية والعرقية ؛ وهذا ما يقدم خدمات( جليلة) للمشروع الأمريكي.وهكذا نرى كيف تتحرك سيارة لتفجر قنبلة أمام مسجد او تطلق النار على مصلين انهوا صلاتهم توا في مسجد شيعي،هي نفسها تقوم بتكرار الفعل أمام مسجد سني والهدف معروف ، او تقوم شلة من القتلة بذبح شيعة في اليوسفية او اللطيفية او سلمان باك ،والهدف هو رفع وتيرة التخندق الطائفي ومن ثم سحق الهوية الوطنية.
وان (الفوضى) الخلاقة التي تعمل على أساسه السياسة الخارجية الأمريكية في العراق هو العمل على تفتيت وتهشيم النسيج الاجتماعي والوطني من اجل تمرير السياسات المرسومة وتحقيق الأهداف المخطط لها .
هكذا إذن عمل أعداءنا على دعوتنا الى خنادق طوائفنا وأعراقنا فسارعنا لنحارب بعضنا البعض ؛ وتركنا خندق الوطن والهوية الوطنية ؛ فافترقنا وتشتت قوانا ؛ وبهذا نجح الأعداء في إعادة العمل بسياسة( فرق تسد ) ولكن بطريقة جديدة وثوب جديد .وهنا تقع على المرجعيات الدينية والقومية مسؤولية هذا إذا اعتبرت نفسها ذات سلطة أبوية لجميع العراقيين وليست لطائفة دون أخرى في أن تعمل على خلق مناخ سياسي تمارس فيه المرجعيات الدينية والزعامات القومية دورا تربويا باتجاه تعميق الإخاء والوحدة الوطنية ، لا ان تعمل على آليات وأنشطة يمكن ان تعمق الاختلاف وتساهم في زيادة تمزيق النسيج الاجتماعي الذي يعاني من تشضيات وتخندقات لو استمرت ستقود الأمة الى مستقبل اقل ما يقال عنه انه مستقبل مجهول. فهم كما دخلوا عام 1914 العراق لكي يحرروه وأهله من الاحتلال العثماني؛ جاءوا هذه المرة لإنقاذنا من دكتاتورية صدام المقيتة ؛ وكأنهم جمعية خيرية تقدم خدماتها هنا وهناك .
هذا مع علمنا إن بعض المسئولين الأمريكيين أجابوا على سؤال: هل يدخلون العراق فيما لو تنحى صدام عن الحكم ؟ فأجابوا نعم إنهم سيدخلون العراق في كل الأحوال .
إنهم لم يأتوا لإنقاذنا وكأنهم (كودو) القرن الحادي والعشرين الذي انتظرناه طويلا ؛ بل جاءوا وفي أجندتهم خرائط جديدة للعراق و للشرق الأوسط . ولكننا مع هذا صفقنا للمشروع الأمريكي ولوحنا له (بيشاميغنا ) وخصوصا وقد جاء معه أبناء وطننا الذين يدافعون عن المحتل قبل أن يدافعوا عن أبناء جلدتهم .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والهوية الوطنية للامة العراقية
- نجادي الذي داس على ذيل التنين
- فساد الحكم وآثاره الاجتماعية والاقتصادية
- المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق
- طوبى للعائدين الى ارض الوطن
- الشاعر الخباز الذي رتل
- مثقفو القبائل والطوائف ومسؤلية المثقف العراقي
- دولة القانون .............دولة المليشيات
- الجندر : علم النوع الاجتماعي؛ هل نحتاج هذا العلم؟ ، وماذا يت ...
- المعوقات التي تواجه الكتاب العراقي ؛ البحث عن حل
- التحديات أمام الهوية العراقية ؛تذويت ألهويات الفرعية
- استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين
- ثقافة الاستبداد وصناعة الرمز
- عثرات الحكومة من يقيلها ؟
- واقعة جسر الأئمة
- المواطنة وتجاذبات المكونات الفئوية و تأثيرها على كتابة الدست ...
- من ينام على سرير بروكست (قراءة في مرجعية العنف في العراق
- الحراك السياسي في العراق حضور القبيلة والطائفة _غياب المواطن ...
- أزمة المواطنة والهويات الفرعية
- الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وحاجات الامة العراقية