أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر













المزيد.....

الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 22:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (95) .
- هذا هو محمدك يا شاهر (4) .

مقدمة .
هذا البحث والأبحاث التى تليه بمثابة تجميع لثلاثة كتب أنوى نشرهم فى إطار الأديان بشرية الفكر , الأول يتناول ماهية الإسلام وجوهره ومفردات تكوينه لنستهل بحثنا هذا فى ماهية وجوهر وتعريف الإسلام , ليليه مجموعة من الأبحاث تتناول مفردات وتكوين الإسلام وإقتباساته من معتقدات أخرى .
الكتاب الثانى عن المسيحية التى لا نعرفها حيث البحث فى جذور المعتقد المسيحى وإقتباساته من معتقدات وثنية أخرى سبقته لم تكتفى بجوهر فكرة المخلص والولادة العذرية بل إقتبست التعاليم أيضا .
الكتاب الثالث عن اليهودية التى لا نعلمها لأتناول جزئيتين أولهما فضح المشروع العبرانى العنصرى الإستيطانى كمؤسس جوهرى ومحورى للكتاب التوراتى , والجزئية الثانية إقتباسات توراتية من أساطير وقصص ومعتقدات أرض الرافدين ومصر والتى صارت معتمدة فى الكتاب المقدس والقرآن أيضا .

** الإسلام الذى لا نعرفه .
لا أرى إشكالية الإسلام مع العصر تقتصر على رغبة الأصوليين الإسلاميين فى إستحضار وإسقاط الفكر الإسلامى للسلف القديم على العصر فحسب , فهذا هو البادى لنا من رغبة فى إسقاط كل المنظومة الإسلامية القديمة على واقع مغاير , ولكن تكمن الإشكالية أيضاً فى فقدان الرؤية الصحيحة لماهية الإسلام وطبيعته ونظريته التى هى غائبة عن الوعى لدى غالبية المسلمين وليست خافية عن الأصوليين ليحدث ما يشبه التأرجح والتذبذب بين التطرف والتسامح , ولعل الجهل هنا من حسن الطالع ولكن لا ضمانة , فيُخشى دوماً من الإستقطاب والتذبذب .
يتصور الكثيرون أن الإسلام رسالة إلهية لهدىّ البشر إتخذ خطابها نزعة حادة قاسية بينما الحقيقة أن طبيعة الإسلام وماهيته خارج سياق مفهوم الدين والروحانية والقضية المعتنية بالإيمان بالإله الواحد , فجوهر الإسلام هو مشروع سياسى تعبوى يبغى التوسع والدولة والحكم ليكون حجر الزاوية لهذا المشروع الذى نطلق عليه مجازاً مشروع سياسى هو الغزو والإغارة والنهب والغنائم والسبى ليتخذ هذا إسماً إسلاميا يُطلق عليه الجهاد .

أرى إشكالية الإسلام أنه صراع بين مفاهيم , ليمكن القول أن إسلام معظم المسلمين هو خارج سياق أصل وجوهر الإسلام , وأن المسلمين أنتجوا إسلامات عديدة وفق تشربهم لثقافاتهم الأولى وثقافة العصر , فالمسلمين المصريين والشوام مثلا أنتجوا إسلاماً مغايراً عن إسلام الجزيرة العربية وأكثر مغايرة مع الإسلام المحمدى البدئى , ليكون ما نشهده من صور الإسلام المتشدد هو تصادم الإسلام البدئى وحاملى نهجه من السلفيين مع الإسلامات المٌنتجة على يد الشعوب الإسلامية .

الإسلام ليس دين كما نتصور بل مشروع سياسى إذا صح تعبير سياسى يعتنى ويطمح ويرمى لطموحات الغزو والنهب فلا يعتنى فى جوهره بقصة الروحانية والدعوة إلى دين التوحيد بل يمكن القول أن رفع رايات الإيمان بالإله الواحد هو غطاء للمشروع السياسى الذى يبغى التحقق معتمداً على قوة دفع وطموحات ومطامع الغزاة .
لذا يمكن القول أن ما يقال عنه جهاد هو حجر الزاوية فى الإسلام فهو البوابة الملكية لتحقيق الغزو والنهب لتكون الشعارات التى تم رفعها كقتال فى سبيل الله شعارات غارقة فى زيفها , فالقتال والغزو مُحقق بالفعل لماهية وجوهر الإسلام.

عندما نبحث فى ماهية الإسلام الغائبة عن وعى غالبية المسلمين سنجد ضبابية وإنعدام وعى لمفهوم الجهاد لدى الغالبية , فلن تجد المفهوم الحقيقى للجهاد كما روج له الإسلام البدئى , فلا توجد فى ذهنية المسلم فكرة الفتوحات والغزوات كجهاد وإن إستحدث المُحدثون مفاهيم مغايرة أقل تصادماً مع منظومة العصر كالقول أن الجهاد يعنى الدفاع عن الأوطان أو قد تستدعى صورة معنوية كجهاد النفس من الشهوات ليتم إستبعاد الفكرة الأصلية كغزوات وفتوحات .

يأتى زيف فكرة الجهاد وفق مفهوم الإسلام البدئى من منظورين منطقيين , أولهما إذا كان هناك دعوة لدخول البشر فى دين الإسلام والإيمان بالله فما الداعى لقتالهم وإجبارهم على ذلك , وما المعنى فى سلب أموالهم وسبى نساءهم وإسترقاقهم مخالفاً فى ذلك القرآن المكى الداعى لعدم الإكراه , علاوة على ذلك أن مفهوم القتال فى سبيل الله شديد التهافت فهذا القول يُسْخف فكرة الإله ذاته كونه يحتاج للنصرة !.
المنظور الثانى أن القرآن ذاته يؤكد فى مواضع عديدة أن الإيمان يكون بمشيئة الإله وحده وهذا ما سنتعرض بالتفصيل لاحقاُ , وهذا يعنى أن القتال أو ما يسمى جهاد ليس له أى معنى , ومن هنا يكون مدخلنا لإلقاء ضوء قوى على ماهية الإسلام .

* تعريف الإسلام .
- فلنبدأ فى تعريف معنى الإسلام , فعامة المسلمين يجهلون معنى كلمة إسلام ومسلم , لتجد الكثيرون يتصورن أنها تعنى السلم والسلام , والبعض الآخر يتصور أنه يعنى التسليم فلننظر إلى معنى كلمة إسلام فى المعجم الوسيط .
الإسلام : هو إظهار الخضوع والقبول لما أتى به محمد , كذلك معنى كلمة أسلم : إنقاد ولهذا عندما ينهزم الجيش للعدو يُقال إستسلم وتعني خضع , وجاء في القرطبي :مَعنى " أَسْلَمَ :" اِسْتَسْلَمَ وَخَضَعَ , وجاء فى الطبرى أَصْل الإِسْلام : الاسْتِسْلام لأَنَّهُ مِنْ اسْتَسْلَمْت لأَمْرِهِ , وَهُوَ الْخُضُوع لأَمْرِهِ . أى خضوع البشر له حتى يحكمهم بإسم خالق الكون .. وهو بهذا لم يختلف عن إدعاء كل الحكام عبر العصور من ملوك مصر القديمة إلى القياصرة إلى أمراء العصور الوسطى بأنهم يحكمون بالحق الإلهي أى أن الإله إختارهم لحكم البشر .

- لو دققنا فى تعريف كلمة إسلام لوجدنا أنها لا تهتم بكونك مُصدق ومؤمن بما يدعي به محمد أم لا , فكما ذكرنا أن كلمة إسلام تعنى إظهار الخضوع والقبول لما أتى به محمد أي أن الإسلام إظهار للخضوع حتى لو لم تكن مُصدق بما يدعيه محمد كون ما جاء به فعلا من خالق الكون , فمحمد لايهتم بكونك صدقته أو لم تصدقه ولكن عليك أن تخضع له ولحكمه وسيضمك فورا لجيش المرتزقة التابعين له وسيستخدمك بغزواته وسيقدم لك النساء والمال والغنائم مقابل خضوعك .
حتى لا يكون قولنا هذا مجرد ملاحظات وإنطباعات أو بناء على تعريف المعجم الوسيط , فلنا أن نستشهد بالنص القرآنى ( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) . يقول محمد صراحة فى هذه الآية أنه لا يمانع أن يتبعه من هو غير مُصدق بما يدعيه ولكن المهم هو الخضوع لحكمه ومشروعه .

- مشهد المؤلفة قلوبهم التى صارت فى نهج الإسلام وإحدى أسهم الزكاة تصب فى رؤيتنا أن الإسلام هو إظهار الخضوع لمحمد والإنقياد له , فالمؤلفة قلوبهم تعتنى بالولاء فقط الذى يتم شراءه بالمال , فهل نتصور أن الذى إنتسب للإسلام تحت الرغبة فى المال سيحمل إيماناً قوياً أم إيمان مدفوع الأجر بغية الإنضمام للمشروع الإسلامى المحمدى والتاريخ الإسلامى البدئى يشهد إنضمام قامات من الجاهلية للمشروع الإسلامى تحت رغبة المال .

- لاحظ أيضا أن الإيمان بالإله الواحد هو إيمان فاسد لا يجدى ما لم تؤمن بأن محمد رسول الله , ولك أن تتوقف أمام الإله الذى إرتهن نفسه بمحمد فلن يَقبل من يعترف ويؤمن بألوهيته التى تُفترض أنها مُبتغاه ما لم يتم الإعتراف بمحمد , وفى الحقيقة هذا حال كافة الأديان التى تتشرنق فى النبى الهوية .
إذن الاعتراف بمحمد وبكل دعاواه هو الفيصل بين الإيمان والكفر فى الإسلام ولدى المسلمين , فمن يكفر بكلام محمد سواء ذُكر في القرآن أو لم يذكر فهو في نظرهم كافر بالرغم من تواتر الأحاديث والأخبار , فمحمد لا يكتفي بإيمان شخص ما بالله ولكنه يطلب بإصرار الاعتراف به كنبي ذو مشروع حكم .

- يأتى فى نفس السياق العبارة الشهيرة "إسلم تسلم " فهى لم تقل آمن بالله بل إسلم أى تعترف وتخضع للمشروع المحمدى الإسلامى وإلا قتلك لتؤكد معنى الإسلام وهو الخضوع والإنقياد لمحمد ومشروعه ليتم برمجة المسلم على ذلك من هذا التكرار المستمر لإسم محمد في الشهادة وفي الآذان وفي التحيات أثناء الصلاة وفي الصلاة علي النبي والأمر بالصلاة عليه عند سماع اسمه بل تزداد الامور محورية لتجلب معها الدهشة والتهافت عندما تصل الأمور أن الله والملائكة يصلون عليه أيضاً.

- إن القضية الإيمانية الروحية لم تشغل بال محمد ولم يضعها فى مقدمة أجندته بل الخضوع له , وإسلم تسلم , لذا صاغ الآيات فى القرآن بما يعطى دلالة قوية أن العملية الإيمانية فى يد ومشيئة الله حصراً لا تعتمد على فعل النبى أو إرادة البشر , وأتصور أن تلك الصياغات التى سنتعرض لها تهدف لإسقاط حجج ومنطق المعارضين لنبوته وحكمه فهم ضالون من الله فليس معارضتهم لذكائهم ومنطقهم بل لإرادة إلهية فى تضليلهم .. دعونا نتطرق سريعا لآيات تعتنى بتأكيد رؤية أن الإيمان والضلال فى يد الله حصراُ , وهذا سيساعدنا فى طرح سؤال إذا كان الإيمان بالإسلام وفقاً لمشيئة الله , فما الداعى للغزو وما يقال عنه جهاد ؟!.
انظر إلى آية ( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون) فالله هنا يقول إنك لن تستطيع أن تجعلهم يؤمنون حتى لو رأوا أمامهم نزول للملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا إلا بمشيئة الله) هذا يعنى أن الجهاد أى القتال فى سبيل الله أو للدقة الغزو وقهر البشر على الإيمان ليس بذات معنى ولن تجدى , فالأمور كلها فى مشيئة الله .
يأتى فى نفس السياق سورة الأنعام 125 ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَعَدُ فِي السَمَاءِ) فالإيمان بالإسلام إرادة الله حصراً فهو من يهدى ليشرح الصدور للإسلام ومن يضل فيجعل صدره ضيقا وهذا يعنى أن ما يقال عنه جهاد أو للدقة الغزو وقهر البشر على إعتناق الإسلام ليس عملاً صحيحاً مجدياً , فالأمور بيد الله لتفضح الجهاد كحراك المشروع الإسلامى فى اطار التوسع والنهب.
فى البقرة 6-7 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) تصل الامور فى هذه الآية إلى إلغاء فكرة أن الرسول لهداية البشر , فالختم الإلهى صاحب الفعل , لذا فلن يجدى أن تنذر الكفار أو تحاربهم ليؤمنوا , فالله ختم على قلوبهم وأسماعهم الضلال وهذا يعنى مجدداً أن الجهاد أو القتال فى سبيل الله عمل خاطئ بلا معنى .
نستنتج من هذا العرض نقطة جوهرية نؤسس لها وهى إسقاط فكرة الجهاد فى سبيل الله وأن الإعلام القائل بأن الغزوات والحروب الإسلامية كانت تبغى الدعوة ونشر الإسلام والإيمان بالله والتوحيد قول خاطئ , فمن ناحية فلسفة العقيدة ذاتها فهذا غير وارد كما ذكرنا, لتبقى الغزوات والرغبة فى التمدد والنهب الهدف الجوهرى للحراك الإسلامى وحجر الزاوية التى يتأسس عليه المشروع الإسلامى الذى لو حاولت نزعه فلن تجد أمامك إسلام .!

* الغزو هو حجر الزاوية للإسلام .
الغزوات والنهب والسلب والسبى هى قضية المشروع الإسلامى ولا يشكل الإيمان والجانب الروحى أى قضية أساسية لتكون المكاسب المادية هى كل الغاية والمُبتغى لتتحقق بالإغارة على القبائل والشعوب الأخرى ونهبها فيما يعرف بالغنائم , ثم تأتى وضعية للإستنزاف الدائم فيما يعرف بالزكاة والجزية , فالزكاة سيتم تحصيلها ممن آمنوا وهى ركن ثابت فى المشروع الإسلامي , فعدم إيفاءها تخرج المسلم من إسلامه ولك ان تعلم أن حروب الردة فى صدر الإسلام لم تكن لإرتداد المسلمين عن الإسلام بل لإمتناعهم عن دفع الزكاة والدليل على ذلك قول ابى بكر: ( والله لو منعونى عقال بعير لقاتلتهم عليه) . أما الجزية فهى مصدر آخر للنهب يتم تحصيله من اليهود والنصارى . ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة/29 ولك أن تتوقف أمام إعتناء الإسلام بالجزية وعدم إعتناءه بالإلحاح على هداية اليهود والنصارى .

* إستشهادات على أن الغزو جوهر فكرة الإسلام البدئى .
- يأتى حث محمد على الغزو كقضيته المحورية والتى أُطلق عليها جهاد بقوله : "من لم يغزو أو يحدث نفسه بغزو، مات ميتة الجاهليه". فهى مقولة خطيرة تؤسس لما نريد تأكيده , فلا يكفى الإيمان بالإسلام وتحقيق التوحيد وكافة الفروض من صلاة وصوم وزكاة وحج , فهذا ليس ما يريده محمد من مشروعه لدرجة أنه حكم على من لا ينخرط فى الغزو بالموت كموت الجاهلين وفى موضع آخر مات على شعبه من النفاق .!

- عمود الإسلام وقوة دفعه هو الغزو والنهب وسنتطرق لهذا ملياً لنبدأ بمحمد الذى قال أقوال كثيرة فى شأن الغزو " جُعل رزقى تحت ظل رمحى، وجعل الذلَّة والصغار على من خالف أمرى" رواه البخارى ومسلم(843) . فهو هنا يعلن أن مصدر رزقه تحت ظل رمحه , ويحقق ماذكرناه فى المقدمة عن معنى كلمة إسلام بقوله "جعل الذلَّة والصغار على من خالف أمرى". ولا مكان للإيمان بالله والجوانب الروحية فى هذا العرض .

- يمجد محمد الغزو بقوله : ( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا ). رواه البخارى 56ومسلم 1895 وفي رواية أخرى: (كتب الله له مثل أجره حتى أنه لا ينقص من أجر الغازي شي) . و(الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) الخير: الأجر والمغنم - وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البركة في نواصي الخيل ". والخيل هنا عدة وأداة القتال ليمكن إستبدالها "بالبركة فى زناد الكلاشينكوف" .

* لا زراعة ولا رعى ولا صناعة بل قتال وغزو فقط .!
- ( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد, سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ) . رواه أحمد وأبو داود .

- رأى النبي سكة الحرث فقال : " ما دخلت دار قوم إلا دخلها الذل " . ولهذا كره الصحابة الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد. !
وقال مكحول : "إن المسلمين لما قدموا الشام ذكر لهم زرع الحولة ، فزرعوا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث إلى زرعهم وقد ابيض وأردك فحرقه بالنار ، ثم كتب إليهم : " إن الله جعل أرزاق هذه الأمة في أسنة رماحها ، وتحت أزجتها ، فإذا زرعوا كانوا كالناس" !. أخرجه أسد بن موسى . وروى البيضاوي بإسناد له عن عمر أنه كتب : ( من زرع زرعا واتبع أذناب البقر ورضي بذلك وأقر به جعلت عليه الجزية ) .!

- كتب النبى لزعماء القبائل نص على وجوب إعطاء الغنائم وسهم النبى والصفى: ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد النبى رسول الله (ص) لبنى زهير بن أقيش إنكم إن شهدتم ألا لا إله إلا الله، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وفارقتم المشركين، وأعطيتم من الغنائم الخمس وسهم النبى (ص) والصفى , فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسول الله) السيرة النبوية لابن إسحاق ج1،2 – ص 304

* التناقض والجوهر .
الغزو عقيدة أساسية وجوهرية ومحورية فى الإسلام البدئى ترجمها محمد في الحديث الصحيح : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" بالرغم أن هذا القول يخالف القرآن ذاته ففى البقرة256: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ منِ الْغَيّ ) وفى يونس 99 ( أفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ). فألا نلحظ التناقض بين آيتى البقرة256 ويونس 99 اللتان تنهيا عن الإكراه فى الدين وبين حديث محمد بزعمه أنه أُمر بالقتال حتى يؤمن الناس فكيف تفسر هذا التنافض .؟!
أرى ان الجوهر والعقيدة والنهج يرمى للقهر , وأن آيات عدم الإكراه جاءت فى سياق ظرف موضوعى غير قادر على القهر والإكراه .

* فليكن غنائم ونساء .
ليغرى محمد أتباعه على الغزو ينهج اللعب على الشبق الجنسى لمريديه بقوله ( اغزو معي تبوك تغنموا بنات الاصفر ) هكذا الأمور واضحة فجة لا تحتاج لتزويق . أخرج الطبرانى عن ابن عباس أن النبى (ص) قال: اغزوا تغنموا بنات بنى الأصفر، فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء، فأنزل الله: "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي" (التوبة:49).! أسباب النزول للسيوطى – ص153- المكتب العلمى للتراث/ دار البيان العربى بالأزهر.

- الترغيب فى الغزوات بالغنائم . عن أبى هريرة قال النبى (ص): "أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ولرسوله ثم هى لكم " . رواه الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود، والبغوى . باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم

- حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة بن شريح عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم .

- روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن الرسول قالَ: ( أعْطِيتُ خَمْساً، لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِ "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْر"ٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فَأيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أمَّتِي أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، "وَأحِلَّتْ لِيَ المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي"، وَأعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إلَى النَّاسِ عَامَّةً). متفق عليه.

- هناك موقف آخر من رجل أعرابي، وهذا الموقف قد جاء في البخاري ومسلم، وهو يوضِّح طبيعة ونفسيات الأعراب الذين كانوا يشاركون في حُنين، يقول أبو موسى الأشعري: كنت عند النبي ، وهو نازل بالجِعْرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال ، فأتى النبيَّ أعرابيٌّ فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ وكان الرسول قد وعد بتقسيم الغنائم، ولكن هذا الوعد كان يوم حُنين، ثم توجه المسلمون إلى الطائف، وظل المسلمون أربعين يومًا في حصار الطائف، هذا غير أيام الذهاب والعودة، فتلطف الرسول معه وقال له: أَبْشِرْ .( أي سوف أعطيك) . فردَّ الأعرابي بفجاجة وقال: قد أكثرت عليَّ مِن أبشر. !

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة ، والذي نفس محمد بيده: ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم لونه لون الدم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل ) .

- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه قال: ( أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه، إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته ) .

- كان الرسول يرغّب الغازى ويقول: "من قتل كافراً فله سلبه" رواه الإمام أحمد، وأبو داود , ورواه الإمام أحمد أيضاً، وابن ماجه , ورواه ،والترمذى، والبيهقى عن أبى قتادة جمع الجوامع الكبير للسيوطى ج7 .

* صراع الصحابة على الغنائم .
- فى سورة البقرة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَة) . ما معنى هذه الآية.. تعالوا نرى تفسيرها وأسباب تنزيلها وحينها سنفهم . قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت هذه الآية في رجل من بني مرة بن عوف يقال له مرداس بن نهيك ، وكان من أهل فدك وكان مسلماً لم يسلم من قومه غيره فسمعوا بسرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تريدهم ، وكان على السرية رجل يقال له غالب بن فضالة الليثي ، فهربوا وأقام الرجل لأنه كان على دين المسلمين ، فلما رأى الخيل خاف أن يكونوا من غير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل ، وصعد هو إلى الجبل فلما تلاحقت الخيل سمعهم يكبرون ، فلما سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكبر ونزل وهو يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم ، فتغشاه أسامة بن زيد فقتله واستاق غنمه ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجدا شديدا ، وكان قد سبقهم قبل ذلك الخبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قتلتموه إرادة ما معه " ثم قرأ هذه الآية على أسامة بن زيد ، فقال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال فكيف بلا إله إلا الله؟ قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، قال أسامة : فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيدها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لي بعد ثلاث مرات ، وقال : " اعتق رقبة " . وروى أبو ظبيان عن أسامة رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنما قال خوفا من السلاح ، قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا " . وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم عليهم ، قالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله . تفسير ابن كثير – ج2
من هذا السياق نجد أنه ليس هناك أى مشكلة لو قتل أسامة هذا المسكين المدعو مرداس بن نهيك لو كان كافراً وسلبه غنمه , فرسول الإسلام توقف عند قتله فقط أمام عدم اليقين بأنه كافر ليقول قولته الشهيرة أشققت عن قلبه .
يُفترض أن جبريل حضرالواقعة عندما تم سردها أمام محمد فلاحقه بالآية على الفور فى أذنه !, ولنا أن نتوقف أيضاً عند آية لا تأتى إلا مع حدث , كذلك لنتوقف من إعتناء الله بمعالجة حدث بهذه السذاجة مغرق فى بيئته وظرفه ولا يعنى أى زمان آخر , ولنتوقف أيضا عند مقولة "فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَة ".!
إن الرجل المسكين عندما سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب محمد فنزل وقال " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم " فصاحبنا أسامة طعنه بالسيف على الفور فقتله بالرغم أن الرجل أعلن إسلامه لهم " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم" , وليهرشها نبى الإسلام بقوله " قتلتموه إرادة ما معه " أى الغنم وكذلك الآية تدينه ( تَبْتَغونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ) .
هكذا تظهر ملامح القصة لنتوقف عند الطامة الكبرى عندما إستنكر رسول الإسلام قتل هذا البرئ المؤمن بغية سلب ما لديه من غنم , فماذا كان موقف الرسول الكريم , فنحن أمام فعل قتل وحده المعروف القتل قصاصاً بل أمام حد الإفساد فى الأرض أى قتل وسرقة الآمنين بالإرهاب والترويع والذي حده الصلب وتقطيع الأيدى والأرجل عن خلاف .. فماذا فعل نبى الإسلام الذى قال لو سرقت فاطمة لقطعت يدها أى لا يتنازل عن القصاص والعدل مهما كان , فنحن هنا أمام جريمة بشعة لا تمنح أى شفقة بأسامة الجانى الذى قتل بريئاً مسلماً وسلب غنمه لنجد محمد يستغفر له ثلاث مرات ويطلب منه عتق رقبة لنقول فى مثل هذا الشأن "يا صلاة النبى على العدل والقصاص" .. بماذا تفسر هذا التخاذل أمام ما إقترفه أسامة؟! .. الراجل بتاعنا ومننا وعلينا وطنش سِيدى فهو عمود من أعمدة الجماعة المجاهدة التى تقف عند الطرق .
ماذا نفهم من هذه الحادثة ؟ هل نحن أمام مشروع إيمانى أم جماعة من قطاع الطرق .

- عن ابن عباس أن رسول الله قال يوم بدر: من قتل قتيلا فله كذا وكذا" أما المشيخة (الشيوخ) فثبتوا تحت الرايات وأما الشباب فتسارعوا إلى القتل والغنائم فقالت المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإنا كنا ردأً لكم ولو كان فيكم شئ لجئتم إلينا فأبوا فاختصموا إلى رسول الله (ص) قال: فنزلت (يسألونك عن الأنفال) الأنفال:1، فقسمت الغنائم بينهم بالسوية. رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح. وقال الذهبى فى التلخيص: صحيح. المستدرك للحاكم- ج2– حديث رقم 2876/5

- يستحق القاتل سَلَب المقتول الكافر بدون تخميس إذا قتله وحده بمبارزة .
عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ رَجُلاً مِنَ العَدُوّ، فَأَرَادَ سَلَبَهُ، فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، وَكَانَ وَالِياً عَلَيْهِمْ. فَأَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ لِخَالِدٍ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟» قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ، يَا رَسُولَ الله! قَالَ: «ادْفَعْهُ إلَيْهِ» فَمَرّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ فَجَرّ بِرِدَائِهِ. ثُمّ قَالَ: هَلْ أَنْجَزْتُ لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فَسَمِعَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَاسْتُغْضِبَ. فَقَالَ: «لاَ تُعْطِهِ يَا خَالِدُ لاَ تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي أُمَرَائِي؟ إنّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ إِبِلاً أَوْ غَنَماً فَرَعَاهَا، ثُمّ تَحَيّنَ سَقْيَهَا، فَأَوْرَدَهَا حَوْضاً، فَشَرَعَتْ فِيهِ فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ وَتَرَكَتْ كَدِرَهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ وَكَدِرُهُ عَلَيْهِمْ». أخرجه مسلم.

- إن صراع الغنائم لم يتخذ له حدودا بين المسلمين بل تشعب الى أبعاد مثيرة للجدل برزت على السطح بشكل واضح وذلك عندما قلب مالك بن عوف زعيم الطائف معادلة النصر والهزيمة رأسا على عقب , فبعد هزيمته العسكرية في موقعة حنين ووقوع (6000) ستة الاف من نساء واطفال ثقيف وهوازن في الاسر بيد المسلمين اعلن إسلامه مستفيدا من نصوص شرعية اكد عليها القران والسنة مفادها المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، لهذا جهز مالك بن عوف وفدا طالب فيه النبي (ص) رد الاسرى من سبايا ثقيف وهوازن من النساء والاطفال , فما كان من الرسول الا أن رد اليهم نصيبه ونصيب بني هاشم في حين امتنعت العديد من القبائل عن لسان زعمائها رد السبايا كتميم وفزارة وسليم علماً انه تنازل لهم عن الاموال ولم يردوا السبايا الا بعد ان وعدهم قائلا : اما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل انسان ست فرائض من أول سبي أصيبه فردوا الى الناس ابناءهم ونساءهم.فردوا الذراري والنساء في حين لم يرد عُيينة بن حصن عجوزا من عجائز هوازن وقعت في نصيبه ممنياً النفس بفداء كبير يؤديه اهلها اليه ، الا انه تراجع عن الامساك بها وذلك عندما قال له زهير ابو صرد احد المقربين اليه ان لافائدة ترجى منها حيث وصفها قائلا :فوالله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا بطنها بوالد .!
لهذه الاسباب مجتمعة رأى البعض من المفكرين أن العرب ما كانوا ليدخلوا الاسلام لولا الغزو والغنيمة ، وهي العادة التي اعتادوها في جاهليتهم ، وهذا ما أكد عليه الدكتور طه حسين في مؤلفه الفتنه الكبرى .

- تعذيب الاسير حتى يقر بأملاكه و أمواله .
قال ابن اسحق: " أتى النبي بكنانة بن الربيع بن ابي الحقيق وكان عنده كنز بني النضير فسأله فجحد ان يكون له علم بالكنز، فأتى النبي برجل من يهود، فقال الرجل للنبي: اني قد رايت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة. فقال النبي لكنانة: أرايت إن وجدناه عندك، أأقتلك؟ قال: نعم. فأمر النبي بالخربة فحُفرت فاخرج منها بعض كنزهم ثم سأله ما بقي فأبى أن يؤديه، فأمر به رسول الله الزبير بن العوام فقال: عذبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزنده في صدره حتى اشرف على الهلاك، ثم دفعه رسول الله الى محمد بن مسلمة فضرب عنقه" .
لن اقول اين الله الذي كان يخبره بما فعلت زوجاته ليخبره بمكان الكنز ..ولن اقول اين جبريل الذي رأيناه ينزل مسرعاً بحكم الله في زيجاته .. ولكن هل نحن أمام مشروع إيمانى أم مشروع برجماتى يعذب الأسرى ليعرف مكان الكنز والذهب , ولسنا هنا فى مجال الحديث عن حق الأسير فى الإسلام فالمال والنهب هو الأساس .

* تمجيد وإثابة الغزو .
لو تحدثنا عن تمجيد وإثابة الغزو أو الجهاد فلن يتحمل هذا البحث إيفاء كل ما جاء فى التراث تمجيداً وحثاً على الغزو ولتحتل الوعود بالحوريات شأنا كبيرا لنهملها لعدم إطالة البحث ولنكتفى ببعض الشاهد :
- فى سورة الصف آية 10( يا ايها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ) .
الاحاديث كثيرة في هذا الاطار فكل كتب الحديث لها أبواب خاصة عن الجهاد والغزوات , وكل الجماعات الاسلامية تستمد شرعية ما تقوم به من هذه الاحاديث مثلاً :
- " أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح " هذا في صحيح ابن حبان و قد صححه الشيخ الألباني في صحيح السيرة النبوية وقال عنه أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد : إسناده صحيح . والذبح في اللغة هو قطع العروق المعروفة في موضع الذبح من الحلق بالسكين.
- ( واعلموا إن الجنة تحت ظلال السيوف ) صحيح البخاري و مسلم .
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يحرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي، فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلي مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده، ما من كلمٍ، لونه لون دمٍ، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين، ما قعدت خلاف سرية تغزوا أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعةً، فيشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله، فاقتل ثم أغزو فاقتل ) .
- روى عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة وحرم الله على وجهه النار" رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ .
- "والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل " .
- " ولا تزال من امتي أمة يقاتلون حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله. الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" .
- عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به ، ومنبله، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ومن ترك الرمى بعد ما علمه- رغبة عنه- فإنها نعمة تركها، أو قال: كفرها ) .!
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمرة الجنة أو شجر الجنة ".
- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد, فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ".
- " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض" .
- "الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه، ويزوج حوراوين، ويشفع في سبعين من أهل بيته ، والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة، وغدي عليه وريح برزقه، ويزوج سبعين حوراء، وقيل له : قف فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب" . الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير

* الزكاة ضمن مفردات المشروع الإسلامى .
- محمد يعلن عن مشروعه القتالى بقوله " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ليؤكد على إتيان الزكاة كمصدر دخل له ولمقاتليه .
- الزكاة ركن ثابت فى المشروع الإسلامي فعدم إيفاءه يخرج المُسلم من إسلامه ولك أن تعلم أن حروب الردة فى صدر الإسلام لم تكن لإرتداد المسلمين عن الإسلام بل لإمتناعهم عن دفع الزكاة والدليل على ذلك قول ابى بكر: ( والله لو منعونى عقال بعير لقاتلتهم عليه) .
مما سبق تنكشف فكرة الجهاد ويرفع الغطاء الذى تتستر به فنحن أمام مشاريع غزو ونهب وتوزيع للغنائم والسبى كمحرك ودافع للمسلمين ولتكون فكرة القتال فى سبيل الله مجرد راية وميديا ثقافية لا يوجد لها فلسفة عقائدية كما ذكرنا لتسقط كل الهالات التى يتم تسويقها فى هذا المنحى أمام الغزو والسلب .

* الغزو وتغير أحوال المعيشة .
- أحاديث الرسول القولية وسنته الفعلية جعلت للغزو معنى دينيًا كما صار صيغة إسلامية, ولهذا فكل كــُـتاب السير والتاريخ الإسلامى وكل المسلمين يستعملون اللفظ على هذا المفهوم ، فيقولون غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة خيبر إلخ , ولم تـُذكر كلمة (الفتح) إلاّ عند فتح مكة , ولكن لماذا الغزو؟ لأن الغزو نقل العرب من حال إلى حال , من حال التقشف وأكل الجراد إلى سكن القصور واقتناء آلاف العبيد بعد نهب موارد الشعوب المتحضرة خاصة الشعوب الزراعية ، وكانت كلمة السر الإيمان بإله محمد الذى قال لأتباعه ( قولوا لا إله إلاّ الله واشهدوا أنى رسوله. واتبعونى تـُطعكم العرب وتملكوا العجم ) وكان محمد صادقاً مع نفسه عندما شرح الحديث السابق بحديث لاحق قال فيه (جعل رزقى تحت سن رمحى ) أى أنّ الحصول على الطعام يكون باستخدام الرمح أى القتال بدلا من البحث عن وسيلة أخرى حضارية للحصول على هذا الطعام . وأكد ذلك عندما قال (بُعثتُ بالسيف والخير مع السيف والخير فى السيف) وقال (لا تزال أمتى بخير ما حملتْ السيف) . رسالة الغفران وتاريخ الطبرى .

- أسباب تنزيل آية 217 من سورة البقرة .
( يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .!
هذه الآية سبب تأليفها أن محمد وأتباعه كان يمرون بضائقة معيشية ، فأرسل محمد بعض فرسانه بقيادة عبدالله بن جحش لكى يتصيدوا له بعض الغنائم من خيرات قريش التى كانت قوافلها تمر بالقرب من يثرب , فكمن فرسان محمد عند مكان يقال له " نخلة " وهو موضع بين مكة والطائف . حتى اذا ماهلت قافلة من قريش كان على رأسها عمرو بن الحضرمى وثلاثة نفر آخرين معه ، وكانت تحمل زبيباً وأدما وتجارة وفيها عمرو بن الحضرمي ومعه ثلاثة نفر حتى قتلوا عمرو بن الحضرمي، وأسروا اثنين وفر الرابع، واستاقوا الأسيرين والعير حتى قدموا المدينة .
مامعنى هذا ؟ معناه أن الرجل وأتباعه كانوا يتربصون بقوافل قريش لنهبها .. يعنى كانوا يتعيشون من السلب والنهب , بالطبع لم يكن يستطع أن يفعل ذلك مع أهل يثرب فهم الحصن والأمان له ولمن معه , كما أنه لم يكن قد تمكن من اخضاع أهل يثرب لسلطانه وجبروته بعد , فالرجل كان لا يزال فى بدايات تكوين دولته التى حلم بها تضارع فارس والروم . المهم أن تلك الحادثة وقعت فى أواخر شهر رجب وهو من الأشهر الحُرُم لتُعْيره قريش بأنه انتهك تقاليد العرب القاضية بعدم القتال أو الإعتداء فى الأشهر الحرم , ولكى يدافع عن نفسه وأتباعه قام بتأليف الآية أعلاه وزعم أن إلهه الذى فى السماء هو من شرع له ولأتباعه القتال فى رجب رغم أنه من الأشهر الحرم . !

- ما يؤكد ان الغزو كان مصدر رزق محمد نجده على لسان عائشة: "من حدثكم أنَّا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم ، فلما افتتح (ص) قريظة (يهود) أصبنا شيئاً من التمر والودك" رواه ابن حبان.(صحيح ابن حبان –كتاب الرقائق , وفى موضع آخر عن عائشة قالت : "لقد كان آل محمد (ص) يرون ثلاثة أشهر ما يستوقدون فيه بنار، ما هو إلا الماء والتمر، وكان حولنا أهل دور من الأنصار لهم دواجن فى حوائطهم، فكان أهل كل دار يبعثون إلى رسول الله (ص) بغزير شاتهم فكان لرسول الله (ص) من ذلك اللبن" رواه الإمام أحمد (6/108)، والبخارى (6458)، ومسلم (2972)، وابن ماجه (4144)، وابن حبان فى صحيحه.

- عن جبير بن حية قال: "بعث عمر الناس فى أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فندبنا عمر. واستعمل علينا النعمان بن مقرن , حتى اذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى فى أربعين ألفاً، فقام ترجمان فقال: ليكلمنى رجل منكم. فقال المغيرة (بن شعبة): سل عما شئت. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أُناس من العرب كنا فى شقاء شديد. وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر فأمرنا نبيناً رسول ربنا (ص) أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده. أو تؤدوا الجزية. وأخبرنا نبينا (ص) عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة فى نعيم لم يَرَ مثلها قط. ومن بقى منا ملك وقابكم". رواه البخارى، والترمذى (1612)، (1613)، وأبو داود (2655). كتاب الجزية والموادعة .

- قال المغيرة: " فحمدت الله وأثنيت عليه وقلت: والله ما أخطأت من صفتنا ونعتنا شيئاً، إن كنا لأبعد الناس داراً، وأشد الناس جوعاً، وأعظم الناس شقاءً، وأبعد الناس من كل خير، حتى بعث الله إلينا رسولاً، فوعدنا النصر فى الدنيا والجنة فى الآخرة، فلم نزل نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله (ص) الفلج والنصر حتى أتيناكم، وإنا والله نرى لكم ملكاً وعيشا لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبداً حتى نغلبكم على ما فى ايديكم أو نُقتل فى أرضكم ). ابن حبان –كتاب السير حديث رقم 4756/1 .

- كذلك اعتراف الصحابى سعد بن أبى وقاص بأهداف الجهاد: فجاء تحت عنوان "وهذا ما قاله سعد بن مالك القائد العام" ما يلى: إن سعداً خطب من يليه يومئذ وذلك الإثنين فى المحرم سنة أربع عشر قال: إن الله هو الحق لا شريك له فى الملك وليس لقوله خلف قال الله جل ثناؤه "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" الأنبياء:105- إن هذا ميراثكم وموعود ربكم وقد أباحها لكم منذ ثلاث حجج (سنين) فأنتم تطعمون منها وتأكلون وتقتلون أهلها وتجبونهم وتسبون نساءهم إلى هذا اليوم.! (تاريخ الأمم والملوك للطبرى – ج3 – ص 531) .
هكذا وبكل جلاء ووضوح وصراحة وفجاجة يحدد سعد بن أبى وقاص أمير جيوش العراق وفارس المقصود من الغزو!

* نظرة سريعة على الغزوات الإسلامية الأولى .
لنا ان نمر على غزوات الرسول لنستشف جوهرها وجوهر هذا المشروع الذى صار تاريخ الغزوات دينا مقدسا .. فالتاريخ الإسلامى حافل بالغزوات التى يطلق عليها فتوحات والتى شهدت ثراء فاحش لقادة المسلمين وصل لإمتلاك القصور وآلاف الجوارى والعبيد من نهب الشعوب , وإذا كانت هذه الغزوات تصيب بالحرج , فالحرج كله فى غزوات الإسلام البدئى فلم تكن باحثة عن نشر الدعوة الإسلامية أو فرضها أو الدفاع عن المسلمين بل قطع الطرق ونهب القوافل .
- غزوة بدر: جاء فى المغازى للواقدى ( ندب رسول الله (ص) المسلمين، وقال: "وهذه عير قريش فيها أموالهم، لعل الله يغنمكموها" فأسرع من أسرع حتى إن كان الرجل ليساهم أباه فى الخروج ) .
كذلك جاء فى المغازى للواقدى: " فكان أول لواء عقده رسول الله (ص) لحمزة بن عبد المطلب (رض) عنه فى شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجرة النبى (ص) لعير قريش" . المغازى للواقدى – ج1 ص10 كذلك البداية والنهاية لابن كثير
- غزوة بواط: فى ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهراً، غزوة بواط، اعترض عير لقريش، فيها أميه بن خلف ومائة رجل من قريش و (2500) ألفان وخمسمائة بعير ثم رجع ولم يلق كيدا.(المغازى للواقدى – ج1 – ص25 – المصدر السابق)
- غزوة بنى المصطلق: أخبرنا بن عون قال: كتب إلىّ نافع، فكتب إلىّ إن النبى (ص) أغار على بنى المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تُسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جُويرية. حدث به عبد الله بن عمر، وكان فى ذلك الجيش. رواه مسلم (1730) وصحيح البخارى (49).
- غزوة الأيواء: كانت أيضا اعتراض لعير قريش . المغازى للواقدى ص24
- غزوة حنين: عن أبى كبشة السلولى: أنه سمع سهل بن الحنظلية يذكر أنهم ساروا مع رسول الله (ص) يوم حنين فأطنبوا السير....فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله إنى انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فاجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله (ص) فقال: "تلك غنيمة للمسلمين غداً إن شاء الله" ثم قال: "من يحرسنا الليلة؟ فقال أنس بن مرثد الغنوى: أنا يا رسول الله... قال الحاكم: هذا الإسناد من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشيخين. وقال الذهبى فى التلخيص: على شرط البخارى ومسلم وسهل صحابى كبير.(المستدرك للحاكم – ج2 – حديث رقم 2433/58.
هكذا هى ماهية الإسلام ومشروعه الذى ننعته بالسياسى من باب التهذب , لنعى ماهيته البدئية والأحلام السلفية لإسترجاعه وحضوره وعلينا أن نختار وندعم الإسلامات المعاصرة التى تبحث التوائم مع العصر وإلا التخبط والتصادم والإنهيار .

نختم هذا البحث بسؤال : هل ما يحول المسلمين عن غزو الشعوب الأخرى هو ضعف إمكانياتهم الذاتية أم تشبعهم بمفاهيم عصرية حضارية تحول دون ذلك , ولعل هذا الفيديو الذى يثبت محتوى المقال يساعد على الإجابة .
- السلفي الحويني يدعو الى غزو الدول ونهب اموالهم ونسائهم بأسم الجهاد كحل للازمة الاقتصادية .
https://www.youtube.com/watch?v=mKAb_UW1mfM

لنسأل السؤال الأخير : هل الشيخ الحوينى يعبر عن ماهية الإسلام البدئى أم هو شيخ مٌخرف .

دمتم بخير وعذرا على دسامة المحتوى .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رباعياتى
- مفاهيم خاطئة شائعة-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- مزاج إله سادى-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- كيف تفسر هذه المشاهد-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أسئلة مُحيرة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى
- مائة حجة تُفند وجود إله-من 57إلى 61
- تأملات فى الإيمان والدين والإنسان
- تناقضات قرآنية – جزء ثالث
- تناقضات قرآنية - جزء ثانى
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .
- تحريف القرآن من المنطق ومن شهادة الصحابة
- التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس
- آيات ونصوص يجب مصادرتها وحظرها


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر