أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - ما فائدة أن نرثيهم!














المزيد.....

ما فائدة أن نرثيهم!


جلال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5335 - 2016 / 11 / 6 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


ما فائدة أن نرثيهم!
جلال حسن

ما زلت أحتفظ بالوثيقة التي وقع عليها مئات من الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين في حملة لإنقاذ الأديب العراقي في حياته بالرعاية الإنسانية والالتفات الجاد لما يعانيه من المرض والعوز والتهميش.
الوثيقة طالبت وزارة الثقافة باعتبارها الجهة الحكومية التي يفترض من أولى مهماتها رعاية الأدباء والفنانين، بل يعدَّ هذا من صميم عملها كجهة معنية بالأمر على تهيئة أفضل الأجواء للأديب والفنان بعد سنوات طويلة من الحرمان.
كذلك ناشدت الوثيقة اتحاد الادباء والكتاب في العراق أن يجسد اهدافه الوطنية بالتضامن مع كل الأدباء بالرعاية الايجابية التي من شأنها أن تخفف أو تحسن الوضع الحياتي في ظل المتغيرات الجديدة.
وكانت تلك الوثيقة موقعة من أدباء العراق في حملة لإنقاذ الشاعر عبد اللطيف الراشد الذي توفي نتيجة الإهمال وعدم الاكتراث لما عاناه في فقدان الاجواء الأسرية والتنقل بين فنادق الدرجة العاشرة وحرمانه من كل مقومات الحياة من سكن وراتب وعلاج وعدم قدرته على العمل بسبب ما تعرض له من جروح بالغة.
وقد تكون هذه الإعادة ليس لفتح جروح قديمة على أديب توفي ومات غريبا، ولكنها إشارة مهمة لأدباء ماتوا في المهجر ورفضوا أن يدفنوا في بلدهم، ما يؤكد مقدار الأسى الذي دفن في صدروهم في بلد طردهم ولم يرعهم. وتشهد مقبرة الغرباء في سوريا على ذلك برفات مبدعين عراقيين كبار منهم الشاعر الدكتور مصطفى جمال الدين والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ورائد الشعر الحر عبد الوهاب البياتي والشاعر عبد القادر رشيد الناصري والأديب مهدي علي الراضي والمفكر هادي العلوي والفنان راسم الجميلي وغيرهم.
وبلا أدنى شك ان تحسين الوضع الحياتي والاجتماعي والصحي للأديب والفنان العراقي في ظل المتغيرات يعد ضرورة ملحة، ولا سيما أن عددا من أدبائنا ما يزالون يعيشون حياة صعبة وعاطلين عن العمل، ويعانون من تردي الأوضاع الصحية ، لذا فان المؤسسات الثقافية واتحاد الادباء مطالبين بإنقاذ أعضائه من العوز والفاقة والفقر والتشرد ورفع الحيف عن كاهلهم.
أن الغاية من إعادة هذا الاستذكار لأديب عراقي توفي نتيجة إهمال ومظلومية يدركها الأدباء جيداً، ليس فتح نافذة حزينة وأليمة على جروح قديمة، إنما يوجد حاليا أدباء يعانون نفس المشكلة ، فما فائدة إقامة المراثي والاماسي والاصبوحات على أديب كانت حياته جحيماً، لكي يشار اليه بالتمجيد والتفوق والإبداع بعد وفاته. وما فائدة الاستذكار والكلمات التأبينية وقصائد الرثاء.
أن المبدعين العراقيين يعانون نفس المشكلة وعدم الإنصاف، وثمة كلام يجرح القلب، ولكن ما فائدة الحديث إذا كانت المؤسسة الثقافية غافلة، هل تحتاج الى حراك؟ في الحياة العراقية يمر المبدعون غرباء، ويعانون أشد المعاناة على إيقاع العوز، ولا احد ينتبه إليهم إلا عند الموت،
فما فائدة أن نرثيهم!
[email protected]



#جلال_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتب بائرة
- الرجل الأنيق
- التوغل في الحدث المسرحي
- شجن منفرد
- صامتاً أهذي بالنسيان
- ألم بلا ضمير
- هل نصدق الإفلاس؟
- لوعة الصحراء
- الغثيان
- تساؤلات في الكشف
- الخشبة ورصانة المضمون
- الباقون بانتظار حتفهم
- مفاجأة نوبل
- نو .. ندام
- الطريق الى فينيسيا
- على سرير الفحص .. في عيادة الطبيب
- حرق الكتب
- في عيد الحب
- أنا الأعزل بلا مؤنه للغياب
- بعد منتصف الليل


المزيد.....




- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - ما فائدة أن نرثيهم!