أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - على ضوء الشموع














المزيد.....

على ضوء الشموع


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 12:20
المحور: الادب والفن
    


على ضوء الشموع
• أن تعيش في الظلام ولو للحظات هي تجربة حياة جميلة تحكى بصمت وسط فوانيس ...
• أن تعيش في الظلام هي أن تتخلى عن مدنية الحياة المملة التي لطالما أصبحنا مدمنين وعبيدا لها ،فهل يتخيل أحد منا أن لا يتابع التلفاز؟ وهل يتخيل أي منا أن ينقطع عن النت ولو للحظات فبالأحرى ساعات ..؟ ....
• أن تعيش في الظلام هي أن تبحث عن شموع لحظية ما أحوجنا إلى أن تكون حياتنا شمعة تضيء فعلا ظلاما خاصا استوطن ذواتنا وحولها إلى غرف مختطفة حتى إشعار أخر من متلازمات حياة مختلفة ...
• أن تعيش في الظلام هي أن تكتشف في سكون الليل حيوات أخرى لا تتحرك إلا في الظلام، قد تخيفك، وقد تخدعك، لكن أكيد ستتخلى عن عنفوانك كان واقعا وإحساسا قبل لحظات
• أن تعيش في الظلام هي أن تستنشق هواء نقيا، وترى النجوم ببهاء، وتكتشف جمالا لا تنتبه إليه في الأيام العادية ...عبثا تحاول أن تحدق في شجرة واقفة أمامك وخيالك أمامها، وتكتشفها كأنك تكتشفها اللحظة ،فالفراغ يجب ما قبله ويفرض الانتباه لما يحيط بنا ولو للحظات ...
• أن تعيش في الظلام هو أن تترك العالم جانبا لتتجاوز ذاتك محاورا لها ومتواصلا معها على غير العادة ...
• أن تعيش في الظلام هي أن ترى ظلك وظل كل شيء عميق، على ضوء ضوء ينبعث من بعيد واضحا وسط الظلام. وتتساءل أين كانت ظلالنا التي ترافقنا كل يوم ونحن نتنكر لها ؟
• أن تعيش في الظلام هو أن تطرح الأسئلة العميقة، وماذا لو انقطع الكهرباء بالأيام ؟ كيف ستكون الحياة؟ وكيف سنعيش لحظاتها مع ما تستلزمه حاجياتنا من توفر الكهرباء (ماء. خبز،بنك، اتصال طب.بنزين...)والقائمة طويلة جدا
• أن تعيش في الظلام هو أن نحس كم نحن جبناء أمام لحظات فاترة وعاجزين عن مواجهة ؟ ولم نجد من حل لها سوى الانتظار والانتظار في غرف ليس لها من أدوار تاريخية إلا الانتظار.. والانتظار فقط ،حتى يصدح كهرباء ،حينها نبدو مثل غريق أنقذ للتو في آخر لحظة فنصيح كمن ولد من جديد،ونشرع في حياة جديدة بفعل الصدمة
• أن تعيش في الظلام هو أن نعيش تجربة خاصة ، ليلة بلا كهرباء تماما مثل يوم بلا تدخين ويوم بلا سيارات ويوم بلا...ويم بلا...

• أن تعيش في الظلام ما أحلى أن تلتقط لقطات توثيق للذات في الظلام . و أن تتوقع عودة الكهرباء في أي لحظة ،الحدث هو رفع الستار عما سبق وما يرافقه من تصفيقات بالأيدي الخشنة والناعمة،وصفير وزغاريد ، مرج وهرج، حينها يبدو الكهرباء مثل بطل قومي يتلهف الجمهور للتملي بطلعته البهية، و التقاط صور تذكارية معه تماما وتنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وتقول لهم ها أنذا في الظلام فمن يضيء دربي المظلم ،تجد زرات الإعجاب وكلمات التعاليق المجاملاتية كمن ينوه بالحدث وتتساءل مع نفسك هل هو حدث يستحق كل هذه الإطلالات وهل هو عظيم فعلا مثل الأحداث العظام التي تنشر ..
• أن تعيش في الظلام هو أن تفتح عينيك وتتخيل ما اماك ولا ترى شيئا ، وتفتح أذنيك وتنصت لكل صوت برهفة عجيبة ، تستنشق أي رائحة جديدة لتكتشف الحياة بالحواس فقط ، وتتساءل كيف هو حال الأعمى ؟ ورغم ذلك تجده مبتسما دائما .
• أن تعيش في الظلام هو أن يسود قانون الصمت، وتنتهي المناقشات، ويتوقف الجدال ولا تتوقف ولا تنتبه لأي شيء إلا لماما فيكون هاجسك هو تزجية الوقت انتظارا للبطل المغوار الكهرباء الذي غادرك دون وداع .
• أن تعيش في الظلام هو أن تطرح السؤال والأسئلة العميقة حول الأماكن التي بلا كهرباء، لكنها بأضواء خاصة، وكيف يمكن للإنسان التعامل معها، وكيف سيكون إحساسك في القبر بعد أن تعود له الحياة للحساب




















د



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغاث أحلام نائب
- آلام سنة مضت
- من النائب ؟؟ أنا النائب..
- من دورس *الربيع* العربي
- من وحي الاحلام
- الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟
- نصف يوم في القيروان
- بهاء الحزن
- حين ينهمر المطر
- قراءة في كتاب :بركة الأولياء بحث في المقدس الضرائحي للدكتور ...
- قراءة في كتاب *أضواء على الثقافة العربية في إفريقيا في العصر ...
- قراءة في كتاب *ثقافة الصحراء للدكتورعباس الجراري*
- قراءة في كتاب ثقافة الصحراء : مدارات الهوية والمعنى
- ورحل الفارس المغوار أحمد فؤاد نجم
- هنا عين ذئاب البيضاء
- حكايات من واقع مدهش كلب في المطار
- قراءة في كتاب *قبيلة آيت لحسن القبيلة –التاريخ-المواقف* للدك ...
- قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني
- دروس مصر
- حياة قاتمة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - على ضوء الشموع