أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان محمد السعيد - مصر في المزاد














المزيد.....

مصر في المزاد


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 02:35
المحور: المجتمع المدني
    


هناك نظام فاشل، وهناك نظام متهور، ونظام متعصب، ونظام عميل، ونظام لصوصي، ولكن لم يسبق لي ان قرأت عن نظام يتفنن في خلق سبل التنكيل والاذلال لشعبه، لا يمر يوم دون ان يكون قد خلق كارثة او ازمة او اتخذ قرار ضد كل ما هو صحيح وضروري واخلاقي وهام، وان كنا في اواخر عصر مبارك نشكو من التراخي والتحلل والبيروقراطية وسيطرة اصحاب المصالح على مقاعد صنع القرار، فإننا في هذا العصر الذي عز نظيره في التاريخ القديم والحديث، اصبحنا نشكك في بقاء هذا البلد صالح لحياة، ونتسائل هل من الممكن على هذا المعدل من التدمير المنظم المستمر السريع ان يكون هناك كيان يدعى "مصر" بعد خمسة سنوات؟

هذا النظام الذي لم يفلح الا في صنع الكوارث والمبررات والتنكيل بابناء هذا الشعب والتفنن في اذلاله، يعاقب الشعب اشد العقوبة على ان فكر في يوم من الأيام ان يخرج مطالبا بحقه وبحكومة تعمل لصالحه، ويحمل كل فشله وخنوعه وتفكيكه لمؤسسات الدولة على 18 يوم من الثورة السلمية التي لم يحمل فيها انسان حجر الا للدفاع عن نفسه.

هذا النظام قضى على اي صناعة ازدهرت لعقود وقرون في مصر، قضى على سمعة الثمار المصرية حتى انه لا احد يقبل بها، قضى على التعليم والصحة، تنازل عن النيل، اضاع الثروات وتنازل عن الغاز والأرض، والسيادة، واصبحت البلاد مرتعا لعصابات بيع الأعضاء والمخدرات ولصوص المال العام، اصبحت اكباد هذا الشعب المريضة حقول تجارب للأدوية الغربية الغير مجربة، حتى ما بقي من آثارنا وتاريخنا تم ترميمه بالأسمنت والايبوكسي!

اغرق البلاد في الديون وقبل ان تنتهي ازمة تيران وصنافير التي دخلت في متاعت المحاكم، ادخلنا في ازمة جديدة بفرمانات رئاسية تسمح لأصحاب "الرز" بتملك مناطق استراتيجية هامة مثل خليج نعمة.

يخلق هذا النظام من اكبر وادق الأمور ازمة ويجعل حتى الحصول على الخبز النظيف ازمة، فيضع مناقصاته في يوم غلق بورصات الحبوب ويغلقها ظهر اليوم التالي، حتى لا يتقدم احد بعروض، ويضطر امام المواطنين لشراء القمح المصاب بالصدأ بدعوى نقص المخزون.

وقبل ان تنتهي ازمة القمح، يصنع ازمة في البان الأطفال، وما ان تنتهي بمضاعفة اسعاره، حتى تظهر ازمة السكر، ومن تعويم الجنيه لرفع سعر تذاكر المترو ومن الخدمة المدنية للقيمة المضافة، تجد نفسك غارق في ازمات لا نهاية لها ولا تدري ما سيفعل بك غدا!

اما اسوء ما فعله هذا النظام، وهو شئ لم يفعله غيره في سبعة الاف سنة هي عمر هذا البلد المنكوب بهم، هو ان يجعل شعب يكره ارضه ووطنه، وان يجعل اقصى امانيه ان يخرج من هذه الأرض الجدباء المحرقة، حتى لو رمى بنفسه في البحر، هذا النظام نجح في فك الارتبط بين المواطن وكل ما يصنع معنى لكلمة "وطن" وحتى من اصر على اصلاحها، القاه خلف القضبان حبيسا حتى لا يتبقى لديه الا الرغبة في الخلاص، حتى الموت اصبح امنية في عهدهم الغير سعيد.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان محمد السعيد - مصر في المزاد