أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل















المزيد.....

الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امريكا والغرب تحاولا مقايضة اي اسناد اقتصادي محدود لحكم السيسي , حتي لا تندلع موجه ثوريه جديده , بمراعاة الحريات وحقوق الانسان , لاغراض في نفس بن يعقوب , والسيسي يحاول ابتزازهم بان عدم الاسناد يتساوي مع السعي القصدي لتفجير وضع تصعب استعادته بسهوله , مذكرا اوروبا خصوصا بمستويات الهجره غير الشرعيه التي ستترتب علي ذلك , ناهيك عن فتح جبهه قد تتسع جدا للارهاب.
الجنرال يدرك ان الغرب لا يرحب باستمرار حكمه المرتبط بنفوذ متزايد للمؤسسه العسكريه في الدوله والمجتمع , ولا يوافق علي وهم امكانية تحاشي الموجه الثوريه عبر المزيد من تشديد القبضه البوليسيه , وانه قبل ذلك غير مستعد للحلول محل بلدان الخليج في تمويل تصورات محدده لا يختلف معها فقط بل يجد انها في منتهي الخطوره.
تصورات تحكم تحركات السيسي كحكم للثوره المضاده في الداخل المصري , يحاول ان يخضع عملية تصفية الثوره للمصالح المحدده للطبقه المالكه الحاكمه المتحققه فعليا , في المحل الاول بل اخضاعها للمصالح الشخصيه للجنرال وزمرته , وبما يهدد باعادة آليات حكم المخلوع مبارك او بالاحري تكريسها , في تغافل كامل لتأثيرها علي هذا اندلاع الثوره اصلا , رغم انها كانت تجري في لحظه مختلفه من زاوية مدي حدة الاوضاع الاقتصاديه التي صارت الان اوضاع ازمه عامه يعرفها ويكتوي بها الجميع , ومدي قوة الثوره التي برهنت انها يمكن ان تقطع رأس النظام مرتين .
وقبل ذلك بالطبع فان الغرب غير مستعد لاي تنازلات اقتصاديه علي غرار اليونان مثلا وغيرها امام الثوره المصريه او غيرها , فحبل الازمه الاقتصاديه ما زال علي الجرار.
الغرب يري في استمرار الجنرال بعد الان مغامره غير محسوبه تهدد في ظل الغضب الجماهيري المحدق بها , بصدام حاد بين الجيش والجماهير التي برهنت سابقا انها تستطيع شل شرطة النظام , وهي مغامره بالتالي تشكل تهديد بامكانية انتزاع السلطه ولو لصالح قوي شعبويه ستزيد المنطقه ارتباكا , ناهيك عن تهديدها بسلطه ثوريه مع هذه الثوره الي برهنت انها لا تريد الانصراف , كما انها تهدد في اهون الاحوال بانفلات اكثر لصالح الدواعش الذين سيعتمدون لوجستيا علي الاخوان والسلفيين , بكل آثاره الوبيله علي الاوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا , ناهيك عن مصر ذاتها.
الغرب يري وفقا لهذه المخاطرالمهدده لمصالحهم التي ستتعرض للعصف بها ان جرت الامور علي هذا النحوالذي يهدد به استمرار حكم الجنرال , ان من الضروري ان يسمح له من جانب حكم السيسي والجيش باعداد مختلف لاستقبال الانفجار , يسمح بالسيطره علي زمام الدواعش واخضاعهم للتورات الامريكيه , كما يسمح بدعم سياسي اعلي لجميع الاحزاب من اجل اقصي تلاعب بالمتبقي من وعي اصلاحي لدي الجماهير, عبر طرح المسار الشرعي من جديد في مواجهة غضب الجماهير, وربط اي دعم اقتصادي بهذا التصور بالتحديد
والبديهي ان استمرار السيسي باستفزازه للجماهير الي اقصي حد وباستفزازه للاخوان , يتعارض مع امكانية هذا الترتيب , ومن المنطقي ان يتصور الجنرال ان السيرعلي هذا الطريق ولو عدة خطوات كفيل بتوفير مقومات كافيه للاطاحه به , بعد ان صار محاصرا بكل هذا الغضب الجماهيري الرهيب , ولكنه صار بعد توقف الاسناد الخليجي , اقتصاديا في مهب رياح اطاحه اقسي دون شك من جهة الجماهير.
الامر المحسوم لدي الغرب استحالة اقرار استمرار حكم الجنرال , فالثوره صارت غير مأمونة الجانب بالمره , وسيتوجه بكل حسم علي اجبار السيسي علي ما يريد وفقا لسياسة الخطوه خطوه , والتي يمكن حصر الاسناد في حدودها من اجل فرض المزيد من السيطره علي مفاتيح الاوضاع , ان الاسناد الحتمي سيحكمه هذا المعيار بالاضافه الي معيار تأخير الموجه بقدر الامكان.
افتقاد السيسي للبدائل تماما الان , لن يترك له من فرصه الا للخضوع للعب اللعبه التي تشبه شد الحبل , و التي سيضعف موقفه فيها مع الوقت بل الوقت القصير , فمهما تكن سيطرته تبدو محكمه امنيا, الا ان الورقه الاقصاديه لا تقل عن ورقة آس في يد الغرب والامريكان.
سيواصل في ظل احتياجه الشخصي المريع الي خروج آمن , الانبطاح امام الصهاينه في محاوله استعطاف الامريكان , فتتضاعف الصعوبه ويصبح تحت رحمتهم اكثر فاكثر لدرجة الانصياع التام لكل ما يقرره البيت الابيض.
اشقاؤه الجنرالات لن يكون حالهم بعيد عن ذلك المصير , فينزاح للخلف لدي الامريكان اي تفكير في استخدام محكم الدواعش بهدف عسكره محدوده للثوره , سورية الطابع , والتركيز علي اخضاع الجيش لما يقررونه من مسار شرعي جديد , ابوابه مفتوحه للحرب الاهليه المتقطعه الطويلة الامد, التي سيجري عبرها السعي الاجرامي من اجل هزيمة ارادة الشعب , دون ان تتعرض الطبقه المالكه الحاكمه المتحققه بالفعل للتدمير كما تهدد الحروب الاهليه الشامله .
حيث لم تعد واشنطن عند استسهالها الاول في تعاطي العسكره من اجل صرف الثوره واضعاف الجيوش عبر الدواعش , بعد تجربتها المره في سوريا والعراق.
كما لم يعد الجنرالات علي ذات موقفهم القديم من زاوية توقي وتحاشي الحرب الاهليه, ويرجع ذلك في الاساس الي ان الثوره ما عادت قابله للانصراف بالمسار الشرعي , وفزاعة الاخوان جري استهلاكها دون حصاد حقيقي لصالح هذا الانصراف .
ومن هنا فان الحرب الاهليه المتقطعه تطرح نفسها في هذا السياق كنقطة التقاء بين التوجهات الخارجيه والداخليه للثوره المضاده الواحده , التي بدت متعارضه بشده مع صراخ الامريكان وغربهم ضد " الانقلاب ", املا في الابقاء ولو علي قليل من الاخوان.
فقريبا سيتضح امام الشعب كله مدي علاقة الامريكان وغربهم بالحريات و بحقوق الانسان , ومدي ما يكنه جنرالات المخلوع من عداء هستيري لاغلبية المصريين , ومدي اجرام من سيحاول خداعنا مجددا , ويعول علي اي انتخابات قبل تحقيق اهداف ثورة يناير وفرضها فرضا من الشوارع والميادين , علي طريق انتزاع حكومه ثوريه تمثل الميادين المنتصره الظافره.
ان الحرب الاهليه هي الحرب الاهليه , ومذبحه واحده مهما تكن معزوله ستحول غضب شعبنا العظيم الي بركان لن يتوقف الا اذا استعاد نهر النيل الذي يعتبر الاغتصاب الامبريالي لمياهه الكابوس الاساسي لخلفية التعارض في التوجهات بين النظام واسياده الامبرياليين .



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار الشرعي معادي للثوره
- البديل الثوري ضروره ملحه
- الفاشيه الدينيه التركيه تهدد المنطقه كما تهدد حياة الاتراك
- هل تجاوزت الثوره المصريه احتمال التدخل العسكري للمره الثالثه ...
- تقرير سياسي مكثف عن رؤي ثورة يناير
- بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل
- النيل في مهب رياح مشروع امبريالي صهيوني مسعور
- اوهام فى اوهام
- كارثة مائية وكارثة وطنية
- السعوديه تقود عملية اغتصاب نهر النيل
- جفاف اثيوبي حاد ام مبالغه لتمريراغتصاب النيل
- سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض
- من الذي خطف الطائره المصريه ؟
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل