أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟














المزيد.....

هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 10:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اخيرا عرف العالم ، من اختارته مجلة "التايم " الامريكية ، ليكون "رجل العام" ، ضمن تقليدها ، الذي دابت عليه باختيار شخصية او مجموعة شخصيات او اشياء لعبت تاثيرا في حياة الناس والمجتمعات ، فقد سبق لها ان اختارت الكومبيوتر بعد انتشاره في الاستخدام اليومي ، واختارت رؤوساء دول ، وبعضهم لاكثر من مرة ، لمساهمتهم في احداث تركت بصمات على الحياة السياسية لمجتمعاتهم ودول العالم . هذا العام ، اختارت المجلة ثلاث شخصيات مرة واحدة ، امراة ورجلان ، حيث تم اختيار ، اغنى رجل في العالم ، الملياردير بول غيتس ، امبراطور صناعة الكومبيوتر وزوجته ماليندا ، باعتبارهما صاحبي اكبر مؤسسة خيرية تقدم المساعدات لكل دول العالم ، خصوصا دول العالم الثالث ، والى جانبهما تم اختيار المطرب " بونو " نجم فرقة " يوتو" ، المعروف بقيادته لحفلات العمل الخيري ضد مرض " الايدز " ، وايضا مواقفه في الوقوف الى جانب حقوق الدول الفقيرة ومطالبته بالغاء ديونها .
وخاب توقع الكثيرين ، ممن تصوروا ان وقوف الديكتاتور المجرم صدام حسين في قفص الاتهام ، في محاكمة يصفها الكثيرين بأنها " محاكمة القرن " ربما تأهله وتجعل المجلة تختاره ليكون رجل العام ، باعتبار ترشيحات المجلة يمكن ان تشمل حتى اكثر الاشخاص سلبية ، فقد سبق للمجلة ان اختارت السفاح هتلر ليكون رجل العام في عام 1938 ، لكن العراق لم يغب عن ذهن قراء المجلة الذين ساهموا في الترشيح ، قبل اعلان النتيجة بعدة شهور ، حيث ورد ان احد الترشيحات طلب ان يكون " الشعب العراقي " هو رجل العام ، والسبب لان ابناء الشعب العراقي صوتوا في الانتخابات لمرتين خلال عام واحد ، رغم كل احداث العنف والارهاب والتوتر ، وبنسبة عالية لا توجد في البعض من الدول الديمقراطية .
اذا كان هذا تقيم الاخرين لشعبنا جزاء شجاعته وتحديه الموت وقوى الارهاب وسعيه للمساهمة في مسيرة بناء العراق الجديد ، فكيف قيمّنا نحن جهود وبطولة ابناء شعبنا ؟
وضمير" نا " في كلمة " قيمّنا " يعود بألتأكيد الى النخب السياسية الحاكمة في عراقنا ضمن مسيرة اليات الديمقراطية التي ناضلنا لاجلها وآمنا بها وجلبت الى سدة الحكم والقرار قوى سياسية اجادت وبمهارة لعبة توزيع الوعود وصكوك صنع المستقبل الزاهر ، واستغلال عواطف الناس وعقائدهم وذرالرماد في عيونهم .
خلال سير عملية الانتخابات ، حدث ما صار معروفا للقاصي والداني ، من استهانة كبيرة بمشاعر هذا الشعب العظيم ، وما الازمة السياسية التي تعصف الان بالوطن الا نتاج لاستخفاف فئات وشرائح سياسية معينة لم تحترم هذا الشعب ، الذي تحدى التكفيرين والارهابيين و شراذم فلول العفالقة الدمويين وسار الى صناديق الاقتراع ليخلق تاريخه ويرسمه باصابعة المحناة باللون البنفسجي ، فكانت الخروقات والانتهاكات حد قتل اعضاء الاحزاب المنافسة ، وحرق مقرات الاحزاب ، والتلاعب بشكل مكشوف بنتائج الانتخابات ، هو جزاء شعبنا ، الذي لا يزال يرزح تحت ثقل تركة نظام البعث الفاشي الدموي التي خلفت له وطنا خرابا ومقابر جماعية في كل مكان وحزن وسواد في كل بيت . ان ما قام به البعض من انتهاكات وخرق وتزوير هو اخطر من قنابل الارهابيين وسكاكين ذبحهم واحزمتهم الناسفة ، فما يريدوه ليس تزوير نتائج الاقتراع فقط ، بل وانما تزوير مصير الشعب والوطن واختياراته ، ليشمت بنا الاعداء في الداخل والخارج ، وليضحكوا من هذا الشعب الذي امن بقواه السياسية وسار معها مؤمنا بما تقوله على شاشة التلفاز التي سكنها هذا البعض ليل نهار.
ولم تكن هذه صفعة الغدر الوحيدة ، فبعد ثلاث ايام من الانتخابات قامت الحكومة العراقية الشرعية برفع اسعار المشتقات النفطية ، وقدمت لذلك تبريرات غير مقنعة لحفظ اموال الدولة ، وسط حالة ضعف اداري ملموس وتفشي فساد اداري ومالي في اوساط الحكومة التي قدمت برامج عريضة طويلة يوم تشكيلها والاعلان عنها ، وكان فقراء المواطنين ينتظرون خيرا وهم يسمعون عن تصاعد عوائد العراق من تصدير النفط العراقي الى ارقام تبشر بالخير . ان التظاهرات العفوية التي انطلقت ، في العديد من المدن العراقية مستنكرة التلاعب بمشاعر الناس ، كانت جوابا على هذه الاستهانة التي جاءت من قبل نفس الاطراف التي طالما وعدت المواطنين ، وطالبتهم بأنتخابها للانفراد بمقاليد الحكم ، وان القوى السياسية العراقية ، خارج الحكومة ، والتي يمكن ان تكون طرفا في الحكومة القادمة ، بأي شكل كان ، يجب عليها ان تدرك تماما ، بان هذا الشعب العراقي الذي رشحه بعض قراء مجلة التايم ليكون "رجل العام " لشجاعته وبسالته ، لا يجب ان يتم ترشيحه ليكون " شعب العام " الذي غدر به ساسته وقادة نخبه السياسية الذين لا يجيدون سوى اطلاق الوعود الرنانة .


سماوة القطب
25 /12/ 2005



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو المتهم الاول ؟
- على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع ...
- هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟
- شماعة البعث هل ستنقذ السيد بيان جبر صولاغ ؟
- أخيرا يا ابناء شعبي ...!
- حنون مجيد ينسج شخصية روايته من ملامح صدام حسين
- - من يستفيد من ذلك ؟-
- الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا
- حيث لا ينبت النّخيل جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد
- رجل داهمه المطر !
- قصة ملف
- أيزيدية زهير كاظم عبود
- ماذا لو مات الشيخ ابو مصعب الزرقاوي ؟
- رحيل القائد الشيوعي اليوناني المخضرم هاريلوس فلوراكيس
- نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟
- من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟
- تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !
- في ذكرى مجزرة حلبجة: شهادة شادمان علي فتاح ــ كنتُ هنــاك !
- ماذا سنقول لـ ليلى ؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟