أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - حرية الصحافة بين النظرية والتطبيق















المزيد.....

حرية الصحافة بين النظرية والتطبيق


حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 14:44
المحور: الصحافة والاعلام
    



يتكفل القانون بتوفير قدر من الحرية للصحفيين من اجل اداء مهامهم الصحفية دون المساس بحرية المواطنين واستباحة حياتهم الخاصة، اذ تعدر هذه الحرية مكملا للحريات الشخصية والاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية...الخ. وترتبط بجانبين أساسيين هما: حرية العمل الصحفي، وحرية التعبير عن الاراء والافكار في وسائل الاعلام حسب ما نصت عليها المادة (19) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
ومن أجل فهم حرية الصحافة ينبغي القول بأنها تتمثل بممارسة المراسلين والمندوبين والصحفيين لعملهم دون قيد أو شرط من قبل أية جهة، سياسية كانت أو حكومية أو اجتماعية من أجل ممارسة الصحافة عملها كمرآة للمجتمع تنقل ايجابياته من أجل معرفة أفراد المجتمع بها، وتنقل سلبياته من أجل معالجتها من قبل الأجهزة المختصة، إضافة إلى ممارسة دورها في الإعلام والتثقيف والترفيه.
وهنالك الكثير من الفقرات التي تشير إلى حرية الصحافة في دساتير الدول، بل عدت بعضها الصحافة بمثابة سلطة رابعة إلى جانب السلطات الثلاث الأخرى وهي: السلطة التشريعية (البرلمان) والسلطة التنفيذية (الحكومة) وسلطة القضاء.
وتختلف حرية الصحافة بين دول العالم طبقا لنوع النظام السياسي، ديمقراطي أو شمولي، رأسمالي أو اشتراكي أو حسب تطور الدولة، دول متقدمة أو دول نامية. إلا إن الدول المتقدمة والتي حصلت مجتمعاتها على الحرية قد كفلت حرية الصحافة وعملت من أجل ضمان مراقبة الصحافة لأجهزة المجتمع السياسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية.
تعتبر حرية الصحافة في دول العالم المختلفة مؤشرا لتمتعها بالديمقراطية، وتتكفل القوانين والدساتير بضمان ممارسة الصحف عملها دون تدخل الدولة فيها، كذلك تتكفل حرية المواطنين في التعبير عن آرائهم في الصحف كجزء من الحرية الشخصية المؤطرة بحرية الصحافة والتي تتمثل بحرية التعبير، تلك الحرية المقدسة في الدساتير.
وتحتاج فلسفة حرية الصحافة إلى تشريع يحميها من عبث أجهزة المجتمع كالجهاز السياسي والجهاز الأمني والجهاز الاقتصادي وضمان الحفاظ على البيئة الصحفية وضمان كرامة الصحفيين والعاملين في مجال الصحافة.
وإذا كانت دول العالم المتقدمة تعتبر حرية الصحافة من الحريات المقدسة، فان دول العالم الثالث لم تعر أهمية تذكر بهذه الحرية وتحاول الأنظمة السياسية فيها باحتكار المؤسسات الصحفية في بث دعايتها وتشكيل الرأي العام وتغيير اتجاهات شعوبها بما تؤدي إلى تحقيق مصالح هذه الأنظمة. لذا فقد انبثقت العديد من المنظمات الدولية المدافعة عن مهنة الصحافة والصحفيين على حد سواء ومن أبرزها منظمة صحفيون بلا حدود.
أجهزة الإعلام كسلطة رابعة
إن فكرة اعتبار الصحافة خاصة، ووسائل الاتصال الجماهيري عامة سلطة رابعة إلى جانب السلطات الثلاث الأخرى انبثقت منذ زمن بعيد، كنتيجة حتمية لدور الصحافة الكبير في مراقبة أعمال الحكومة والوزارات والسلطة القضائية، أي ممارسة دور الرقيب على السلطات الثلاث الأخرى، لذلك فان العديد من الاختلاسات والعلاقات المشبوهة بين السياسيين والفنانين إضافة إلى الجرائم وعمليات التحريض تكشفها الصحافة وتنشرها قبل أن تكشفها أجهزة الدولة الأمنية، وتعتمد الصحف من أجل القيام بهذه المهام على صحفيين أكاديميين لهم خبرة طويلة في عالم الصحافة وقد ادخلوا العديد من الدورات التدريبية في مجال الكشف عن خفايا الأمور وفي معاهد متخصصة في هذا الشأن.
وقد عدت حرية نقد الحكومة وأعمالها من الحريات المقدسة في دساتير الدول المتقدمة، ذلك بمعرفة المشرعين بأهمية الصحافة ومدى ما حققتها من نجاحات بمرور تاريخها، والطفرات التي قطعتها في سبيل الكشف عن مواطن الخلل في جسد الحكومة ومؤسساتها ورغبة الحكومة في وجود مؤسسة قادرة على مساعدة أجهزتها في الكشف عن المشكلات التي تعترض أعمالها.
صحفيون بلا حدود
تصنف منظمة صحفيون بلا حدود كل عام الدول الراعية لحرية الصحافة والدول المعادية لها، لحث الأخيرة على الاقتداء بالدول الراعية لحرية الصحافة وجعل مهنة الصحافة من المهن التي توكل إليها مساعدة الحكومات وكجزء من حرية التعبير عن رأي المواطنين، ويستند هذا التصنيف إلى الاستطلاعات الصحفية بين الصحفيين في دول العالم كافة، لمعرفة مدى تمتع الصحفيين في كل دولة بالحرية المتاحة أمامهم لممارسة مهنتهم.
في سنة 2003 عدت أقرت المنظمة بأن الصحفيين في فلندا وأيسلندا وهولندا والنرويج كانوا الأقل حرية في ممارسة مهنتهم، وفي سنة 2004 اعتبرت المنظمة دول الدنمارك وإيرلنده وسلوفاكيا وسويسرا من الدول التي تتمتع الصحافة فيها بحرية قليلة، وبأن دول نيوزيلندا ولاتفيا منحت حرية أقل بكثير للصحفيين في ممارسة مهنتهمِ وان كوريا الشمالية لم تعتبر أفضل في حرية الصحافية وبدرجة أسوأ دول بورما وتركمانستان وأرتيريا والصين وفيتنام والنيبال والمملكة العربية السعودية وإيران.
الضحايا في صفوف الصحفيين
طبقا لتقرير أصدرته منظمة صحفيون بلا حدود فان ثلث سكان العالم يعيشون في دول تفتقر إلى حرية الصحافة وان هذه الحرية تتباين من دولة إلى أخرى طبقا للنظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي، نستشف من ذلك بأن الأنظمة الشمولية (الدكتاتورية) لا ترغب بمراقبة الصحافة لأعمالها بسبب معرفة الحكومة بمواطن الخلل في كيان الدولة وعدم استعدادها لمعالجتها، كإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتغيير الدستور بما يتلاءم مع روح العصر، فهنالك الحكومات التي لا تتغير منذ عقود بسبب عدم إجراء انتخابات كما هو حاصل في سوريا، فقد أصبح شكل الحكم أشبه بالملكي، إذ ورث بشار الأسد حكم البلاد من والده دون إجراء أية انتخابات تذكر، وهذا يدل على الانتقاص من رأي الشعب في سوريا وعدم إعطاءه أية أهمية.
وبالمقابل هنالك حكومات تتفانى من اجل توفير حرية الصحافة وتتواصل في إصدار المزيد من القرارات لممارسة الصحف لحريتها وتحولها إلى رقيب لأعمال الحكومة ولجميع المؤسسات والشركات الخاصة، والسماح بنقد الحكومة وأعمالها وقراراتها ونقل وجهة نظر الشعب للدولة والكشف عن الجرائم والاختلاسات والمشاكل التي يعاني منها المجتمع.
ونجد بأن بعض الحكومات الشمولية الأخرى تحتكر الصحافة في بث الدعاية إلى الشعب وتتواصل في ممارسة المزيد من الدكتاتورية في ظل الصحافة وبمساعدتها، ذلك لأن الصحف تكون خاضعة لها وتقوم بالتالي بتجريدها من دورها الفعلي والحقيقي، وتراقب الصحفيين وتقاريرهم ومقالاتهم ونشاطاتهم داخل البلد خشية توجيه أية انتقادات إليها، لذلك نجد السلطات الأمنية في هذه البلدان تلقي القبض على الصحفيين وتحتجزهم دون محاكمة كما تقوم بتعذيبهم واهانتهم والانتقاص منهم ومن مهنتهم.
وفي تقرير أصدرته منظمة صحفيون بلا حدود أعلنت بأن 42 صحفيا فقدوا حياتهم سنة 2003 أثناء ممارستهم مهنة الصحافة، وان 130 صحفيا القوا في السجون نتيجة ممارستهم لمهنتهم. وفي سنة 2005 فان 63 صحفيا قتلوا حول العالم.
نشأة حرية الصحافة وتطورها
انبثقت حرية الصحافة من انكلترا في أعقاب اندلاع الثورة الانكليزية سنة 1688 بتأسيس البرلمان الانكليزي ومنح بعض الحريات للأفراد للتعبير عن أفكارهم وآرائهم، وكان (جون لوك) وراء منح هذه الحريات كجزء من الحقوق الطبيعية للمواطن الانكليزي. وقد جاءت حرية الصحافة كنتيجة حتمية لحرية الأفكار والآراء وذلك سنة 1694 بعد قرون من عدم السماح للأفراد بنشر آرائه وأفكاره دون ترخيص مسبق من قبل الحكومة.
وقد انطلق المفكر الانكليزي (ميلتن) من إن حرية الصحافة والنشر تعد مكملة للتعبير عن الأفكار والآراء، ومن دونها لا يمكن ممارسة الثانية. ومن حرية الفرد في الوصول إلى المعلومات ونشر وجهة نظره بخصوص المواضيع المختلفة.
انطلق(ميلتن) في إدلائه بهذه الآراء من فلسفة تتمثل في إن الأفراد حين يتناقشون في موضوع ما فان الحجج المنطقية ستسود، في حين تندثر الحجج غير المنطقية. وانبثقت حرية الصحافة عقب سنوات من الحرمان، إذ كان توجيه النقد إلى الحكومة يعد جريمة يعاقب عليها القانونِ.
حرية التعبير في الولايات المتحدة الأمريكية
يعتبر جون هانكوك الشخص الأول في الكتابة للصحف في المستعمراتِ البريطانية في أمريكا الشمالية، ونشرت الكثير من المقالات لصحيفة (أخبارِ بوسطن). وكانت صحيفة (نيو إنجلندى كورانت) الصحيفة المستقلة الوحيدة في أمريكا، أصدرها جيمس فرانكلين في بوسطن ابتداء من سنة 1721. وبعد سَنَوات قليلة، اشترى شقيق فرانكلين الأصغر واسمه بنجامين، جريدة (بنسلفانيا) الصحيفة الرسمية لفيلادلفيا.
وكانت الصحف في أمريكا تتمتع بحرية غير مكفولة من قبل الدستور أثناء هذه الفترة، وقادرة على نشر الآراء المعارضة للحكومة لكن دون توجيه أي نقد للحكومة أو لأعمالها، وقد اتهمت مجلة زينكر (Zenger) لاحقا بنقد الحكومة وقدمت للمحاكمة إلا إن أندرو هاملتن دافع عنها مما حدا بهيئة المحلفين إلى إهمال أمر القاضي بمحاكمة المجلة.
في سنة 1801 وبعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عبر الرئيس جيفرسون التزامه الطويل بحرية التعبير والصحافة، وفي سنة 1931، قررت المحكمة العليا الأمريكية باعتماد التعديل الرابع عشر لتَطبيق حرية الصحافة، وفي سنة 1972، أطر الدستور الأمريكي حدود حرية الصحافة.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام الحديث
- الاعلام الدولي وعصر -انفجار المعلومات-
- مفهوم الخطاب وسماته
- مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة
- الهجرة والثقافة
- تمثال الملك
- ثقافة الرشق بالأحذية
- الملك الجبان
- يدّ العون
- قصص قصيرة جدا
- أم.......وات
- مُحاكمة كلب
- أزمة الاعلام العراقي
- ازمة الاعلام العراقي (2)
- البُعد اللغوي للثقافة
- التحديات التي تواجه الاقليات العرقية والدينية في العراق
- النظام التعليمي في العراق ... واقع مؤلم
- ازمة الاعلام العراقي
- احداث 11 سبتمبر ... قراءة جديدة
- ثلاث قصص قصيرة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - حرية الصحافة بين النظرية والتطبيق