أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النبوءة في قصيدة -لأجل الغياب.. الذي أنا فيه- فرات إسبير














المزيد.....

النبوءة في قصيدة -لأجل الغياب.. الذي أنا فيه- فرات إسبير


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5285 - 2016 / 9 / 14 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


النبوءة في قصيدة
"لأجل الغياب.. الذي أنا فيه"
فرات إسبير
من ما يزيد على الشهرين وأنا أحول أن اتقدم من خطة وضعتها للقراءة والكتابة، لكن عصر (ألنت) والسرعة كان عائق أممي، وجعلني أتغيب و"أخوض مع الخا€ئضين" حتى أنني لم أعد اقد على أنهاء راوية أو ديوان شعر.
هناك أسباب أخلاقية تبرر هذا النقوس، فالعلاقة تبقى إنسانية على (النت) رغم شكلها الالكتروني، فمن نخاطبهم ويخاطبوننا هم ناس/كتاب/شعراء، وعلينا أن نحترم العلاقة التي نشأت بيننا، رغم ما تستنفزفه من وقت وجهد، فكثر النصوص أو التعقيبات التي ترد أو تورد تجعلنا أسرى لهذه العلاقة العصرية.
من هنا أجد شيء من الراحة النفسية بهذا التحليل وليس التبرير لهذ التحول الذي حصل، هناك روايتان تنتظرين التفريغ هما "الحفيدة الأمريكية والمفاتيح تدور في الأقفال" لكن لعلمي بأنهما ستأخذان وقت طويل نسبيا جعلني أتوغل في عصر (النت) والسرعية، ولهذا أجدني اتناول قصائد بعينها، وليس دواوين شعر، رغم قراءتي للدواوين، من هنا تم اختيار هذه القصيدة من "مجلة الشعراء" الصادرة عن المركز الثقافي الفلسطيني "بيت الشعر" العدد 26خريف عام 2004.
يضم هذا العدد ملف عن الشعر السوري التسعيني" وفيه قصائد لأربعة وثمانون شاعر وشاعرة سورية، ما شدي إلى هذه القصيدة هو النبوءة التي فيها، وكأن الشاعرة كانت على علم بما ستؤول إليه الأوضاع في سورية، تتنبأ بما سيكون، فهي تطرق الخزان قبل فوات الأوان، تنبهنا إلى خطر الموت المحدق بنا، فترسم لنا مشاهد الموت بتفاصيل دقيقة، تحذرنا مما هو آت، فتبدأ قصيدتها بهذا المقطع:
"حزينة الآلهة اليوم..
لأجل الغياب .. الذي أنا فيه
يوم حزمت حقائب موتي
ووقفت على شرفة الغيب
أسل: أين الطريق؟
في غابة كثيفة
أهلها عراة.. " بهذا المشهد ـ حزن الآلهة ـ تحذرنا الشاعرة من متاهة الخروج من الوطن، فقد ربطت بين الخروج والموت من خلال "حقائب موتي" فهي لم تقل حقائب سفري، بل موتي، وهذه النبوءة تجعل الشاعر مستشعرة بما سيكون على الحال للسوري في حالة خروجه من الوطن، فهو سيموت، سينتهي وجوده وتنتهي سوريته مع ابتداءه حمل الحقائب السفر. وإذا ما تتبعنا الألفاظ المستخدمة فيما سبق، سنجدها سوداء توحي بالتيه والضياع والغربة والموت، فلا شيء جميل في طريق الغربة والابتعاد عن الوطن.
السير في طريق الغربة تصوره لنا بهذا المقطع:
"يا صاحبي لا تطفئ الأضواء
الطريق طويل
وأنا الحق به
ولا ينتهي
... لقد جفت الأقلام ونامت الصور" نجد في هذا المشهد صورة السير وراء السراب، " وأنا الحق به
ولا ينتهي" وفهي تحذرنا من السير فيه كما سارت هي، فهو التيه الذي لا ينتهي، وجاءت عبارة " ... لقد جفت الأقلام ونامت الصور" كتأكيد على سرمدية فعل "اللحاق" فهو لن ينتهي بالمطلق.
حالة التيه لم تتأثر بها الراوية وحسب، بل هناك جمهور من المشاهدين يتابعون حدث التيه، فتصفهم لنا بهذا الشكل:
"أعزف يا "شوبان"
أعزف....
الصوت النائم في اللحن
يوقظ الألم
والجمهور يصفق
هو الرائي الأعمى
والمستمع الأخرس" حضور طرف آخر على الحدث ـ الجمهور ـ المصاب بالعمى و غير القادر على الكلام والتعبير/التحدث بمأساة الراوية، يجعل من ألمها جحيما أبديا لا ينتهي، وهذا الألم يحمل التعذيب لطرفين، الشاعرة والجمهور، ويحمل أيضا أن كل طرف لتعذب ويعذب الآخر، فالشاعرة تتعذب لعذابها وأيضا لمشاهدة الجمهور الخامل والبائس لمأساتها، وفي ذات والوقت نجد المجهور يتألم لما يشاهده من تعذيب للشاعرة ويتعذب لقصوره وعدم فاعليته الايجابية، صراع ووحدة الأضاد نجدها حاضرة وجليه في هذا المشهد، فالطرفان يتعذب ويعذب ويتغذى كلا منهما على عذابه وعذاب الآخر، فهذا الشكل من التعذيب يتماثل تماما مع ما نشاهده من موت وتهجير وتشرد للسوري الآن، فنحن مشاهدين بلا أعين ومستمعين بلا قدرة على التكلم.
ما دفع الراوية للسير في طريق العذاب هذا الواقع:
".. والنهر يقسمني نصفين
موج يضربني
لا أجرؤ أن أرجع
والصخرة تقسم ظهري
والنهر الهادر يجري
وأنا خلفه" فهنا أيضا نجد شكل آخر من "وحدة والصراع الأضاد" ونجد الحدث/الصراع السرمدي بين اراوية والوقع، " والنهر الهادر يجري
وأنا خلفه" هل هذه المشاهد كانت حاضرة في العقل الباطن للشاعرة مما جعلها تنذرنا مما هو آت، بما سيكون عليه الحال في حالة خروج/نا من سورية، فهذا المشهد يحمل فكرة التناص مع ملحمة البعل الكنعانية، والصراع السرمدي بين الإله "بعل" والإله "يم" الصراع بن الخصب والموت، وكأن السوري الكنعاني ما زال يعيش تلك الطقوس القديمة، لكن بطريقة واقعيه، وبشكل مؤلم، لا بشكل تراث وطقوس احتفالية.
تضيف الراوية مشهد مأساوي أضافي لما تعانيه كمرأة في مجتمع ذكوري وعالم ذكوري يمارس ساديته عليها وعلى شعبها فتقول:
"... والموج الهادر
وأنا واقفة في قفر هذه الممالك
أمة أرخت تاريخها للرجال
أمة هيأت توابيتها للنساء
والنهر يجري
ويجري
والنساء"
صرخة المرأة المطالبة بتنحي مجتمع الذكور عن السيادة، بعد أن ثبت فشلهم بالقيادة، وبعد أن تفشى الموت وأصبح يجري مجرى النهر، كان لا بد لها أن تتكلم وتصرخ بهذه الصرخة لكي لا تكون كالجمهور الأعمى والأخرس، فهو لا تنهى عن خلق وتأتب بمثله، بل تنهى عنه وتأتي بالبديل، الذي تؤمن به ولهذا نجدها تطالب بالثورة على ما هو كائن وسيطرة الذكور على مقومات الوطن والمجتمع.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث أيلول في رواية -المحاصرون- فيصل الحوراني
- الألوان في قصيدة -حالات البحار العاشق- عبد الناصر صالح
- الفكر الديني في قصيدة -في حضرة القدس- همام حج محمد
- الجنون في عالم مجنون في قصص -الخراب- نصري الصايغ
- لسرد الفارغ والشكل العادي في رواية -دنيانا... مهرجان الأيام ...
- التأنيث في قصيدة -غريب على الخليج- بدر شاكر السياب
- البياض والسواد في ديوان -رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال- مح ...
- قوة السرد في مجموعة -قبل أن نرحل- عبد الغني سلامة
- اللفظ والمعنى عند همام حاج محمد في قصيدة - ما أطيب اللقيا بل ...
- الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي
- التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة
- الطفولة في مجموعة -أنثى المارشميللو- نور محمد
- التأنيث في ديوان -معجم بك- محمد حلمي الريشة
- الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النبوءة في قصيدة -لأجل الغياب.. الذي أنا فيه- فرات إسبير