أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - البياض والسواد في ديوان -رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال- محمود الغرباوي














المزيد.....

البياض والسواد في ديوان -رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال- محمود الغرباوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


البياض والسواد في ديوان
"رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال"
محمود الغرباوي
دائما الطبيعة/الظروف/الواقع يفرض ذاته على الكاتب، الشاعر "محمود الغرباوي" يقدم لنا ديوانه المنجز من داخل المعتقل، فنجد اثر السجن واضح وجلي في هذا الديوان، من خلال حديثه عن قسوة المكان وشراسة المحتل، فهناك العديد من الصور يقدمها لنا الشاعر تتحدث عن واقع المعتقل والمعتقلين، وهذا بلا شك يحمل بين ثناياه مشاهد سوداء، إن كان من خلال اللفظ أو من خلال الفكرة/المضمون.
لغة الديوان أيضا تأثرت بالواقع الذي يعيشه الشاعر، من خلال حضور لغة الخطابة المباشرة التي جاءت في العديد من القصائد كما هو الحال في "معتقدات، صاعد، أنصار، ديمومة، قلبي على بلدي" وغيرها من القصائد، ونجد هذا الأثر ايضا من خلال اهداء بعض القصائد إلى اشخاص معينين، أو من خلال تسمية بعضها بأسماء هؤلاء الأشخاص كما هو الحال في قصائد "عمر القاسم، تنور في مقابر الشهداء، شقائق على القبور الصغيرة، الشهيد الطفل محمد عيسى" وغيرها من القصائد.
سنتناول بعض مشاهد والفاظ السواد التي جاء في الديوان، لكي نستوضح اكثر حالة تأثير المكان/الظرف على الشاعر فيقول في قصيدة "جدلية الغربة والوطن":
" يتكدسون على مقابرنا
يتكدسون
وفي ولائم لحمنا نفق
هي الوحدات لن تنسى سجل الخالدين
وتل الزعتر الوصية والمصائر
والظهر لن يمسى تقاليد الخناجر
لا تغلقوا هذي النوافذ" ض 13، بداية القصيدة جاءت تحمل فعل يعطي معنى/مفهوم يتناقض والطبيعة الإنسانية "يتكدسون"، فهذا الفعل متعلق بالجماد وليس بالإنسان، لكن الشاعر أرادنا أن نعلم حجم القسوة التي يتعرض لها في المعتقل، فستخدم فعل غير إنساني للإنسان، فهو يتعارض لمعاملة الجماد، كما تعامل أكياس الطحين أو بالات الملابس.
يغوص الشاعر أكثر في وحل السواد عندما يضيف عبارة: "على مقابرنا" فهذه العبارة أيضا تعمق حالة السواد وتجعل المتلقي يشعر/يحس بظلام الواقع من خلال الألفاظ التي يثقل وقعها عليه من جهة، ومن خلال المعاني/الأفكار التي تحملها من جهة أخرى، فلا مجال للهروب إلى ظرف أو واقع آخر، وهذا يجعل المتلقي يتألم كما يتألم الشاعر.
تستمر حالة التعامل مع الإنساني بما هو غير إنساني من خلال قوله:
"وفي ولائم لحمنا نفق" هنا يقدم الشاعر قسوة غير مألوفة، من خلال جعل الولائم تتكون من لحوم إنسانية، وهذا يمثل ذروة القسوة غير الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطيني.
يركز الشاعر على استحضار جغرافيا تثير حالة الفزع عند المتلقي (الفلسطيني)، من خلال ذكر مخيم "الوحدات وتل الزعتر" اللذين تعارضا لمجزتين، فهما يثيران فينا عاصفة الموت الذي تلاحقنا أينما نحل، وكأن دمنا مطلوب من الكل، الأعداء والأخوة معا.

المرأة
المرأة غالبا ما تمنح الرجل الراحة والسكينة، تخلصه من قسوة الواقع، وتجعله يتجاهل/ينسى/يتجاوز ما هو فيه، "محمود الغرباوي" يؤكد هذا الأمر من خلال قصيدة " القرية الطيبة" التي يخاطب فيها المرة فيقول:
" تحسست حزنك يا امرأة ما بكت
حين عاشقها ارتش في غابة
ما شاخ قنديلنا في المساء
إنما شق بابا، وآب
تحسست دربي، أضاء
وأنت إنثيال الينابيع" ص63، رغم وجود بعض الألفاظ القاسية كما هو الحال في "حزنك، بكت، شاخ" إلا أن المعنى يعطي دلالة ايجابية، كما ان بقية الألفاظ مثل "تحسست، امرأة، عاشقها، ارتش، قنديلنا، المساء، شق، الباب، تحسست، دربي، أضاء" كلها كانت ايجابية وتعطي معنى الصفاء والحياة الطبيعية، وهذا الحضور الايجابي للمرأة يشير إلى مكانتها ودورها الفاعل والمؤثر في الشاعر رغم ما يمر به من واقع قاسا.
خلاصة الديوان
بما أن موضوع الديوان هو السجن والاعتقال ومقاومة الاحتلال، اعتقد بأن خلاصة الديوان جاءت في قصيدة "إلى سجين سياسي" التي كانت تمثل خلاصة الديوان، وجاءت لغتها سهلة ووضاحة، لكنها عميقة المعنى، حيث يكمن التألق فيها من خلال بساطتها وإيصالها للفكرة بلغة تتناسب وفكرة الديوان:
"عندما أذكر وجهك
صوتك المورق
جبهتك العريضة
عندما اذكر قيدك
أخجل من نقاء الريح في صدري
وكفي الناعسة
أخجل من دفء الفراش
عندما أذكر عينك وفيض الأسئلة
أترك البيت
وأركض في الأزقة" ص120، اعتقد بأن هذه القصيدة تمثل ذروة التألق في الديوان، لما فيها من أخلاق، /تدفع/توجب المتلقي على الاحتفاظ بذكريات الألم والعذاب الذي يتعرض له السجين، فتجله يبقى متقدا بفكره وعاطفته ومتفاعل مع هؤلاء الاسرى الذي يدفعون ثمنا لحريتنا وكرامتنا، وهذا ما يجعل التفاعل والتكامل معهم واجب أخلاقي قبل أي شيء.
الديوان من نم مشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، سلسلة أدب السجون، الطبعة الأولى 2011.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة السرد في مجموعة -قبل أن نرحل- عبد الغني سلامة
- اللفظ والمعنى عند همام حاج محمد في قصيدة - ما أطيب اللقيا بل ...
- الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي
- التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة
- الطفولة في مجموعة -أنثى المارشميللو- نور محمد
- التأنيث في ديوان -معجم بك- محمد حلمي الريشة
- الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة
- هدوء اللغة في ديوان -السروة آنستي- عيسى الرومي
- الاختزال والتكثيف في مجموعة - نقوش في الذاكرة- شريف سمحان
- الجغرافيا في ديوان -ليلة الخروج من الأندلس- نزيه خير
- عطيل فلسطين في رواية -السفر إلى الجنة- وفاء عمران
- حقيقة التاريخ في رواية -مسك الكفاية- باسم الخندقجي
- الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - البياض والسواد في ديوان -رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال- محمود الغرباوي