أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ازدهار الجنس البشري 2-8














المزيد.....

ازدهار الجنس البشري 2-8


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكى يأخذ سكان العالم على عاتقهم تولى المسئولية من أجل مصيرهم المشترك، لابد أن يكون أساس استراتيجيتهم هو الإحساس والإيمان والاعتقاد الراسخ بوحدة العالم الإنسانى. رغم أن مفهوم أن الجنس البشرى " شعب واحد " يبدو بسيطاً عندما تجرى حوله المناقشات العامة إلا أنه خادع ويشكل تحدياً أساسياً للطريقة التى تدير بها معظم مؤسسات المجتمع المعاصر شئونها. هنالك عوامل جعلت من الصراع أمراً مقبولاً كباعث للتفاعل الإنسانى، من ضمن هذه العوامل التركيبة المتنافرة للحكومات المدنية، والقواعد التى توضع على أساسها القوانين المدنية، وإزكاء روح النزاع بين طبقات المجتمع، وروح المنافسة المسيطرة على الكثير من نواحى الحياة المعاصرة. ويمثل الصراع أيضاً تعبيراً آخر عن المفهوم المادى للنظام الاجتماعى والذى قويت شوكته خلال القرنين الماضيين.
فى خطابه للملكة فيكتوريا منذ أكثر من قرن مضى والذى تضمن تشبيهاً يشير إلى النمط القاطع الناجز والمأمول لنظام المجتمع العالمى شَبَّه حضرة بهاء الله (المظهر الإلهي"الرسول" للعقيدة البهائية) العالم بجسم الإنسان وحقيقة ليس هنالك تشبيه آخر فى عالم الإبداع يضاهيه و مضمون هذا التشبيه هو : لا يتكون المجتمع الإنسانى من مجرد مجموعات من الخلايا المختلفة بل من أفراد رفقاء متزاملين أوتى كل منهم العقل والإرادة. إن طريقة عمل الطبيعة البيولوجية للإنسان توضح مبادئ الوجود الأساسية وأهمها الوحدة فى التنوع فرغم المفارقة الظاهرية إلا أن كمال وتعقيد مكونات الجسم البشرى وتناسق أداء وتكامل خلاياه هو الذى يؤدى إلى تحقيق التمييز بين القدرات الخاصة بكل من تلك العناصر المؤتلفة. لا تعيش الخلية بمعزل عن الجسم فهى تشارك فى فعالياته وتستمد بقاءها من بقائه. والسعادة الجسمانية التى تحدث بهذه الكيفية تحقق الهدف المنشود من ورائها بالتمكين من التعبير عن الشعور والإدراك الإنسانى. أى بمعنى آخر إن الهدف والغرض من التنمية البيولوجية اسمى من مجرد وجود وبقاء الجسم وأجزائه.
ما ينطبق على حياة الفرد له ما يوازيه فى المجتمع الإنسانى. الجنس البشرى عضو متكامل يأتى على رأس عملية النشوء والترقى. إن حقيقة أن المشاعر الإنسانية تعمل عن طريق تنوع غير محدود لعقول الأفراد ودوافعهم لا تتناقض بأى حال من الأحوال مع اتحادها الحتمى. بل وفى واقع الأمر التنوع من الصفات والخصائص اللازمة التى تجعل التمييز بين الوحدة والتجانس والتماثل ممكناً.
يوضح حضرة بهاء الله بأن شعوب العالم تمر اليوم ببداية مرحلة بلوغها سن الرشد وعند اكتمال بلوغها سيتضح تماماً معنى مبدأ الوحدة فى التنوع.
بِدْاءً بتكوين الحياة الأسرية، انتقلت عملية التنظيم الاجتماعى إلى التكوين العشائرى فالقبلى ثم إلى أشكال المجتمع الحضرى العديدة ثم إلى ظهور الدولة والأمة. وقد كانت كل مرحلة فاتحة لآفاق جديدة تبرز من خلالها الطاقات والمقدرات البشرية.
من الواضح أن تقدم الجنس البشرى لم يأتى على حساب الفرد إذ أنه مع كل تقدم فى النظام الاجتماعى يتسع الأفق والمجال لتدفق الطاقات والإمكانات الكامنة فى كل فرد. والعلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة تبادلية تكاملية لهذا لابد من أن يحدث التحول والتطور المطلوب فى وعى وإدراك البشر متزامناً مع بناء المؤسسات الاجتماعية الملائمة ومن ثم تتحقق استراتيجية التنمية العالمية بما تتيحه هذه العملية المزدوجة المتزامنة من فرص وتفتحه من آفاق. ومن الضرورى فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البشرية أن يكون الهدف هو بناء مؤسسات متينة تدوم طويلاً لتنمو وتترعرع فى كنفها المدنية العالمية. فوضع حجر الأساس لمدنية عالمية يتطلب وضع القوانين والمؤسسات ذات الطابع العالمى شكلاً ومضموناً نفوذاً وسلطاناً، ولا يتحقق ذلك إلا إذا ما آمن كل من بيده مقاليد الأمور واتخاذ القرار إيماناً صادقاً بمبدأ وحدة الجنس البشرى وإذا ما انتشرت المبادئ والأسس ذات الصلة بها من خلال الأنظمة التعليمية ووسائل الإعلام. ثم بعد ذلك وبمجرد تخطى هذه العقبة تبدأ مسرعة الخطى عمليةٌ يجتمع من خلالها الناس والشعوب حول بلورة أهداف مشتركة ويبدءوا معاً فى تحقيقها. وهذه الصياغة الجديدة هى وحدها القادرة على إيقاء البشرية شر النزاعات العرقية والصراعات الدينية المزمنة. عند بزوغ الوعى والإدراك لدى البشر بأنهم جنس وشعب واحد سيكون بإمكانهم البعد عن أنماط الصراعات التى سيطرت على النظم الاجتماعية فى الماضى ويبدءوا فى تعلم واستيعاب سبل التعاون والتآلف والمودة.
يتفضل حضرة بهاء الله بقوله الكريم ما معناه :
" لا يمكن الوصول إلى راحة البشر وسلامه واطمئنانه إلا بتأسيس وحدته تأسيساً متيناً. ". بما أن جسم الإنسان وحدة واحدة لا تتجزأ فإن كل فرد أمانة فى عنق المجتمع. (ازدهار الجنس البشري)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدهار الجنس البشري 1-8
- الأديان وتطوّر المجتمعات
- التعصبات هادمة لبنيان العالم الإنساني
- وحدة الأديان
- كُلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد
- قدوم العصر العظيم
- لغة عالمية من أجل وحدة العالم الإنساني
- المرأة مكانتها ومساواتها بالرجل
- موعود الأمم وعلامات مجيئه
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية6-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية5-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية4-6
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه2-2
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه.1-2
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية 1-6
- يونس والحوت
- نظرة على قصة سيدنا نوح وسفينته


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ازدهار الجنس البشري 2-8