أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحاجة رشيدة العاجوري















المزيد.....

الحاجة رشيدة العاجوري


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 387 - 2003 / 2 / 4 - 04:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الرابع من أيلول – سبتمبر الماضي قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد كل من كفاح العاجوري وشقيقته انتصار من الضفة الغربية إلى غزة وذلك بعد أن اتهمتهما بمساعدة شقيقهما محمد, احد قادة كتائب شهداء الأقصى والذي بدوره استشهد في عملية اغتيال منظمة نفذتها وحدة إسرائيلية في السادس من شهر آب أغسطس الماضي في الضفة الغربية المحتلة. لقد أقدمت إسرائيل على فعلتها تلك بدون خوف من حساب أو رهبة من عقاب قد يطولانها في الحاضر أو في المستقبل, واعتمدت في قرارها المشئوم الذي يحرم الأهل من أبناءهم والأبناء من آباءهم على قرارات محاكم صهيونية ,لا ديمقراطية فيها ولا عدالة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين المقيمين تحت الاحتلال الأسرائيلي, وكذلك عندما يتعلق الأمر بما يسمونه امن إسرائيل.

 

 ففيما يخص ما يعتقد انه أمن الكيان العبري تصبح القوانين الدولية لاغية وباطلة وغير ذات فاعلية ولا تعار أي اهتمام,لأن ما يسمى امن الصهاينة من سكان الدولة الإسرائيلية أهم من أية قضايا واعتبارات وقوانين إنسانية ودولية. فيكفي أن تتهمك جهة أمنية إسرائيلية بأنك على علاقة من قريب أو من بعيد مع شخص تعتبره إسرائيل "إرهابيا" حتى تكون العقوبة جاهزة وشديدة و غير مسبوقة. وبما أن اسرائيل لم تجد حتى يومنا هذا من يردعها ويعاقبها أو يوقفها عند حدها, فقد صعدت في الآونة الأخيرة من أعمال التهجير وهدم البيوت وابعاد الفلسطينيين الى خارج بلدهم أو خارج مناطقهم في الضفة ألى مناطق أخرى في قطاع غزة. كل هذا يحدث بقوانين ابارتهايدية صهيونية معدلة ومدروسة بشكل عنصري متطور يجعل كل شيئ تقترفه اسرائيل قانونيا بفعل القضاء الاسرائيلي الذي يعتمد في تعامله مع الفلسطينيين على ما تقره المخابرات واجهزة الأمن الاسرائيلية, وبعد ان تقره تلك الجهات يأتي دور المحاكم لتحوله ألى قانون وتصادق عليه.

 

بناء على تلك الأعراف الأسرائيلية الجائرة تم إبعاد انتصار وكفاح وتم اغتيال شقيقهما محمد العام الماضي وتم يوم أول أمس اغتيال والدتهما الحاجة رشيدة العاجوري عبر التسبب بموتها نتيجة نوبة قلبية ألمت بها عند سماعها نبأ رفض المحكمة العليا الصهيونية السماح لولديها المبعدين إلى غزة بالعودة إلى الضفة الغربية. لم يحتمل قلب الحاجة رشيدة المزيد من الألم والعذاب, وهو القلب الفلسطيني الذي طالما عايش العذاب والمعاناة والاحتلال وتحمل كل المتاعب والمصائب والغرائب والعجائب والمظالم, استسلم قلب الحاجة رشيدة للحب الذي قتله, للراحة من العذاب وكل أصنافه, أرادت الحاجة رشيدة الالتقاء مع انتصار وكفاح, فلذتا كبدها, لكن محكمة يهودا الإسرائيلي حطمت آمالها ودمرت أحلامها التي كانت تعتقد أنها ممكنة التحقيق وقد تتحقق في القريب, فقرار المحكمة داهمها وهي تعجن الخبز مجبولا بالدمع, ونزل عليها كما الصاعقة, فكان كفيلا بوقف خفقان قلبها الأبيض الهادئ, النابض بالحب والشوق والحنين للقاء ولديها وأخذهما في الأحضان, توقف قلبها الفلسطيني الذي تحمل  الكثير وصبر كأيوب نبي الصابرين على الظلم والقهر والضين, نعم صبرت أيتها الأم الفلسطينية الخنسائية الإرادة والحياة, صبرت لكن قلبك لم يصبر عليك, ولم تمهله الثواني القليلة التي سلبته ما تبقى من خفقات ودقات عالقة في الثنايا والزوايا المتعلقة بالشوق المعذب والتوق القاتل.

 

أيتها الحاجة رشيدة, يا أمنا كلنا, إنها الضريبة التي يدفعها الشعب الفلسطيني على مذبح الحرية والاستقلال, ضريبة الحياة الحرة الكريمة, كأي بشر في أية بقعة من عالم البشرية التي تعرف قيمة الحياة وقيم الإنسان والبشر, لكنك عشت في بلاد غزاها الجراد المتوحش  فألتهم خضارها وأقتلع زرعها وأشجارها ليبني مكانها مستوطنات ومستعمرات ومحميات تنشر الرعب والهلع والموت والإرهاب في الأرض التي علمت البشرية التعاليم الخيرة  و أتت بالديانات السماوية المتسامحة. هنا وفي القلب من فلسطين الذبيحة يصبح الإرهابي ضحية, فيقتلك ويلبس ثوبك الملطخ بالدماء, ثم يقوم بتعميمه على الناس على أساس انه ثوبه الذي لطخته أيدي "الإرهابيين" بالدماء الإسرائيلية.

 إنهم كالأنبياء الكذبة يدعون النبوة لكنهم عنها بعيدون ومن كل ما يخالفها قريبون, غايتهم الحقد والكراهية والضغينة والأجرام المسيس والمتدين, كأن الدين يأمرهم بالقتل أو بالأجرام, لا يوجد دين رزين يأمر بالقتل أو بألغاء الآخر وازالته عن ارضه, لكن للصهيونية السياسية دينها ودنياها, حيث في القتل تجد الملذة وفي تصفية البشر وحقوقهم تجد الاستمرارية.

 

هم هكذا يقتلون الأطفال الفلسطينيين والأبرياء وضحاياهم باسم أحلامهم التوسعية المرتكزة على خزعبلات الدين والدنيا, هؤلاء إلى زوال وأنت يا حاجة رشيدة باقية رغم رحيلك ورغم التحاقك بمحمد ابنك الشهيد الذي اغتالوه بالرصاص والقنابل, عكس الطريقة التي اغتالوك بها, فلكي يقتلوك لم يستعملوا الرصاص ولا الأباتشي ,استعملوا فقط سلاح الحرمان, حرمانك من أطفالك وحرمانهم منك, هذا كان كافيا لجعلك تعلنين استشهاد قلبك بالغضب وبالحب المتعب والنوبة القلبية التي حرمت الجلاد من رؤية دموعك وهي تنهمر من على وجنتيك, فتجعلنا نبكي معك الأبعاد والاستشهاد والحداد على امة فقدت الأحساس وعز فيها صوت الناس, نبكي الحسرة وانكسار المروءة في بلاد عربية مكسورة الأجنحة ومنكسة الرؤوس.

 

إنها سنة الحياة الفلسطينية وقدر شعبنا يا أمنا الراحلة, فمن طلب الحرية والاستقلال لا بد أن ينال مطلبه, ومطلبنا سيتحقق بالبذل والعطاء والعمل الجاد وبالمزيد من النجاحات السياسية والعسكرية المفيدة, تلك التي تقض مضاجع الإرهاب والاحتلال. نامي قريرة العين يا حاجة رشيدة , أن شعبنا ماض على الطريق الصحيح, سلاحه الانتفاضة الواثقة الخطى والمقاومة التي تعرف كيف تستثمر النضال والتضحيات في سبيل الحرية والتقدم والاستقلال.

 

* نشرت في موقع ايلاف  2-2-2003 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد
- من وحي المخيم ..
- الحرب على العراق تبدأ من غزة
- الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..
- سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي ...
- صرخة مزدوجة و صفعة قوية..
- المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..
- السلام المفقود والحل المنشود..
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحاجة رشيدة العاجوري