أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - صالح الكويتي ( العود والفرهود خلف الحدود )














المزيد.....

صالح الكويتي ( العود والفرهود خلف الحدود )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 03:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صالح الكويتي ( العود والفرهود خلف الحدود )
نعيم عبد مهلهل
في كتاب صدر لي قبل اعوام عنوانه ( عراق رومي شنايدر ) أفردت فيه فصلا مهما عن الفنان العراقي ــ اليهودي الديانة ( صالح الكويتي ) تحدثتُ فيه عن خواطر حزن سدارة الرجل الذي ادخل الحداثة للموسيقى العراقية المعاصرة من أجمل وأوسع ابوابها عبر الشجن الاسطوري للمطربة سليمة مراد صاحبة الاغنية الساحرة ( قلبكْ صخر جلمود ما حَنْ عليه ).
وتلك الاغنية التي سكنت أفئدة العراقيين في مقاهي الذكريات واراجيل الذكريات وخنادق الحرب هي من ظلت باقية في وجدان الرجل وجسده وكانت هي من بعض مناجاة الشوق للبلد الذي هُجرَ منه قسرا بعدما أن اعتقد الباشا نوري السعيد ان صالح واخيه داود اكملا مهمتما الفنية وعليهما صعود الباخرة من العقبة الى حيفا.
كان من بين اهم ما حمل معه صالح الكويتي هو آلة الذي الذي صنع من خلال اوتاره اعذب اغنيات الحناجر اليهودية والمسيحية والمسلمة واغلبهن من النساء ، هذا العود هو والسدارة وثلاث بدلات رجالية وعدة الحلاقة ومسبحة وحاجيات خاصة ومن بعضها دفاتر لنوتات تلك الاغاني الخالدة هو كل ما نجا من الفرهود الذي عم البيئة الاجتماعية الساذجة التي ربما فرحت بقرار تهجير اليهود العراقيين الى فلسطين . وهو ذاته الفرهود عاش في متشابهات اخرى عندما نهب ميناء المحمرة في بداية ثمانيات القرن الماضي وفي التسيعينيات نهبت الكويت التي ينتمي اليها صالح الكوتي بأسم الولادة واللقب الفني .
عاش صالح الكويتي خارج الحدود يحمل الكثير من اسئلة الاسى لما حدث في هذا الفرهود ـ وبالرغم من انه شعر بوجود اغنية تبث من الاذاعة والحفلات أنه لم يسلب منه شيئا إلا أنه شعر بأمتعاض هائل عندما اخبره قادمون من العراق عبر لندن بأن اوامر رئاسية صدرت بأخفاء واتلاف الارشيف والوثائق الموسيقية والادارية التي تهم جميع انشطة الاخوين ( الكويتي ) قي الاذاعة والتلفزيون العراقية .
وقتها شعر صالح الكويتي ان الفرهود شمله الآن ، فعاش في ازمة نفسية اخرى لم تمكنه من انتاج لحنا جديدا وكل ما كان يقدمه في الاماسي والمناسبات الكثيرة التي يحتفي فيها يهود حيفا من العراقيين أنه يعيد وبحنجرة دامعة انشاد اغنيته ( الهجر مو عادة غريبة ) وكأنه يريد أن يذكر التأريخ العراقي منذ السبي البابلي والى سنوات تهجير اليهود بأنه كان يعيش فورة الاسى التي يصنعها الولاة والمستعمرون مع الاقليات وهذا ما تكرر في العصر المغولي والتركي والعصور الاخرى ليس مع اليهود فقط بل مع الصابئة والارمن والتركمان والمسيح والافيلية والايزيدين وغيرهم.
لكن الفرق مع اليهود أنهم نالوا القسوة بطريقة التهجير ومصادرة الممتلكات او جعلها وقفا لواحدة من اجمل امكنة البناء المعماري العراقي الذي زخرت به محلات التوراة في المدن العراقية وهي بيوت الشناشيل الخشبية.
صورة صالح الكويتي ( 1910 ــ 1986 ) لاتنطبق في جمالية مشاعرها من خواطر الفرهود المتكرر في الحياة العراقية ، والذي نراه ملتصقا بوجه لصوص الساسة ومقاولي الغفلة ، وحتما في بلد متنوع كالعراق تتنوع اشكال التعامل مع الوجه النقي والطيب والبرئ للذات العراق التي قد تستغفل ويتم سلب مواردها ونطها وموازنتها .
فعليه سنشعر بالفخر أن البعض بالرغم من انهم فرهدوا منه كل شيء أبتداء ً من الجنسية وطابو البيت والجرباية والكنتور التسكام الى الاوراق الثبوتية الاخرى ، إلا أنه بقيَّ يعيش بهاجس الانتماء الى الليل البابلي الساحر وانه استطاع أن يبقيَّ قلبه نابضا قرب ظلال بساتين ميزوبوتاميا بفضل انه ابقى آلة العود سالمة حين عبر الحدود بعيدا عن فوضى الفرهود .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيصر وعنتر ( أنوثة العراق وذكورة سبايكر )
- غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي
- هل من معدان مَسقطْ ما يُفتي ؟
- الحديث عن أسرار مقديشو
- خُمرة الطين والحنين
- من طفولة صباح مضى..!
- ( محمد الجاسم ..تدوين الشعر ومراثيه بلغةٍ ساحرة )
- الدمعة من أور الى الكرادة
- الناصرية ( المترفون ، الشاي وبوذا )
- الناصرية 51 مئوية
- هايكو الأهوار ، وهايكو اديث بياف
- أور وموبايل اوردغان
- النبي نوح في طفولة الناصرية
- جاموسة الليدي غاغا
- أبراج الحظ
- آثار دمُكَ على النعش
- سريالية موت طائر الكناري
- للرفش عاطفة ايضاً..
- الروح ترتدي ثوبا ابيضا
- نجومٌ خضرٌ في نعشٍ أسود


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - صالح الكويتي ( العود والفرهود خلف الحدود )