أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية















المزيد.....

مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 13:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية
طلعت رضوان
تميـّـز الراحل الجليل د. مصطفى سويف (مواليد17يوليو1924) بكل خصائص العالـِـم والمفكر الذى (وظــّـف) علمه لصالح أبناء وطنه ، فرغم تخصصه فى علم النفس ، ورغم كتبه العديدة فى هذا المجال مثل (الأسس النفسية للتكامل الاجتماعى) و(نحن والعلوم الإنسانية) و(علم النفس الحديث) إلخ فإنه اهتم بالجماليات التى صاغها فى كتابه المهم (الأسس النفسية للإبداع الفنى فى الشعر) كما خصـّـص كتابـًـا عن (العبقرية فى الفن) ولكن استوقفنى - بشكل خاص - أنه تفرّغ لعدة سنوات ليكتب كتابه (المخدرات والمجتمع) الصادر عن عالم المعرفة الكويتى رقم205- يناير1996.
وأعتقد أنه أولى هذا الموضوع عنايته نتيجة ما رآه من انتشارظاهرة إدمان الكثيرمن الشباب للمخدارت ، وهو ما أكــّـده من واقع الاحصاءات والبيانات التى اعتمد عليها ، خاصة الصادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية. ولفت نظرى الاهداء الذى أشار فيه إلى طه حسين ونقل عنه مقولته الشهيرة ((إلى الذين يعملون ولا يؤذى نفوسهم ألاّ يعمل الآخرون))
فى شرحه لأسباب الإدمان قال إنه قد يكون السبب حالة نفسية ، وأحيانــًـا عضوية تنتج عن التفاعل بين كائن حى ومادة نفسية ، وتتسم هذه الحالة بصدور استجابات أو سلوكيات تحتوى على عنصر الرغبة القاهرة ، فى أنْ يتعاطى الإنسان مادة مُـعينة على أساس دورى ومستمر.
وشرح أسباب انسحاب المُـدمن من المجتمع، وكذلك أسباب الاضطرابات النفسية والسلوكية. وأسهب فى وصف خطورة (الجرعة الزائدة) ودوافع الانتحار.
وذكر قصة الشاب الألمانى الصيدلى (سيرتورنر) الذى تمكــّـن فى عام1803من عزل العنصر الفعال فى الأفيون (المورفين) وهو العنصر المسئول عن معظم الآثار الفيزيولوجية والسيكولوجية المُـترتبة على تناول الأفيون ، وقد انتشر استخدام المورفين بعد ذلك لأغراض طبية فى أوروبا فى عام1870. ثـمّ كانت (الإبرة الطبية) اللازمة للحقن تحت الجلد فتـمّ اختراعها وتواصل تطويرها. وفى سنة1874 أمكن تخليق الهيروين معمليـًـا وأنّ شركة (بابر) للأدوية هى التى أطلقتْ عليه هذا الاسم سنة1898، ثـمّ بدأ ظهور التقارير الطبية عامىْ1943، 1944عن استخداماته المُـضادة للتأثيرات المورفينية على مُـدمنى الأفيون والمورفين، وتبع ذلك المزيد من الأبحاث الطبية والصيلانية بهدف الارتقاء بهذا العلاج.
وشرح د. سويف تاريخ نشأة الكوكايين المأخوذ من شجرة الكوكا فى إسبانيا. وفى سنة1885 اكتشف (كارل كوللر) أنّ الكوكايين يـُـمكن استخدامه كمخدر موضعى لإجراء جراحات العيون دون ألم . ونشطتْ البحوث فى تأثيره على الجهاز العصبى المركزى، وبالتالى دخل الكوكايين كمُـنشـّـط فى عدد من الأدوية والمشروبات (الترويحية) ومن أشهرها مشروب الكوكاكولاعام1886. وفى سنة1903تـمّ استبعاد مادة الكوكايين من هذا المشروب.
وشرح باستفاضة تاريخ نشأة نبات (القات) وخطورة تعاطيه. وكذلك نشأة الشاى والبن. وتاريخ اكتشاف (الغاز المُـضحك) الذى اكتشفه (جوزيف بريستلى) عام1776وأنّ هذا الغاز يـُـثير الضحك لمن يستنشقه. واستخدمه البعض بشكل تجارى ، مثل إقامة حفلات لعرض (الغاز المُـضحك) على المُـشاهدين . وقد تطوّع لهذا الغرض12من الشباب ذوى الصحة الجيدة.
وفى الفصل الثالث شرح أسباب منشأ التعاطى لكل أنواع المخدرات (الصلبة والسائلة) وخصـّـص الفصل الرابع للحديث عن الاضطرابات النفسية المُـترتبة على الإدمان . والفصل الخامس عن المشكلات الاجتماعية الناجمة عن التعاطى والإدمان ، مثل معاناة أهل المُـدمن ، ورحلة العلاج بين الرفض والقبول ، والامكانيات المادية للأسرة ، خاصة ارتفاع تكاليف العلاج فى العيادات الخاصة ، مع نـُـدرة المُـتخصصين فى هذا المجال ، والأهم هو نـُـدرة المراكز الطبية الحكومية. ورغم تلك النـُـدرة فإنّ العلاج ليس بالمجان ، وإنما بالمصاريف ، بمراعاة أنها أقل من تكاليف العلاج فى العيادات الخاصة. وأشار إلى أنّ أخطر المشكلات الناجمة عن التعاطى والإدمان هى لجوء المُـدمن إلى ارتكاب جرائم السرقة والنصب.. إلخ وأحيانــًـا يلجأ إلى القتل من أجل الحصول على المال لشراء المُـخدّر الذى تعوّد عليه. وفى هذا الفصل اعتمد د. سويف - بشكل أساسى - على بيانات ودراسات المركزالقومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.
والفصل السادس خصـّـصه للحديث عن (كيفية التصدى لمشكلة المخدرات) فرأى أهمية (تجفيف المنابع) أى ضرورة البحث الجاد عن الوسائل الفعالة لعدم دخول المخدرات مصر، أى القضاء على ظاهرة (تهريب المخدارت) ودخولها مصر بشتى الوسائل غير المشروعة ، والتى نجح المُـهرّبون (أباطرة تلك التجارة التى تبيع السموم) فى فرضها على المجتمع ، وهنا لابد من تشديد الرقابة على السواحل وكل الحدود المصرية لمكافحة ظاهرة التهريب. وكذلك لابد من إعادة النظر فى التشريعات القانونية ، وأهمية تغليظ العقوبة على هؤلاء (التجار) الذين يبيعون السموم كى يـُـحقــّـقوا المليارات. ولذلك ركــّـز د. سويف على أهمية (الوقاية الأولية) وأهمية تعظيم الالتزام بالأسلوب التربوى المُـتكامل، المُـعتمد على (المعلومات) وليس على (الشعارات) والأسلوب الانشائى الخطابى ، سواء من المسئولين أو من ضيوف القنوات الفضائية الذين يتكلــّـمون فيما لا يعلمون، ويـدّعون التخصص فى علم النفس وعلاج الإدمان. كذلك ركــّـز على أهمية البحوث الميدانية للتعرف على أسباب التعاطى والإدمان.
وطرح د. سويف سؤالا مهمًـا : هل المُـدمن مريض أم مُـذنب ؟ وكان من رأيه أنه (مريض) ويجب رعايته والاهتمام به وعلاجه قبل أنْ يتحوّل إلى إنسان عدوانى وبالتدريج يصل لمرحلة ارتكاب شتى أنواع الجرائم ، وهو شبه مـُـغيـّـب ، لأنّ كل هدفه هو الحصول على المادة المُـخدّرة التى تعوّد على تعاطيها ، وتدرّج من التعاطى إلى الإدمان . مع مراعاة أنْ يشمل العلاج الجانب النفسى مع الجانب الطبى . وكان الفصل السابع عن مسئولية العلم والعلماء لبذل أقصى الجهود لتطويع (المعلومات) لأغراض التطبيق.
000
عندما سمعتُ خبر وفاة د. سويف بحثتُ فى أرشيف مكتبتى عن حوار أجراه معه أحد الصحفيين ، والسبب أننى تأثرتُ كثيرًا بما قاله فى هذا الحوار المنشور فى صحيفة المصرى اليوم7فبراير2013. فبسؤاله عن أسباب ابتعاده عن السياسة قال : هربتُ من سعار السياسة المحموم وطنينها المُـخترق الأذن وغبارها المؤذى للعيون ، هربتُ إلى ظل شجرة المعرفة.
وردًا على سؤال حول أفعال الزمن بالإنسان قال : تخذلنا أجسادنا ولكن عقول البعض تظل يقظة. وعن ضغوط البيئة وآثارها السلبية قال : يتوقف ذلك على قدرة الإنسان على التكيف ، وهل يمكن أنْ يهرب من الضغوط المحيطة به ، فإنّ المطلوب بصيرة ترى الإطار، وهذا يـُـساعد على (فهم) طبيعة الأرض التى يقف عليها الإنسان . وقال إنّ حب العمل والحماس للعمل ((يـُـحبط الاحباط)) الذى قد يتعرّض له الإنسان . وعن العبقرية قال : إنها مسألة مُـعقــّـدة وفيها شق نفسى وعقلى واجتماعى.. والإنسان العبقرى هو الشخص الذى يـُـحسن تقديم إبداعه ، حتى يتبناه المجتمع . وذكر أهمية دور كل من طه حسين ود. مصطفى مشرفة. وعن الفرق بين المرأة والرجل قال: هذه الفروق مجرد (فرضيات) تعسفية فرضها المجتمع وثقافته السائدة وليست قاعدة يمكن التمسك بها. وعن سؤال حول الإبداع فى زمن الإخوان قال : أخاف من (القولبة) أى الدخول فى (قالب مُـعيـّـن) وهذا ضد الإبداع.
وأعتقد أنه بعد رحيل هذا العالم الجليل والإنسان النبيل ، فإننى أتمنى أنْ يـُـعاد طبع كتبه (أو بعضها) ضمن مشروع مكتبة الأسرة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عداء بنى إسرائيل لمصر
- ما مغزى بيع الامتحانات ؟
- النقد العلمى لتأليف التوراة
- هل عمل الخير يحتاج إلى تشجيع ؟
- رد على السيد الأمازيغى التونسى الملحد
- هل سيخرج العرب من التاريخ ؟
- ما مغزى اعتراض الحكومة على حكم لصالح مصر؟
- ما مغزى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ؟
- المملكة العبرانية فى العهد القديم
- العلاقة بين كنعان وإسرائيل
- مصر بين التوراة وعلم المصريات
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)
- المسرح فى الحضارة المصرية
- لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟
- لماذا يخالف المسلمون النص القرآنى ؟
- هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (1)
- لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
- دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية