أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)














المزيد.....

مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)
طلعت رضوان
عن حرب التحرير التى خاضتها مصر ضد الهكسوس ، وهى الحرب التى بدأها الملك (سقن – ن – رع) ثم ولديه (كاموسى) و(أحموسى) كتب عالم المصريات الكندى (دونالد ريدفورد) فى كتابه (مصر وكنعان وإسرائيل) ترجمة الراحل الجليل بيومى قنديل- المجلس الأعلى للثقافة- رقم598- عام 2004، أنه بعد وفاة الأب (سقن – ن – رع) ثم الابن الأكبر (كاموسى) جاء الدور على محرر مصر (أحموسى) ولعله من المؤسف عدم الوصول إلى نص يـُـماثل نص (صادودى كاموسى) عن حكمهما ، وبالتالى لا يوجد عن حرب التحرير سوى (تلصيم) شتى النتف التى تــيسر الوصول إليها فى سيرة الشخصيات المعاصرة للأحداث ، وكذلك العثور على دفاتر اليوميات اللاحقة.. وكافة هذه (النتف) موجزة وواقعية الطابع ومحايدة غير منحازة ، ولكنها تفتقر إلى تدفق وحميمية الأسلوب الشخصى الذى تمتع به كاموسى (ص208)
ورغم أنّ النصر النهائى على الهكسوس تـمّ بمعرفة (أحموسى) فإنه قبل هزيمتهم النهائية ((لم يكن يسمح لهم ببدء أى أعمال حربية ، فقد زحف عبر سيناء وهاجمهم فى معقلهم الجديد ، واستولى فى نهاية المطاف على هذا المعقل وأسلمه للتدمير. وبذلك كفــّـتْ دولة الهكسوس التى أسّـستْ الأسرة الخامسة عشرة عن الوجود)) (ص210)
وعن الملكة حتشبسوت كتب (ريد فورد) أنّ التصور القديم الذى يذهب إلى أنها عقدتْ العزم على النزوع إلى السلام وتجنب حمل السلاح ، هذا التصور يحتاج إلى تعديلات جوهرية : لعله من الجلى الواضح أنّ الملكة لم تعزف عن الانخراط فى الحرب ، بل وقادت جيشها بنفسها ذات مرة واحدة على الأقل ، ومع ذلك كانت تجريداتها العسكرية قليلة للغاية ، وكانت على نطاق ضيق . ويبدو واضحـًـا أنّ اللجوء إلى القوة العسكرية لم يكن يـُـشكــّـل عنصرًا أساسيـًـا فى برنامجها . ولقد تركتْ ملكة مصر عددًا من المقولات الشخصية ، التى نستطيع أنْ ننتظر منها أنْ تــُـوفــّـر مفاتيح مهمة إلى الطريقة التى كانت تفكر بها. وحقيقة الأمر فإنّ هذه المقولات تحقق منها الكثير، حيث يـُـسيطر على كل نقش من النقوش التى تـمّ العثور عليها من حكم حتشبسوت، حيث انشغالها بمشروع هائل يتمثــّـل فى إعادة بناء مصر. وكان السلام ضرورة لإنجاز هذا المشروع . وتــُـقرّر الملكة بصورة واضحة ((لقد أشعتُ الأمان والطمان على امتداد سائر مديريات البلاد ، وكل المدن خلدتْ إلى السلام)) (المصدر السابق ص 231، 232) وكان نهج الملكة حتشبسوت : الاهتمام بالحصول على السلع والخدمات بشكل سلمى، وعدم اللجوء للقوة إلاّ بعد استنفاد كافة الأساليب الأخرى أو عندما تختمر الفتنة (ص234)
وعن معركة (مجدو) التى خاضها تحوت- موس الثالث) ضد الميتانيين ، عندما علم بحشدوهم على الحدود المصرية، كان لابد من القيام بتوجيه ضربة وقائية. وتلك المعركة أظهرتْ عبقرية تحوت- موس الثالث كقائد عسكرى على مستوى التكتيك إلى أبعد حد ، فخلال ضربة جسورة عبر ممر ضيق إلى (مجدو) نجح فى أخذ الجيش الكنعانى على حين غرة الأمر الذى أدى إلى تشتيت فلوله، ومحاصرة المصريين ل (مجدو) لمدة سبعة شهور. وعندما سقطتْ المدينة فى شهرديسمبر/ كياك 1482 ق. م وقع كل الرؤساء الكنعانيين (باستثناء ملك قادش الذى نجح فى الفرار) فى قبضة المصريين فورًا وألجأهم المصريون إلى أداء هذا القسم : لن تشق بلاد (رتينيو) عصا الطاعة مرة أخرى.. وواصل (تحوت- موس الثالث) سياسته الثابتة فى متابعة النجاحات التى حققها.. ففى السنة التالية التحم مع قوة ميتانية أكبر من السابقة، فمزقها شر ممزق. وهنا كانت الامبراطورية المصرية قد بلغتْ أقصى مدى لها فى آسيا.
وأسفر الانتصار الهائل الذى توّج به تحوت- موس الثالث إنجازاته بشكل مباشر عن لفت أنظار العالم القديم بأسره إلى مصر كعامل (مهم) فى سياسات شرق البحر المتوسط . وتلك كانت أيام الهناء والصفاء التى مرّتْ بمصر. ففى تلك الأيام كان ملوك كنعان يُـسلمون أرجلهم للريح متى رأوا مصريًـا . وسرعان ما أرسلتْ تلك الدول التى كانت تقف من ميتانى موقف المواجهة الاستراتيجية ، مثل بابل وآشور وخاتى على وجه التحديد ، بهداياها الدبلوماسية إلى ملك مصر. وعلى إثر ذلك حذت قبرص حذوهم (ص242)
كانت فلسطين فى ذاك الزمن ، والدرب الذى يخترق الضفة الغربية جزءًا من ممتلكات مصر بصفة كاملة. وهذه المناطق هى التى قام فيها المصريون بصفة رئيسية ، بوضع سياستهم فى ترحيل أعداد غفيرة من السكان المحليين إلى مصر، سواء تأكد موقفهم العدائى أم لم يتأكد ، موضع التنفيذ . وهى السياسة التى وصلت ذروتها تحت حكم الملك (آمين- حوتب الثانى) الذى رحــّــل ما يزيد عن 85 ألف نفس ما بين رجل وامرأة وطفل من كافة الطبقات الاجتماعية. ونجم عن ذلك أنْ تخلخلتْ أو كادت هذه البلاد الجبلية سكانيـًـا وتضعضعتْ بشكل حاد . ولم يعد فى وسع الآسيويين استخدام فلسطين مرة أخرى كقاعدة للهجوم على مصر، أو بتعبير مألوف بصورة أكبر فى لغة المحدثين فى نفس هذه المنطقة ، وضع المصريون أيديهم على هذه الأراضى كضمان ضد أى أعمال عدائية يقوم بها جيران مصر.
وفى عهد الملك (آمين- حوتب الثالث) استطاع جنى الثمار التى طرحها العمل الذى امتدّ سنوات طويلة فى سبيل إخضاع آسيا على امتداد الأجيال الثلاثة السابقة. حيث فرضتْ مصر (السلام المصرى) على كنعان. ولم ير الملك (أمين حوتب الثالث) ضرورة أنْ يخرج إلى آسيا على رأس أى حملات ، فقد تدفقتْ الضرائب والعطايا نزولا عند إرادة ملك مصر. ومرّتْ القوافل من وإلى مصر بأمان وطمان عبر مختلف الدروب فى فلسطين ، كما تزايدتْ الأساطيل البحرية التى تجوب شرق البحر المتوسط بصورة كبيرة . وصارتْ الروابط مع (ميتانى) وطيدة أكثر. وكفــّـتْ إلى حد كبير مشاكل الحدود . وبكلمة واحدة : ركع العالم المأهول وقتذاك عند أقدام مصر (ص251)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح فى الحضارة المصرية
- لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟
- لماذا يخالف المسلمون النص القرآنى ؟
- هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (1)
- لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
- دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين
- رمضان (المصرى) ورمضان (العربى)
- هل يجرؤ النظام على الغاء قانون (تطوير الأزهر) ؟
- متوالية لصق اسم (الله) بالحاكم
- ما جذر العداء لغير المسلمين ؟
- مغزى لصق اسم (الله) كصفة للحاكم
- هل النظام الحالى اختلف عن الأنظمة السابقة ؟
- أليستْ المعاهد الأزهرية معامل لتخريج الإرهابيين ؟
- قتل الحرية الفردية فى مسرحية الزومبى
- مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين
- شكسبير والغوص فى النفس البشرية
- 2- مصر المنكوبة بخيراتها
- مصر المنكوبة بخيراتها
- الأديبة هدى يونس والغموض الفنى


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)