هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 23:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل سنـُـفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
طلعت رضوان
هل يمكن عزل فتوى (المجاهرة بالافطار) عن (خنق) البحث العلمى؟
هل (المسلم) ضعيف الإيمان لهذه الدرجة ؟
عندما يأتى رمضان فى كل عام ، ينشط أعضاء الكهنوت الإسلامى ، ويـُـوجـّـهون سهامهم ضد المُـختلفين معهم (مسلمين وغير مسلمين) وتهديد كل من يجهر بالأكل أو الشرب ، وفى بداية رمضان - هذا العام - قال الشيخ مبروك عطية (أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر) أنّ الغش فى الامتحانات فى رمضان لا يـُـبطل الصيام. وأنّ من يتصرّف أثناء صيامه بأساليب غير أخلاقية ((صيامه صحيح)) ولكنه ((معدوم البركة)) أما الصيام (الصحيح) فهو الامتناع ((عن شهوتىْ البطن والفرج)) وأصدرتْ دار الإفتاء المصرية (على صفحتها الرسمية) بيانــًا عن المُـجاهرين بالافطار أنهم يبتعدون عن قدسية الإسلام. وأنّ المُـجاهرة لا تدخل ضمن الحرية الشخصية. وإنما هى معصية.
ورغم أننى ضد (المُـجاهرة) بالافطار (لأسباب تتعلــّـق بالسلوك الحضارى بعيدًا عن المرجعية الدينية) فإننى ضد تدخل أعضاء الكهنوت الإسلامى فى الحياة الشخصية لشعبنا وأسبابى هى :
أولا : شعبنا - طوال تاريخه - حريص على مراعاة مشاعر الآخرين ، وهو ما عشته فى شبابى وشيخوختى ، حيث كان زملائى المسيحيين فى الوزارة التى عملتُ فيها ، يحرصون على عدم الأكل والشرب طوال شهر رمضان.
ثانيـًـا : أعضاء الكهنوت الإسلامى يأخذون ب (المطلق) بمعنى أنهم لا يـُـراعون الحالات الاستثنائية (حتى بين المسلمين) الذين أباح لهم الشرع الافطار نظرًا لظروفهم الصحية ، خاصة المرضى بأمراض مُـزمنة وتستوجب شـُـرب الماء طوال اليوم ، مثل حالات الاصابة بمرض السكر المرتفع ، ومرضى الكلى..إلخ.
ثالثــًـا : هل (المسلم) ضعيف الإيمان لدرجة أنه لا يحتمل رؤية من يأكل أو يشرب ؟
رابعـًـا : ماذنب غير المسلمين فى فرض طوق رقابى على تصرفاتهم فى رمضان ؟ خاصة لو كان بينهم شخص مريض بالسكر أو الكلى ؟ وكيف نسى أعضاء الكهنوت الإسلامى أنّ المسيحيين يصومون ما يقرب من ثلثىْ العام ؟
خامسـًـا : إنّ ماحدث هذا العام له سوابق فى السنوات الماضية ، نتيجة تلك الفتاوى المُـتكرّرة ، التى أدّتْ إلى انتشار التعصب بين قطاعات من الشباب ، لدرجة أنه عندما دخل شخص مريض إلى محل عصير قصب ليشرب ، تجمع حوله الشباب وضربوه (صحيفة القاهرة- باب مراسيل -2/11/2004) وذكر كاتب الرسالة ((مرّ علىّ فى بلادى أكثر من أربعين رمضان ، لكننى ألاحظ (الآن) التزمت الزائد والتعصب المقيت الذى زاد هذه الأيام ، مع انعدام التسامح.. إلخ))
سادسـًـا : يجب ربط فتوى (المجاهرة بالافطار) بشتى الفتاوى التى تــُـعرقل مسيرة التطور الحضارى ، مثل مصادرة الكتب والاعتراض على الرسائل العلمية ومنع الموافقة على إجازتها، وهو ما حدث (كمثال من بيبن عشرات الأمثلة فى أرشيفى) عندما أحال د. عاطف عبد السلام (عميد كلية الآداب بجامعة حلوان) رسالة الماجستير المُـقـدّمة من الباحث أحمد عرفة بعنوان (الألفاظ المتعلقة بالعبارات فى القرآن الكريم - دراسة دلالية فى ضوء نظرية السياق) فإذا بعميد الكلية يـُـحيل الرسالة إلى المفتى الذى رفضها ، فكتب الباحث شكوى لرئيس الجامعة جاء بها أنّ المفتى ليس عضوًا فى لجنة المناقشة المُـكوّنة من د. عبد الصبور شاهين وآخرين..إلخ وتـمّ حفظ الشكوى (تحقيق عيد عبدالحليم - صحيفة الأهالى17/10/2007) وفى نفس التحقيق ذكر د. صلاح السروى ((للعلم هذه الحالة ليست الأولى فى قسمنا ، فقبل ذلك كانت هناك رسالة ماجستير مُـقـدّمة من الباحث محمد القاضى بعنوان (المُـحكم والمتشابه فى القرآن الكريم) وقد رفضها رئيس القسم بحجة ((الحرص على عدم دخول جـُـحر الدبابير))
سابعا: هل يمكن عزل فتوى (الجهر بالافطار) عن مُـجمل أشكال التعصب وضرب الحصار حول العقل ، ومن أمثلة ذلك ما حدث فى الملتقى الأول لمؤسسة الحرمين الطلابى العالمى ، وهى مؤسسة تابعة للمجلس الإسلامى العالمى ، بالتعاون مع مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر، وكان الاجتماع تحت رعاية شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى ، الذى ((دعا الحكومات والمؤسسات التعليمية بالدول الإسلامية إلى تحرير المناهج التعليمية من المحاورات الكلامية الفلسفية التى لا تبنى طالبـًـا أو داعية مُـتميزًا.. وتأثيراتها السلبية..إلخ)) (الصفحة الدينية بالأهرام - 27/7/2003- ص33)
ثامنــًـا : أخشى أنْ يتفاقم الأمر فيخضع النظام الحاكم لجبروت الكهنوت الإسلامى ، فتكون فى مصر (شرطة دينية) على النمط السعودى.
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل