أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين















المزيد.....

مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 13:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر دائمـًـا مُـغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين
طلعت رضوان
إذا كان العرب الذين غزوا غيرهم من الشعوب واحتلوا أراضيهم ونهبوا خيراتهم، استخدموا مصطلح (الفتح) فلماذا استخدم المُـتعلمون المحسوبون على الثقافة المصرية (والعربية) نفس المصطلح؟ رغم أنّ كتب التراث العربى/ الإسلامى ورد بها مصطلح (الغزو وهى تسرد غزوات نبى الإسلام، فيكتبون (غزوة بدر الأولى) ، (غزوة بدر الكبرى) ، (غزوة بواط) و(غزوة العشيرة) إلخ واستمر تضليل (المُـتعلمين الكبار) حتى بعد الغزو العثمانى لمصر عام 1517م أطلقوا عليه (الفتح العثمانى) لتبدأ كارثة (الخلافة العثمانية)
وعن بداية الدول الفاطمية ذكر ابن إياس أنّ أعيان الديار المصرية (دون أن يـُـحـدّد المقصود بكلمة " أعيان ") أرسلوا رسالة إلى المعز الفاطمى (وكان ببلاد المغرب) طلبوا منه أنْ يجيىء إلى مصر ويملكها قبل أنْ يملكها بنو العباس، فأرسل (المعز) جوهر الصقلى قائد جيوشه إلى مصر، ومعه مائة ألف (فارس) وملك مصر من غير قتال. فلما دخل جوهر مصر هرب أبو الفوارس وجماعة الإخشيدية (بدائع الزهور فى وثائع الدهور- هيئة الكتاب المصرية- عام1982- ج1- ص184)
والمعزلدين الله الفاطمى – مثله مثل كل الغزاة فى البطش والنهب ، فعندما وصل إلى مصر سأله (ابن طباطيا العلوى) عن نسبه ، فجذب نصف سيفه من غمده وقال ((هذا نسبى)) ثم أحضر أكياسـًـا فيها ذهب ووزّعها على الجنود وقال ((وهذا حسبى)) (المصدرالسابق- ص187) ومن بين غرائب شخصية المعز، فرغم أنه يعتنق (الإسلام) وبنى الجامع الأزهر، فإنه كان يسب صحابة النبى كل يوم جمعة على المنابر. ومن غرائبه أيضـًـا أنّ قائد جيشه (جوهرالصقلى) كان من المخصيين.
وذكرالإمام الذهبى أنّ المعز لما استقرّ بالقاهرة ، خرج عليه (خارجى) اسمه الحسن بن أحمد القرمطى، أتى من الشام فى جيش كثيف ومعه الأمير العربى حسان بن الجراح الطائى، وبمجرد أنْ نزل بمصر أنشد (شعرًا) قال فيه ((زعمتْ رجال الغرب أنى هبتهم/ فدمى إذن ما بينهم مطلول/ يا مصر إنْ لم أسق أرضك من دم/ يروى ثراكِ فلا سقانى النيل)) فلما رأى المعز أنه لا يقوى على مُـحاربة حسان بن الجراح، أرسل يقول له ((ارحل عن مصر، وأنا أرسل لك مائة ألف دينار)) فأرسل حسان يقول له ((إنْ بعثتَ إلىّ بما تقول، رحلتُ عن مصر)) فأرسل إليه المعز مائة ألف دينار فى أكياس مختومة)) (ابن إياس ص190) وطبعـًـا المعزلدين (الله) لم يدفع هذا المبلغ من جيبه وإنما من عرق الفلاحين المصريين، أى أنه لم يختلف عن باقى الغزاة. كما أنّ المعزلدين (الله) لم يهتم بالرد على قول حسان أنه سيسقى أرض مصر بالدم.
ومن بين جرائم المعزلدين (الله) ضد شعبنا أنه ((منع القبط مما كانوا يعملون فى يوم النيروز. ومنعهم أيضـًـا من الاحتفال بعيد الغطاس، ومن نزول المراكب، ونصب الخيام على شاطىء النيل (كما كانوا يفعلون) وهـدّد من يفعل ذلك بالشنق، فرجع الناس عن ذلك (ابن إياس- مصدر سابق – ص190) أى أنّ المعزلدين (الله) الذى نشرالمذهب الشيعى، لم يختلف عن غلاة المذهب السنى فى العداء لاحتفالات شعبنا، بمنع طقوسهم وعاداتهم مع التهديد بالشنق.
والمعزلدين (الله) أول (خلفاء) بنى عبيد الله بمصر، وكانوا يقولون ((نحن أفضل من بنى العباس ، لأننا من ولد فاطمة بنت رسول الله.. وكان خلفاء الفاطمية يحكمون من مصر إلى الفرات، وإلى مكة والمدينة. وكانت مصر وبلاد المغرب مملكة واحدة. وبلغ خراج مصر فى أيامه ألف ألف (= مليون) دينار، ومائتىْ ألف دينار (ابن إياس- مصدرسابق- ص191)
والعجيب أنّ ابن إياس بعد أنْ ذكر أنّ خراج مصر كان ألف ألف (فقط) إذا به يكتب أنّ جوهر الصقلى وجد (بعد وفاة المعز)من الذهب ستمائة ألف ألف دينار (أى 600مليون) ومن الدراهم أربعة آلاف ، ومن اللؤلؤ الكبار واليواقيت أربعة صناديق مُـجلــّـدة، ومن القصب الزمرد ألف قصبة... ووُجد عنده دواة من الذهب طولها ذراع، وهى مرصعة بالدر والياقوت، فقوّم ما عليها من الجواهر باثنى عشر ألف دينار. ووُجد عنده من المعالق الذهب والفضة ألف معلقة (أى ملعقة باللغة العربية، ولكن ابن إياس كتبها كما ينطقها شعبنا) ووُجد عنده عشرة آلاف زبدية صينى ومن الأوانى البللور مثلها. ووُجد عنده أربعة دسوت من الذهب ، وزن كل دست مائة رطل بالمصرى ، وسبعمائة خاتم بفصوص ياقوت وماس وزمرد.. وهذا غير الخيول والجمال والأملاك والضياع (ابن إياس – مصدرسابق- ص193) وهذا مجرد مثال – من بين عشرات الأمثلة- على نهب موارد شعبنا.
ولما ماتت سيدة الملك (أخت المعز) وُجد عندها من الذهب العين 300 صندوق ومن الجواهر والياقوت خمسة (ويبات) غير الياقوت الأحمر ووزنه 27 مثقالا ووُجد ثلاثون ألف (شقة) حرير ملون . وكان تعقيب ابن إياس (المذهل) حيث كتب ((ومع هذه السعة ، كانت أزهد الناس فى الدنيا)) (المصدرالسابق- ص196) فإذا كان ما كتبه ابن إياس عن حجم الذهب والياقوت.. إلخ صحيحـًـا فكيف يتسق ذلك مع قوله أنها كانت من أزهد الناس فى الدنيا؟
وفى فترة حكم العزيز (بالله) أمر بشنق الوزير (نسطورس) فشـُـنق على باب قصر الزمرد ثم أمر بشنق اليهودى (منشاه) فشـُـنق على باب قلعة الشام (المصدر السابق – ص196) ومن عجائب ابن إياس (والأدق من بين تناقضاته) أنه أضاف بعد أنْ ذكر تلك (الوقائع) أنّ العزيز (بالله) كان ((يـُـحب العدل بين الرعية)) فكيف يجتمع (العدل) مع (البطش) بالخصوم؟
وفى فترة ولاية الحاكم بأمر (الله) فإنه خصّـص لليهود حارة زويلة وأسكنهم بها ، وأمرهم أنْ لا يُـخالطوا المسلمين فى حاراتهم ، كما أمرهم أنْ يدخلوا فى الإسلام ، فخافوا منه وأسلموا كلهم ، ثم أذن لهم بالعودة إلى دينهم ، فارتـدّ منهم فى يوم واحد نحو سبعة آلاف يهودى ، ولكنه أمرهم بهدم كنائسهم ، فهـُـدمتْ، ثم أمر بإعادتها إلى ما كانت عليه (ابن إياس – المصدرالسابق- ص198) ويـُـلاحظ على هذا النص : 1- أنّ فكرة (الجيتو) اليهودى فى مصر ابتدعها الحاكم بأمر (الله) لأنّ اليهود المصريين قبل ولايته كانوا يعيشون داخل نسيج المجتمع المصرى، دون تخصيص أحياء خاصة لسكناهم 2- الأمر بدخول الإسلام ، وهو ما ينفى حكاية (لا إكراه فى الدين) ولأنّ اليهود خافوا من بطشه دخل سبعة آلاف يهودى فى الإسلام فى يوم واحد 2- ولأنّ الحاكم بأمر (الله) عـُـرف عنه رعونته ونزقه وتقلبات مزاجه، سمح لهم بالعودة إلى دينهم (كأنه يلعب معهم لعبة القط والفار) ولكن ابن إياس لم يكن موفقــًـا عندما كان تعليقه (فارتـدّ منهم فى يوم واحد سبعة آلاف) فكيف يكون رجوع اليهود إلى دين الأصلى ردة؟ ورغم سماح الحاكم بأمر (الله) بعودتهم لديانتهم فإنه أمرهم بهدم كنائسهم فهـُـدمتْ ثم أمر بإعادتها على ما كانت عليه (كما لو أنه يلعب لعبة ليتسلى بها) وهكذا كان مصير شعبنا أنْ يحكمه أمثال الحاكم بأمر (الله) وكل من حكموا باسم (الله) مثل (المتوكل بالله) و(المنتصر بالله) و(المستعين بالله) و(المعتز بالله) و(المهتدى بالله) و(المقتدر بالله) و(المعتمد بالله) و(القاهر بالله) و(المتقى بالله) و(المستكفى بالله) و(المستعصم بالله) وهؤلاء مجرد نماذج من أسماء (خلفاء المسلمين) من أسرة واحدة التى بدأتْ بالخليفة (المهدى) الذى مات مسمومًـا، وترك (الخلافة) من بعده لابنه الهادى ثم لابنه هارون الرشيد ، وبعده جاء الهادى بن المهدى.
وكان القائم بتدبير أمور القاهرة أيام الحاكم بأمر (الله) الأمير برجوان صاحب الحارة المعروفة باسمه. وكان الحاكم بأمر (الله) لا يتصرف فى شىء من أمور المملكة إلاّ برأى برجوان ، فشعر الحاكم بأمر (الله) أنه مثل المحجور عليه ، فأمر بقتله وهو فى الحمام.. فلما مات (برجوان) وجدوا فى خزائنه من الذهب العين مائتى ألف ألف دينار، ومن الفضة الدراهم خمسين أردبـًـا ومن القماش مائتان وستين (بقجه) وألف قميص حرير سكندرى واثنا عشر صندوقــًـا ، ضمّـنهم جواهر وفصوص.... وكان يُـنقل من حارة برجوان إلى قصر الزمرد فى كل يوم دفعتان على مائتىْ جمل ، نحو أربعين يومًـا.. إلخ (ابن إياس – المصدرالسابق- ص198) وهكذا كان تاريخ النهب الأسطورى من عرق الفلاحين المصريين ، وكل ذلك باسم (الخلافة الإسلامية) التى كانت خلافة النهب والقهر.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكسبير والغوص فى النفس البشرية
- 2- مصر المنكوبة بخيراتها
- مصر المنكوبة بخيراتها
- الأديبة هدى يونس والغموض الفنى
- لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟
- فؤاد حسنين على: مثقف من طراز نادر
- فكرة (رب الكون) وعلاقتها بالبشر
- العرب وعلم الآثار
- لماذا هاجم السلمون ترامب ؟
- علماء أوروبا وكشفهم للترتث العربى
- لماذا الدولة المصرية (موش دولة) ؟
- هل الشخصية الاعتبارية لها ديانة ؟
- اليسار العربى والمصرى والموقف من الاستشراق
- غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا
- هل يتأثر العقل بالتراث ؟
- نقابة الصحفيين والشخصية المصرية
- هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟
- لو الرئيس عزل وزير الداخليه.. ح يحصل إيه ؟
- تناقض العلاقة بين الرب العبرى وشعبه المختار
- لماذا الأزهر ضد الوحدة الوطنية ؟


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين