أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟















المزيد.....

هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 21:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هوّ الأزهر مؤسسه للدين ولا للسياسيه ؟
طلعت رضوان
ما سرهجوم الأزهر على صحيفة (المقال) ؟
أثبت التاريخ القديم والوسيط والمعاصر أنّ المؤسسات الدينية تابعة للسلطة الحاكمة. وينحصر دورها فى تأييد (كل) توجهات النظام الحاكم ، حتى ولو تعارضتْ توجهات النظام مع (الثوابت الإيمانية) من وجهة نظر الكهنوت الدينى. ولدينا فى مصر تجارب عديدة تؤكد ما أذهب إليه ، فعندما صدر قانون الإصلاح الزراعى فى عهد عبد الناصر أيـّـده المفتى وشيخ الأزهر، وعندما أصدر السادات قانون إعادة الأراضى الزراعية لأصحابها بادر الأزهر بتأييد السادات ، والكارثة أنّ مؤسسة الكهنوت الدينى فى مصر (الأزهر) استشهدتْ بالقرآن فى الحالتيْن ، مرة مع مصادرة الأراضى بحجة توزيعها على الفلاحين ، من منظور أنّ الأرض ملكٌ لله. وأنّ الحديث النبوى نصّ على أنّ الناس ((شركاء فى ثلاث : الماء والهواء والكلأ)) وفى المرة الثانية (إعادة الأرض لأصحابها) لأنّ ((الله يرزق من يشاء بغير حساب)) ونفس الأمر تكرّر مع موضوع الإيداع فى البنوك ، هو حلال عندما أرادتْ السلطة ذلك (عهد عبد الناصر) وهو حرام فى زمن الانفتاح . والأمثلة عديدة ولكن أهمها وأخطرها هو تأييد الكهنوت الدينى للنظام فى مواجهة الجماهير الشعبية ، كما حدث فى اعتصام عمال كفر الدوار (13أغسطس1952) التى واجهها ضباط يوليو1952بكل وحشية. ونظرًا لأنّ الإخوان المسلمين كانوا ينتظرون مكافأتهم مقابل تأييدهم للضباط بالمشاركة فى الحكم ، لذلك سارعوا ((بشن حملة عاتية ضد العمال المُـضربين واتهموهم بالخيانة)) (خالد محيى الدين- والآن أتكلم- ص183) وكان القائمقام عبدالمنعم أمين قد انضمّ لحركة الضباط يوم22 يوليو1952رغم علاقاته الوثيقة بالسفارة الأمريكية ، ورغم ذلك عيـّـنه الضباط ليكون هو (رئيس المجلس العسكرى الذى حاكم عمال كفر الدوار) وبعد إنتهاء المذبحة تـمّ تعيينه للاشراف على (وزارة الشئون الاجتماعية) فاختار سيد قطب ليكون مستشار الوزارة ، فى تلك الفترة كان اليسار يـُـطالب بتكوين إتحاد عام للعمال ، فأصدر سيد قطب فتوى بتحريم قيام هذا الاتحاد لأنه ((سيكون مناوئــًـا (للثورة) وأنّ الشيوعيين سوف يـُـسيطرون على الاتحاد . كما أعدّ سيد قطب مشروع القانون المُـنظــّـم لعلاقة العمل ، فتحمّــس الوزير (الضابط عبد المنعم أمين لهذا القانون) رغم أنه كان شديد الاجحاف بحقوق العمال ، حيث حرّم حق الاضراب وسمح بالفصل التعسفى . وذكر خالد محيى الدين أنه عارض هذا القانون وكتب ((المجلس العسكرى كله وقف ضدى)) (ص204، 205)
ومن بين الأمثلة التى تؤكد على تحالف سلطة الحكم مع مؤسسة الكهنوت الدينى ، أنه فى اليوم التالى لاعتصام عمال كفر الدوار (14أغسطس1952) نظـّـم اليسار (المؤتمر العمالى) حضره أنور السادات فقال ((إننا سوف نـُـعلــّـق المشانق فى شبرا الخيمة على أبواب المصانع ، إذا حدث أى تحرك من العمال)) (خميس والبقرى يستحقان إعادة المحاكمة- المؤرخ العمالى طه سعد عثمان- ص35) وبعد أنّ صار الضابط السادات رئيس مصر، وصف انتفاضة الجماهير الشعبية فى شهر طوبه/ يناير1977بأنها (اتفاضة حرامية) وأيـّـده الأزهر فى ذلك ، كما أيـّـده النجم التليفزيونى الشيخ متولى الشعراوى ، الذى صلى ركعتيْن شكرًا لله بعد كارثة يونيو1967.
وأعتقد أنّ أهم وأخطر دور لأى مؤسسة كهنوتية هو الوقوف مع السلطة الحاكمة فيما يتعلــّـق بالتعريف العلمى لمفهوم (المواطنة) ولعلّ هذا هو أهم أسباب هجوم الأزهر على صحيفة (المقال) التى أخذتْ موقفــًـا مُـحـدّدًا وصريحـًـا منذ عددها الأول ، حيث أنها مع (الدولة المدنية) التى لا تــُـفرّق بين المواطنين على أساس الانتماء للدين ، لأنّ الانتماء الحقيقى يجب أنْ يكون للوطن فى تأكيد لشعار أجدادنا ثوار برمهات/مارس1919((الدين لله والوطن لكل المصريين)) ولترسيخ المعنى الذى تغنى به شعبنا وراء منشده سيد درويش الذى غنى ((اللى تجمعهم أوطانهم.. عمر الأديان ما تفرّقهم)) أو كما كتب خالد محمد خالد ((وُجد الوطن فى التاريخ قبل الدين. وكل ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف)) (روزا ليوسف30/10/1951) ركــّـزتْ صحيفة (المقال) على التعريف العلمى لمفهوم (الدولة) وفق المُـصطلح الذى يدرسه طلاب كليات الحقوق ، حيث التفرقة بين الشخص الطبيعى (محمد.. حنا) والشخصية الاعتبارية (شركة.. مؤسسة.. وزارة) وأنّ الشخص الطبيعى من حقه الانتماء لأى دين ، أما الشخصية الاعتبارية فليس لها دين ولا تتعامل بالدين ، وإذا كان هذا التعريف ينطبق على الشركات والوزارات ، فمن باب أولى أنه ينطبق على (الدولة) وكان المحور الثانى لاهتمام الصحيفة هو نقد التراث المُـعادى لأهم خاصية تميّـز بها الإنسان أى العقل الرافض لأى (ثوابت) تتناقض مع المُـنجز الحضارى الذى كان ثمرة كفاح الشعوب عبر آلاف السنين.
وكان المحور الثالث للصحيفة هو أنّ النظام الحالى (وبعد انتفاضتيْن كبيرتيْن : يناير2011، ويونيو2013) لا يزال يسير على ذات المنظومة السابقة منذ يوليو52، منظومة (مديح السلطة الحاكمة وهجاء كل من يختلف معها) كما حدث فى وقائع عديدة مثل مقتل الباحث الإيطالى والتنازل عن تيران وصنافير.. إلخ ومن بين صور مديح السلطة الحاكمة ما كتبه د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى شبـّـه المُـعارضين للنظام الحاكم بأنهم يُـريدون (تركيع الدولة ويكسرون شوكتها وانبطاحها وتحطيم إرادتها) و((يُـريدون امتلاك قرارها)) وتساءل ((هل يُـريدون تجويعها؟)) وأجاب ((فلن تجوع بإذن الله تعالى)) وتساءل ((هل يُـريدون إذلالها؟)) وأيضـًـا الاجابة جاهزة ((فحاشا لله (عزّوجلّ) الرحيم بها وبأهلها)) ولذلك فإنّ (القرار) ليس بأيدى المُـعارضين للنظام الحاكم ، فمن يمتلك القرار؟ قال ((القرار بأيدينا نحن . فالقرآن الكريم لم يربط الصمود والنصر بقوتهم أو ضعفنا ، وإنما ربطه بإيماننا وصبرنا وحُـسن اعتمادنا على الله)) ثم ذكر آية قرآنية. أى أنّ سيادته لا يرى أى دور للبشر، ثـمّ ربط بين القوة الإلهية والسلطة الحاكمة ، ولكنه بدأ هذا الربط بتمهيد قال فيه أنّ ((مصر لم تكن يومًـا ظالمة ولا مُـعتدية... وحباها الله (عزّ وجلّ) برئيس له رؤية ثاقبة. مُـحب لدينه. مُـحب لوطنه. مُـحب لأمته. مُـتصالح مع نفسه ومع العالم كله. يسعى للخير والسلام . لا يعرف الظلم ولا العدوان . ولا أكل حقوق الآخرين.. إلخ)) وبذكاء يُـحسد عليه لم يتعرّض لتيران وصنافير، ولكن (التورية) لم تــُـخف الهدف فقال عن المعارضين ((هل يُـريدون إسقاط مصر؟ فلن تسقط بإذن الله. لكن ماذا لا قـدّر الله لو أصابها سوء أو مكروه؟)) أجاب ((سيختل ميزان المنطقة)) (أهرام 22/4/2016) أى أنّ سيادته لم يـُـضف حرفــًـا واحدًا عما تقوله السلطة وأجهزتها الرسمية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو الرئيس عزل وزير الداخليه.. ح يحصل إيه ؟
- تناقض العلاقة بين الرب العبرى وشعبه المختار
- لماذا الأزهر ضد الوحدة الوطنية ؟
- ما مغزى تحالف (الوسطى) مع المتطرف ؟
- هل للترتث العربى جدوى من استمراره ؟
- الماركيز دى ساد بين المسرح والواقع
- مغزى أنْ يستعين النظام بترزية القوانين
- لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟
- عبد الوهاب المسيرى وتفسيره الإسلامى للحضارة
- هل مصر دولة دينية أم مدنية ؟
- ليه النظام خايف يعرض الاتفاقيه على البرلمان ؟
- هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟
- لماذا لا يتم تدريس التاريخ الحقيقى للإخوان المسلمين ؟
- لماذا يدافع الأزهر عن الدواعش ؟
- المفكر الرافض نموذج النسخة الكربونية : د. على مبروك نموذجًا
- تاريخ العلاقة بين فكرة الآلهة والبشر
- مفتى مصر ومفهوم المواطنة
- لماذا لا تتعلم أوروبا الدرس ؟
- نداء إلى منظمات حقوق الإنسان العالمية
- لماذا الرعب من الاتهام بالسامية ؟


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟