أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟















المزيد.....

لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟
طلعت رضوان
هل السبب عدم وجود علماء وفلاسفة كما فى تجربة أوروبا ؟
أم فى إعادة إنتاج الثقافة العربية/ الإسلامية ؟ أم للسببيْن معًا ؟
فى عقود أوروبا المُـظلمة سيطر الكهنوت المسيحى على عقول المواطنين . واضطهاد العلماء والفلاسفة ، فكيف خرجتْ أوروبا من ذلك النفق المظلم ؟ ليستْ هناك إجابة غير (المقاومة الفكرية) التى قادها العلماء والفلاسفة ، والتحمتْ فيها العلوم الطبيعية بالفلسفة لتقويض أركان الثوابت ، مثل القول بوجود سبعة أجرام سماوية فقط ، فكان اكتشاف أربعة أجرام أخرى سببـًـا فى إثارة انزعاج الكهنوت . وكانت نظريات أرسطو تتساوى فى (القداسة) مع الكتاب (المقدس) لذلك رفض الكهنوت النظر فى التليسكوب. وفى عام 1455 انزعج كاليستوس الثالث (بابا روما) عندما ظهر مذنب جديد ، فأمر (شعبه) بالانخراط فى الصلاة ((حتى تبتعد المصائب عن المسيحيين وتقع على رؤوس الأتراك الذين استولوا على القسطنطينية ، فكان الدعاء فى كل الكنائس ((أيها الرب الصالح أنقذنا من الأتراك والمذنب معـًـا)) وفى عام1532كتب أصولى مسيحى ((الله وحده يعرف مدلول الأشياء الغريبة التى تــُـشير إليها هذه النــُـذر)) وبينما يحتفى المتعلمون المصريون والعرب بمارتن لوثر، مؤسس البروتستانتية ، فإنهم تجاهلوا عداءه للعلم حيث قال (إنّ الكفرة يقولون إنّ المذنبات ترجع إلى أسباب طبيعية ، ولكن الله لا يخلق شيئــًـا يكون نذيرًا بحدوث كارثة)) وفى عام 1577قال الأب (أوجستين) أنّ المذنبات المتعرجة ((ترجع إلى ملائكة عيـّـنها الله لهذه المهمة))
وكان من رأى الكهنوت المسيحى أنّ خلق العالم حدث عام4004ق.م ووصلتْ المُـبالغة لدرجة الاعتقاد بأنّ خلق الإنسان حدث الساعة التاسعة صباح يوم23من التاريخ المذكور، فى حين أثبتتْ الاكتشافات العلمية أنّ عمر الكون أكثر من أربعة ملايين سنة ، وتـمّ تحديد هذا العمر حسب العمر الإشعاعى للمواد التى تكوّن منها أحد النيازك. وفى عام 1796نشر العالم (لابلاس) كتابه (شرح نظام العالم) وأكــّـد فيه على رفضه فكرة الخلق التوراتية ، وكان نابليون يعتقد أنّ الإيمان بوجود ((ملك فى السماء من شأنه تشجيع الناس على احترام الملوك على الأرض)) بينما (لابلاس) فى كتابه (ميكانيكا السماء) كتب ((لسنا بحاجة إلى وجود ملك فى السماء))
وفى عام1795تضامن أثرياء الإنجليز مع الكهنوت المسيحى ، فشنوا هجومًـا إرهابيـًـا ضاريـًـا ضد كل من يـُـعارض الملكية الخاصة ، فيكون بذلك مُـعارضـًـا للكتاب (المقدس) وبالتالى يكون مصيره المقصلة. ورغم ذلك استمر العلماء فى المقاومة ، فسدّدتْ نظرية دارون عن الانتخاب الطبيعى وتطور الكائنات الحية ، ضربة قاسية إلى (علم) اللاهوت ، وكذلك كانت اكتشافات كوبر نيكوس فى علم الفلك . فالداروينية أثبتتْ ضرورة التخلى عن الاعتقاد بثبات الأنواع ، وبالتالى التخلى عن فكرة إتيان الله بأفعال الخلق المنفصلة ، كما هو الأمر فى العهد القديم (المقدس) وهو الأمر الذى صدم مشاعر المؤمنين بالأرثوذكسية. وشاع بين الناس (بفضل الكهنوت الدينى) أنّ دارون قال إنّ أصل الإنسان القرد ، بينما دارون لم يقل هذا الكلام ، وإنما افترض أنّ التطور بدأ مع الخلية الأولى التى انقسمتْ ، فظهرتْ أنواع الكائنات الحية المُـتنوعة، حتى وصلتْ فى أعلاها إلى الإنسان . وذكر الفيلسوف برتراند رسل فى كتابه (الدين والعلم) أنّ مدرسه قال له ((إذا كنتَ من أتباع دارون ، فإننى أشفق عليك لأنه يستحيل أنْ يكون المرء مسيحيـًـا ومؤمنــًـا بمذهب دارون فى وقت واحد)) وفى عام 1860هاجم الأسقف (ولبر فورس) الداروينية فقال إنّ ((مبدأ الانتخاب الطبيعى يتنافى تمامًـا مع كلمة الله)) فكان تعقيب رسل ((لكن كلمته ذهبتْ أدراج الرياح. وساد اعتقاد بهزيمته فى السجال الذى دار بينه وبين توماس هكسلى الذى ناصر الداروينية ودافع عنها . ولذلك لم يعد الناس يخافون غضب الكنيسة. وسرعان ما انتشر (الإيمان) بتطور أنواع الكائنات الحية من حيوان ونبات ، بين علماء البيولوجيا ، ولم يهتموا بالهجوم على دارون الذى وصفه المتعصبون بأنه ((يدعو إلى عبادة قذرة))
وسادتْ الخرافة فى أوروبا لدرجة الاعتقاد بأنّ ((جميع أمراض المسيحيين ترجع إلى الشياطين الساكنة فى أجسادهم ، بينما ساعد علم التشريح على اكتشاف سر الأمراض . ووصل التعصب الدينى لدرجة تحريم استخدام مُخدر الكلورفورم للسيدة أثناء الولادة (العملية القيصرية) استنادًا إلى النص التوراتى ((بالوجع تلدين أولادًا)) (تكوين :3 -16) ورغم ذلك انتصر العلم على الخرافة ، وكل نساء العالم يستخدمنَ (البنج) فى الولادة حتى لو كنّ زوجات وبنات القساوسة. وكان التعبير الدقيق ، كما كتب رسل ((لقد أضعف العلم من قبضة الكنيسة على عقول الناس ، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى مصادرة كثير من أملاك الاكليروس فى بلاد كثيرة))
فلماذا لم يحدث مثل هذا (الإيمان) بالعلم لدى العرب ؟ وهل هناك سبب غير أنه لم يتوفــّـر للعرب علماء وفلاسفة كما حدث فى أوروبا ؟ وأنّ المحسوبين على العلم والفكر- حتى فى العصر الحديث - لم يفعلوا غير إعادة انتاج التراث العربى/ الإسلامى بكل ما فيه من خرافات ؟ ولأننى أرفض التعميم يهمنى التأكيد على وجود استثناءات ، سواء فى العلوم الطبيعية أو فى الفكر. ولكننى أركز على سيادة التخلف طوال أكثر من 14 قرنــًـا ، وأعتقد أنه من بين العقلانيين الذين رفضوا السير فى طابور الثقافة السائدة كان د. على مبروك الذى ذكر أنّ ((الخطاب العربى المعاصر بأسره خطاب أصولى ، يـُـراد منه كل تفكير ينطلق من أصل جاهز سابق ، تـمّ فرضه على الواقع بالقهر. خطاب لا يمتلك إلاّ التكرار والاجترار. خطاب لا يعرف معه العرب إلاّ تكرار الأزمات وإعادة انتاجها.. وأنّ العرب عندما يستعيدون أزماتهم ، لا يستعيدونها من نفس الموقع أو النقطة السابقة ، بل دائمًـا من الموقع الأدنى والأكثر تراجعـًـا وارتدادًا.. ولذلك عجز الخطاب العربى عن إنتاج معرفة حقيقية.. وروّج ل ((معرفة زائفة)) (الحداثة بين الباشا والجنرال – مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان - عام 2003- ص213، 251، 271)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الوهاب المسيرى وتفسيره الإسلامى للحضارة
- هل مصر دولة دينية أم مدنية ؟
- ليه النظام خايف يعرض الاتفاقيه على البرلمان ؟
- هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟
- لماذا لا يتم تدريس التاريخ الحقيقى للإخوان المسلمين ؟
- لماذا يدافع الأزهر عن الدواعش ؟
- المفكر الرافض نموذج النسخة الكربونية : د. على مبروك نموذجًا
- تاريخ العلاقة بين فكرة الآلهة والبشر
- مفتى مصر ومفهوم المواطنة
- لماذا لا تتعلم أوروبا الدرس ؟
- نداء إلى منظمات حقوق الإنسان العالمية
- لماذا الرعب من الاتهام بالسامية ؟
- أوروبا وكيف انتصرت العقلانية
- تاريخ علم المصريات
- ما سر عودة الحمساويين للتمحك فى مصر؟
- ما سر المتاجرة بمصطلح (الوسطية) ؟
- توابع موت عمران الأعسر - قصة قصيرة
- تعصب المسيحيين والمسلمين من خميرة واحدة
- هل تختلف الشعوب العربية عن الحُكام ؟
- لماذا يتنفس أغلب المتعلمين المصريين بالعبرى ؟


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟