أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تعصب المسيحيين والمسلمين من خميرة واحدة















المزيد.....

تعصب المسيحيين والمسلمين من خميرة واحدة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 20:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعصب المسيحيين والإسلاميين من خميرة واحدة
طلعت رضوان
لماذا لا يتعلم المتعصبون من درس التاريخ ؟
ولماذا اتفقوا فى العداء للحضارة المصرية ؟
من مفارقات التاريخ أنّ المصريين الذين اعتنقوا المسيحية ، وعانوا من الاضطهاد الرومانى . وتخلوا عن ديانتهم المصرية. وبعد أنْ اعترفتْ روما بالمسيحية وانتهى الاضطهاد ، إذا بالمسيحيين يُمارسون اضطهاد المصريين الذين رفضوا دخول المسيحية ، فكان الشاب المُـتعصـّــب للدين الجديد ، يقسو على أمه أو على أبيه ليـُـرغمهما على اعتناق المسيحية. أو يـُـبلــّـغ السلطات للقبض عليهما بتهمة التمسك بالديانة المصرية التى وصفوها بالحكم القيمى غير العلمى (الوثنية) ووصل العداء للحضارة المصرية لدرجة حرق البرديات للقضاء على اللغة المصرية. واستمرّ ذلك العداء حتى العصر الحديث ، وذكر د. حسين فوزى أنّ طالبـًـا مصريـًـا كان يدرس فى بيروت ، فذهب زملاؤه إلى بيته وفتشوا فى محتوياته فعثروا على لفافات بردية. فلما عاد الطالب وعرف بما حدث بكى وطلب من زملائه أنْ لا يسلموه للسلطات، فاشفقوا عليه بشرط أنْ يحرق البرديات – بنفسه - أمامهم ففعل . وحكى يوحنا (فم الذهب) أنّ رجال الشرطة كبستْ على رجل يـُـخبىء برديات ، فقبضوا عليه وأعدموه. وكان تعليق د. حسين فوزى ((التحول إلى المسيحية هو الذى قضى على مصرالقديمة : عقيدة وقلمًـا وتاريخـًا وآثارًا)) (سندباد مصرى هيئة الكتاب المصرية – عام 1997- ص238)
ووصل تعصب المسيحيين لدرجة أنّ الرهبان ((دمّروا كل ما وجدوه من آثار. وحوّلوا المعابد إلى كنائس . وكانوا يطمسون النقوش المرسومة بالملاط أو الطين المخلوط بالتبن)) (ص235) ثـمّ كانت ذروة التعصب بإغتيال الفيلسوفة المصرية بنت الإسكندرية (هايباتيا) التى قتلها المسيحيون (الأتقياء) الذين لم يحتملوا دفاعها عن الديانة المصرية التى رسّـختْ (التعددية) ونبذتْ (الأحادية) ولذلك عاد تعدد الآلهة بعد هزيمة أخناتون . واستمرّ المصريون فى الاحتفال ب (رع) و(آمون) وأوزير.. إلخ وانتشرتْ عبادة إيزيس فى معظم دول العالم القديم ، ومع ملاحظة أنّ العلماء والفلاسفة الأجانب كانوا يحضرون إلى الإسكندرية ليستمعوا إلى محاضرات هايباتيا ، سواء فى العلوم الطبيعية أو فى الفلسفة. وكان من بين ما قالته ((إنّ تدمير كل المُـسلمات ضرورى لتحرير عقل الإنسان . ومن عبودية المفاهيم المُـسبقة)) وقالت ((إنّ خطأ أفلوطين هو محاولة إضفاء الثبات على رؤى لا يمكن التعبير عنها ، ولذلك يجب ألاّ نغرق فى الأوهام . إنّ الفلسفة هى إعادة اكتشاف بلا نهاية لحقيقتنا))
إنّ النهاية المأساوية لتلك العالمة والفيلسوفة وتقطيع جسدها بالقرميد وقذفه فى النار، هى البروفة التى تبعتها مأساة المفكر الفارسى ابن المقفع ، الذى كان مصرعه شبيهـًــا بمصرعها حيث تقطيع جسده وهو ينظر إلى أعضائه وهى تــُـلقى فى النار. وكذلك بالنهاية المأساوية لعبد الحميد الكاتب (والذى كان صديقــًـا لابن المقفع.. وعندما حضر زبانية الخليفة للقبض على ابن المقفع قال إنه هو ابن المقفع) عبد الحميد الكاتب كانت نهايته غاية فى البشاعة حيث قتله العباسيون بوضع طست محمى على رأسه. وفى العهد الأموى قال جعد بن درهم أنّ القرآن مخلوق ومُـحدث ، فأتى به الوالى خالد بن القسرى إلى مسجد الكوفة مُـقيدًا بالأغلال يوم عيد الأضحى وذبحه ذبح الشاة . ووصل التعصب لدرجة إغتيال الصوفى الكبيرالحلاج ، الذى حاول التوفيق بين الدين والفلسفة اليونانية ، فكان مصيره السجن 8 سنوات وضربه بالسياط وحرق جثمانه. والتعصب نهش صدور الفقهاء ضد الفيلسوف السهروردى ، فتآمروا عليه لدى صلاح الدين الأيوبى الذى أمر بقتله.
وكما هـَـدَمَ المسيحيون الآثارالمصرية ، كذلك فعل الإسلاميون ، لدرجة أنّ الخليفة المأمون حاول هدم الأهرام ((وجـَـمـَـعَ الفعلة لهدمها فلم يستطيعوا فشرعوا فى نقبه.. إلخ)) (مقدمة ابن خلدون- المكتبة السعيدية بالأزهر- عام1930- 291) وذكر ابن تغرى بردى أنّ المأمون أنفق على التنقيب داخل ممرات الهرم الكثيرمن المال ، ولما انتهى التنقيب وجدوا الكثير من الزمرد فأخذه المأمون (النجوم الزاهرة- ج1- ص40) وكما حوّل المسيحيون المعابد إلى كنائس ، دارتْ الأيام عليهم ، فحوّل الإسلاميون الكنائس إلى مساجد . وذكر ابن تغرى بردى أنّ السلطان الملك الناصر محمد أمر بغلق الكنائس بمصر، فضرب على كل باب منها المسامير. ولما وصل مرسوم السلطان إلى أهالى الإسكندرية ، سارعوا بتخريب كنيستيْن عندهم وقالوا إنهما مستجدتان فى عهد الإسلام . ثـمّ داروا إلى دورهم فما وجدوه أعلى من دور المسلمين هدموه . وكل من جاور مسلمًـا فى حانوت أنزلوا مصطبة حانوته بحيث يكون المسلم أرفع منه. وفعلوا أشياء كثيرة من هذا. وأنشد الشيخ علاء الدين المعروف بالوداعى (شعرًا) قال فيه ((لقد ألزموا الكفار شاشات ذلة/ تزيدهم من لعنة الله تشويشـًـا / فقلتُ لهم ما ألبسوكم عمائمًـا / ولكنهم ألبسوكم براطيشـًـا)) (النجوم الزاهرة- ج8- ص134، 135) وذكر أنّ الناصر محمد بن قلاون هـَـدَمَ بعض الآثار المصرية وعمل منها قواعد وأعتاب الجامع الجديد الذى بناه . وأنّ الملك الكامل لما بنى مدرسة (بين القصرين) فإنّ العمال وجدوا أثناء الحفر ((صنم كبير من الذهب فأمر الملك أنْ يسبك منه دنانيرًا . وذكر جامع السيرة الطولونية أنه كان بمدينة عين شمس ((صنم فقـَـصـَـد الأمير أحمد أنْ ينظر إليه فنهاه أتباعه وقالوا ((أيها الأمير لا تنظر إلى هذا الصنم ، فما نظر إليه أحد من ولاة مصر إلاّ عـُـزل فى عامه. فأمر بقطعه ولم يبق له أثر (بدائع الزهور- ج1- هيئة الكتاب المصرية- عام1982- ص13، 167، 264) وأنّ المستنصر بالله أرسل إلى كنيسة القيامة بالقدس من أخذ ما فيها من تحف وأثاث وذخائر. وأخرج البطريرك منها إلى دار مُـفردة . وطالب الرهبان بالجزية لأربع سنين (مقدما) ومنع دخول المسيحيين إلى بيت المقدس)) (أهل الذمة فى مصر- د. سلام شافعى محمود - هيئة الكتاب المصرية - عام 95- ص276) وهكذا التفّ حبل التعصب على رقبة المسيحيين كما فعل أجدادهم مع المصريين الذين رفضوا دخول المسيحية. فبماذا استفاد المُــتعصبون من المسيحيين والمسلمين من تعصبهم ؟ ولماذا كانوا أعداءً للحضارة المصرية ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تختلف الشعوب العربية عن الحُكام ؟
- لماذا يتنفس أغلب المتعلمين المصريين بالعبرى ؟
- هوّ النظام مع المعتدلين ولاّ مع المتطرفين ؟
- التناقض فى كتاب (موسى والتوحيد) لفرويد
- الرد الثانى على السيد (ملحد)
- لماذا تأخر الاعتراف بجرائم حزب الله ؟
- هل سلاح الأحذية هو الحل ؟
- رد على السيد (ملحد)
- هل مراجعات الأصوليين حقيقة أم خدعة ؟
- هل شباب الإخوان المسلمين غير شيوخهم ؟
- عبد الناصر وتبديد موارد مصر
- لماذا العداء للغتنا المصرية ؟
- موجز لتاريخ الطغاة
- النقاب على عقول المتعلمين المصريين
- لماذا مرض عبادة البطل ؟
- العلاقة الملتبسة بين الرب العبرى والأنبياء والإنسان
- لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟
- تابع المزامير العبرية
- التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
- من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تعصب المسيحيين والمسلمين من خميرة واحدة