أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟















المزيد.....

من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يملك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام؟
طلعت رضوان
هل هناك فرق بين (المُـعتدلين) و(المُـتشـدّدين)؟
لماذا قال على بن أبى طالب : القرآن حمـّـال أوجه؟
بعد الجرائم التى ارتكبها أعضاء تنظيم داعش ، امتشق الشيوخ والمتعلمون أسلحتهم الفاسدة، وقالوا بلغة واحدة مُـتطابقة أنّ أعضاء داعش (لا يفهمون صحيح الإسلام وأنهم أعداء للإسلام) وقال الدكتور الشيخ ياسر برهامى فى مؤتمر بعنوان (الدفاع عن ثوابت الإسلام) أنّ الداعشيين ((يفعلون جميع ما يُخالف تعاليم الإسلام وكتاب الله وسنة الرسول)) (جريدة الوطن 20/9/2014) وما حدث هو سيناريو مُـتكرّر بين تيار طوباوى (بفرض حُسن النية) أقنع نفسه بما يُسمى (تجديد الفكر الدينى) وتيار صريح مع نفسه ومُـتسق مع مرجعيته الدينية.
يرى أصحاب تيار (تجديد الفكر الدينى) أنهم يُعبّرون عن (الفهم الصحيح للإسلام) بينما المُتشدّدون والإرهابيون الذين يقتلون كل مختلف معهم يرون فى أنفسهم أنهم هم الذين (يفهمون صحيح الإسلام ) هنا يقف العقل الحر أمام إشكالية منهجية : مَنْ مِنَ الفريقيْن معه الصواب ؟ ثم يتبيّن للعقل الحر استحالة الإجابة عندما يكتشف أنّ الفريقيْن يستندان إلى مرجعية واحدة (القرآن والأحاديث النبوية) وعند هذه المحطة من التساؤلات فإنّ العقل الحر يصطدم بمتاهة يصعب عليه الخروج منها : إنها متاهة الصراع بين الفقهاء حول قبول أو رفض باب (أسباب النزول) وباب (الناسخ والمنسوخ) هنا أيضًا نجد صراعًا حادًا بين الفريقيْن ، وإنْ كان الرافضون التعرض لباب (أسباب النزول) وباب (الناسخ والمنسوخ) هم الأعلى صوتــًا والأكثر تصديقــًا وقبولا لدى كل الجماعات الإسلامية الذين استباحوا قتل الأبرياء (من مسلمين وغير مسلمين) فإذا كان أصحاب تيار (تجديد الخطاب الدينى) يرونَ أنّ الآيات القرآنية التى نصّتْ على قتل (المشركين) و(كفار قريش) عالجتْ أحداثــًا لها طبيعتها (الزمانية والمكانية) الخاصة ، وبالتالى لا يجوز تعميم تلك الآيات وتطبيقها على البشر فى العصور اللاحقة ، فإنّ أصحاب الفريق الآخر (المُتشدّدين) يرونَ أنّ القرآن صالح لكل زمان ولكل مكان ، وأنّ قتل (الكفار) لا يجب أنْ يتوقف ويكون له الديمومة ويأخذ شكل المتوالية الدائمة حتى يدخل كل البشر فى الإسلام ، ويستشهدون بالآيات القرآنية المؤيدة لوجهة نظرهم مثل (( يا أيها الذين آمنوا اقتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) (التوبة / 123) ويتمسكون بتطبيق النص القرآنى ((إنما جزاء الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعونَ فى الأرض فسادًا أنْ يُـقتلوا أو يُصلبوا أو تــُـقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُـنفونَ من الأرض)) (المائدة / 33) وتلك الآية أيضًا كانت المستند الشرعى لما فعله أعضاء داعش فى العراق.
انتشر تعبير (صحيح الإسلام) بين (المُعتدلين) بينما يرى المُتشدّدون أنّ مفهومهم للإسلام هو الأصح . وهنا وقع الفريقان فى مغالطة يرفضها علم المنطق . فكل فريق يدّعى أنه يمتلك الصواب المُطلق . والأهم (فى هذه الظاهرة) أنّ الفريقيْن يستخدمان نفس الحجج (القرآن والأحاديث) ولم ينتبها إلى الحقائق الثابتة مثل تعدد المذاهب . ولم يهتم الفريقان باختلاف التفاسير.
وإذا كان الصراع يدور بين (المُعتدلين) و(المُتشدّدين) وكل فريق يدّعى امتلاكه لمفاتيح (صحيح الإسلام) فماذا يفعل الإنسان غير المُتخصص الواقع بين رحى هذيْن الفريقيْن ؟ وأعتقد أنّ ماذكره ابن القيم هو درسٌ لكل من يرى أنّ اجتهاده هو الصواب المُطلق ، حيث قال ((سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيميه فى آخر حياته يقول : أنا منذ أربعين سنة أصحـّـح إسلامى كل يوم وماأظن أننى أسلمتُ إسلامًا جيدًا إلى الآن)) (محمد حسن يعقوب- قضية الالتزام والتخلص من رواسب الجاهلية – دار التقوى- عام 2005ص37)
إنّ حلبة الصراع بين المُتشدّدين والمُعتدلين حول مَنْ فى حوزته (صحيح الإسلام) هى أشبه بحلبة مصارعة الثيران ، ولا يستطيع العقل الحر أنْ يتعاطف مع المُـصارع (ماتدورMatador) ) لمجرد أنه (إنسان) ذلك أنه يُصارع كائنــًا حيًا لا ذنب له فى هذه (اللعبة) البشعة.
أعتقد أنّ الخروج من المأزق الحضارى الذى تعيشه مصر (وكذلك الدول العربية) هو الحد من طغيان اللغة الدينية. وأنّ الاستقرار الاجتماعى لن يتحقق إلاّ بترسيخ دعائم الدولة العصرية، التى تتأسّس على قاعدة فصل الدين عن السياسة (وليس فصل الدين عن المجتمع كما يُروّج الأصوليون) وبمراعاة أنّ الدولة State شخصية إعتبارية ، مثلها مثل الشركات والوزارات إلخ والشخصية الإعتبارية ليس لها دين ولا تتعامل بالدين ، بينما الدين لصيق بالشخصية الطبيعية. ويؤكد ذلك أنّ الأنظمة العلمانية (فى أروبا والهند إلخ) تسمح ببناء وتجاور كل دور العبادة. وقد صرّح مفتى البوسة والهرسك د. مصطفى سيريتش أنّ السويد ساهمتْ فى ترميم مساجد ومعالم إسلامية تاريخية فى البوسنة بغرض إحياء هذا التراث الحضارى لاعتبارات ثقافية وإنسانية.
إنّ الفصل بين المؤسسات الدينية والمؤسسات السياسية هو السبيل الوحيد لدرء توظيف الدين (الثابت والمقدس) لصالح السياسة (المتغيرة وغير المقدسة) كما يتجاهل الأصوليون وقائع التاريخ الإسلامى ، ولم يسألوا أنفسهم لماذا رفض عمربن الخطاب تطبيق أكثر من نص قرآنى، وكانت أشهر مواقفه عدم قطع يد السارق ، وأعتقد أنه أدرك أهمية قانون التغير. بل إنّ النبى عندما تعرّض لجماعة خالفته فى الرأى ، حاول إقناعهم بالقرآن ، فتدخـّـل على بن أبى طالب وقال له ((لا تــُـحاججهم بالقرآن فإنّ القرآن حمال أوجه)) بل إنّ النبى (من منطلق نظرته الواقعية) نصح (بـُـريدة) أحد قادته فى إحدى الغزوات قائلا ((إذا حاصرتَ أهل حصن فأرادوك أنْ تنزل على حكم الله فلا تــُـنزلهم على حكم الله. فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا)) ولذلك كتب الشهرستانى فى كتابه (الملل والنحل) أنّ الحوادث والوقائع بغير حصر ((ولم يرد فى كل حادثة نص . والنصوص إذا كانت متناهية فالوقائع غير مُـتناهية. وما لا يتناهى لا يضبطه ما يتناهى))
***













#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
- متوالية العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل
- الرب العبرى مُخلّص إسرائيل
- ما سر ازدواجية شخصية الحجاج ؟
- جذور طقوس الزار
- الميول السياسية واجهاض الموضوعية
- عجائب أنبياء بنى إسرائيل الخارقة
- هل البخارى (ألّف) الأحاديث ؟
- رد على الأستاذ سلام صادق بلو
- لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟
- ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟
- لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
- متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه
- كيف تكون النبوة بالوراثة ؟
- هل يمكن التخلص من التعصب الدينى والمذهبى؟
- ما سر عداء داود للفلسطينين ؟
- لماذا ينتفض شعبنا وينام ؟
- تضامن مع الشاعرة المصرة فاطمة ناعوت
- لماذا سمحت الداخلية بتسليح الإخوان ؟
- لماذا تم تصوير الأنصار بالبلاهة ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟