أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟














المزيد.....

ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 19:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما مغزى تهمة ازدراء الأديان؟
طلعت رضوان
هل يمكن إقامة دعوى ازدراء الدين المسيحى ؟
هل يملك أحد مفتاح (صحيح الإسلام) ؟
أعتقد أنّ الحكم الذى صدر ضد الشاعرة فاطمة ناعوت بتهمة (ازدراء الدين الإسلامى) تأخذ العقل الحر لطرح عدة أسئلة : 1- أليستْ تلك التهمة (شماعة) لاعتقال أى عقل يـُـفكــّـر، ويـُـعيد النظر فيما يسمى (ثوابت الأمة) ؟ 2- وإذا كانت تلك الثوابت ملكية خاصة للإسلامين المُـتشـدّين ، فلماذا يمنعون غيرهم من حق الاختلاف ؟ 3- لماذا التغاضى عن الحقيقة التاريخية التى أتثبتتْ وقائع اختلاف فقهاء الإسلام ، بل وتعدد المذاهب داخل الدين الإسلامى ، وأحيانــًـا داخل المذهب الواحد ؟ لدرجة أنّ مذهب الإمام حسن بن على انقسم إلى إحدى عشر فرقة بعد موته (الشهرستانى فى الملل والنحل - ص352) ؟ ولماذا تجاهل حديث الرسول ((ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة. الناجية منهم واحدة (أهل السنة) والباقون هلكى ؟ فلماذا أخذوا الجزء الأخير من الحديث وتجاهلوا الجزء الأول (73 فرقة) ؟ ووصل التشدد بواصل بن عطاء لدرجة أنْ قال ((لا تــُـقبل شهادة المتلاعنين ، فلم يجوّز شهادة على بن أبى طالب وطلحة والزبير)) (المصدر السابق- ص69) فهل واصل بن عطاء كان يزدرى الدين الإسلامى أم عبـّـر عن رأى قابل للنقاش ؟ وهل يمكن تكفير الأشعرى الذى قال ((لا نقول فى عائشة وطلحة والزبير إلاّ أنهم رجعوا عن الخطأ . وطلحة والزبير من العشرة المبشرين بالجنة. ولا نقول فى حق معاوية وعمر بن العاص إلاّ أنهما بغيا على الإمام الحق فقاتلهم على مقاتلة أهل البغى)) (ص170) فهل كان الأشعرى يزدرى الدين الإسلامى أم عبـّـر عن رأى يحتمل الصواب والخطأ ؟
والخوارج اختلفوا مع على بن أبى طالب وقالوا له جملتهم الشهيرة ((حكــّـمتَ الرجال . لا حكم إلا لله)) ورأوا الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقــًـا واجبـًـا . فكان رد على ((كلمة حق أريد بها الباطل)) ووصل غلوهم لدرجة أنْ لعنوا عليـًـا وكفــّـروه. وطعنوا فى عثمان وفى أصحاب الجمل وصفين . فهل كان الخوارج يزدرون الدين أم عبـّـروا عن رؤية خاصة تحتمل الصواب والخطأ ؟ وبمراعاة أنّ العقل الحر يرفض تكفيرهم لغيرهم.
وكان من بين الخوارج فرقة اسمها (العجاردة) صاحبها (عبدالكريم بن عجرد) وكانوا من غلاة المُــتشددين فقالوا إنّ أطفال المشركين فى النار مع أبائهم . وأنكروا سورة يوسف وقالوا ((لا يجوز أنْ تكون قصة العشق من القرآن)) ونفس الرأى قالته فرقة (الميمونية) لصاحبها ميمون بن خالد (الشهرستانى- المصدر السابق - ص226، 229) فهل أصحاب تلك الفرق الإسلامية كانوا يزدرون الدين أم عبـّـروا عن آرائهم رغم شططها ؟
وفرقة (اليزدية) لصاحبها (يزيد بن أُنيْسة) زعموا أنّ ((الله تعالى سيبعث رسولا من العجم ويـُـنزل عليه كتابـًـا وفيه أنْ يترك شريعة المصطفى محمد عليه السلام . وأنّ الرسول الجديد سيكون على ملة الصابئة المذكورة فى القرآن)) ( المصدر السابق – ص 248) فهل هناك تجاوز أكثر من ذلك ؟
وذكر الشهرستانى أنّ ((الإمامية لم يثبتوا فى تعيين الأمة على رأى واحد ، بل اختلفوا أكثر من اختلاف الفرق كلها)) (ص331) ووصل الغلو بفرقة (الكاملية) أنْ كفــّـروا جميع الصحابة لتركهم بيعة على ، ولم يكتفوا بذلك وإنما طعنوا عليـًـا لأنه ترك حقه. وكان عليه أنْ يـُـظهر الحق ، ولكنه - بعد ذلك - غلا فى حقه)) (368) وعن أصحاب الحديث وأصحاب الرأى كتب (واعلم أنّ بين الفريقيْن اختلافات كثيرة . وليس يلزم من ذلك تكفير. بل كل مجتهد مُـصيب)) (ص 479)
ولعلّ أهم سؤال هو: من يمتلك مفتاح (صحيح الإسلام) ؟ وأعتقد أنّ الترويج لتلك العبارة تضليل والتاريخ الإسلامى أثبتَ ذلك فى وقائع عديدة أشهرها أنّ أبا الحسن الأشعرى بعد تبحره فى الاعتزال ، صعد إلى المنبر وقال ((اشهدوا علىّ أنى كنتُ على غير دين الإسلام . وإنى قد أسلمتُ الساعة)) فكتب الأزهرى المستنير عبد المتعال الصعيدى ((وحينئذ يكون المعتزلة فى نظره كفارًا لا مسلمين . وكان الأجدر به ألاّ يتنكر لمذهب مكث معتقدًا صوابه أربعين سنة. فلا يصح أنْ ينفى الإسلام عنهم)) أليس هذا المثال فيه الدليل القاطع على أكذوبة (صحيح الإسلام)؟
وإذا كانت المحاكم تقبل دعاوى (ازدراء الدين الإسلامى) فهل تقبل دعاوى ازدراء الدين المسيحى ؟ كما حدث فى وقائع عديدة فعلها غلاة الإسلاميين الذين أطلقوا على أنفسهم (سلفيين) بل إنّ من صوّرهم الإعلام ب (المعتدلين) اشتركوا فى الهجوم على الديانة المسيحية ، مثل د. محمد عمارة الذى قال ((إنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذى تــُـناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية. والنظام الإسلامى هو أكثر النظم الدينية المُـتناسقة اجتماعيـًا وسياسيـًا وأنه حركة دينية مُعادية للنصرانية)) (موقع صيد الفوائد) إشراف (سليمان صالح الخراشى) واتساقــًـا مع موقفه هذا ، ولأنه يرى أنّ الوطن ملكٌ للمسلمين فقط لذلك فإنه ينتقد كل من يدافع عن وحدة شعبنا، واتهم التنويريين بالتزوير فكتب مقاله الشهير (عندما يـُـصبح التنوير تزويرًا) (أهرام2يناير2014)
وأختم بسؤال : لماذا لا يتعظ أعضاء ميليشيات (ازدراء الدين الإسلامى) بالعالم الجليل الشهرستانى الذى كتب ((وللأصوليين خلاف فى تكفير أهل الأهواء ، إنّ التكفير حكم شرعى ، بينما التصويب حكم عقلى . والمُـبالغ المُـتعصب لمذهبه كفــّـر مخالفه. بينما المُـتساهل متآلف ولم يـُـكفــّـر)) (ص464) ولماذا لم ينبهوا لجملته الصائبة التى أثبتَ فيها أنّ التطور الإنسانى لا يعرف ولا يعترف بالثوابت فكتب ((نعلم - قطعـًـا ويقينــًـا - أنّ الحوادث والوقائع فى العبادات والتصرفات بما لا يقبل الحصر. ونعلم - قطعـًـا أيضـًا - أنه لم يرد فى كل حادثة (نص) ولا يـُـتصوّر ذلك أيضـًـا . والنصوص إذا كانت مُــتناهية والوقائع غير مُــتناهية ، فإنّ ما لا يتناهى لا يضبطه ما تناهى)) (453)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
- متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه
- كيف تكون النبوة بالوراثة ؟
- هل يمكن التخلص من التعصب الدينى والمذهبى؟
- ما سر عداء داود للفلسطينين ؟
- لماذا ينتفض شعبنا وينام ؟
- تضامن مع الشاعرة المصرة فاطمة ناعوت
- لماذا سمحت الداخلية بتسليح الإخوان ؟
- لماذا تم تصوير الأنصار بالبلاهة ؟
- لماذا لا يحاكم الواقدى والحلبى وغيرهما؟
- يوناثان ابن شاؤل وداود
- لماذا العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل ؟
- ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟
- لماذا تعدّدتْ المصاحف واختلفتْ ؟
- هل يمكن عودة برلمانات ما قبل يوليو52؟
- زمن الأصولية الدينية
- يشوع يتولى زعامة بنى إسرائيل
- الأزهر والكهنوت الإسلامى
- لماذا فضّل الإله العبرى بنى إسرائيل ؟
- هل كان إسلام البحيرى ضد الإسلام ؟


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟