أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟















المزيد.....

ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 15:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟
طلعت رضوان
بعد وفاة يشوع مباشرة كان أول سؤال سأله أتباع موسى ل (ربهم) ((من منا يصعد إلى الكنعانيين أولا لمحاربتهم ؟ فقال الرب يهوذا يصعد)) (سفر القضاة : 1/ 1) وبعد ذلك نقرأ ((ودفع الرب الكنعانيين والفرزيين بيدهم فضربوا منهم فى (بازق) عشرة آلاف رجل.. وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار)) (القضاة : 1/ من 4- 8) أى أنّ بنى إسرائيل لا (شــُـغل) لهم وليستْ لديهم أية اهتمامات بتطوير حياتهم و(تنمية) مجتمعاتهم من خلال العمل (الزراعى) أو حتى صيد السمك أو أى عمل إنسانى نبيل ومفيد ، ولكن (كل) اهتماماتهم توجـّــهتْ نحو مُـحاربة شعوب المنطقة بهدف الاستيلاء على أراضيهم . ولأنهم اعتبروا (ربهم) ملكية خاصة ، فإنه – يا للعجب - يستجيب لكل طلباتهم ويُـساعدهم على إبادة غيرهم من الشعوب بعد غزو أراضيهم .
وبنو إسرائيل – مثلهم مثل كل الغزاة السابقين عليهم ومن أتوا بعدهم – فرضوا (الجزية) على الكنعانيين (قضاة : 1/ 27)
ودراسة عقلية بنى إسرائيل تحتاج لمُـحلل نفسى على مستوى سيجموند فرويد ، حيث أنهم بعد كل الذى فعله (ربهم) لمصلحتهم تركوه واختاروا إلهًـا آخر، فنقرأ ((تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروت فحمى غضب الرب على إسرائيل.. فدفعهم بأيدى ناهبين نهبوهم وباعوهم)) فماذا فعل (الرب) ؟ ((وأقام الرب قضاة فخلــّـصوهم من يد ناهبيهم وباعوهم)) (قضاة : 2/ من 11- 16) فهل توجد أية مُـبالغة فى أنّ ذلك الرب المُـنحاز لأتباع (موسى) من بنى إسرائيل أنه (رب ملاكى) ؟
ولكن هل استوعب بنو إسرائيل الدرس ، بعد أنْ (غفر) (ربهم) شركهم به ؟ الإجابة نقرأها فى التالى ((فسكن بنو إسرائيل فى وسط الكنعانيين والحثيين والأموريين.. واتخذوا بناتهم لأنفسهم نساءً وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم.. فعمل بنو إسرائيل الشر فى عينىْ الرب.. ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم.. فحمى غضب الرب على إسرائيل فباعهم بيد كوشان ملك أرام)) وبعد عدة (آيات) فإنّ الرب الملاكى غفر لهم وسامحهم فنقرأ ((وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب.. فأقام الرب مخلــّـصًـا لبنى إسرائيل فخلــّـصهم.. إلخ)) (قضاة : 3/ من 5- 11)
وتستمر تلك الملهاة العبثية فنقرأ ((وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر فى عينىْ الرب.... وعبد بنو إسرائيل عجلون ملك مؤاب ثمانى عشرة سنة)) وفى الآيات التالية مباشرة نقرأ ((وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب فأقام لهم الرب مُـخلصًـا إهود بن جيرا.. إلخ)) (قضاة : 3/ من 12- 17) أليستْ تلك العبثية تحتاج مُـبدعـًـا على مستوى كافكا أو أراجون أو بيكت.. إلخ ؟ ليُـبدع عملا أدبيـًـا خالدًا عندما يـُـعرى أتباع موسى (المقدس) فى الديانة العبرية بشعبها الثلاث (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) ولماذا كانوا مُـدللين فى تلك الديانة ؟
وتلك المأساة / الملهاة/ العبثية لا تتوقف فنقرأ ((وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر فى عينىْ الرب بعد موت إهود)) فماذ يفعل الرب ؟ ((فباعهم الرب بيد يابين ملك كنعان.. فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب)) فى هذه المرة لم يتكلم عن تخليصهم من يد ملك كنعان ، وإنما اكتفى بأنْ قال إنّ صراخ بنى إسرائيل كان سببه أنّ الرب ((كان له تسعمائة مركبة من حديد)) وأنّ هذا هو ما ((ضايق بنى إسرائيل بشدة عشرين سنة)) (قضاة : 4/ من 1- 3) فكيف يكون ل (الرب) مراكب من حديد ؟ هل (الرب) مثل البشر؟ ولماذا (تضايق) أتباع موسى (المُـقـدّس) من أنّ الرب يمتلك تلك المراكب ؟ أسئلة لا يطرحها إلاّ أصحاب العقول الحرة ، مثل فولتير وجوردانو برونو وآخرين ، لأنهم رفضوا تسليم عقولهم ل (النصوص) حتى لو قيل عنها أنها (مُـقـدّسة)
ومن بين تناقضات العهد القديم ما يلى ((أنا الرب أترنــّـم.. أزمّـر للرب إله إسرائيل)) وبعد عدة آيات ((تزلزلتْ الجبال من وجه الرب وسيناء.. هذا من وجه الرب إله إسرائيل)) (قضاة : 5/ من 3- 5) فى هذا النص يُـلاحظ العقل الحر 1- هل (الرب) أى رب (يترنــّـم) مثل البشر؟ 2- بعد أنْ قال ((أنا الرب)) إذا بكاتب النص يكتب (وبدون أية فواصل) ((أزمّـر للرب.. إلخ) وهنا تبدو مشكلة (الضمائر) كما فى أغلب كتب الديانة العبرية بشعبها الثلاث (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) 3- ما المقصود من ((تزلزلتْ الجبال من وجه الرب)) ؟ أم أنه كان يقصد (فى وجه الرب) ؟ ولماذا ؟ 4- لماذا وضع (سيناء) فى نفس الجملة ؟ 5- لماذا الإصرار والتكرار على أنّ ((الرب إله إسرائيل)) ؟ ألا يدل ذلك على أنه إله (ملاكى) ؟
وكما حدث مع يشوع من تمرد بنى إسرائيل (المُـدللين المحظوظين) على (ربهم) تكرّر نفس التمرد فنقرأ ((وعمل بنو إسرائل الشر فى عينىْ الرب.. فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين... ولما صرخ بنو إسرائيل إلى الرب بسبب المديانيين أنّ الرب أرسل رجلا نبيًـا إلى بنى إسرائيل.. وقال لهم إنى قد أصعدتكم من مصر وأخرجتكم من بيت العبودية.. وأنقذتكم من يد المصريين ومن يد جميع مضايقيكم وطردتهم من أمامكم وأعطيتكم أرضهم)) (قضاة : 5/ من 1- 9) وهذا النص فيه التأكيد على 1- بنو إسرائيل أتباع موسى يتمرّدون على (ربهم) ويفعلون الشر، فإذا به يُـذكــّـرهم بما فعله من أجلهم ، خاصة أنه منحهم أراضى الغير، أى أنه (إله) لا يستحى من أفعاله المنبوذة من البشر (المحترمين) الذين يرفضون إغتصاب أراضى غيرهم 2- وقع النص فى التناقض عندما قال ((أخرجتكم من بيت العبودية)) بينما نقرأ فى العهد القديم أنّ بنى إسرائيل عاتبوا (ربهم) وعاتبوا موسى وهارون لأنهم أخرجوهم من مصر، حيث ((كنا نأكل السمك واللحم والقثاء والخبز.. إلى آخره بالمجان)) وأكثر من ذلك ((ليتنا نعود إلى مصر.. ليتنا نموت فى مصر)) (عدد :11، وعدد 14، وعدد 20 وخروج 14 وحزقيال20، وهوشع 9. فكيف يتــّـسق الكلام عن العبودية فى مصر، ثمّ الندم لأنهم خرجوا من مصر؟
وعن العلاقة بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل نقرأ أنّ ((أبيمالك (ملك فلسطين) حكم وترأس إسرائيل ثلاث سنين.. فأرسل الرب روحًـا رديًـا بين أبيمالك وأهل شكيم.. فغدر أهل شكيم بأبيمالك.. إلخ)) (قضاة : 9/ من 22- 24) وفى باقى أسفار العهد القديم الكثير من التفاصيل (المُـذهلة) عن الصراع بين أتباع موسى من بنى إسرائيل ، وبين الفلسطينيين ، رغم أنّ الجميع من نسل (سام) كما تقول كتب الديانة العبرية ، التى قسـّـمت البشر إلى (ساميين) و(حاميين) وهو تقسيم ليس له أدنى علاقة بالعلوم الإنسانية ، خاصة التى درستْ تاريخ الشعوب .
وذكر من كتب سـِـفر القضاة أنّ (الله) ردّ شر أبيمالك الذى فعله بأبيه. واتهمه بأنه قتل إخوته السبعين (قضاة :9/ 55) فهل يستطيع العقل الحر تصديق هذا الرقم (سبعين أخـًـا) ؟ ولماذا الإصرار على تشويه صورة أبيمالك (ملك فلسطين) ؟ أليس هذا هو (الجذر) الذى سينبتْ بعد ذلك استيلاء اليهود على أرض الشعب الفلسطينى فى القرن العشرين بعد ميلاد السيد المسيح ؟
ورغم كل ما فعله الرب العبرى لصالح بنى إسرائيل ، من تحويل نيل مصر إلى دم وبعوض وقتل كل بكر من أطفال المصريين.. إلخ واحتلال أراضى لبنان وأريحا وغزة والأردن.. إلخ فإنّ بنى إسرائيل تمرّدوا على ربهم فنقرأ ((وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر فى عينىْ الرب.. وعبدوا البعليم والعشتاروت آلهة آرام وآلهة صيدون وآلهة مؤآب وآلهة الفلسطينيين.. وتركوا الرب لم يعبدوه.. فحمى غضب الرب على إسرائيل ودفعهم بيد الفلسطينيين)) وبعد عدة آيات أضاف ((فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب قائلين أخطأنا إليك لأننا تركنا إلهنا وعبدنا البعليم.. فقال الرب لبنى إسرائيل : أليس من المصريين والأموريين والفلسطينيين خلصتكم من أيديهم ؟ وأنتم قد تركتمونى وعبدتم آلهة أخرى.. لذلك لا أعود لأخلصكم.. امضوا واصرخوا إلى الآلهة التى اخترتموها.. فأزالوا الآلهة الغريبة من وسطهم وعبدوا الرب)) (قضاة : 10/ من 6- 16) أى أنّ ذلك الإله العبرى مع (الوحدانية) ضد (التعددية) التى امتدّتْ فى الشعبيتيْن التاليتيْن من الديانة العبرية ، وأنه يرفض أنْ يكون معه (شريك) فى (عبوديته) فامتثل المؤمنون به وأزالوا (الآلهة الغريبة)
وعن شخصية (شمشون الجبار) نقرأ ((ونزل شمشون إلى (تمنة) ورأى امرأة من بنات الفلسطينيين.. فصعد وأخبر أباه وأمه. وقال : قد رأيتُ امرأة فى (تمنة) من بنات الفلسطينيين.. فالآن خذاها لى إمرأة.. فقال له أبوه وأمه : أليس لك فى بنات إخوتك وفى كل شعبى امرأة حتى أنك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين (الغـُـلف) فقال شمشون لأبيه إياها خذها لى إنها حسنت فى عينى.. ولم يعلم أبوه وأمه أنّ ذلك من الرب لأنه كان يطلب علة على الفلسطينيين.. وفى ذلك الوقت كان الفلسطينيون مُـتسلطين على إسرائيل)) (قضاة : 14 / من 1- 4) وأهمية هذا النص تكمن فى الاعتراف بأنّ الفلسطينيين كانوا ((مُــتسلطين على إسرائيل)) وفى باقى الأسفار المزيد من الصراع الدراماتيكى الذى سينشب بين الفلسطينيين وأتباع موسى.
وبعد أنْ تمّ الزواج فكان ((فى اليوم السابع أنّ شمشون أخبر امرأته أنها ضايقته وأظهرتْ (الأحجبة) لبنى شعبها.. فحلّ عليه (روح الرب) فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلا وأخذ سلبهم.. وحمى غضبه وصعد إلى بيت أبيه.. فصارتْ امرأة شمشون لصاحبه الذى كان يصاحبه)) (قضاة : 14/ من 17- 20) هنا يبدو شمشون مثل (شجيع السينما الأمريكية والمصرية فى الأفلام الهابطة) وهنا – أيضـًا - اتهام صريح بخيانة زوجة شمشون (الفلسطينية) حتى يتم تصوير باقى عناصر الدراما (المُـذهلة) بين الفلسطينين وأتباع الرب العبرى المُـدلــّـلين من بنى إسرائيل ، وهو ما سوف يسرده كاتب سـِـفر القضاة فى باقى الإصحاحات .
دخل شمشون على امرأته.. فقال له أبوها : إنك قد كرهتها فأعطيتها لصاحبك (أى أنّ شمشون وفق هذا النص هو الذى تنازل عن زوجته لصاحبه مما يتناقض مع الإصحاح السابق) ثم قال الأب : أليستْ أختها الصغيرة أحسن منها ؟ فلتكن عوضًـا عنها.. فقال شمشون : إنى بريىء الآن من الفلسطينيين إذا عملت بهم شرًا.. وذهب شمشون وأمسك ثلاثمائة من ابن آوى.. وأخذ مشاعل ووضع مشعلا بين كل ذنبيْن فى الوسط.. ثم أضرم المشاعل نارًا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون.. قال الفلسطينيون : من فعل هذا.. فقالوا شمشون صهر التمنى لأنه أخذ امرأته وأعطاها لصاحبه. فصعد الفلسطينيون وأحرقوا المرأة بالنار. فقال شمشون : سوف أنتقم منكم (قضاة : 15/ من 1- 7) فى هذا النص تبدأ (خوارق) شمشون على طريقة السينما الهابطة ، حيث أمسك بثلاثمائة من ابن آوى. كما أنه دمّـر محصولات الفلسطينيين وأحرقها بالنار. فكان رد الفلسطينيين أنْ أحرقوا امرأته. ثمّ تتوالى فصول تلك الملهاة/ المأساة/ العبثية التى لم يهتم بها (سيسل دى ميل) مخرج فيلم (الوصايا العشر) الذى مجـّـد فيه خرافات بنى إسرائيل .
تتوالى فصول تلك المهزلة العبثية فنقرأ : وصعد الفلسطينيون ونزلوا فى يهوذا وتفرّقوا فى الحى.. فقال لهم رجال يهوذا لماذا صعدتم علينا ؟ فقالوا : صعدنا لكى نوثق شمشون.. لنفعل به كما فعل بنا.. فنزل ثلاثة آلاف رجل من يهوذا إلى شق صخر.. وقالوا لشمشون : أما علمتَ أنّ الفلسطينيين مُـتسلطون علينا ؟ فماذا فعلتَ بنا ؟ فقال لهم : كما فعلوا لى هكذا فعلتُ بهم.. فقالوا له : نزلنا لكى نوثقك ونـُـسلمك إلى يد الفلسطينيين.. فقال لهم شمشون : احلفوا لى أنكم أنتم لا تقعون علىّ.. فقالوا : ولكننا نوثقك ونـُـسلمك إلى يدهم وقتلا لا نقتلك.. فأوثقوه بحبليْن وأصعدوه إلى الصخرة.. ولما جاء إلى الحى صاح الفلسطينيون للقائه. فحلّ عليه (روح الرب) فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان أحرق بالنار، فانحل الوثاق عن يديه. ثم تستمر الخرافة حيث أمسك شمشون ساق حمار وأخذ يضرب بها ألف رجل.. وقال شمشون : بساق حمار قتلتُ ألف رجل (قضاة : 15/ من 9- 20) وقد تعمّـدتُ الاختصار خشية التكرار. المهم أنّ الرب العبرى فعل معه مثلما فعل مع إبراهيم الذى جعل النار (بردًا وسلامـًـا) كما أنّ شمشون يبدو هنا مثل الأنبياء حيث (حلّ عليه روح الرب) ثم منحه (قوة خارقة) حيث قتل ألف رجل بساق حمار. وهذه الخراريف تجنـّـبها سيسل دى ميل فى فيلمه الهزيل .
وتستمر خوارق شمشون حيث ذهب إلى غزة وهناك رأى امرأة (زانية) فدخل عليها.. فقيل للغزيين قد أتى شمشون إلى هنا.. فأحاطوا به وكمنوا له الليل كله عند باب المدينة. فهدأوا الليل كله وقالوا : عند ضوء الصباح نقتله. فماذا حدث ؟ نام شمشون إلى منتصف الليل ثم قام وأخذ مصراعىْ باب المدينة والقائمتيْن وقلعهما مع العارضة ووضعها على كتفيه وصعد بها إلى رأس الجبل.. وكان بعد ذلك أحبّ امرأة فى وادى سورق اسمها دليلة. فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وقالوا لها : تملقيه وانظرى بماذا قوته العظيمة. وبماذا نتمكن منه لكى نوثقه لإذلاله.. فنعطيك مائة ألف شاقل فضة. فقالت دليلة لشمشون : أخبرنى بماذا قوتك العظيمة وبماذا توثق لإذلالك (؟!) هنا يبدو كاتب النص شديد السذاجة وهو يكتب خراريفه. المهم قال لها شمشون : إذا أوثقونى بسبعة أوتار طرية لم تجف أضعف وأصير كواحد من الناس.. وبعد أنْ أوثقوه قطع الأوتار. ولم تعرف دليلة سر قوته. وقالت له : لقد كذبتَ علىّ (هكذا) فأخبرنى الآن بماذا توثق.. فقال لها : بحبال جديدة.. وتستمر تلك المتتالية المُملة.. إلى أنْ يقول لها إذا ضفرت سبع خصل من شعر رأسى.. ففعلتْ وقيـّـدته بالوتد وقالت له : الفلسطينيون عليك يا شمشون.. فانتبه من نومه وقلع الوتد.. ثم يخرج كاتب النص عن السياق وإذا به ينقل القارىء نقلة فجائية ، حيث أنّ دليلة قالت لشمشون : كيف تقول أحبك وقلبك ليس معى : أما سبب قولها هذا فجاء فى كلامها التالى مباشرة حيث قالت له أنه خذلها ثلاث مرات ولم يخبرها بسر قوته. أى المطلوب منه أنْ يُـخبرها بسر قوته لكى تنجح خطة تكتيفه وبهذا يثبتْ لها حبه ، فهل هناك سذاجة فى الحكى أكثر من ذلك ؟ ولما ألحـّـتْ عليه كشف لها كل قلبه وقال لها : أنه نذير الله.. وأنه لم يقص شعر رأسه منذ أنْ ولدته أمه. وأضاف : فإنْ حلقتُ شعر رأسى تـُـفارقنى قوتى وأصير كواحد من الناس.. دعتْ دليلة أقطاب الفلسطينيين وكشفتْ لهم سر قوة شمشون.. وقصّـتْ شعر رأسه وهو نائم وابتدأتْ بإذلاله وفارقته قوته. وقالت له : الفلسطينيون عليك يا شمشون.. وانتبه من نومه ولم يعلم أنّ الرب قد فارقه. فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه ونزلوا به إلى غزة وأوثقوه بسلاسل نحاس.. وابتدأ شعر رأسه ينبتْ.. إلخ (قضاة :16 / من 4- 22)
وتستمر خراريف الكاتب العبرى فنقرأ أنّ الفلسطينيين شكروا الرب لأنه دفع شمشون إلى يدهم.. وإلى نفس الرب العبرى توجـّـه شمشون وقال له : يا سيدى الرب اذكرنى وشددنى يا الله هذه المرة فقط فأنتقم نقمة واحدة من الفلسطينيين.. وقبض شمشون على العموديْن المتوسطيْن اللذيْن كان البيت قائمًـا عليهما.. الواحد بيمينه والآخر بيساره.. وقال شمشون لتمتْ نفسى مع الفلسطينيين.. فسقط البيت على الأقطاب الفلسطينيين وعلى كل الشعب.. ولكن هل تتوقف الخراريف ؟ أضاف كاتب النص ((فكان الموتى الذين أماتهم (فى موته) أكثر من الذين أماتهم فى حياته)) (قضاة : 16/ من 22- 31) فكيف تسنى لشمشون أنْ يقتل غيره وهو ميت ؟ ومن حـُـسن الحظ أنّ سيسل دى ميل وكل الصهاينة وكل مخرجى الأفلام الهابطة ، لم ينتبهوا لحكاية (قدرة الإنسان على القتل وهو ميت)
***




#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعدّدتْ المصاحف واختلفتْ ؟
- هل يمكن عودة برلمانات ما قبل يوليو52؟
- زمن الأصولية الدينية
- يشوع يتولى زعامة بنى إسرائيل
- الأزهر والكهنوت الإسلامى
- لماذا فضّل الإله العبرى بنى إسرائيل ؟
- هل كان إسلام البحيرى ضد الإسلام ؟
- السعودية وإيران وإزدواجية العرب
- بورتريه للأديب سليمان فياض
- بورتريه للعامل (ع . س . ح)
- إغواء يوسف بين الواقع والخرافة
- لماذا تشويه الحضارة المصرية ؟
- لماذا تشويه الأنبياء العبريين ؟ (2)
- لماذا شوّه اليهود أنبياءهم ؟
- لماذا انحاز الرب العبرى للرعاة ؟
- الخروج من جزيرة العرب إلى العالم الخارجى
- كيف تكون الدعوة للدين بالسلاح ؟
- توالى انتصارات جيش محمد (4)
- تثبيت أركان الدعوة المحمدية (3)
- كيف انتصرت الدعوة المحمدية ؟ (2)


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟