أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا















المزيد.....

غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 14:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيـًـا
طلعت رضوان
المُـبدع الفلسطينى الراحل الجليل غسان كنفانى (8 إبريل 1936- 8يوليو1972) أحد المُـبدعين الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين بالإبداع ، وكذلك بالمواقف السياسية من خلال الكتابة فى الصحف والمجلات ، ولم يكتف بالمُـشاركة فى الحياة الثقافية الخاصة بالشأن الفلسطينى ، وإنما - أيضـًـا - انضم لصفوف أحد التنظيمات اليسارية الفلسطينية، وهى التنظيمات التى كان شعارها (الكفاح المسلح) لتحرير فلسطين . وكان غسان من المؤمنين بضروة استمرار النضال (بالسلاح) ضد الاحتلال الإسرائيلى ، وقد عبـّـر عن ذلك فى إهدائه الذى كتبه فى مجموعته القصصية (أرض البرتقال الحزين) حيث كتب ((إلى من استشهد فى سبيل أرض البرتقال الحزين.. وإلى من لم يُـستشهد بعد)) فكلمة (بعد) التى ختم بها إهداءه تعبير قاطع وحاسم حول رسالته المُـوجـّـهة لقارئه : أى ضرورة النضال ، مع تقديم المزيد من (الشهداء) فى المستقبل ، وموقفه الصارم المبدئى ضد الاحتلال الإسرائيلى ، يـُـفسـّـر لأى باحث لماذا اغتاله جهاز المخابرات الإسرائيلية يوم 8 يوليو1972.
وقد انعكس موقفه النضالى على كتاباته الإبداعية ، ففى مجموعة (أرض البرتقال الحزين) قصة بعنوان (أبعد من الحدود) بطلها من الشباب الفلسطينيين المؤمنين بأنّ ((الوطن ليس للبيع)) ويربط ذلك بالتعريف العلمى لحق (المواطنة) حيث قال للمُـحقق ((أنا لستُ صوتــًـا انتخابيـًـا.. فأنا لستُ مواطنــًـا.. وممنوع من حق الاحتجاج.. فماذا سأخسر إذا بقيتُ وراء المزلاج؟)) (أى استمراره فى السجن) وهكذا بشكل أدبى رفيع - دون مباشرة - قـدّم المبدع رؤيته حول الاختيار بين أمريْن : نفى المواطنة أم الاعتقال ؟ فكان الشاب مع الاعتقال حتى لا يذوب فى الواقع الاستسلامى . وهذا الشاب - نظرًا لوعيه السياسى – يسخر من الدعاية الفجة حول (التعاطف مع اللاجئين) فقال ((زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أنْ ينقرضوا)) وسخر من التنظيمات الفلسطينية التى تحصل على التمويل المالى ، ولكنها غير جادة فى المقاومة فوصف أعضاءها بأنهم يعملون ((على المـُـزايدات الشعبية.. وأصبحوا مؤسسة من مؤسسات الحياة السياسية التى تدر الربح يمينــًـا ويسارًا)) واختتم - هذا الشاب - أقواله للمُـحقق ((أنت يا سيدى تستطيع أنْ تشنق واحدًا منا ، فتربى بجسده الميت ألفــًـا من الناس دون أنْ تحمل همًـا أو خوفــًـا أو تأنيب ضمير.. أية حياة هذه ؟ الموت أفضل منها))
فى قصة (الأفق وراء البوابة) البطل أخذ أخته الصغيرة لتعيش معه فى عكا ، وكلــّـما سألته أمه عن أحواله وأحوال أخته يقول لها ((نحن بخير)) وبعد عشر سنوات يشعر بتأنيب الضمير لأنه كان يكذب على أمه ، حيث أنّ جيش الاحتلال هاجم عكا ، حاول الدفاع عن أخته وعن نفسه ، ولكن بندقيته كانت مثل العصا . ماتتْ أخته وأشفق على أمه. اعتقد أنّ الكذب عليها أرحم من صدمة الفجيعة. ولكن هل سيدوم الكذب إلى الأبد ؟ فى نهاية القصة يرى ضرورة تحرير نفسه من الكذب ومن القدر الأسود الذى حمله وحيدًا ، فيعترف لأمه أنّ أخته فى قبرها الذى لا يجد من يضع عليه زهرة فى كل عيد.
فى قصة (ثلاث ورقات من فلسطين) الورقة الأولى (ورقة من الرملة) الراوى يتذكــّـر طفولته عندما كان فى التاسعة من عمره. ومشهد جنود الاحتلال وقد حاصروا الأهالى وأجبروهم على رفع أذرعهم ووقوفهم فى الشمس . ورؤيته لبعض الفتيات الفلسطينيات والدم ينزف منهن . والورقة الثانية من (الطيرة) عن العجوز الفلسطينى الذى حارب اليهود فى الطيرة وفى حيفا. ولكن يسخر ((من الجالسين على مقاعد مريحة.. ويسألون : كيف ضاعتْ فلسطين ؟ كما سخر من قادته الفلسطينيين الذين يرفضون أى صوت غير صوتهم ولا أى رأى غير رأيهم ، كما كانوا ((يحشون رؤوسنا بالأومر المُــتناقضة)) ثم يتذكــّـر بعض القادة المخلصين ، ولكن تعليقه كان مرًا ((ماذا يستطيع أنْ يفعل ملاك ، سقط فجأة فى جهنم)) وأضاف ((إنّ المسئولين لم يحافظوا على أبطالهم ولم يكونوا على معرفة بأصول المعارك.. وأنهم أهملونا وشبـّـهونا بالجزارين ولذلك لا يحتاجون إلينا)) وبأسلوبه الساخر قال : إذا كان الفدائى لا يعرف أصول الحرب ، فبماذا نحارب ؟ وهل نحارب بمحاضر جلسات جامعة الدول العربية؟)) ويتساءل: هل نـُـحارب بالورود ؟ ثم يقول لابنه : هذا هو ما أضاع فلسطين . وهل علينا أنْ نـُـحارب اليهود كما يفعل محررو الجرائد فى غرفهم؟ والورقة الثالثة من غزة : الراوى كره غزة وقرّر الهجرة إلى أميركا ، وقبل الهجرة زار أمه وزوجة أخيه فى الكويت ، حيث كانت ابنة أخيه الطفلة تعالج بعد الاعتداء الإسرائيلى الوحشى على غزة. دخل على الطفلة ومعه هدية لها ، أحضر لها البنطلون الذى طلبته منه. أشارتْ إلى ساقها المبتورة. اتخذ القرار السريع الحاسم : سيعود إلى غزة ، بل إنه أرسل رسالة إلى صديقه الفلسطينى المقيم فى أميركا يطلب منه العودة إلى فلسطين.
فى القصة التى أخذتْ عنوان المجموعة ، الراوى يعمل على ترسيخ قيمة الولاء للوطن الفلسطينى فى وجدان وعقل ابنه ، فيحكى له بداية كارثة الاحتلال الإسرائيلى منذ عام1948، وذكرياته عن المقاومة الشعبية ، وعن الجيوش العربية التى دخلتْ فلسطين وانهزمتْ. وعن ((البلاغات التى خدعتنا)) كما بثّ فى ابنه روح التسامح وذكر له تعصب بعض رجال الدين وسماحة بعضهم . وأنه فى المدرسة كانت تــُـوزّع على التلاميذ الصور الملونة التى كانت تــُـمثل الرب يشفق على الأطفال ويبتسم فى وجوههم . واختتم حديثه مع ابنه قائلا أنه : كلــّـما أبتعد عن الدار، كان يبتعد عن طفولته.
وقصة (قتيل فى الموصل) عن طالب أردنى ذهب ليدرس فى جامعة بغداد . وهذا الطالب كان صديقــًـا لغسان فكتب القصة بعد اغتياله هناك . فى تلك القصة فضحٌ لأدعياء (التقدمية) سواء لبعض الأنظمة أو لبعض الأحزاب . ويبدو أنّ هذا الطالب كان يمتلك رؤية سياسية ناضجة تعى مفردات الواقع ، حيث عندما سأله الراوى : ألستَ تريد الرجوع إلى فلسطين ؟ قـال : حينما تعبرون الحدود إلى فلسطين سوف أكون خلفكم . أنا صرصور صغير سأحتمى بأظلال فيلة هانيبال.. إننى أخاف على الثورة من (التقدميين) المُـنحشرين فى الفنادق . وأنّ بغداد غرقتْ فى الزيف ، رغم أنّ الموصل رفضتْ الدود الزاحف عليها من بطن الأرض . وأنّ الصراصير تتحكم فى مصير (أخيل) وأخيل لن يموت . فكانت النتيجة أنْ تلقى دفعات من رشاش أحد (أصدقائه) فى ظهره . كتب غسان تلك القصة سنة1959، وهكذا كان المـُـبدع الراحل يمزج القضية الفلسطينية وهمومها بالواقع العربى ، ولكن بشكل أدبى رفيع.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتأثر العقل بالتراث ؟
- نقابة الصحفيين والشخصية المصرية
- هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟
- لو الرئيس عزل وزير الداخليه.. ح يحصل إيه ؟
- تناقض العلاقة بين الرب العبرى وشعبه المختار
- لماذا الأزهر ضد الوحدة الوطنية ؟
- ما مغزى تحالف (الوسطى) مع المتطرف ؟
- هل للترتث العربى جدوى من استمراره ؟
- الماركيز دى ساد بين المسرح والواقع
- مغزى أنْ يستعين النظام بترزية القوانين
- لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟
- عبد الوهاب المسيرى وتفسيره الإسلامى للحضارة
- هل مصر دولة دينية أم مدنية ؟
- ليه النظام خايف يعرض الاتفاقيه على البرلمان ؟
- هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟
- لماذا لا يتم تدريس التاريخ الحقيقى للإخوان المسلمين ؟
- لماذا يدافع الأزهر عن الدواعش ؟
- المفكر الرافض نموذج النسخة الكربونية : د. على مبروك نموذجًا
- تاريخ العلاقة بين فكرة الآلهة والبشر
- مفتى مصر ومفهوم المواطنة


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا