أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا هاجم السلمون ترامب ؟















المزيد.....

لماذا هاجم السلمون ترامب ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 13:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا هاجم المسلمون ترامب ؟
طلعت رضوان
هل ستـُـغير الأحزاب اليسارية العربية رؤيتها الطوباوية ؟
ولماذا لم يدرسوا تجربة رئيسة وزراء أستراليا ؟
منذ عدة سنوات ارتفعتْ أصوات أعضاء الأحزاب اليمينية فى أوروبا ، بمُـطالبة حكوماتهم للعمل على : 1- طرد العرب والمسلمين والعودة إلى بلادهم 2- فإذا تعذّر ذلك فلابد من وقف قبول المزيد منهم 3- العمل بكل حزم لخضوعهم لثقافة المجتمع الذى يعيشون فيه ، وليس القانون هو المعيار الأول والأهم ، وإنما - قبل القانون - احترام أعراف المجتمع 4- عدم خضوع حكوماتهم للابتزاز العربى/ الإسلامى ، وذلك بالتهاون (والتسامح) معهم فى (فرض) أعرافهم المُـنافية لأعراف المجتمع الأوروبى ، مثل ذبح الخراف فى الشوارع ، والمآذن فوق المساجد وزى المرأة (من الحجاب إلى النقاب) إلخ ، وفصل البنات عن الصبيان فى المدارس والجامعات، وفصل الموظفين عن الموظفات فى المصالح الحكومية والشركات والمصانع.. إلخ.
انتقلتْ ظاهرة الأحزاب التى تــُـطالب باحترام العرب والمسلمين لأعراف المجتمع الذى يعيشون فيه إلى بعض دول أميركا اللاتينية مثل البرازيل ، ولعلّ هذا يـُـفسـّـر أسباب الانقلاب على رئيسة البرازيل (ديلما روسيف) التى وافق مجلس الشيوخ البرازيلى على عزلها من منصبها بحجة أنها (تلاعبتْ بميزانية الدولة أثناء ترشحها لرئاسة الدولة) وهى حجة باطلة لأنها لم تكن فى السلطة. ديلما (رغم أنها تنتمى لليسار البرازيلى) فإنها أيضًـا طالبتْ المسلمين والعرب بإحترام تقاليد وأعراف المجتمع البرازيلى.
أما رئيسة وزراء استراليا (جوليا جيلارد) فقد كانت أكثر التزامًـا وهى تدافع عن خصائص شعبها الثقافية ، فبعد تكرار أساليب العرب والمسلمين الذين حاولوا فرض أعرافهم وتقاليدهم على المجتمع الأسترالى ، فإنّ جوليا عقدتْ مؤتمرًا شعبيـًـا خاطبتْ فيه المسلمين والعرب ، وطلبتْ منهم احترام تقاليد وأعراف المجتمع الذى يعيشون على أرضه ، فإذا بأحد الإسلاميين الأصوليين يـُـقاطعها بحدة وعجرفة ، ولكنها لم تهتز فقالت له ((أنت مُـتعصـّـب . لماذا لا تسكن فى السعودية أو إيران ؟ لماذا غادرتَ دولتك أصلا ؟ أنتم تتركون دولا تقولون عنها أنّ (الله) باركها بنعم الإسلام ، وتـُـهاجرون إلى دول تقولون عنها أنّ (الله) أخزاها بالكفر. وهذه الدول (الكافرة) هى التى أتاحتْ لكم العدل والحرية والترف ، وتتمتــّـعون بالضمان الصحى ، والحماية الاجتماعية ، والمساواة أمام القانون ، وفرص عمل عادلة ، ومستقبل مضمون لأطفالكم ، ولكم حق (حرية التعبير) فلا تتحـدّثوا معنا بتعصب وكراهية ، فقد أعطيناكم فى بلادنا ما تفتقدونه فى بلادكم)) واختتمتْ كلمتها قائلة ((احترمونا أو غادروا بلادنا))
وأخيرًا انتقلتْ ظاهرة الموقف من العرب والمسلمين إلى أميركا ، حيث طالب مرشح الحزب الجمهورى الأميركى (ترامب) بطرد كل من لا يحترم الخصوصية الثقافية للشعب الأميركى . ووصلتْ شجاعته لدرجة أنْ خاطب النظام السعودى قائلا ((لا تعتقدوا أنّ مجموعات الوهابيين التى خلقتموها فى دول العالم ، وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الإنسان وتدمير الحياة ، ستقف إلى جانبكم وتحميكم . فهؤلاء لا مكان لهم فى كل مكان من الأرض إلاّ فى حضنكم وتحت حكمكم ، لهذا سيأتون إليكم من كل مكان وينقلبون عليكم ، ويومها يقومون بأكلكم)) وقال فى حديث تليفزيونى لقناة إن. بى. سى ((سواء أحببنا ذلك أم لم نـُـحبه ، لدينا (فى الإدارة الأمريكية) أشخاص دعـّـموا النظام السعودى . وأنا لا أمانع فى ذلك.. ولكننا تكبـّـدنا الكثير من الأموال (سيتبيـّـن تناقضه فى نهاية حديثه) دون أنْ نحصل على شىء بالمقابل ، على السعوديين أنْ يدفعوا لنا.. إنّ النظام السعودى سيكون فى ورطة كبيرة قريبـًـا بسبب (داعش) والنظام السعودى سيحتاج لمساعدتنا)) ثـمّ أكــّـد على حقيقة تتغافل عنها الثقافة العربية والمصرية السائدة عندما أضاف أنه لولا الإدارة الأمريكية ((ما وُجدتْ السعودية وما كان لها أنْ تبقى)) وطلب من النظام السعودى تقديم ثلاثة أرباع ثروتها لأمريكا بدلا من نصفها كما كانت تفعل (فى السنوات الماضية) وذلك ((مُـقابل حمايتكم.. واستمراركم فى الجزيرة العربية)) وأضاف إنّ ما يـُـقـدّمه آل سعود إلى أميركا من مال - حتى ولو كان نصف ثروة بلدهم – لا قيمة له ولا أهمية بالنسبة لما تــُـقـدّمه الإدارة الأمريكية لهم من حماية ورعاية))
ويبدو أنّ الشعب الأميركى انقسم نصفيْن بين مؤيد للسيدة كلينتون مؤيد لترامب ، وهو ما أظهرته النتائج حتى الآن فى بعض الولايات ، فهل معنى ذلك أنّ الشعب الأميركى بدأ يـُـفكــّـر فى (طلاق) سلبيته الشهيرة ، ويـُـدرك أنّ الأموال التى تحصل عليها الإدارة الأمريكية من النظام السعودى ، لا تــُـساوى (توريط) أميركا فى حروب خارجية لصالح النظام السعودى ، ذلك النظام الذى موّل التنظيمات الإسلامية الإرهابية (بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وأجهزة مخابراتها) ثـمّ تتوالى فصول المسلسل.. فبعد دعم تلك التنظيمات الإسلامية الإرهابية ، يبدأ فصل جديد من المسلسل تحت مُـسمى (محاربة التنظيمات الإرهابية) وبناءً على هذا الفصل الممجوج والمكشوف يبدأ ابتزاز الأنظمة العربية والإسلامية الدائرة فى الفلك السعودى/ الأمريكى ، وذلك بفرض مبالغ مالية بحجة الدفاع عن أراضيها ، بل والحصول على كافة التسهيلات ، خاصة اللوجستية.
فإذا كان نصف الشعب الأمريكى يتبنى وجهة نظر ترامب ، ووعى الدرس ، فهل شعوب المنطقة العربية ستــُـفكــّـر(مجرد تفكير) فى تأييد ترامب ؟ وهل يمكن إعادة النظر فى توجهات الأحزاب اليسارية (عربية ومصرية) التى تتعامل مع أى شأنْ عربى/ إسلامى بنوع من المثالية الطوباوية ؟ فكانت النتيجة كارثية ، حيث تأثــّـرتْ غالبية الشعوب العربية (وكذلك شعبنا المصرى) بأفكار زعماء اليسار الذين يرفضون قراءة الواقع المُـتغير، كما فعلتْ الأحزاب اليمينية فى أوروبا . فهل سيحدث أى تغيير فى البنية العقلية لليسار العربى والمصرى ؟ أعتقد أنّ الأمل ضعيف جدًا ، ودليلى على ذلك هو توافق التنظيمات اليسارية مع حكوماتهم ، خاصة فيما يتعلق بأى شأن عروبى/ إسلامى ، وخاصة كراهية التنظيمات اليسارية للأحزاب اليمينية الأوروبية ، رغم أنّ الأخيرة تمتلك كل مقوّمات الموضوعية ، المؤسّـسة على قراءة أمينة وعميقة لواقع مجتمعاتهم.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء أوروبا وكشفهم للترتث العربى
- لماذا الدولة المصرية (موش دولة) ؟
- هل الشخصية الاعتبارية لها ديانة ؟
- اليسار العربى والمصرى والموقف من الاستشراق
- غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا
- هل يتأثر العقل بالتراث ؟
- نقابة الصحفيين والشخصية المصرية
- هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟
- لو الرئيس عزل وزير الداخليه.. ح يحصل إيه ؟
- تناقض العلاقة بين الرب العبرى وشعبه المختار
- لماذا الأزهر ضد الوحدة الوطنية ؟
- ما مغزى تحالف (الوسطى) مع المتطرف ؟
- هل للترتث العربى جدوى من استمراره ؟
- الماركيز دى ساد بين المسرح والواقع
- مغزى أنْ يستعين النظام بترزية القوانين
- لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟
- عبد الوهاب المسيرى وتفسيره الإسلامى للحضارة
- هل مصر دولة دينية أم مدنية ؟
- ليه النظام خايف يعرض الاتفاقيه على البرلمان ؟
- هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا هاجم السلمون ترامب ؟