أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة بين كنعان وإسرائيل















المزيد.....

العلاقة بين كنعان وإسرائيل


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 15:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلاقة بين كنعان وإسرائيل
طلعت رضوان
أعتقد أنّ عالم المصريات الكندى (دونالد ريدفورد) وهو أحد العلماء المُـهمين الذين كتبوا عن العلاقة بين الشعب الكنعانى وبنى إسرائيل، حيث فنــّـد وجود ظاهرة (هبة فلاحية) بين الكنعانيين، وأنّ هذه النظرية ذهب أصحابها إلى أنّ فلسطين شهدتْ – منذ أواخر العصر البرونزى المتأخر- تحولا سكانيـًـا ، تمثــّـل فى انسحاب الذين بقوا على قيد الحياة من الوديان والسهول إلى المرتفعات ، وانبثاقــًـا من هذه الظاهرة الكنعانية – بصفة أساسية- تبلور شعب أصبح يعرف باسم (إسرائيل) وذلك فى كتابه (مصر وكنعان وإسرائيل) ترجمة بيومى قنديل – ص405)
وتصف النصوص المصرية سكان المرتفعات – دون لبس – بأنهم رعاة رحل ، والحقيقة التى تقول إنهم استعاروا أنماط بيوتهم من الكنعانيين ، بينما لم يكن قاطنو تلك البيوت ، سوى بدو كانوا قد استقروا فى فلسطين. وإذا كانت النصوص المصرية قد تناولتْ التحركات السكانية ، فمثل هذه التحركات كانت دائمًـا من التلال والجبال إلى السهول ، وليس فى الاتجاه العكسى. ولا يحتاج المرء إلى أكثر من التمعن فى القطعة الأدبية التعليمية المعروفة باسم (بردية أنستاسى- رقم1) تلك التى تحمل خطابـًـا ساخرًا كى يـُـدرك المرء كم كان الضابط المصرى يشعر بعدم الأمان فى مهمته التى أجبرته على عبورالمرتفعات الفلسطينية، فهو لم يكن يخشى على نفسه من السكان الهاربين من البلاد المنخفضة ، بل من البدو، وكيف تنفس الصعداء عند وصوله إلى ملاذ المدن الساحلية (ص406)
وفى تحليله لفترة حكم أخناتون، كتب أنه فشل فى حماية الحود المصرية، الأمر الذى أدى إلى الثورة ضده وطرده من منصبه. ولكن كان الضرر قد وقع وصار فى وسع ال (عابيرو) أنْ يروحوا ويجئيوا بحرية حول سيخيم (= شكيم) وبناءً عليه (بعد طرد أخناتون) بدا واضحـًـا أنّ ملوك مصر استشعروا تخوفــًـا عميقــًـا من احتمال اتخاذ العناصر المُـناوئة للمصالح المصرية (مثل المرتفعات الواقعة فى أواسط البلاد) كقاعدة انطلاق لها. وكانت مشيخة (شكيم) التى وضع المصريون ثقتهم فيها ، قد أثبتتْ أنها مُـشاكسة وصعبة المراس . ولكن (أورشليم) وقفتْ فى سائرالاحتمالات، وقفة الصديق الوفى وقد أحسنتْ العائلة الحاكمة الرد على الثقة التى وضعها المصريون، ومع ذلك فمن هذه المرتفعات القاحلة ، حيث كان لايزال فى وسع المرء أنْ يتمتع بوجود مُـتحرّر، إلى حد كبير، من السلطة الامبراطورية، فقامت الحركة الشعبية الهائلة عند نهاية العصرالبرونزى بتسللها المُـثير (ص409)
وفى النصوص المصرية يبدأ ظهوراسم (الشاسو) اعتبارا من الأسرة 18 واسمهم يـُـوحى بأصلهم لمستوطنات (الشاسو) فى جنوب الضفة الغربية فى سهول (مؤاب) وشمال (إيدوم) و(لبونا) جنوبىْ عمان وسمعات (الشمعيون وهى قبيلة من قبائل القينيين – كما ورد فى سفر أخبار الأيام الأول 2 : 55) وفى مواضع أخرى من النصوص المصرية التى ترجع إلى الأسرتيْن 19، 20 يضع الربط الدائم بين هؤلاء ال (شاسو) وبين (إيدوم) و(عربة) كما ينطوى تحديد مواقع بلاد الشاسو فى مناطق (سعير) الجبلية شرقىْ (عربة) ولمدة نصف قرن استمر الجميع يـُـقرون- بصفة عامة- أننا نقف أمام اسم رباعى الحروف هو اسم الإله الإسرائيلى (يهوه) وإذا كان ذلك صحيحـًـا – وهو صحيح دون شك - فإنّ هذا النص يـُـعد أغلى إشارة إلى موضع ذلك (الجيب) الذى كان ساكنوه يعبدون هذا الإله خلال أواخرالقرن ال 15 ق.م وبالتالى فإنّ (يهوه) قادم من (سعير) وخارج فى الأصل من (إيدوم) وذلك وفقــًـا للتقاليد التوراتية. وتكمن النتيجة المنطقية الوحيدة فى أنّ البحث عن أحد العناصر الرئيسية فى عملية الاندماج اللاحقة التى شكــّـلتْ إسرائيل ، وهوالعنصرالمُـكوّن الذى بدأ معه اسم (يهوه) يجب أنْ يتجه إلى قلب قبائل (الشاسو) الذين سكنوا (إيدوم) فى اواخرالقرن ال 15 ق. م (ص410)
ظل الشاسو باستمرار بمثابة شوكة فى جنب ملوك مصر، وقد انفجروا بقوة فاحشة قبيل بداية الأسرة 19عبـْـر وادى (عربة) إلى (النقب) وشمال سيناء، قاطعين بذلك طريق مصرالساحلى. ومع إنّ الملك (سيتى الأول) لم يجد صعوبة تــُـذكر فى إجبارهم على التقهقر بعيدًا ، إلاّ أنّ الشاسو شرعوا يطرقون فى الاتجاه الغربى ممرًا جديدًا نحوالحدود المصرية. وقد ذكرتْ أكثرمن وثيقة أنهم شوهدوا خلال القرنيْن الثالث عشر والثانى عشرق.م على طول حدود السويس ومن هنا كانوا يسوقون أنعامهم، وفى هجرات جماعية وفقــًـا لنمط موسمى كى يصلوا إلى عيون المياه فى وادى (طوميلات) وبينما كان فى وسع الملك المصرى (سيتى الأول) أنْ يخمد الاضطرابات ، فإنّ سجلاته تشى بوجود مجموعة مناوئة قوية أطلق عليها اسم ال (عابيرو) فى البلاد الجبلية ، حيث عاثتْ فسادًا وتخريبـًـا (ص411)
أكد (ريدفورد) على أنه لم يكن هناك سبب يدعوه إلى الاعتقاد بأنّ (الشاسو) كانوا يعرفون القراءة والكتابة، وأنّ سـِـفرالقضاة 8 : 14 يـُـقـدّم انعكاسًـا واقعيـًـا لتلك الحقيقة. وليس هناك سبب يجعل المرء أنْ يتوقع العثورعلى وثائق معاصرة (منهم) تصف أحوالهم المعيشية. وعوضًـا عن ذلك يتعيـّـن النظرإلى الشاسو/ إسرائيل فى القرن الثالث عشر ق.م من خلال مجالىْ رؤية متباينيْن : أحدهما معاصر، وإنْ كان غيرمتعاطف والثانى يفصله عن الفترة رهن الحديث عدة قرون ، فلم تلتزم الأسفارالخمسة (المنسوبة لموسى) وكذلك سفر(يشوع) وسفر(القضاة) الصمت تجاه إسرائيل (الوليدة) ومن هذه المصادر يمكن تكوين صورة لما كانت عليه الظروف الاجتماعية، التى صوّرتْ (فى وقت لاحق) أعنى خلال احتلال الأرض مباشرة، وكان مسيطرًا على المفاهيم البدائية لهذه الجماعة فكرة العقد أو العهد بين الإله (يهوه) وبنى إسرائيل وأنّ السيادة تنحصر فى (يهوه) دون الجماعة كما ورد فى سفرالقضاة : 8 : 23) وبينما تنقض جماعة بنى إسرائيل العهد المرة بعد الأخرى فإنّ (يهوه) لاينقضه أبدًا.. حيث أنّ القواعد التى وضعها (من جانب واحد) كانت صارمة ولم يكن هناك رأى للطرف البشرى فى أى بند من بنود (العهد/ العقد) وإرادة الرب بربرية لأقصى درجة، والمجموعات الأجنبية التى يـُـظن أنّ أعمالها أومجرد وجودها يـُـناوىء إسرائيل ، يـُـرسلون ذبحـًـا للإبادة نزولا عند مشيئة يهوه (سفر الخروج : 17/ 14 والعدد : 31وصاموئيل 15/3) وحتى التآخى مع الأجانب يجلب الوباء (العدد 25/9، 18) وكل من يـُـخالف يحرقه يهوه (العدد 11/1- 3 ، 16، 35) وكل من يشكو يضربه الرب بالطاعون (العدد : 11، 14، 16/ 33، 37، 49) أويـُـرسل عليه الحيات السامة (العدد : 21/6) ومن يترك أداء فروض العبادة العبرية – حتى ولوكان عن سهو- يـُـحكم عليه بالموت (خروج32/ 35 والعدد : 15- من 37- 40)
احتاج الأمرإلى (زعيم خاص) ليحقق إرادة الرب العبرانى فاختار(موسى) فى البداية كى يـُـفسّـر ويـُـطبق إرادة (الرب) ومع استمرار(الإيمان) الذى لايسنده واقع بأنّ (الرب) هوالذى (اصطفاه) فإنّ العرض (= الترشيح) قـدّمه شيوخ الجماعة (القضاة 21- 16، وصاموئيل 8/4) فكان أنْ صدّق بنوإسرائيل هذا (الاصطفاء) (القضاة 11/ 11) وتلك الصورة هى ظاهرة عامة فى المجتمعات البدائية فى الشرق الأدنى القديم. وكان من رأى (ريدفورد) أنّ تلك الصورة (مع بعض التفاصيل) تبدوشبيهة لما كان يتوقعه المرء من مجتمع فلسطين عند مطلع العصر الحديدى ، وهى سمة من سمات المجتمعات البدائية فى المنطقة على امتداد الزمن (ص414)
وتوقف (ريدفورد) عند ملحوظة مهمة وهى أنّ الوصف المصرى المعاصر للأحداث عن الشاسو، يختلف فى المرتفعات نوعـًـا ما عن ذلك الوصف الذى كتبه الكاتب العبرى فى سـِـفر القضاة عن الإسرائيليين القدماء . وكان عدد الرعاة الذين يعيشون على الترحال داخل نطاق المنطقة (وبصفة خاصة فى الضفة الغربية لنهرالأردن) يـُـشكــّـل نسبة كبيرة من تعداد السكان ، اعتبارًا من القرن الرابع عشر وحتى الثانى عشرق.م ، فكانوا يـُـمثــّـلون بالفعل فى النصف الثانى من القرن الخامس عشر حوالى 36% من الأسرى الفلسطينيين الذين جلبهم معه ملك مصر (آمين- حوتب الثانى) والوثائق المصرية تصفهم بانتظام كموزعين بين عشائر، تخضع كل عشيرة منها لرئيس، وذلك تمييزًا لهم عن سكان المدن والدول التى احتفظ المصريون لرؤسائها بلقب (الكبار) أما سكان العشائر، ونزوعهم الشرير نحوالتناحرالذى لايتوقف إلاّ بدمار طرفيه جلب عليهم أوصافــًـا تنم عن الازدراء من جانب المصريين.. ومن المؤكد أنّ مستوطنات الشاسو عاشتْ فى المرتفعات الفلسطينية، أوما يـُـسمى (اسرائيل المبكرة) وكانت حياتهم أقرب إلى حياة البدو، ولم يتركوا – إلافيما ندر- أثرًا فى السجل الأثرى (ص416، 417)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بين التوراة وعلم المصريات
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)
- المسرح فى الحضارة المصرية
- لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟
- لماذا يخالف المسلمون النص القرآنى ؟
- هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (1)
- لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
- دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين
- رمضان (المصرى) ورمضان (العربى)
- هل يجرؤ النظام على الغاء قانون (تطوير الأزهر) ؟
- متوالية لصق اسم (الله) بالحاكم
- ما جذر العداء لغير المسلمين ؟
- مغزى لصق اسم (الله) كصفة للحاكم
- هل النظام الحالى اختلف عن الأنظمة السابقة ؟
- أليستْ المعاهد الأزهرية معامل لتخريج الإرهابيين ؟
- قتل الحرية الفردية فى مسرحية الزومبى
- مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين
- شكسبير والغوص فى النفس البشرية


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة بين كنعان وإسرائيل