أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رسالة من مجنون !... الى ساعي البريد العاقل ؟!.















المزيد.....

رسالة من مجنون !... الى ساعي البريد العاقل ؟!.


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 09:37
المحور: الادب والفن
    


رسالة من مجنون الى ساعي البريد العاقل !؟...
سوء الظن آثار سيئة، فهي تجعل الفرد منعزلاً عن الآخرين، متوجساً منهم، ويظن بهم أنهم سيمسونه بسوء، فيعزل نفسه نفسياً وجتماعياً ويصبح منطوئً مما يجعل شخصيته تتداعى مع الأيام..
ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت.
الشك ليس وضعاً مستساغاً، لكن اليقين حماقة.
إذا لم يكن التجرد أولى الفضائل فهو لا شك أندرها.
هناك شيء واحد لا شك فيه، وذلك أن كل شيء فيه شك.
مجرد سؤالنا لأنفسنا: ترى هل نستطيع.. مجرد السؤال بداية شك فى قدرتنا وثقتنا بأنفسنا.
الحب يتحمل الموت والبعد أكثر مما يتحمل الشك والخيانة.
من كثرت شكوكه فأنه يدعو إلى خيانته.
كيف يمكن للإنسان أن يتخذ الشك عقيدة ويلتزم بها عن حسن نية.. هذا ما لا أستطيع فهمه.. هؤلاء الفلاسفة الشكاكون إما لا وجود لهم وإما هم أشقى سكان الأرض..
الشك ألم في غاية الوحدة لا يعرف أن اليقين هو توأمه. الشك داء مخيف يدمر النخوة في النفوس، ويقتل المحبة في القلوب، ويطفئ بريق الإيمان في العينين. الشك سادية الأرواح الناقمة.
نوم على يقين خير من صلاة على شك. إذا شككت بنفسك تكون واقفاً على أرض مهتزة.
لا يمكن أن تصل لليقين دون شك ولا للنجاح دون فشل ولا للسكينة دون اضطراب ولا لأي شيء دون حب.
الإنسان العاقل هو الإنسان الذي يدع فرصة الحديث والكلام للآخرين
ويؤمِّن فرصة لتحدث الآخرين -ممن يرجو منهم الفائدة له وللغير- أكثر من
تحدثه هو.
يجب أن يكون كل كلام إما لحل مسألة أو إجابة على سؤال . ويجـب
الانتباه عند التحدث ألا يكون سبباً وجالباً لملل وسأم السائل او المستمعين..
الإنسان كائن مجهز بالأحاسيس العلوية ذو استعداد للفضيلة، وعاشـق
للأبدية وللخلود. فأكثرهم بؤساً من ناحية المظهر يحمل في جوانحـه حبـاً
للخلود وعشقاً للجمال وإحساساً بالفضيلة. وطريـق الـسمو بالإنـسان
والارتفاع به نحو الخلود يكون بتنمية هذه الاستعدادات والقابليات عنده.
الثقافة هي طراز وسمة الحياة المعاشة في مجتمع والناتجة من عادات وتقاليد
وتربية ولغة وفن ومشاعر ذلك اتمع.
يقول محمود سامي البارودي .. قد عاقني الشك:
قد عاقني الشكُّ في أمرٍ أضعتُ لهُ عَزِيمَة َ الرَّأْيِ حَتَّى ضَاقَ كِتْمَانِي
أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ وُدّاً قَبْلَ مَعْرِفَة ٍ ثمَّ انثنيتَ بصدًّ قبلَ إعلانِ
فسرني منكَ ما قدمتَ مبتدأً وَ ساءني منكَ ما أخرتَ في الثاني
فَإِنْ يَكُنْ سُوءُ رَأْيٍ، أَوْ مَلاَلُ هَوى ً فَإِنَّ كِلْتَيْهِمَا فِي الْقُبْحِ سِيَّانِ
فاكشفْ لنا عنْ قناعِ الشكَّ نحى بهِ إما وصالاً ، وَ إما محض هجرانِ .
ويقول في مكان أخر : ظنَّ الظنونَ فباتَ غيرَ موسَّدِ ...
يأَهلَ ذا البيتِ الرفيعِ منارهُ أدعوكم يا قومُ دعوة َ مقصَد
إِنِّي فَقَدْتُ الْيَوْمَ بَيْنَ بُيُوتِكُمْ عَقْلِي، فَرُدُّوهُ عَلَيَّ لأَهْتَدِي
أو فاستقيدونى ببعضِ قيانكم حَتَّى ترُدَّ إِليَّ نَفْسِي، أَوْ تَدِي
بَلْ يا أَخَا السَّيْفِ الطَّوِيلِ نِجَادُهُ إن أنتَ لم تحمِ النَّزيلَ فأغمدِ
هَذِي لِحَاظُ الْغِيدِ بَيْنَ شِعَابِكُمْ فَتَكَتْ بنَا خَلْساً بِغَيْرِ مُهَنَّدِ
مِنْ كُلِّ نَاعِمَة ِ الصِّبَا بَدَوِيَّة ٍ رَيَّا الشَّبابِ سَلِيمَة ِ الْمُتَجَرَّدِ
هيفاءَ إن خطرَتْ سبَتْ ، وإذا رنَتْ سَلَبَتْ فُؤَادَ الْعَابِدِ الْمُتَشَدِّدِ
يخفضنَ من أبصارهنَّ تختُّلاً لِلنَّفْسِ، فِعْلَ الْقَانتَاتِ الْعُبَّدِ
فَإِذَا أَصَبْنَ أَخَا الشَّبَابِ سَلَبْنَهُ ورمَينَ مهجتهُ بطرفٍ أصيدِ
وإذا لمحنَ أَخا المشيبِ قلينَهُ وسترنَ ضاحية ِ المحاسنِ باليدِ
فَلَئِنْ غَدَوْتُ دَرِيئَة ً لعُيُونِهَا فلقد أفلُّ زعارة َ المتمرد
ولقدْ شهدتُ الحربَ فى إبَّانها وَلَبِئْسَ رَاعِي الْحَيِّ إِنْ لَمْ أَشْهَدِ .
ويقول كذلك : أنا في الحبَّ وفيٌّ..
أنا في الحبَّ وفيٌّ لَيْسَ لِي بِالْغَدْرِ عِلْمُ
لاَ تظنوا بيَ سوءاً إنَّ بعضَ الظنَّ إثمُ .
ويقول في مكان أخر : سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ .
سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي
نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ
غيرَ أنَّ الوجدَ منهُ ليسَ مثلَ الوجدِ مني
أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي وَهْوَ فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي
وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ وَ دموعي ملءُ عيني
لَسْتَ فِي الصَّبْوَة ِ مِثْلِي فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عنِّي .
ويقول هو نفسه : يا كوكبَ الصُّبحِ متى ينقضى ..
يا كوكبَ الصُّبحِ متى ينقضى عمرُ الدُّجى ؟ يا كوكبَ الصُبح
قَدْ سَدَّ حِصْنُ اللَّيْلِ أَبْوَابَهُ فاتلُ عليهِ سورة َ الفتحِ
إِنِّي أَرَى أَنْجُمَهُ قَدْ وَنَتْ فَمَا لَهَا أيد على السَبحِ
وقد بَدَا ذُو ذَنّبٍ طالعا كَأَنَّهُ سُنْبُلَة ُ الْقَمْحِ .
يقول أحمد شوقي :
هجرت البعض طوعا لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي .. نعم أشتاق لكن وضعت كرامتي فوق إشتياقي .. وأرغب وصلهم دوما ولكن طريق الذل لا تهواه ساقي.
وله أيضا : أحمد شوقي...
أسائل خاطري عما سباني .. أحسن الخلق أم حسن البيان ؟ رأيت تنافس الحسنين فيها .. كأنهما لمية عاشقان , إذا نطقت صبا عقلي إليها .. وإن بسمت إليَّ صبا جناني , وما أدري أتبسم عن حنين .. إليَّ بقلبها أم عن حنان ؟ أم أن شبابها راث لشيبي .. وما أوهى زماني من كياني ؟ .
يقول أحدهم :
مـا لـه عَنَّيَ مالاًَ؟ وتـجـنَّـى فأطالا؟
أتـرى ذاكَ دلالا مـن حبيبي أم ملالا؟
كـيف أنسى لك أو أسلوُ جميلاً أو جمالا؟
أنت في الحسنِ إمام فـيـك قلبي يتوالى
لا، وحق الله ما ظنُّك فِـي حـقـيِّ حَلالا
وتـجـنَّـى فأطالا؟ فِـي حـقـيِّ حَلالا .
وقال أخر :
الظنُّ يخطئُ تارة ويصيبُ وجميعُ ما هو كائنٌ فقريبُ
تصبو النفوسُ إلى البقاء وطولِه إن البقاء إلى النفوس حبيبُ .
يقول الأمام الشافعي :
ولما أتيت الناس أطلـب عندهـم=أخا ثقـةٍ عنـد أبتـلاء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة=وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـت=ٍولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد .
وله كذلك :
لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـا=ًإن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصـةٍ=غير حسن الظن والقول الحسن .
وله أيضا :
سهرت أعين ، ونامـت عيـون=في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس=فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان=سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون .
وله أيضا :
صديق ليس ينفع يوم بـؤس=قريب من عدو في القيـاس
وما يبقى الصديق بكل عصرٍ=ولا الإخـوان إلا للتآسـي
عمرت الدهر ملتمساً بجهدي=أخا ثقة فألهانـي التماسـي
تنكرت البلاد ومـن عليهـا=كأن أناسها ليسـوا بناسـي .
وله كذلك :
وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهيَّبُوه = وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهابا
وَمَنْ قَضَتِ الرِّجالُ لَهُ حُقُوقاً = وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا .
وله أيضا :
أُحبُّ الصَّالِحِينَ وَلسْتُ مِنْهُمْ = لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَهْ
وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي = وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعهْ .
وله أيضا :
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً=إن بر عندك فيما قال أو فجراً
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره=وقد أجلك من يعصيك مستتراً .
"المرء يركب أرجوحة المرح مرةً واحدة فقط. الحياة لمن يجرؤ".
بوكوفسكي .
"نحن لم نطلب السعادة، فقط أردنا جُرعة أقل من الألم".
بوكوفسكي .
المتنبي :
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ .
الفتاة التي احبها ليس لها ماضي , فقد ولدت يوم احببتها .
عندما قررت أن أحبك أقل عشقتك أكثر.
كم تمنيت أن يكون حبي وردة ،،، تستيقظ على عطرها .
نختتم هذه الخربشات بليلى الأخيلية وقصتها مع الحجاج والحوار الذي دار بينه وبين ليلى الأخيلية :
سَقَاهَا فَرَوَّاهَا بِشرْبِ سجالِهِ* دِمَاءَ رِجَالٍ حَيْثُ مَالَ حَشَاهَا
إِذَا سَمِعَ الحَجَّاجُ رِزَّ كَتِيبَةٍ *أَعَدَّ لَهَا قَبْلَ النُّزُولِ قِرَاهَا
أَعَدَّ لَهَا مَسْمُومَةً فَارِسِيَّةً * بِأَيْدِي رِجَالٍ يَحْلُبُونَ صَرَاهَا
فَمَا وَلَدَ الأَبْكَارُ وَالعُوْنُ مِثْلَهُ * بِبَحْرٍ وَلا أَرْضٍ يَجِفُّ ثَرَاهَا .
شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ العُضَالِ الَّذِي بِهَا* غُلامٌ إِذَا هَزَّ القَنَاةَ سَقَاهَا
فَقَالَ: لا تَقُولِي (غُلامٌ)؛ وَلَكِنْ قُولِي: (هُمَامٌ).
أَعَادَتِ الشَّاعِرَةُ البَيْتَ وَعَدَّلَتْ فِيهِ مَا أَرَادَهُ (الحَجَّاجُ)، وَاسْتَأْنَفَتْ تَقُولُ:
سَقَاهَا فَرَوَّاهَا بِشرْبِ سجالِهِ* دِمَاءَ رِجَالٍ حَيْثُ مَالَ حَشَاهَا
إِذَا سَمِعَ الحَجَّاجُ رِزَّ كَتِيبَةٍ *أَعَدَّ لَهَا قَبْلَ النُّزُولِ قِرَاهَا
أَعَدَّ لَهَا مَسْمُومَةً فَارِسِيَّةً * بِأَيْدِي رِجَالٍ يَحْلُبُونَ صَرَاهَا
فَمَا وَلَدَ الأَبْكَارُ وَالعُوْنُ مِثْلَهُ * بِبَحْرٍ وَلا أَرْضٍ يَجِفُّ ثَرَاهَا
فَلَمَّا قَالَتْ هَذَا البَيْتَ التَفَتَ (الحَجَّاجُ)إِلَى (عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ) وَقَالَ:
قَاتَلَهَا اللهُ، وَاللهِ مَا أَصَابَ صِفَتِي شَاعِرٌ مُذْ دَخَلْتُ العِرَاقَ غَيْرُهَا؛ وَاللهِ إِنِّي لأُعِدُّ لِلأَمْرِ عَسَى أَلاَّ يَكُونَ أَبَداً.
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: حَسْبُكِ.
قَالَتْ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا.
قَالَ: حَسْبُكِ! وَيْحَكِ حَسْبُكِ.
وَنَادَى (الحَجَّاجُ): يَا غُلامُ! اذْهَبْ بِهَا إِلَى قَيِّمِ بَيْتِ المَالِ فَقُلْ لَهُ يَقْطَعْ لِسَانَهَا.
فَذَهَبَ بِهَا الغُلامُ إِلَى خَازِنِ المَالِ،وَقَالَ لَهُ: يَقُولُ لَكَ الأَمِيرُ: (اقْطَعْ لِسَانَهَا).
فَطَلَبَ الرَّجُلُ حَجَّاماً لِيَقْطَعَ لِسَانَ الشَّاعِرَةِ، فَقَالَتْ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ؛ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَ؟! إِنَّما أَمَرَكَ أَنْ تَقْطَعَ لِسَانِي بِالصِّلَةِ، وَذَاكَ بِأَنْ تُعْطِيَنِي مالاً لا أُضْطَرُّ بَعْدَهُ إِلَى مَدْحِهِ ثَانِيَةً، لا أَنْ تَقْطَعَ لِسَانِي الَّذِي فِي فَمِي.
فَعَادَ الغُلامُ إِلَى (الحَجَّاجِ) يَسْتَفْسِرُهُ عَنْ صِحَّةِ مَا قَالَتِ الشَّاعِرَةُ؛ فَاسْتَشَاطَ (الحَجَّاجُ) غَضَباً، وَهَمَّ بِقَطْعِ لِسَانِهِ؛ وَقَالَ: ارْدُدْهَا.
فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَتْ: كَادَ - وَأَمَانَةِ اللهِ - يَقْطَعُ مِقْوَلِي.
ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
حَجَّاجُ ! أَنْتَ الَّذِي مَا فَوْقَهُ أَحَدُ * إلاَّ الخَلِيفَةُ وَالمسْتَغْفَرُ الصَّمَدُ
حَجَّاجُ أَنْتَ شِهَابُ الحَرْبِ إِنْ لَقِحَتْ * وَأَنْتَ لِلنَّاسِ نُورٌ فِي الدُّجَى يَقِدُ
ثُمَّ أَقْبَلَ (الحَجَّاجُ) عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذِهِ؟.
قَالُوا: لا وَاللهِ أَيُّهَا الأَمِيرُ، إِلاَّ أَنَّا لَمْ نَرَ قَطُّ أَفْصَحَ لِسَاناً، وَلا أَحْسَنَ مُحَاوَرَةً، وَلا أَمْلَحَ وَجْهاً، وَلا أَرْصَنَ شِعْراً مِنْهَا.
فَقَالَ: هَذِهِ (لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ)، الَّتِي مَاتَ (تَوْبَةُ بْنُ الحُمَيِّرِ الخَفَاجِيُّ) مِنْ حُبِّهَا.
ثُمَّ التَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: أَنْشِدِينَا يَا (لَيْلَى) بَعْضَ مَا قَالَ فِيكِ (تَوْبَةُ).
قَالَتْ: نَعَمْ أَيُّهَا الأَمِيرُ، هُوَ الَّذِي يَقُولُ:
وَهَلْ تَبْكِيَنْ لَيْلَى إِذَا مُتُّ قَبْلَهَا * وَقَامَ عَلَى قَبْرِي النِّسَاءُ النَّوَائِحُ
كَمَا لَوْ أَصَابَ المَوْتُ لَيْلَى بَكَيْتُهَا * وَجَادَ لَهَا دَمْعٌ مِنَ العَيْنِ سَافِحُ
وَأُغْبَطُ مِنْ لَيْلَى بِمَا لا أَنَالُهُ * بَلَى كُلُّ مَا قَرَّتْ بِهِ العَيْنُ صَالِحُ
وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ * عَلَيَّ وَدُونِي جَنْدَلٌ وَصَفَائِحُ
لَسَلَّمْتُ تَسْلِيمَ البَشَاشَةِ أَوْ زَقَا * إِلَيْهَا صَدًى مِنْ جَانِبِ القَبْرِ صَائِحُ
فَقَالَ: زِيدِينَا مِنْ شِعْرِهِ يَا (لَيْلَى).
قَالَتْ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ:
حَمَامَةَ بَطْنِ الوَادِيَيْنِ تَرَنَّمِي* سَقَاكِ مِنَ الغُرِّ الغَوَادِي مَطِيرُهَا
أَبِينِي لَنَا لا زَالَ رِيشُكِ نَاعِماً * وَلا زِلْتِ فِى خَضْرَاءَ غَضٍّ نَضِيرُهَا
وَكُنْتُ إِذَا مَا زُرْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ * فَقَدْ رَابَنِى مِنْهَا الغَدَاةَ سُفُورُهَا
وَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا صُدُودٌ رَأَيْتُهُ * وَإِعْرَاضُهَا عَنْ حَاجَتِي وَبُسُورُهَا .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
16/6/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أين نحن سائرون ؟ الجزء الثاني .
- الأيمان بشرعة الله ... وبقيم الدين الحنيف !
- الى أين نحن سائرون ؟ ..هل لبناء دولة المواطنة ؟ .. أم ترسيخ ...
- للفاتنة الحسناء .... أصللي !
- الرثاء في الشعر الجاهلي والقريض .
- خواطر وحكم وعبر ..
- العاشر من حزيران .. ودولتنا العتيدة !
- ناظم حكمت .. 1902 -1963 م .
- بغداد تعانق الموت !.. وهي واقفة ؟
- أمرأة من بلادي ...
- هل أطفالنا سيحتفلون في عيد الطفل العالمي في الأول من يونيو ح ...
- الى الحكام الفاسدين المتربعين على السلطة في عراق اليوم .
- هل على الشعب أن يطيع الحاكمين الفاسدين ؟
- يمكن للجميع التعايش !... والعيش المشترك !
- رسالة مفتوحة لقوى شعبنا الديمقراطية العراقية !
- الدولة الديمقراطية العلمانية هي الحل لمعانات العراق !
- الى وطني الجريح !... البعيد القريب .
- الظلامييون يرتكبون حماقاتهم بحق معهد الفنون الموسيقية في بغد ...
- هل سيتحول عراقنا والنهرين الخالدين .. الى أثر بعد عين ؟
- خبر وتعليق !


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رسالة من مجنون !... الى ساعي البريد العاقل ؟!.