كلمة المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والممثل الاقليمي للشرق الادنى وشمال افريقيا،

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 20:12
المحور: الصناعة والزراعة
    

كلمة المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

والممثل الاقليمي للشرق الادنى وشمال افريقيا،

عبد السلام ولد أحمد،

في افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين لمؤتمر الفاو الاقليمي للشرق الأدنى



9 مايو 2016، روما:



السادة مندوبي دول الشرق الأدنى وشمال افريقيا

السادة ممثلي الدول المراقبة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية

أيها السيدات والسادة

يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم باسم المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة السيد جوزيه غرازيانو دا سيلفا، وباسمي شخصيا في افتتاح اجتماع كبار المسؤولين للدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر الاقليمي للشرق الادنى وشمال افريقيا.

واسمحوا لي بدايةً ان اتوجه بالشكر العميق للجمهورية اللبنانية ولمعالي وزير الزراعة السيد أكرم شهيب والمدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود على الجهود الجبارة التي يبذلونها من أجل إنجاح هذا المؤتمر.

أصحاب السعادة

ايها السيدات والسادة

لقد شهدت سنة 2015 نهاية فترة مهمة من تاريخ التعاون الدولي من اجل التنمية، مع انتهاء الموعد الذي حددته الأسرة الدولية لتحقيق الاهداف الانمائية للألفية. ويشير التقييم الأولي بأن تلك المرحلة كانت لها آثار متباينة بما يخص منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا.

فمن جهة، تمكنت 15 دولة في المنطقة من تحقيق هدف الألفية المعني بالجوع، وهي الجزائر والبحرين ومصر وجمهورية إيران الاسلامية والاردن ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والامارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان.

ونجحت بعض هذه الدول في خفض انتشار نقص التغذية بالنصف بين 1990 و2015 بينما تمكنت أخرى من إبقاء معدلات نقص التغذية تحت نسبة 5%. وتحسنت مؤشرات التغذية العامة، الا ان سوء التغذية المزمن ما زال مرتفعا، وتحسنت مستويات انتشار التقزم لدى الاطفال دون سن الخامسة، وكذلك فقر الدم وغيره من مشاكل نقص المغذيات الدقيقة، الا ان معدلات البدانة والسمنة ازدادت في جميع دول المنطقة.

ولقد تحققت هذه النتائج بفضل العمل الدؤوب على جبهات عديدة، حيث وضعت بلدان الاقليم الأمن الغذائي على رأس اولوياتها فزادت من انتاجها الزراعي وحسنت بشكل كبير من صادراتها الغذائية وطبقت برامج للحماية الاجتماعية على نطاق واسع. ومكنت هذه السياسات من زيادة توافر الغذاء، كما ساهمت في تحسين القدرة على الحصول عليه وتخفيض الفقر المدقع في المناطق الريفية والحضرية.

إلا ان الانجازات على المستوى الفردي للدول لا تعكس الصورة الحقيقية الكاملة للإقليم، حيث أدت الأزمات المتكررة والحروب إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد النازحين واللاجئين، والى تدهور اقتصادات كبيرة في المنطقة.

وهكذا ارتفع عدد من يعانون من الجوع على مستوى الاقليم ككل من 16.5 مليون شخص الى 33 مليون شخص بين 1990 و 2015 ، وارتفعت نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الى 8.2% في عام 2014

وتعتبر هذه النتائج انتكاسة كبيرة للحرب على الجوع في الاقليم كما أنها معاكسة تماما للاتجاهات على المستوى العالمي، حيث تراجعت نسب من يعانون من الجوع ومن يعيشون تحت خط الفقر في جميع الاقاليم الاخرى.

وينضاف تحدي الأمن الغذائي في المنطقة إلى تحديات أخرى، جسيمة ومزمنة، وعلى رأسها ندرة المياه وتدهور الاراضي وخطر التغيرات المناخية، والتخلف الريفي، وارتفاع مستويات البطالة، خاصة بين الشباب، والتفاوت في المساواة بين الجنسين في ظل الارتفاع المستمر لعدد السكان.

اصحاب السعادة،

ايها السيدات والسادة

لقد اعتمدت الدورة الثانية والثلاثون للمؤتمر الاقليمي للشرق الادنى، ثلاث مبادرات إقليمية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة، وهي: المبادرة الاقليمية لندرة المياه، والمبادرة الاقليمية للأمن الغذائي وبناء الصمود، ومبادرة دعم الحيازات الصغيرة. وقد أوكلت الدورة الثانية والثلاثين إلى المنظمة بالسير في صياغة هذه المبادرات والقيام بالدراسات والبرامج المناسبة، والاسراع في حشد الدعم المطلوب والترويج لهذه المبادرات وبناء الشراكات حولها مع الجهات الدولية والإقليمية المعنية والبدء في تنفيذها.

ولقد تم بالفعل إطلاق هذه المبادرات خلال السنتين الماضيتين، بدءا بمبادرة ندرة المياه التي صادق عليها مجلس وزراء المياه العرب في جامعة الدول العربية كبرنامج داعم لاستراتيجية الأمن المائي العربي. وفي هذا الاطار أطلقت مشاريع عديدة أبرزها مشاريع حوكمة المياه واستخدام الطاقة الشمسية لحصاد المياه والتحكم بالري وإدخال تقنيات جديدة ترفع من إنتاجية استخدام المياه في الزراعة في عدد من دول الاقليم.

كما تم اطلاق مبادرة الامن الغذائي ودعم الصمود مع التركيز على الدول التي تمر بأزمات او تلك التي تتأثر بها، خصوصاً سوريا والعراق والاردن ولبنان واليمن وفلسطين.

كذلك تم مؤخراً إطلاق مبادرة الزراعة الاسرية ودعم صغار المزارعين والحيازات الصغيرة، بعد اكتمال دراسات ميدانية شملت ست دول، والتشاور على نطاق واسع مع خبراء وشركاء إقليميين ودوليين، وسيتم تعزيز هذه المبادرة خلال السنتين المقبلتين.

وتواصل العمل في الفترة الماضية على تكثيف التشاور مع الدول وتبادل التجارب حول المواضيع الأساسية المرتبطة بالأمن الغذائي والتنمية المستدامة للزراعة والموارد الطبيعية. كما تم تكثيف الجهود لمواجهة الآفات التي تهدد الزراعة والأمراض الحيوانية، وعلى وجه الخصوص الجراد الصحراوي وانفلونزا الطيور وفيروس كورونا وسوسة النخيل الحمراء.

وبموازاة هذا العمل الميداني تم تعزيز اللامركزية في الاقليم حيث تم دعم المكاتب القطرية في كل من لبنان والسودان واليمن وسوريا والعراق، وفتح مكتب جديد في الاردن، وتعزيز المكتب الاقليمي بقدرات فنية جديدة.

من جهة اخرى تم خلال السنتين الماضيتين صرف 154 مليون دولار لدعم المشاريع والبرامج في الاقليم، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 7.6% بالمقارنة مع 2012-2013. ولا يفوتني هنا إلا أن أنوه بالدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية لبرامج المساعدات الانسانية للمزارعين في كل من العراق واليمن، والذي بلغ 19.5 مليون دولار.

اصحاب السعادة ايها السيدات والسادة

إن جدول أعمال مؤتمر الدورة الثالثة والثلاثين قد تم وضعه بالتشاور الوثيق مع مجموعة الشرق الادنى وشمال افريقيا. وساهمت هذه المجموعة في تحديد البنود الرئيسية لهذه الدورة. كما ان الوثائق الاساسية المعروضة عليكم تم التشاور عليها وإشباعها خلال اجتماعات كثيرة وورش عمل قطرية وإقليمية، وذلك من أجل ضمان استجابتها لأولويات وتطلعات دول الاقليم.

وهكذا فإن الوثيقة الخاصة بالثروة الحيوانية استفادت من اجتماعات الدوحة ومسقط والقاهرة، كما ان الورقة المعروضة عليكم حول صغار المزارعين تمت صياغتها بناء على ورش وطنية في كل من لبنان وتونس ومصر والسودان وموريتانيا والمغرب، ومن اجتماع اقليمي في القاهرة. واستفادت الورقة حول الثروة السمكية من اجتماعات اللجنة الاقليمية للمزارع السمكية (Recofi) في سلطنة عمان ومن ورش العمل حول الاستزراع السمكي في روما وورشة العمل شبه الاقليمية حول النمو الأزرق في الجزائر العاصمة.

كما يتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة أوراق وفعاليات جانبية حول أجندة التنمية المستدامة 2030، والاتفاق حول التغيرات المناخية وأجندة التغذية ولجنة الأمن الغذائي العالمي.

كما سبق هذا المؤتمر عقد جلسة استشارية في لبنان مع منظمات المجتمع المدني لاطلاعها على جدول اعمال هذا المؤتمر والاستفادة من آرائها.



أصحاب السعادة

أيها السيدات والسادة

ان برنامج عمل المنظمة في الاقليم جزء لا يتجزأ من الاطار الاستراتيجي للمنظمة وبرنامج عملها متوسط المدى 2014-2017 كما ينضوي تحت اطار النتائج للمنظمة الذي يحدد بدقة النتائج المتوخاة من عمل المنظمة على مستوى كل دولة وعلى مستوى الاقليم، وهو الاطار الذي يعزز عملية التحليل والرصد داخل المنظمة وكذلك المساءلة.

إننا نتطلع إلى توصياتكم وإرشاداتكم وملاحظاتكم التي ستكون المرجعية الأولى لعملية وضع أولويات المنظمة ولتحسين وتصويب برنامج عمل المنظمة في الإقليم.

أشكركم مجددا جزيل الشكر.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات