أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - -في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية- ساطع الحصري















المزيد.....

-في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية- ساطع الحصري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 03:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


غالبا ما" تكون المفاهيم/الأفكار لتي تقدم بشكل حوار أو رد على طرف آخر تحمل صفة العقلانية والتحليل والتفصيل الدقيق، وكأن الموضوع/الفكرة المراد الراد عليها تخضع لعملية هجومية، فإما أن تصمد وتتألق أو تنهار، لا أحد يشكل بقدرات وبعبقرية المفكر ساطع الحصري، فهو شخص يمتلك العديد من المداخل المعرفية، أن كانت في اللغة أو الفكر أو الادارة، ونستطيع القول بأننا أمام ظاهرة فريدة، استطاعت أن تقدم/تفتح الكثير من الأبواب أمامنا.
في هذا الكتاب يفند الكاتب اطروحات "أمين الخولي" القائلة بوجب العمل باللهجات لمحلية العربية، والتي اعتمدت على لتجربة الأوروبية عندما تخلت عن اللغة اللاتينية وأحيت اللهجات/اللغات المحلية، فكانت هناك مجموعة من اللغات التي اثبتت مواكبتها للعصر.
فأول ما أعتمد عليه الخولي في طروحاته "تعدد المذاهب/المدارس الأدبية في الأقطار العربية، فرد عليه "ساطع الحصري" :
"إن "اختلاف المذاهب والأجناس والبيئات" لا يستوجب تعدد الأمم والأدب، لأن كل الأبحاث العلمية تدل دلالة قاطعة على أنه ما من أمة تخلو، ولا من أدب يخلو، من "الاختلاف في المذاهب والأجناس والبيئات" ص12، يوكد "الحصري" بأن التعددية والتنوع والتباين أحد أهم سمات الأمة، "وليس القراءة عند شيخ واحد" وهذه من أهم الأفكار التي فقدناها ونفتقدها حتى هذه اللحظة، مسألة الاختلاف/التباين لا تعني التناقض مع المجود، بل تعني التكامل معه، ودعمه بجوانب/آفاق/رؤية جديدة، يستطيع من خلالها أن يثبت حضوره ومكانته وفاعليته وحيويته أكثر.
ويتقدمنا مفكرنا أكثر من الحقيقة، عندما يفصل لنا طبيعة الواقع الذي عاشه والعرب فيقول: " إن عدم التمييز بين تاريخ الإسلام بوجه عام وتاريخ العرب بوجه خاص، والخلط بين شؤون العالم الإسلامي بوجه عام وشؤون العالم العربي بوجه خاص لهو من "المزالق الفكرية" التي نورط فيها ـ ولا يزال يتورط فيها ـ كثيرون من الكتاب والمفكرين في مختلف الأقطار العربية" ص14، هذه الجملة "ولا يزال يتورط فيها" ما زلنا ندفع ثمنها باهظا، فعملية مزج/خلط الواقع العربي بما هو إسلامي جعل البعض منا يغوص في مستنقع من الطين، وجعله يرتبط مع أفكار وجهات وأمم معادية وحاقده على كل ما هو عربية، من خلال جمع/خلط ما هو إسلامي بأفكارها، فجعلت من هؤلاء القوم أداة تقوم بما يريده الآخرين المعادين لنا، فاستشرى الخراب والموت فينا.
وفي بما يتعلق بالمدارس الأدبية نجده يوضح هذه الظاهرة بقوله: "ولا شك أن معروف الرصافي ـ الذي نشأ على شاطئ دجلة ـ يشبه من وجوه عديده حافظ إبراهيم الذي عاش ونظم في وادي النيل... ويجب أن لا يغرب عن بالنا أن الأخطل الصغير، ومصطفى الغلاييني، وسليم حيدر، وسعيد عقل ينتسبون إلى قطر واحد، على الغم مما بين آثارهم واتجاهاتهم من فروق عظيمة" ص18، فهذا الكلام يؤكد بأن التشابه أو الاختلاف في المدارس الأدبية لا يعني بالضرورة تعدد الأمم، بل على النقيض من ذلك فهذا الأمر متعلق بالأفراد المبدعين، وبالضرورة أن يكونوا متباينين فيما بينهم، وإلا يوقعنا في مستنقع الاتجاه الواحد الذي لا يرى إلا من زاوية واحدة فقط، وهذا يعني اهمال/تجاهل/قتل كل فكرة خارج السرب.
وعن علاقة اللغة بالأمة الخاصة، النقية، الصافية، الخالية من الشوائب والأعراق الدخيلة يقول فيها: " أن وحدة اللغة لا تدل على وحدة الأصل والنسل، وأن اللغات قد تنتقل من أمة إلى أمة، بدون أن يكون بينهما علائق نسلية، وأن الأمم التي اعتدنا أن نعتبرها آرية، لا تشبه بعضها بعضا من حيث الاوصاف البدنية، فالفرضية القائلة بقرابة هذه الأمم من حيث النسل والدم، هي فرضية واهية، غير مستندة على اساسيات علمية" ص26، فهنا يوضح لنا "الحصري" مسألة في غاية الأهمية، علاقة اللغة بالأمم، هل يعني التكلم بلغة واحدة وحدة من يتكلمون بها؟ وهل يعني اختلاف اللغة اختلاف الامم؟ بكل تأكيد الإجابة على السؤال الأول بكلمة "لا"، والدليل على هذا الأمر الانجليز والأمريكان، والإسبان والبرتغال من جهة ودول أميركيا اللاتينية من جهة أخرى، ، أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني، بتأكيد أيضا الاجابة علية بكلمة "لا" فنحن في المنطقة العربية نجد أكثر من للغة دارجة ومستخدمه وحية بيننا، مثل اللغة الكردية في شمال، وللغة الازمازيغية في أفريقيا العربية، والآرامية في سوريا، والأرمنية في لبنان، لكن كل هذه اللغات تؤكد وحدة وتكامل المنطقة، وهنا نشير رغم أهمية للغة في التواصل بين السكان إلا أنها لا تشكل حدا فاصلا بين وحدة الأمة، وتبقى للغة من انتاج الأمة، وليس الأمة من أنتاج اللغة، فاللغة أحد العوامل التي تسهم في تقارب الجموع السكانية مع بعضها البعض، لكنها لا تشكل فارق جوهري في تشكيل الأمة، وهذا الأمر يمكننا أن نؤكده من خلال واقع الحال في ماليزيا وكندا والولايات المتحدة، كأمم ودول حديثة، أما بالنسبة للأمة الهندية فهذا الأمر واضح ومؤكد فيها منذ آلاف السنين، فهو متنوعة اللغات حتى أننا يمكننا أن جد فيها أكثر من مائة لغة، لكن هذا لا يعني عدم وجود أمة واحدة وكاملة، هي الأمة الهندية.
اللغة اللاتينية
يبدأ هذا البحث في الحدث عن تاريخ تشكل اللغة اللاتينية بعد أن استطاعت روما أن تفرض قوتها العسكرية على مناطق شاسعة من العالم، وكيف أن العديد من المناطق الضعيفة حضاريا وثقافيا تأثرت بهذه اللغة، لكنها لم تستطع أن تقتحم مناطق/شعوب أخرى كما هو حال اليونان والبلاد الشام، :"في الشرق لم تستطع اللاتينية أن تتغلب على اليونانية، لأن اللغة المذكورة كانت مقترنة بحضارة أرقى من حضارة الرومان، وبأدب أرفع من الأدب اللاتيني، ولذلك أثرت في اللاتينية أكثر مما تأثرت بها، فحافظت البلاد اليونانية على شخصيتها اللغوية، على الرغم من خضوعها إلى حكم الرمان وسيطرتهم السياسية." ص35، بهذا الكلام يتأكد لنا بأن الهيمنة العسكرية أو السياسية لا تعني بالضرورة هيمنة للغة، بل يمكن أن يحدث العكس.
كما أن لغة الأمة المهيمنة إذا لم تواكب/تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات/حاجات/خصائص السكان وتطور ذاتها وأدواتها ستكون آيله للموت التدريجي، "ولكن هذه اللاتينية الأدبية ـ اللاتينية الكلاسيكية ـ كانت بمثابة لغة ارستوقراطية، لا يمارسها ولا يحسنها إلا النخبة الممتازة من الحكام والأدباء والمنورين، وإنها لم تتغلغل كثيرا بين طبقات العوام، وظل الناس يتكلمون بلهجات لاتينية بسيطة، ..يسمونها بأسماء خاصة، مثل: كلام العوام، اللغة الدارجة، لغة الفلاحين" ص36، بهذا الشكل يتم الابتعاد عن اللغة الرسمية والتقدم من اللهجة/اللغة المحلية، فعدم مواكبة الظروف الجديدة ومتطلبات وحاجات المجتمع يؤدي إلى ابحث/خلق ما هو جديد، وهذا ما تم للأوروبيين بعد أن غاصت اللاتينية في مستنقع النخبة فقط، فكانت في واد والمجتمع في واد آخر، " "فكرة وجوب قراءة الانجيل من قبل جميع الناس" اقترنت بفكرة "ترجمة الانجيل إلى اللغات الدارجة بين الناس، وهذه الفكرة استوجبت ـ على الفور ـ ترجمة الانجيل إلى الألمانية والفرنسية والانجليزية" ص40، بهذا الشكل تم الابتعاد/اضمحلال اللغة اللاتينية والتقدم من اللغات المحلية.
لكن هناك مشكلة لازمت تشكيل اللغات/اللهجات المحلية، وهي كثرتها وتعددها، وسيترتب على ذلك، إذا ما تم فتح الباب لكل لهجة أن تشكل لغة خاصة بها إلى تفتيت للغات أخر، بمعنى يمكن أن يكون هناك فرق في اللهجة ثم للغة بين مدينة ومدينة، أو بين جهة وأخر في نفس المنطقة، من هنا كان لا بد من وضع سقف محدد، معاير محددة تحد من عملية التفتيت والتعدد، "...فيترتب على الثورة ـ والحالة هذه ـ أن تعالج هذه المشكلة معالجة جدية، وذلك بمحاربة اللهجات المحلية، ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين" ص44.
الفرق بين اللغة العربية واللاتينية
كما قلنا كانت اللاتينية لغة لنخب فقط، وكانت العامة بعيدة عنها كثير، لكن في المنطقة العربية، لم تكن اللغة الفصيحة مقتصرة على العامية فقط، فهي متاحة للكن، وذلك من خلال تعلم القرآن الكريم لكن من يريد/يستطيع التعلم، وهذا الأمر جعل اللغة العربية، لغة القرآن لغة متداولة ومعروفه ومفهومة منذ أن كان الإسلام إلى غالية هذه الساعة، "إن الاحكام الدينية استوجبت إنشاء مدارس وكتاتيب كثيرة لتعليم القرآن ـ قراءة وحفظا ـ إلى جميع الاطفال، وهذه المدارس عمت جميع أنحاء البلاد، ولم تنقطع عن العمل، حتى في اسوأ عصور الانحطاط." ص49، من هنا كان القرآن الكريم يعطي ميزة للغة العربية عن بقية اللغات الأخرى، وذلك من خلال ديمومة واستمرارية القراءة فيه منذ أم كان الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وكل محاولة لربط/مماثلة واقع اللغة العربية بالواقع الأوروبي هي محاولة تخريب وتغريب للأمة ليس أكثر، لأن الواقعان مختلفان تماما، ولا يلتقيان بتاتا، فيما يتعلق بموضوع اللغة وللهجات.
الكتاب من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1985



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات
- البداية المتسرعة في مجموعة -خارج الصورة- محمد المقادمة
- العنوان مفتاح المضمون في ديوان -ضجر الذئب- يوسف أبو لوز
- تأثير النت
- التراث الديني والشعبي في رواية -ملاك القرصة الأخيرة- سعيد نو ...
- توضيح حول كتاب -الحرب الأهلية في صدر الإسلام- عمر أبو النصر
- فرح
- تجاوز المألوف في ديوان -أحلام السنونوة- علاء الدين كاتبة
- عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي
- لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد
- نقد النقد في كتاب -ملامح السرد المعاصر- فراس حج محمد
- نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان
- -حوار مع فراس حج محمد- حاوره رائد الحواري
- الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - -في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية- ساطع الحصري