أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات














المزيد.....

المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


المعرفة بالشعر في ديوان
"وسائد حجرية"
مازن دويكات
لست في محل تبرير عدم تناول أي من أعمال الشاعر والمسرحي "مازن دويكات" علما بأنه زميلي ومعلمي، وله فضل لا ينسى، فقد جمعنا ملتقى بلاطة الثقافي لأعوام، ولعل قربنا من بعض حال دون هذا الأمر، أو كثرة المشاريع غير المنجزة، مما جعلني (أتنطنط) هنا وهناك ودون بوصلة واضحة.
كما يقال "أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي" فالشاعر "مازن دويكات" له بصمة خاصة في الشعر، خاصة عندما يلقيه أمام الجمهور، فهو يستخدم طريقة (اللسع الموجع) فيقدم قصائده بصورة ساخرة وتحمل فكرة التساؤل في ذات الوقت، مما يجعل الجمهور ينسجم ويستمتع ويتعلم بما يسمعه من شعر.
في هذا الديوان احتفظ الشاعر بلغته المتألقة، وتخلى عن اسلوبه الساخر، فالموضوع المطروح لا يحتمل السخرية، حيث يتحدث عن مجموعة من الشعراء والكتاب والفنانين والموسيقيين، جلهم من فلسطين، والشعراء في المنطقة العربية أخذوا أيضا مساحة من الديوان، والشعراء العالمين لم يهملهم الشاعر، فحدثنا عن شكسبير وبوشكين وبابو نيرودا وناظم حكمت وطاغور وأرغون ورامبو، وهذا من أهم ميزة في الدوان، التعريف بشعراء وكتاب بأسلوب شعري، بعيد عن النشاء والتعبئة المملة، أعتقد القليلين خاضوا هذه التجربة ونجحوا، ومنهم "مازن دويكات،.
كل الشعراء والأدباء الذي تناولهم الشاعر انتقلوا إلى العالم الآخر، لكن آثارهم حية وفاعلة ومؤثرة إلى غاية اللحظة، فيحدثنا عن فدوى طوقان قائلا عنها:
"من سيعلمنا
أن نمارس طقوس الصعود؟" ص8، كإشارة إلى مذكراتها التي حملت عنوان "رحلة جبلية صعبة" فكان تذكيرنا بهذا الكتاب يتم بومضة دون شرح أو تعليق، مما يؤكد احترام الشاعر لذهن ومستوى وعي القارئ.
وعندما تحدث رعن "حسين البرغوثي" قال عنه:
" يا أيها الولد المشاكس قل
على أي الجوانب من جوانبنا نميل
شدي على جسدي قماط العشب
رشي الميرمية فوق قش المذود" ص10، فكلنا يعلم بأن وصيته "حسين البرغوثي" كانت أن يطاف به بمحيط المنزل قبل أن يذهب به إلى الجبانة، ويذكرنا الشاعر بأحد اعماله الشعرية هو ديوان "سأكون بين اللوز" فيقول:
" سأكون بين اللوز، أجمل ما يكون" ص12،
هذا الشكل من الحديث عن حياة الشاعر واعماله الشعرية واكب كافة الشعراء الذين تحدث عنهم، فيبدأ حديثة عن توفيق زياد بهذا البيت:
" بيدي التي كانت تشد على أيديكم" ص15، كتذكير بقصيدته "أشد على أيديكم" وعندما تحدث علي فودة قال:
"فتخيلي نزفي على ورق الرصيف، تخيلي" ص17، فكان ذكر الرصيف كتعريف بالمجوعة التي ينتمي إليها "علي فودة" والتي سمية "مجموعو الرصيف" نسبة إلى انتمائها إلى جمهور الشارع.
ويحدثنا عن معين بسيسو فيقول فيه:
"ورأيت غزة في حقول الغيم تلتقط الحصى
... ضاق المكان ولي هناك ثلاثة
جسدي وروحي والقصيدة" ص20، كتأكيد على المكان الذي عاش وتكون فيه الشاعر "معين بسيسو".
وعندما تناول إميل حبيبي ذكرنا بأعماله الأدبية فقال عنها:
"لي ما تبقى من "تشاول" حكمة الموتى
...وأرى الخطيئة في سفوح رعاتها
"واخطية" تمشي، وتعبر دونما استئذان
"بنت" الغول حارسة السرايا" ص23، فهذه اعمال "حبيبي" المتشائل واخطية وسرايا بنت الغول.
وقد أبدع الشاعر وتألق عندما حدثنا عن "غسان كنفاني" فقال عنه
"ما عاد لنا عينان
أو آذان تسمع
لكن جداران الخزان
لا بد له أن تقرع" 25، فهذا ربط الحاضر وما يجري فيه مع الحدث الروائي في "رجال في الشمس" التي ما زلنا بحاجة إلى من يقرع الخزان لكي لا نموت.
وذكرنا بأعمال "جبرا إبراهيم جبرا" وعن المكان الذي ولد ونشأ فيه فيقول:
"أبحث عني في طرقات المهد
تلكم بئري الأولى" ص27 فبيت لحم المكان الذي ولد فيه "جبرا" والبئر الأولى أحد أعماله الروائية.
وتألق عندما تحدث عن "ناجي العلي" وربطه بشخصية حنظلة التي لازمته في كافة أعماله الفنية، وبالحاضر/الواقع الفلسطيني بعد أوسلو وما آلت إليه الأوضاع بعد دخول السلطة:
" أماه أيتها الحنون الأرملة
صيحي بمن دفعوا الكلام عن المواضيع
وانحنوا قبل انتهاء المرحلة
ولقد تحقق ما تحقق والنتيجة مهزلة
ما دام لم يعد الشهيد وطفله
ناجي العلي وحنظلة" ص30.
أما عندما تحدث عن "عبد الرحيم محمود فقال فيه:
" في الواد المقدس، راحتي ارتفعت، روحي" كربط مقطع قصيدته "سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى" وأيضا على المكان الذي استشهد فيه.
ويذكرنا "بإبراهيم طوقان" من خلال قصيدة الشهيرة "الثلاثاء الحمراء" التي يتغنى فيها بالشهداء "أحمد جمجوم فؤاد حجازي وعلى الزير" فيوق:
" كم ثلاثاء حمراء مضت" ص32.
أما عندما تحدث عن "عبد الكريم الكرمي" الملقب "حسان فلسطين" وصاحب قصيدة "زيتونة فلسطين" فقال فيه:
" أنا، من أنا زيتونة الشعر العتيق" ص35.
وتحدث عن كلا من الشعراء والكتاب العرب "أمل دنقل، بدر شاكر السياب، جبران خليل جبران، عبد الوهاب البياتي، نزار قباني، عبد الله البردوني، سعد الله ونوس، تسير سبول، مؤنس الرزاز، عرار" ، وهناك مجموعة تراثية من الذين أثروا في الثقافة العربية، إنت كان من خلال الشعر أو الفلسفة "امرؤ القيس، المتنبي، المعري، عنترة، أبو نواس، التوحيدي، الشنفري، النفري، زرياب، عمر الخيام، زرقاء اليمامة، قيس بن الملوح، أبو تمام" بهذه يكون "مازن دويكات" قد ألف لنا موسوعة معرفة شعرية وأدبية عن الأعلام الشعر والأدب الفلسطيني والعربي والعالمي.
هناك علاقة بين تسمية الديوان "وسائد حجرية" وبين مضمونه وما جاء فيه، فكل الأعلام المذكورين هم وسائد نتكئ/نستند/نعتمد عليها، لما تركته من معرفة وأثر وحيوية فينا، لكنهم في ذات الوقت صلب باقون من خلال أعملهم وآثارهم الأدبية والفكرية كما يبقى النقش على الحجر، وبهذا أراد الشاعر أن يربط بقاء واستمرار هؤلاء بثبات ووجود الحجر رغم مرور الزمن عليه.
الديوان من منشورات مركز أوغاريت، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2003.




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البداية المتسرعة في مجموعة -خارج الصورة- محمد المقادمة
- العنوان مفتاح المضمون في ديوان -ضجر الذئب- يوسف أبو لوز
- تأثير النت
- التراث الديني والشعبي في رواية -ملاك القرصة الأخيرة- سعيد نو ...
- توضيح حول كتاب -الحرب الأهلية في صدر الإسلام- عمر أبو النصر
- فرح
- تجاوز المألوف في ديوان -أحلام السنونوة- علاء الدين كاتبة
- عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي
- لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد
- نقد النقد في كتاب -ملامح السرد المعاصر- فراس حج محمد
- نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان
- -حوار مع فراس حج محمد- حاوره رائد الحواري
- الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات