أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي














المزيد.....

عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5140 - 2016 / 4 / 22 - 23:34
المحور: الادب والفن
    


عبث الفعل في ديوان
"مقفى بالرماة"
محمد لافي
عندما يكون النص الشعري خاضع لمعاناة الشاعر، لا بد أن ينعكس ذلك فيما يكتبه من قصائد، ديوان كامل كتبه "محمد لافي" يعبر فيه عما مر ويمر به، فهو كان منتميا لما آمن به، لكن، الزمن، الرفاق، التغيرات، كلها جعلت من ذلك الفعل مجرد عبث، فعل في مهب الريح، لم يترك أي أثر على الأرض، وكأن هناك طوفان ابتلع كل شيء، هذا ما يطرحه الشاعر في ديوان "مقفى بالرماة"
فنجد غالبية الافعال المؤثر كانت في الماضي، واستمر تأثيرها وفاعليتها إلى غالية الآن، الشاعر لا يكفر أو يندم على ما قام به، لكنه يكفر الحاضر، يلوم من أقدموا على الانحراف واصبحوا من الذين تخلوا عن إيمانهم وتبعوا الشهوات.
القصائد بمجملها نارية، وهذا لا يعني أنها صاخبة، خطابية، بل تحرقنا ببرودتها، بطريقة طرحها للمعاناة التي يمر بها الشاعر، باللغة الشعرية التي تجعلنا نعيد التمعن فيها أكثر من مرة، بكل تجرد نحن أمام شاعر بكل ما تحمله الكلمة من منعى، شاعر رافض، لكن ما هو كائن، يعري العصر وبقايا رجال العصر، فالغالبية فقدت رجولتها ولم يعد هناك سوى الذكريات، بقايا أرادة، يحاول الشاعر أن يبقيها حية، تتصارع مع الحاضر، رغم قناعته بحتمية الهزيمة، لكنه يرفض التسليم لها هكذا دون مقاومة، دون خوض الصراع، وبهذا يقدمنا الشاعر من مفهوم خوض المعركة حتى لو كانت خاسرة، المهم أن لا نستسلم، لا نسلم بما هو كائن.
هناك كم كبير من القصائد كتبت إلى اشخاص معينين، مثل قصيدة "إلى غازي لافي، إلى إبراهيم عياد، إلى أنور أبو رجا، إلى يوسف أبو اللوز، إلى مصطفى الحلاج، إلى عمر شبانة، إلى خالد عايد، عبد الوهاب البياتي، إلى محي الأشيقر، إلى أمي، إلى أبي، إلى غالب هلسا" قد يبدو هذه القصائد شخصية، بمعنى لا تهم سوى الشاعر أو من كتب عنه، لكنها في الواقع تمثل تجربة عامة، وكأنه من خلال استحضار هؤلاء يريدنا أن نتماثل معهم ومع عطائهم، وأن لا نستكين، نبقى نقول ـ على الأقل ـ لا، فهي تكفي لكي تجعلنا/هم يكملون الدرب من بعدنا.
هناك كم كبير من المقاطع تتحدث عن عبثية الفعل الماضي، إن كان على مستوى الشخصي، أم على مستوى الآخرين، فكل ما قاموا به أمسى سراب، ذهب مع رياح العصر:
"... ولا أزهرت في يدي الطلقات
أخوك المقاتل حط على حجر في البراري .. ومات" ص27، فهنا كان الفعل من الشاعر ومن المقاتل الآخر بلا تكملة، بلا نتيجة، بلا نصر، بلا تأثير على أرض الواقع، فهو يحدثنا بهذا الأمر لكي نستفيق، نستيقظ، لعل وعسى نتقدم من جديد.
"...لم نتخلص من التنين
لم نكسر المنفى
وعودتنا إلى زمن البنادق أصبحت (تخمين)" ص32، تذكرنا بالبنادق والطلقات يؤكد أرادت الشاعر في فعل المقاومة المسلحة، التي أصبحت من الماضي، ولم تعد تشكل العنصر الأهم في تحرير الأرض والإنسان.
"..كلهم أشعلوا ـ في اندحار مواقعنا ـ كرنفال السقوط
وتمطت على الأفق ـ أني اتجهت ـ مدائن لوط" ص33، بهذه الإهانة يصف لنا الشاعر حالنا، يعري كل من اسهم فيما آلت إليه الأمور، وفي ذات الوقت يصف النا الحاضر وما فيه من كفر وقذارة.
يلخص لنا الشاعر تجربته الرافضة للواقع فيقول لنا في قصيدة "توصية":
"ما اذي في المسير يجدي
وقد فضح الشيب منتصف الأربعين
ولم تعدل الحالة المائلة
أيها الراحلون إلى نجمة الرفض بعدي
أذكروا ولدا خسر البندقية يوما
ولم يربح العائلة" ص39، بهذه الخلاصة لتجربة الشاعر، يدعونا لكي لا نقع فيما وقع فيه، يحذرنا من مغبة تكرار التجربة، تجربة التسليم والمهادنة للواقع، فهو ما زال مؤمن بأن هناك من سيأتي ليكمل المشوار من بعده، "أيها الراحلون إلى نجمة الرفض بعدي" ولهذا ذكر لنا الرافضون الذي سيأتون بعده، فالشاعر يعري الحاضر، ما هو كائن وما كان، ليس لكي نكفر بالعمل، بل ليحذرنا، يجعلنا أكثر خبرة في التعامل مع الواقع، لكي نتجاوز الكمائن والشباك التي نصب لنا.
بعد الحديث عن والواقع الفلسطيني الخاص، ينقلنا الشاعر إلى الحديث عن المحيط العربي، وما تأثيره علينا وعلى المنطقة برمتها:
" والآن أقول للهلوب
بعد ثمان وثلاثين خريفا من خيبات العمر
ورقص القلب على رمضاء
ما هم إذا ضيعت العقل
فكل الأمة من زمن تركض دون حذاء
باحثة عن هذا العقل الضائع في آبار النفط ورمل الصحراء" ص50، إذن الشاعر لا يندب الواقع، بل يحلله لنا، لكي نتقدم إلى الأمام، فمهمته لا تكمن في الندب والتوصيف بقدر التحليل وتشخيص المرض.
وبعد أن استفحل الموت والخراب في الأمة، وأخذ الظلام مكانه، ولم يعد هناك من يقول لا، نجد الشاعر يوجه صرخته لعل وعسى تجد لها صدى في هذا المحيط المغلق:
"من بهذا الليل قد كشف السريرة
من رأى الفرسان تسقط
ثم أعطاهم مع الأعداء ركلته الأخيرة
من..
من.." ص80 بهذه الحمية يدعوا الشاعر إلى عدم الانصياع لما هو كائن، مهما بدا طبيعيا وعاديا، فهو بحاجة إلى من يقرع الجرس، حتى لو لم يوجد من يسمع الطرق.

المرأة وأثرها
في واقع المدينة المكتظة بالناس والكتلة الاسمنتية، والواقع الغريب الذي يعيشه الشاعر، كان لا بد من مهدئات، مسكنات، تخفف من شدة الألم والعزلة التي يمر بها الشاعر، فكانت المرأة هي هذا الشيء الذي يستطيع أن يخارج الشاعر من بؤس الواقع إلى رحابة الحياة،
"لأعيش بقية عمري بسلام
أحتاج امرأة مثل سلاسة هذي الأيام
تحمل في المغرب، ثم تحملني تبعتها:
ولدا ينسب لي في بر الشام" ص85، إذا تتبعنا كافة الألفاظ السابقة نجدها في مجملها عادية، لا تشير إلى لفظ يعطي دلالة قاسية أو صعبة، وهذا يشير إلى ما تتركه الامرأة من أثر على الرجل.
نذكر بأن الديوان من منشورات بيت الشعر، رام الله، فلسطين، الطبعة الثانية 2007.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد
- نقد النقد في كتاب -ملامح السرد المعاصر- فراس حج محمد
- نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان
- -حوار مع فراس حج محمد- حاوره رائد الحواري
- الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي