أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟














المزيد.....

أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 03:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة أن ما يزعج النخبة المعارضة ليس بالتحديد الدمار أو الضحايا التي سقطت نتيجة الثورة أو الحرب التي أدت إليها , الأكيد و دون أي شك أن هذه النخبة كانت مستعدة لترثي الضحايا وتبكيهم لعقود بل و قرون قادمة , طالما بقي ذلك مفيدا و يستقطب جمهورا كافيا .. لكن المشكلة في الثورة السورية بالنسبة للنخبة المعارضة مختلفة , فالثورة كانت في نظر المعارضة السورية فعل جماهيري مؤقت جدا عابر و محدود كان يفترض أن ينتهي بسيطرة تلك المعارضة "ديمقراطيا" على سوريا ثم "حكمها ديمقراطيا" بعد ذلك .. لكن الوضع لم يسر في هذا الاتجاه , هذه هي المشكلة اليوم كما تشغل المعارضة .. و لذلك تحاول النخبة اليوم تفسير ما حدث , تفسير هذا "الانحراف" عن الطريق القويم , و تصحيحه إن أمكن .. الواضح أن سيطرة الجهاديين على الأرض في سوريا الخارجة عن سيطرة النظام لا تقبل القسمة على اثنين , الغريب في الموضوع هو أن المعارضين السوريين العلمانيين لم يكونوا أقل إيمانا و ثقة بتصميم الجماهير السورية السنية المظلومة على مقارعة النظام النصيري الرافضي و إصرارها على مواصلة الثورة "السنية" رغم كل التضحيات ( كلمة سنية أصبحت تستخدم كمرادف لكلمة ديمقراطية في تحليلات المعارضة ) من إسلاميي المعارضة , اكتشف الجميع فجأة سنيتهم , و من لم يكن سنيا تسنن بسرعة و بعضهم اقترب من نطق الشهادتين و بعضهم الآخر تجاوز ذلك إلى تبني كامل للنظرة اللاهوتية الفقهية الأصولية للعالم و العقل و البشرية و التاريخ و لمجتمعاتنا أولا بالطبع , و زاد بشكل غير مسبوق استخدام كبار معارضينا لمصطلحات سنية و شيعية و علوية بنفس المعنى اللاهوتي لهذه الكلمات , و هو على أي حال المعنى الوحيد الممكن لهذه المصطلحات , لكن كل هذا لم يشفع لهؤلاء عند رفاقنا الإسلاميين .. الرفيق سلامة كيلة حاول ذات مرة أن يدس أنفه فيما لا يعنيه , أن يتحدث عن الطائفية و الثورة , فتصدى له ابن صالح من أبناء الثورة الأبرار حاول أن يفهم الرفيق سلامة أنه كأقلوي ( مسيحي ) عليه أن يلتزم الأدب و أن يلزم حدوده عندما يتحدث عن الطائفية و الثورة , أي إما أن يتسنن أو ليصمت , المشكلة هنا هو أن هذا الناشط قد غيب الإسلاميون أخاه و زوجة أخيه , لكن أهلي و إن جاروا علي كرام , و هل أنا إلا من غزية إن غوت غويت ..... و ينسحب هذا حتى على شيخ العلمانيين السوريين الدكتور صادق جلال العظم , الذي لم يرد له رفاقنا الإسلاميين تحيته بمثلها , و اضطر الرجل على سنيته العلمانية أو علمانيته السنية أن يكتفي بجوائز ترضية من الغرب الاستعماري الكافر ... لقد قامت الثورة لتحرير الفضاء العام , لتحرير الإنسان , الإنسان السني يا أخي , لا بأس , لكن نظرة عابرة على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تظهر أن هذا الإنسان السني لم يتحرر و لم يتحرر فضاءه العام في سوريا الخارجة عن سلطة النظام , ليس لهذا الإنسان أية حقوق أمام سلطة أمراء الحرب حتى أصغر مسلح , حياته , كل ما يملكه , جسده , رأسه , كل شيء يخصه , يمكن أن يخسره في لحظة و دون أي مبرر أو سبب ظاهر إلا رغبة من يحمل السلاح أو من يأمره , أي تقريبا نفس الوضع أو المكانة التي كان يتمتع بها في سوريا الأسد .. لا أعرف إلى أي حد قد يكون مثل هذا الواقع صادما للبعض , الذين اعتادوا على استخدام كلمة سني و ديمقراطي كمترادفات لنفس المعنى , و كأن السني , الذي لا أعرف شخصيا ما هو و لا يبدو أن أحدا في هذا العالم يستطيع حتى تعريفه , هو كائن أو فكر أو عقيدة أو حالة ما معندة أو عصية أو مقاومة للاستبداد بشكل بديهي و غريزي , بطبيعتها أو بمنطق الأمور , لقد خلقت كذلك على ما يبدو , بقدر ما تعني كلمة غير سني استبدادي أو عنصري أو كولونيالي الخ ... للأسف لا يبدو أن هذا الفزع على أهل السنة يفيدهم كثيرا , إنه بشكل من الأشكال : يخنقهم .. و تكتمل الكوميديا الكالحة السوداء بكلام نخبنا المعارضة , علمانية و إسلامية , عن الغرب الكافر أو الاستعماري ... لا شك أن هذه النخب كانت تعرف جيدا أن هذا الغرب الكافر أو الاستعماري الاستشراقي الكولونيالي لن يتحرك لينقذ الثورة السورية من بطش النظام و أنها عندما كانت تنصح الجماهير بالخروج في مظاهرات للمطالبة بالتدخل الخارجي و أنها في كل نداءاتها المطالبة بتدخل نفس هذا المجتمع الدولي كانت تريد فقط أن تفضح هذا العالم المتآمر و أن تفضح استعماريته و نفاقه .. للأسف يبدو أنه كان من الأفضل يومها , و أنت تعلمون كل ما تكتبونه اليوم عن هذا الغرب الكافر الصليبي أو الاستعماري الكولونيالي المنافق أن تخبروا الجماهير السورية أن الوعود بمثل ذلك التدخل و أن كل تلك النداءات كانت فقط بغرض فضح هذا الغرب ليس إلا و أن تتركوا الجماهير تقلع شوكها بأيديها , كما جرى فعليا على أي حال , ربما كان من الممكن أن تستنبط وسائل أو أساليب أكثر نجاعة لمواجهة النظام و قواه و حلفائه تتناسب مع توازن القوى الفعلي و ليس الموهوم أو المزعوم .. و كان شيوخنا الأجلاء , شيوخنا الحقيقيين هذه المرة و ليس نسخة التقليد العلمانية , سيساعدون هذه الجماهير السنية أكثر بكثير لو أنهم قالوا لها أن احتمال أن تهب ملائكة إلههم لنجدة الجماهير السنية الثائرة على النظام النصيري الكافر و حلفائه من الروافض تبلغ 90 % أو 99 % مثلا و أن هناك احتمال و لو ضعيف لأن تتجاهل السماء نداءاتهم و عويلهم و طلباتهم المستمرة بالعون و المدد و أن تتركهم لقمة سائغة لجزارهم .. كلمة أخيرة لشيوخنا الأجلاء , أيها السادة , بعد يا الله ما إلنا غيرك , ما ممكن يكون فيه أي كلام عن المجتمع الدولي و أوباما و ميركل و البلم و صواريخ م - ط الخ , بعد يا الله ما لنا غيرك لا يبقى إلا الكفر بهذا الرب , ثم أي كلام يصبح ممكنا بعد ذلك ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المص ...
- حكاية ثورة
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟