أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المصرية , و البديل التحرري















المزيد.....

حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المصرية , و البديل التحرري


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 18:23
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


أقل ما يمكن أن يقال عن محاولة الرفيق سامح نجيب منح صفة شهداء الثورة المصرية لشهداء مجزرتي رابعة و النهضة هو أنها غريبة بعض الشيء , فالشهداء أنفسهم لم يطلبوا مثل هذا التتويج , كانت تهمهم شهادة أخرى , لا يمكنهم الحصول عليها إلا من مرجعية أخرى , و في سبيل قضية مختلفة تماما , كما أن منح لقب شهيد يدل على امتلاك الشخص أو الجهة التي تمنح هذا اللقب لسلطة ما , شهداء الوطن تحددهم الدولة عادة أو قيادات الجيوش , أما رجل الدين فهو من يمنح لقب شهيد باسم السماء أو المقدس الذي يعني عادة الخلود في الجنة إلى جانب مزايا أخرى كعدد معين من الحوريات الخ .. لا شك في أن من سقط في رابعة و النهضة قد سقط على يد نظام إرهابي مجرم .. لكن ليست هذه هي كل القصة .. إن المقارنة بين التحرير و رابعة و النهضة غير صحيحة , رغم أن المجرم أو الجلاد واحد تقريبا في الحالتين .. كان التحرير مكانا لثورة من أجل حرية حقيقية للجميع , بينما كانت رابعة محاولة لاستعادة سلطة ضاعت , سلطة لا يمكن وصفها بالديمقراطية بأي حال من الأحوال , لا بالمعنى الديمقراطي البرجوازي و لا بالمعنى الديمقراطي الشعبي .. اعتقد الإخوان في رابعة , قياداتهم تحديدا , أن نفس الأسباب أو الظروف التي سهلت وصولهم إلى السلطة و أجبرت المجلس العسكري على إعلان مرسي رئيسا و على نقل السلطة إليه ثم مكنته من إقالة طنطاوي و عنان ستبقى هي المؤثر الأول على مجريات الأحداث , كان أهم تلك العوامل هي ضغط الإدارة الأمريكية على قيادة المؤسسة العسكرية المصرية .. اعتقد الإخوان بعد تسلم مرسي الرئاسة أنه كان من الممكن تحييد الجيش و الداخلية أو على الأقل اقتسام السلطة معهما و أن العقبة الأخيرة في وجه تثبيت أقدامهم في السلطة كانت ناشطي ثورة يناير , و لأنهم لم يكونوا يثقوا في أجهزة القمع الحالية التي شكلها و دربها نظام مبارك بادروا إلى تشكيل أجهزتهم الخاصة لقمع الناشطين و إرهابهم و إرهاب الناس في الشارع , أجهزتهم القمعية البديلة التي استخدموها في الاتحادية و غيرها , بما في ذلك في رابعة و النهضة فيما بعد .. لكن رهان قيادات الإخوان كان خاطئا , لقد أخطاوا أولا قراءة موقف الطبقة الحاكمة البيروقراطية - الأمنية - العسكرية في تراجعاتها المستمرة أمامهم و أمام الضغط الشعبي و الأمريكي .. لقد اعتقدوا أن هذه الطبقة قد سلمت بهزيمتها في فبراير ثم في انتخابات الرئاسة , لكن الواقع أن هذه الطبقة كانت تنتظر الفرصة المناسبة التي جاءت في 30 يونيو لتنقض على خصومها جميعا , من الإخوان إلى الثوار و لتحاول بضربة واحدة القضاء على كل أشكال الحراك الذي أنتج ثورة يناير و رافقها , لتعيد المارد إلى القمقم من جديد .. قدر قادة الإخوان بشكل خاطئ أيضا قدرة الإدارة الأمريكية على ممارسة الضغط و التأثير على قيادة الجيش التي تجاهلت احتجاجت إدارة أوباما على انقلاب 3 يوليو و ما تلاه من قمع .. لكن الأهم من هذا هو أن الإخوان كانوا قد خسروا بسرعة رصيدهم الشعبي و تعاطف الطبقات الشعبية أولا بسبب مناوراتهم و ترددهم و غزلهم الدائم مع السلطة ثم بسبب سياساتهم اللا شعبية و ممارساتهم القمعية التي لم تختلف عن نظام مبارك , بدأ هذا الانهيار في فبراير 2011 لكنه تسارع خاصة في سنة حكم مرسي رغم استخدام الإخوان لكل أشكال الديماغوجية السياسية و الدينية و رغم تحشيدهم لكل طاقاتهم و إمكانياتهم الهائلة المادية و الإعلامية الخ , و كان خطأهم الأخير هو تقليلهم من قدرة و تصميم ناشطي يناير على مواجهة جحافلهم في الشوارع و الميادين .. لقد كان الرفض الشعبي لممارسات الإخوان كبيرا و لعب دورا مهما في خروج السلطة من أيديهم .. لم يتغير الإخوان عمليا بعد رابعة , لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الاعتذار للشهداء الذين سقطوا على يد الشرطة ( التي أصبحت تقمعهم اليوم ) بأوامر أو بتغطية مباشرة من مرسي و لا عن اعتداءاتهم ضد ناشطي الثورة أو قراراتهم و ممارساتهم القمعية طوال فترة حكم مرسي .. ما تغير هو أنهم أصبحوا مدركين اليوم لضرورة أن يحسنوا صورتهم من جديد أمام الشعب و أن يحاولوا استعادة شعبيتهم غالبا عن طريق دماء شبابهم دون أي تغيير جدي في خطابهم الفكري - السياسي الذي انكشفت حقيقته أثناء فترة حكمهم ثم انكشفت محدوديته في يونيو - يوليو 2013 .. ليست مشكلة الأناركيين مع الرفاق التروتسكيين هي حول عبادة شخص تروتسكي أو حول مجزرة كرونشتادت ( رغم خطورة ما يعنيه أن تكون قادرا على تبرير مجزرة ضد عمال و بحارة طالبوا بأن يكونوا سادة مصيرهم , و إمكانية أن تكرر ذلك , سواء أن تكرر تبريرك لمثل هذا الفعل أو أن تكرره شخصيا إن قدرت الظروف ) , بل هي أساسا حول نقطة مختلفة تماما .. للأسف أنه و منذ وقت مبكر جدا بعد فبراير 2011 كرس التروتسكيون المصريون جزاء مهما من دعايتهم ضد فكرة التسيير الذاتي للجماهير , ضد فكرة المؤسسات القاعدية الأفقية , اللا مركزية و اللا هرمية , لصالح فكرة مؤسسة هرمية مركزية , تلعب دور "قائد الثورة" , يجب على الجماهير أن تسير وراءها .. كان الرفاق التروتسكيون يعتقدون أنهم بذلك يوجهون ضربة قاصمة للأناركية , لكنهم كانوا في الواقع يزيدون من تعقيد ظروف ولادة بديل تحرري حقيقي في سياق الثورة المصرية .. اليوم و المصريون يواجهون وجها لوجه قدس أقداس السلطة , أقوى مؤسساتها , و حصنها الأخير , حيث تتجسد كل قيم السلطة و مقدساتها بأفظع صورها و أكثرها ميكانيكية و لا إنسانية : السمع و الطاعة و الانضباط الأعمى و عصمة القائد و أولوية تنفيذ الأوامر بما في ذلك أوامر القتل , أي مؤسسة الجيش , نجد أنفسنا أمام المواقف التالية للقوى و التيارات المعارضة : أولا ضرورة الحفاظ على جهاز القمع الرئيسي في المجتمع , أي الجيش و الشرطة , مع تغيير قياداتها و دمجها في نظام "يحترم حقوق من يحكمهم" بشكل أفضل مما هو عليه الحال اليوم ( الليبراليون و الطبقة الوسطى ) , أو تغيير هذه المؤسسة بالكامل و استبدالها بجهاز قمع جديد يتبع لها مباشرة ( الإخوان ) , و هناك من يرى ( بغض النظر عن التسميات و الأوصاف الإيديولوجية القاصرة ) ضرورة التخلص نهائيا من جهاز القمع هذا و كل جهاز قمع و كل حالة قمع لصالح أشكال قاعدية أفقية لا مركزية و لا هرمية , و لا قمعية , من التسيير الذاتي للجماهير , تقوم على الديمقراطية المباشرة .. مرة أخرى بغض النظر عن التسميات , فإنه من شبه الواضح أن الرفاق التروتسكيين المصريين لا يؤيدون الخيار الأخير , الخيار التحرري حقا , البديل التحرري حقا , عن نظام السيسي ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية ثورة
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المصرية , و البديل التحرري