أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - حكاية ثورة














المزيد.....

حكاية ثورة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 01:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في 1917 ثار عمال و جنود و فلاحو روسيا , ليطيحوا بآخر القياصرة و يسقطوا أحد أقدم الأنظمة الاستبدادية في التاريخ .. كانت الأهوال و الموت الذي سببته الحرب العالمية الأولى نتيجة غباء و استهتار القيصر و جنرالاته و حاشيته بأرواح جنودهم و "مواطنيهم" قد دفعت هؤلاء إلى النضال بلا هوادة ليحرروا أنفسهم من مستعبديهم و يصنعوا عالما لا يكدحون فيه و يموتون من أجل غيرهم .. سرعان ما وصل البلاشفة إلى السلطة , كان قادتهم قد وعدوا الروس العاديين بروسيا مختلفة , حرة , روسيا لعمالها و فلاحيها , الخ .. لكن لم يمر عام على "الثورة" حتى كانت كل الأحزاب السياسية قد منعت في روسيا "الجديدة" .. و حظرت أيضا الصحف التي تنتقد السلطة أو لا تخضع لها أو تمجدها ... كان من بين الأوامر الأولى التي أصدرها قادة روسيا الجدد تشكيل شرطتهم السرية : التشيكا , و سرعان ما أصبح لهذه الشرطة سلطات تتجاوز ما كان للشرطة السرية القيصرية .. و بعد فترة ليست بالطويلة أعيد بناء الجيش الجديد , "الثوري" , وفق نفس نظام الجيش القيصري بل وفق نظام أشد صرامة : بدلا من الانخراط الطوعي عاد التجنيد الإجباري , و بعد أن كان الجنود ينتخبون ضباطهم و يناقشون و يقرون التكتيكات القتالية في مجالسهم عاد الانضباط الحديدي و الطاعة العمياء للقادة تحت طائلة أشد عقاب ممكن , لم يكن ستالين يخالف الحقيقة عندما قال أن التقدم إلى الأمام , نحو العدو , أسهل في الجيش السوفيتي من الانسحاب إلى الوراء .. عاما بعد عام أصبح الاحتفال "بذكرى الثورة" حكرا على الحزب الحاكم , فقط , في طقوس ميكانيكية يكتفي فيها الناس بمقاطعة خطابات سادتهم الجدد بالتصفيق الحار و هم يهتفون بحياة الثورة و الزعيم .... و أعاد مؤرخو السلطة كتابة تاريخ الثورة مرارا , أولا "لإثبات" أن الثورة كانت من صنع الحزب الحاكم , ثم لاستبعاد أسماء القادة الذين هزموا في الصراع على السلطة و تصويرهم كخونة أو معادين للثورة منذ البداية .. شيئا فشيئا اصبح الشبه هائلا بين روسيا الجديدة و روسيا القيصرية, بل تفوقت روسيا الجديدة على سابقتها في هيمنة الصمت و الخوف و الموت .. شيئا فشيئا أنست ممارسات التشيكا الروس الأورخانا ( البوليس السري القيصري ) , و تدريجيا نسيت الأجيال الجديدة من الروس استبداد النظام القيصري و أصبح جلادين ساديين مثل إيفان الرهيب و بطرس الأكبر حمائم سلام مقارنة ببيريا و ستالين و مولوتوف .. في شباط 1917 غير أهالي سانت بطرسبورغ الذين أسقطوا الحكم القيصري اسم مدينتهم إلى بتروغراد , ثم سماها ستالين بلينينغراد في وقت لاحق , لكن بعد سبعين سنة على الثورة , بعد أن تهاوى النظام تحت وطأة أزماته الخاصة , أعيدت تسمية المدينة بسانت بطرسبورغ .. السلطات نفسها التي تنتمي إلى البيروقراطية الحاكمة منذ 1917 و بعد أن تأكدت من أن البلشفية لم تعد فعالة لإقناع الجماهير بالصمت و الاستمرار في العمل لصالح السادة , قررت أن "تنقلب" على نفسها , بدلا من الشيوعية أصبح يلتسين و شيفاردنادزه و إسلام كريموف و حيدر علييف يتحدثون عن الوطنية , و أحيانا عن "الحرية" التي عنوا بها تحديدا "خصخصة" الاقتصاد و "تحريره" .. هذه المرة أيضا كان الخراب عاما , هائلا , سرق هؤلاء بلادهم و مواطنيهم , هكذا مارسوا "وطنيتهم" الجديدة , انتقلت السلطة الفعلية من أجهزة القمع و يد الجنرالات و كبار موظفي المجمع الصناعي الحكومي إلى مافيات متعددة متناحرة داخل و خارج أجهزة الدولة البيروقراطية , لدرجة أن الكثيرين من الطبقات المسحوقة عادوا لتذكر ستالين و أيامه بالخير , صحيح أن الصمت كان إجباريا , أن الأفواه كانت مغلقة لكنها كانت تجد ما تمضغه على الأقل .. هكذا جاء بوتين , من داخل الكي جي بي وريثة التشيكا , من داخل نفس البيروقراطية الحاكمة منذ 1917 , بوعوده بروسيا عظيمة , و بأفواه مغلقة لكنها تجد ما تأكله , كقيصر جديد , قيصر تلو قيصر .....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - حكاية ثورة