أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلوس العراقي - أعوذ بالشيطان الرجيم من الله الرحيم















المزيد.....

أعوذ بالشيطان الرجيم من الله الرحيم


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تتأمل في شخصية الزعماء والرؤساء والملوك العرب، وحين تسمع الى كلماتهم وخطبهم (الرعناء) سوف لن تفوتك الفرصة لسماع كلمة أو مفردة "الله" وهي تتردد بين سطرٍ وآخر أوبين فقرة وأخرى، وإن لم يذكرها الرئيس الخطيب في متنِ مقاله، فلا يمكنه أن لا يفتتح بها وبالبسملة خطابه وينهيه بها. وكأن بالزعماء العرب رجال يحكمون باسم الله، أو أنهم يودون أن يُظهروا أنفسهم بأنهم مؤمنين بالله وبقرآنه، حتى وإن لم يكونوا فعليًا وواقعيًا كذلك في حياتهم اليومية والشخصية... وهذا لا يمكن أن يختلف عليه اثنان في تسميته بالنفاق.
فمن خطاباتهم وأحاديثهم ومفردات خطابهم يظهر زيفهم. وأعتقد أن الأمر واضح لمن له عقل ومنطق.. لكن يبدو أن الشعوب العربية قد تعوّدت على زعماء ورؤساء من الضروري أن يُعلنوا ايمانهم شفهيا أما الاعلام في أي مناسبة كانت.
وهل يمكن أن يتم افتتاح مشروع (مهما كان جنس المشروع ونوعه) أن لا يتقدم كافة فقرات حفل الافتتاح قراءة من القرآن ؟
أما إذا كانت الكلمة أو الخطاب موجهّا الى الجماهير العربية المؤمنة (كثيرًا) بالله وبقيادتها المقاومة المؤمنة، إذا كانت المناسبة عيدا للأضحى أو الفطر أو عاشوراء او أي ذكرى أخرى دينية أو وطنية أو حتى لو كانت عيد ميلاد الخميني أو أحمدي نجاد أو حسن نصرالله أو ما شابههم من قادة الجهاد الاسلامي والعربي في الشرق الاوسط فمن المستحيل عدم تكرار مفردة "الله" و "العدوأو الكيان الصهيوني الغاشم" لعشرات المرات، وكأن موضوع ايمانهم بالله يرتبط بشكل من الأشكال بالتعبير عن العداء والكراهية لليهود، ولا يكتمل إذن ايمانهم إذا لم يتم ربطه بالعنف والكراهية.
وكلما كرّر الخطيب آياتٍ من القرآن أو آيات من تأليف الخطيب تعبيرًا عن عدائه وحقده ومسباته لليهود، ووعيده بأنه سيدّمر اسرائيل ويحرق اليهود ويزلزل الأرض من تحتهم أو ليرميهم في البحر، ستسمع حتمًا أصوات الجماهير المكتظة والمصغية صارخة : الله أكبر الله أكبر.
لا أعتقد انني أبالغ في شيء في هذا. لأن الأمر واضح ، وما هو أكثر وضوحًا من هذا الأمر الواضح هو : أن العرب لا يعرفون شيئًا آخر ولا يأملون غيره في حياتهم اليوم ولما سيكون عليه أمرهم في الغد غير هذين الهدفين :
(الله أكبر والكراهية لليهود ولدولة اليهود).
انه من الأمور الغريبة (على الأقل لمن له عقل ويفكر بمنطق) حقًا أن ترتبط عبارة "الله أكبر" لدى العرب والمسلمين (في غالبيتهم وليس في أجمعهم) بالشر وبالكراهية والأحقاد والعداء والدماء والدعوة للقتل وسفك الدماء، ومن بعدها يصفونه بأنه الرحمن الرحيم !!! فأي رحمن وأيّ رحيمٍ هذا الاله الذي يدّعونه ؟
إن الأمر لن يعود غريبًا إذا قلنا من دون خشية في تسرعٍ أو استنتاج أو في تجنٍ على أحد، أن ما يسمّونه بالأكبر في صلواتهم هو "الشيطان" في أعماله وفي أعمالهم وفي ما يدعون اليه للقتل والذبح والحرق وكل أنواع الشرور، وكأنّ بصراخ المنافقين يتم فهمه من قبل يفكر بمنطقٍ ومن يعقل ويميز بين ما يُقال وبين واقع حال الخطباء الأشرار الصارخين "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" كأنه يتحول الى :
(أعوذ بالشيطان الرجيم من الله الرحيم).
لنعود الى موضوع الرؤساء والملوك ورجال الدين العرب والمسلمين (المؤمنين صوتيًا واعلاميًا) والمنافقين في الحقيقة (ولا نستثني منهم القادة والكتاب من اليساريين والشيوعيين العرب في خطاباتهم إن كانوا فلسطينيين أو عراقيين أو غيرهم ) الذين لا تزول أبدًا مفردة "الله" وآيات القرآن من ألسنتهم (من ألسنتهم فقط) أو مفردات مقتطفة من أقوال علي أو الخميني أو غيره من الأئمة، ونقارنها بمدى شفافية وصراحة الزعماء غير العرب والمسلمين في العالم في مسألة الله ومسألة ايمانهم وتدينهم، لاكتشفنا مدى النفاق والكذب الذي يتحلى به عموم الزعماء والمسؤولين العرب والمسلمين، ومثالنا في المقارنة اليوم امرأة يهودية اسرائيلية شغلت منصب رئيسة وزراء اسرائيل، الراحلة (الاشتراكية) كولدا مائير التي تعبّر عن هذا الموضوع بكلّ جرأة.
على سؤالٍ تمّ توجيهه اليها إذا كانت متديّنة أم لا تجيب السيدة مائير:
لا ، اوه، لا لا ، لم أكن متدينة بتاتًا. ولا حتى حين كنت فتاة صغيرة.
وكل مواقفي لا تنبع من ذلك، بل من ثقتي الفطرية بالبشر (الجنس البشري ) ومن حبّي الصميم والعنيد للانسانية.
أهلي كانوا تقليديين ولم يكونوا متدينين، عدا جدي المسنّ.
في أميريكا (حيث هاجرتْ اليها من كييف ـ اوكرايينا بعمر 6 سنوات تقريبًا) كنا نتحدث بالعبرية فيما بيننا، نحتفل بأعيادنا بانتظام، لكن لم نكن نذهب الى الهيكل (المقصود :السيناغوغ)، إلا نادرًا. أنا كنت أذهب فقط لمرافقة أمي في عيد رأس السنة العبرية لأجد وأضمن لها مكانًا لتجلس.
وأذكرالمرة الوحيدة لي حضرت فيها الصلوات في السيناغوغ، كانت في موسكو.
أتعلمين (توجه كلامها للصحافية الايطالية اوريانا فللاتشي) لو أنني بقيت في روسيا كان بالامكان أن أصبح متدينة. ربما.
لماذا؟
لأنه في روسيا، كان السيناغوغ هو المكان الوحيد الذي كان يستطيع فيه اليهود التعبير عن أنفسهم. ففي عام 1948 عندما تم ارسالي الى موسكو من قبل حكومتي (كانت أول سفير لاسرائيل في الاتحادالسوفيتي ـ في عهد ستالين)، أسمعي ماذا فعلت. قبل مغادرة اسرائيل، جمعت كلّ الأفراد الذين سيأتون للعمل معي في موسكو وقلت لهم: "اجلبوا معكم كلّ كتب الصلوات، شال الصلاة، قبعة الرأس، وكلّ شيء ذي علاقة. لأنني واثقة بأننا سنلتقي باليهود فقط في السيناغوغ". وسيحصل هذا بعدها تمامًا هكذا.
في أول يوم سبتٍ ذهبت بشكلٍ طبيعي وماكان يعرف أحد بأنني سأذهب الى السيناغوغ فوجدت هناك يهودًا أكثر بقليل من 200 شخص. بينما في عيد رأس السنة العبرية وفي عيد يوم الغفران يذهبون بالآلاف.
(في عيد يوم الغفران) بقيتُ في السيناغوغ منذ الصباح الى المساء، وفي لحظة ترتيل الرابي للفقرة الأخيرة من صلاة الغفران التي تقول كلماتها: "العام القادم في أورشليم" ، بدى أن كل السيناغوغ كان يرتعش، وأنا كامرأة عاطفية، صلّيت (ورجوت)، بصورة حقيقية.
تفهمين ذلك ! انه لن يكون كذلك لو كنت في بوينس آيريس أو نيويورك وترددين "العام القادم في اورشليم". لأنه في بوينس ايريس او نيويورك بالامكان أن تحجزي تذكرة سفر في طيارة وتذهبين الى اورشليم !
بينما هناك في موسكو كان للعبارة معنى خاصًا أو مختلفًا. فصلّيتُ : "يا رب، تمّم ذلك واجعله أن يحدث، إن لم يكن في العام القادم فليكن خلال بعض من السنين". هل الله موجود وقد استمع لي ؟ ان ذلك مايحدث فعلا.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيمة انساننا وقيمة انسانهم: لماذا لن يكون سلام في الشرق الأو ...
- اليهود: في كل شيء لهم الأسبقية
- في العبرية: أرقى قيمة للمرأة
- بين المسجد الأقصى الأموي والمسجد الأقصى القرآني
- من الخرافات الاسلامية : قدسية اورشليم القدس
- المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم
- هزيمة ستالينغراد تكشف سرّا: الماعز أكل قضيب هتلر
- من انتاج المُنكر والنبيذ الى انتاج المعرفة
- السنة الختانيّة: من يمكنه فصل المسيحية عن اليهودية ؟
- أيام زمان: زواج الأرملة من شقيق زوجها
- صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين
- الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل
- البوسة الآرامية في الشرق : هل هي الأقدم لغويًا ؟
- البوسة الفارسية تتغلب على القبلة العربية
- من الرّجم الى الترجوم والترجمة
- كيف أصبح طبق الرزّ الأحمر اليهودي اسبانيًا
- صدّقيني إنه ضعف النظر


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلوس العراقي - أعوذ بالشيطان الرجيم من الله الرحيم