أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حينما تتحول المذاهب إلى قوميات














المزيد.....

حينما تتحول المذاهب إلى قوميات


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
جعفر المظفر
مرض الإصطفافات السياسية المعومة او التسطيحية الذي ينتهي بالنتيجة إلى إنحيازات أحادية الجانب وصل إلى المثقفين السياسيين أنفسهم الذين يفترض بهم أن يلعبوا دورا اساسيا لتوعية الناس بتناقضات ما تحت السطح تلك التي تلعب الدور الرئيسي في تركيب المشهد العام, وهو مشهد لا يكشف عن حقيقة مكوناته وإنما عن الجزيئة التي يدفع بها الإعلام المسيس لكي تظهر على هيئة الكل الذي يريد.
في المشهد السياسي الإقليمي هناك قوى مركزية متصارعة, وتلك حقيقة ليست جديدة بالمرة, لأن الصراعات الإستراتيجية عبر التاريخ لم تتوقف بل تغيرت مرحليا اساليبها وطرق التعبير عنها. المؤثر ان القوى التقدمية والوطنية قد خسرت مواقعها لصالح التيارات ذات التوجه الإسلاموي بهوياته المذهبية المعروفة, والمؤثر أكثر أن البقية الشاحبة من تلك القوى الوطنية قد إتجهت للتموضع مع تلك التيارات حتى تكاد تحس بأن مداخلها لهويتها التقدمية والوطنية صارت مداخلا إسلاموية طائفية.
ما يهمني في هذه المداخلة ليس تعرية الإطروحات السياسية الطائفية المختلفة, فهذا شأن بات يدركه الجميع, وإنما الذي يهمني هو التنبيه إلى الأخطاء والمنزلقات والإنحرافات التي يرتكبها البعض من المثقفين, ولا اقول مدعوها, وهم ينحازون بشكل واضح إلى الإطروحات الطائفية رغم إدعائهم أنهم أعداءها.
فالشيعي (التقدمي) تراه يعلن رفضه الصارم للطائفية ولكن السنية منها, أما السني(التقدمي) فيعلن رفضه للطائفية, ولكن الشيعية منها, فترى الأول إيراني الهوى وهو يتصيد أخطاء (إسلاميو الثورة السورية) ضد الدكتاتور بشار الأسد مثلا, مثلما ترى الثاني سعودي الهوى ومؤيدا جسورا لعاصفة الحزم وهو يتصيد أخطاء (الإسلامويين الحوثيين) دون أن يسأل نفسه عن أس الصراع وخلفياته حتى يجد له مساحة وطنية متميزة بين المتصارعين, حتى وإن توجب إنحيازه لطرف دون آخر, حتى تكاد تشعر أن وطنية المثقف وتقدميته لم تعد سوى رتوشا من الماضي., وإن طائفيته ما كانت قد غادرته حين حين كان وطنيا جسورا, بل لعلها في حقيقة الأمر كانت تحولت إلى عاهة نائمة تنتظر الظرف التي تعلن فيه عن نفسها حتى وإن هي أظهرت حينها ميلا للتبرقع بوشاح وطني مهلهل.
وفي معمعة هذا الضياع الثقافي الوطني والتقدمي يضيع البحث الرصين والواعي والمخلص عن الهموم الشعبية الحقيقية التي تتحرك ما تحت المشهد مباشرة والتي لم يسمح لها المهيمنون على القرار السياسي المرحلي الإقليمي بمختلف إتجاهاتهم للظهور على حقيقتها.
إن قدرة الإلتزام بالخطاب الوطني والتقدمي الواضح والمتماسك قد تراجعت بحيث صار ممكنا ان تنشأ متغيرات جوهرية على المفردات السياسية والتعريفات الأساسية, فالصراع الطائفي الذي كان إختص به الطائفيون من القوم لم يعد حكرا عليهم بل تراه إمتد ليشمل غيرهم من أولئك الذين لا يزالون يعلنون عن تمسكهم بأفكارهي بطبيعتها السياسية والأخلاقية نقيضة للطائفية نفسها حتى بتنا على ابواب أن يتحول الصراع المذهبي نفسه إلى صراع قومي ولا يبقى عند حدود كونه صراعا مذهبيا ضمن قومية واحدة. وإذا ما إستمر الصراع السياسي يتغذى بمفاعيله الطائفية لن يكون صعبا بعد فترة من الزمن أن ينتهي الخطاب الطائفي لأن يكون خطابا قوميا بعد أن كان عابرا للقوميات ولكي نكون بالتالي امام تكوينات إجتماعية خارجة على قوانين الطبيعة وليس على قوانين السياسة لوحدها.
ترى هل سيأتي اليوم الذي نقرأ فيه عن وجود حزب شيوعي شيعي وآخر بعثي سني وآخروطني ديمقراطي مسلم وأمامه حزب ليبرالي مسيحي ..
لِمَ لا ؟ ألم تتحول الطوائف عندنا إلى شعوب وتتحول الأديان والمذاهب إلى قوميات !.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حينما تتحول المذاهب إلى قوميات