أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى ......















المزيد.....

دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى ......


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب منتقدي الاتحاد السوفيتي من اليسار يشخصونه على أنه نظام رأسمالية دولة و ليس نظاما اشتراكيا , و كان هؤلاء اليساريون هم أول من أطلق صفة شمولي أو توليتاري على الاتحاد السوفيتي في وقت مبكر من عشرينيات القرن الماضي ... و انتقد كثير من اليساريين المعادين للستالينية الاتحاد السوفيتي أيضا على أنه دولة بوليسية , ألف جورج أورويل كتابيه الأشهر , 1984 و مزرعة الحيوانات أساسا ليعري آليات عمل السلطة الجديدة و أساليب هيمنتها على المجتمع .. و كان التشيكا , البوليس السري البلشفي و الذي سيتطور فيما بعد إلى الكي جي بي , في مركز تلك الدولة البوليسية .. و دار نقاش واسع بين هؤلاء عن مركز النظام السوفيتي بالفعل : قيادة الحزب , قيادة المجمع الصناعي , قيادة الجيش أم التشيكا ؟ عدا عن أنه من الممكن أن تكون بنية النظام و مركزه قد تغيرا بالفعل مع "تطوره" من مرحلة لأخرى : اللينينية فالستالينية بمراحلها المختلفة ثم البريجنيفية و الغورباتشيفية انتهاءا بالبوتينية .. رغم أن لينين كان هو من أسس التشيكا بعد وقت قصير فقط من الثورة لكن السلطة الفعلية بقيت بيده شخصيا و لم تكن التشيكا أكثر من أداة تنفيذية فعالة , جدا , لتثبيت تلك السلطة .. و في الصراع التالي على خلافته لعبت الأجهزة الحزبية و الحكومية و بدرجة أقل الأمنية دورا حاسما في انتصار ستالين على خصومه داخل الماكينة البيروقراطية الحزبية - الدولتية , لكن أهمية التشيكا و الأجهزة الأمنية التي حلت محلها كانت تتزايد مع حملات التطهير الواسعة التي شنها ستالين ضد كل "خصومه" الفعليين و المفترضين , التي شملت عمليا معارضيه و منافسيه خارج و داخل الأجهزة الحزبية و العسكرية و الحكومية , حتى الأمنية .. رغم محاولة خروتشوف الانقلاب على سلطة التشيكا ممثلة ببيريا لكن القيادة السوفيتية كانت تدرك جيدا أهمية أجهزة القمع لاستمرار حكمها , و لعب ضباط الكي جي بي دورا رئيسيا في "تصحيح" الشطط الخروتشوفي و في تقسيم السلطة التالي قبل أن يصل أندروبوف و بعده بوتين إلى رأس هرم السلطة .. بعض التحليلات تذهب أبعد من ذلك فتعتبر التشيكا و منتجاتها التالية أكثر من مجرد "دولة داخل الدولة" , يقول عبد الرحمن أفتورخانوف أن هذا يعني وجود "دولة ما" طبيعية تسيطر عليها قوة "فوق طبيعية" هي التشيكا , برأي أفتورخانوف التشيكا هي القوة الوحيدة الموجودة فعليا , هي إيديولوجيا و نهج النظام , إنها الحزب و الدولة , ليست فقط في القمة , بل من أسفل القاعدة حتى أعلى القمة .. التشيكا أيضا تطورت بمعنى آخر , فقد زادت احترفية أساليبها و عمق تغلغلها في المجتمع بحيث أصبحت قادرة على ممارسة نفوذها من دون البطش الستاليني الهمجي , بدلا من أساليب ستالين الهمجية التي فرضتها إلى حد ما طبيعة الرجل من جهة و الصراعات القاسية التي كان عليه خوضها لم تعد أجهزة القمع تحتاج لنفس الدرجة من الهمجية و العنف في القمع , أصبحت تسيطر عمليا على كل شيء بحيث أصبح ممكنا أن تستبدل معسكرات الغولاغ الستالينية المرعبة بمستشفيات "الأمراض العقلية" .. يعتبر البعض أن وصول بوتين إلى راس السلطة يشكل التتويج الفعلي لدولة التشيكا , يوجد الآن ضباط كي جي بي أو ما يعادلها اليوم على رأس قائمة رجال الأعمال و الأحزاب السياسية و رجال الإعلام و حتى الثقافة في روسيا بوتين .. هكذا يمكن فهم قول بوتين : لا يوجد ضابط كي جي بي سابق ... و لاحظ بعض دارسي بنية و تاريخ أجهزة القمع السوفيتية و الروسية كيف تحولت قيادة هذه الأجهزة إلى شيء أشبه بالطائفة أو العشيرة المغلقة , عن طريق "توريث" المناصب و المصاهرة بين عوائل القادة المؤثرين ... إن العلاقة بين التشيكا و أجهزة القمع التالية مع ما يسمى بالدولة وثيقة و معقدة لدرجة أن البعض يقول أن التشيكا أو خليفتها كانت هي من "أنقذ" "روسيا" - الدولة من الانهيار و التفتت في أوائل تسعينيات القرن الماضي , يقول فيكتور تشيركيسوف ان البعض يقول أنه أنقذ روسيا من التشيكا , لكن ما فعلوه كان هو العكس .. حتى تشومسكي قال ما يشبه ذلك عندما اتهم بوش بالمسؤولية عن اندلاع الحرب الأهلية في العراق بعد إسقاطه لنظام صدام حسين .. سيكون من المثير أيضا محاولة فهم دور الأجهزة القمعية الموازية في العالم الآخر "الحر" , دورها في صنع السياسة و في "صنع الرأي العام" و "محاربة" الخارجين على الدولة أو السائد الخ .. أما أنظمة رأسمالية الدولة العربية , سواء المشابهة إيديولوجيا للنظام السوفيتي أو المعادية له تاريخيا , فقد شهدت هي أيضا "تطورات" مشابهة لما جرى في موسكو : "التطور" الأبرز في تلك الأنظمة كان على مستوى أجهزة القمع التي زادت قوة و تغلغلا في المجتمع و أصبحت جزءا رئيسيا من بنية السلطة الحاكمة و أهم أساليب هيمنتها على المجتمع .. ما جرى في ثمانينيات القرن العشرين في سوريا و العراق من تصاعد لقوة و نفوذ أجهزة القمع المتعددة في صراع النظامين البعثيين مع بعضهما و مع الإخوان في سوريا و الشيوعيين و رجال الدين الشيعة و القوميين الأكراد في العراق , على حساب "الجيش" و "الحزب" لصالح صعود أجهزة القمع المتداخلة بعائلة أو عشيرة الزعيم , تكرر أيضا في السعودية في المواجهة الدموية مع القاعدة بعد ذلك بأكثر من عقد .. يوجد بين دارسي الدولة البوليسية , دولة التشيكا , من يعتقد أن نظام و إيديولوجيا التشيكا ليست شيئا جديدا , أنها قديمة جدا , تلك الإيديولوجيا التي تقول أن الدولة هي كل شيء و الشعب لا شيء , أن الجماعة هي كل شيء و أن الجماعة تساوي السلطة و بالنتيجة تساوي الزعيم , و أن الواجب الأول للزعيم , نيابة عن الجماعة , هو قمع "أعدائها" الداخليين قبل الخارجيين , "الخونة" أو "الكفار" الخ .. هذا يدفع للتساؤل أيضا عن علاقة الدولة العربية "المعاصرة" بالدولة العربية القروسطية , عن استمرار علاقة الدولة بالعصبية حسب تحليل ابن خلدون و عن قرابة أجهزة القمع العربية المعاصرة لنظيرتها القروسطية : عن قرابة صلاح نصر و علي مملوك و نايف ... للحجاج و زياد ابن ابيه و قراقوش و عن قرابة الضباط الانقلابيين المعاصرين في "ثورات الخمسينيات و الستينيات" بمنفذي أول انقلاب عسكري في تاريخنا , ضباط الجيش العباسي الأتراك الذين أطاحوا بالخليفة المتوكل , الانقلاب الذي أنتج دول المماليك المتعاقبة التي حكمتها مجموعات مختلفة من المقاتلين المرتزقة و التي سادت الجزء التالي من تاريخنا في القرون الوسطى حتى اليوم ..... و أخيرا و ليس آخرا , عن جدية "مشاريع" المعارضة السلطوية , الدولتية , الشمولية , و عن الثورات الشعبية التي تنحشر بسرعة في صراعات على السلطة , على الدولة , ضمن نفس الإطار القديم : السلطة هي كل شيء , لتبدأ الدائرة من جديد : مات الملك , عاش الملك .......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-
- فلسطين , سجننا المزدوج
- و الثورة السورية
- في ظاهرة المستبد أو الطاغية
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم
- دفاعا عن العدمية
- في البحث عن حسني مبارك فلسطيني أو كردي
- مجرمون أم ضحايا ؟


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى ......