أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيثم بن محمد شطورو - المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة














المزيد.....

المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 20:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


امتـزج القـتل الميداني للدواعـش مع القـتل الرمزي للظاهرة الداعشية الكابوسية و لجميع محمولاتهم النـفـسية و الفكرية. بلغ هذا القـتل غايته القصوى بحادثة مشاركة فرقة قناصة نسائية تابعة لفرقة مقاومة الإرهاب و التي انطلقت في مهمتها على الساعة السابعة والربع صباحا، لتبدأ قـنصها في الشوارع والمفترقات التي تحصّن بهذا الإرهابيون لتـقضي بذلك على 9 دواعش وتعـود إلى قواعـدها سالمة الساعة التاسعة صباحا. فالمدة الزمنية تعبر عن الكفاءة العالية و عودتهن جميعا سالمات تدلل على رباطة الجأش و الشجاعة و الاحترافية، اما كونهن نساء فهذا ابداع تونسي لنساء تونس المتواجدات في كل الميادين التي يشتغل فيها الرجال بنـفـس المستوى او افضل. انها المرأة التي اخرجها الزعيم الراحل بورقيبة بالقوة في بعض المناطق الريفية لتدرس و تغدو كفاءة وطنية، انها المرأة التي نـزع عنها الحجاب او "السفساري" امام عدسات الكاميرا في الخمسينات من القرن العشرين، و انها المرأة التي وضع لها مجلة الاحوال الشخصية التي تضمن حقوقها المدنية. انها المرأة التي تحمل مسئولية البناء في الاسرة و الوطن لأنها فاعل اساسي فيه. انها المرأة المضادة تماما للمرأة في الممتـن الداعشي الاخواني للإسلام التـقليدي.
من هنا و الآن و من قناصات بن قردان في معركة اولى لإبادة التوحش البربري الهمجي لمحاولة الاحتلال الداعشي الاسلاموي المكبوت الجاهل الظلامي، تضيء زياتين تونس بنور التحرر عبر اشراقات حسناواتها من قواتها المسلحة في درب التحرر معلنة زهوها و مضيفة تاريخا آخر لليوم العالمي للمرأة الذي صادف اليوم الموالي لمحاولة احتلال مدينة بن قردان من جحافل الظلامية للقرون الوسطى المنحطة اخلاقيا و قيميا و انسانيا.
حلت عليهم لعنة النساء في شهر مارس الذي يحتـفل بالمرأة بما انه شهر الربيع و أي ربيع بدون المرأة و أي ارض بدون اشجار مورفة الاوراق و بدون ازهار و ياسمين و خضرة انـثـوية تـنعـش الوجود و تحبب الناس في صانع الوجود. الحسناوات و الانثى هن طريق من طرق الله في الارض. فبأي آلاء ربكم تكذبون ايها الدواعش المخزيـين.
فالمرأة تجعل الوجود الذكوري اكثر شجاعة و لكن اكثر انسانية كذلك. المرأة ليست مجرد رمز للأرض و الوطن بل هي الارض و الوطن. انظر ماذا قالت رقية المري، والدة الجندي عبد الباسط المري (35 عاماً)، الذي قُتل في هجوم بنقردان. رقية خاطبت المشاركين في جنازة ابنها بالقول: "لا تصرخوا ولا تبكوا... زغردوا، فابني روى بدمه تراب بلده الغالية".
هذه المرأة الام و لكن شهدت بن قردان كذلك المرأة الابنة. والد الفتاة سارة (14 عاماً)، التي قـُتـلت بالمواجهات، وهو الذي أطلق مقولته الشهيرة في وسائل الإعلام التونسية: "بلادي قبل أولادي ووطني قبل بطني".
و انك هنا امام ملحمة تاريخية بكل ما في الملحمة من واقع ملحمي و لكن كذلك فكرة ملحمية. لا نقول انها ملحمة النساء و لكنها ملحمة النساء و الرجال سواسية. و كما انهم سواسية فان الوجود المجتمعي انساني قيمي و ثوري بمعنى الانسانية في التحامها لدحر البربرية و التوحش. في دحر الجهالة و الاغتصاب و اكراه الناس و محو ارادتهم و بالتالي وجودهم. انسانية بمعنى كوننا احرارا لا نهاجم احدا و لكن في وجه من يهاجمنا فجميعنا بنسائـنا و رجالنا كائن انساني واحد يـسحـق البربرية و العـدوان، لنعود في اليوم الموالي للاحتـفال باليوم العالمي للمرأة. المرأة الاصل. المرأة الكون...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل -الاسلام او القتل- في تونس
- بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة
- -ميشيل عفلق- و الثورة العربية
- الله و الإيروس
- فقدان المناعة السياسية في تونس
- أي نار لأدخنة تونس
- مجتمع الاصنام
- بين أبي و إبني
- بين -غاندي- و -شكري بالعيد-
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيثم بن محمد شطورو - المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة