أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (5-6)















المزيد.....

المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (5-6)


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد التشاور مع هيئة "الحوار المتمدن" في نشر الدراسة "المثيلوجيا الجنسية في الاسلام"، فقدمت لي مشورة مشكورة في تقسيم البحث الى اجزاء ثم نشره لتسيهل المتابعة من قبل القراء. وبعد ذلك سينشر البحث بشكل كامل في مكتبة "الحوار المتمدن. ولذا التجأت في تقسيم البحث الى 6 حلقات.

المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية:
كما تقول الميثولوجيا الهندية وفي الالف الثانية قبل الميلاد، ان "الجنس شيئ مقدس" الى حد عبادة العضو التناسلي الذكري "القضيب" والعضو التناسلي الانثوي "المهبل" وتشييد معابد وتماثيل لها وحيث تمثلان رمزا الاخصاب. وجاءت في الملاحم مهابهاراتا Mahabharata ورمايانا Ramayana – ويكبيديا- سلسلة من الروايات والحكايات تتحدث عن الجنس وعن الممارسة الجماعية وظهرت نقوش في مناطق عديدة في النيبال تجسد هذه العملية. وتتحدث نفس الميثولوجيا وعبر نفس الملحمتين عن الاله شيفا الذي مثل رمز الفحولة والدمار وتزوج من امرأة وهي الاله ايضا اسمها بارفاتي، وكان الاله شيفا يحب اللهو والعربدة والممارسة الجنسية المتعددة. وتقول الملاحم ايضا ان زوجات الحكماء وقعن في حب شيفا مما جعل الحكماء يرسلون لعناتهم الى عضوه الذكري. وفي يوم من الايام كان الاله شيفا وزوجته يمارسان الجنس في حضور ضيوف لهما مما اغضبهم ولعنوهم ثم ماتا فورا. وصنع لهما تمثال يجسد صورة بشرية خنثي لشيفا وبارفاتي. وقد مثل شيفا القضيب الذكري في الرسوم والنحوت الذي سمي باللينغا وبافراتي مثلت اليوني الذي يعني المهبل. واصبحا محل عبادة وحج حتى يومنا هذا في الجنوب الهندي. وكان للجنس والعبادة طقوسها في الحضارة الهندية القديمة كما تخبرنا الميثولوجيا الهندية. وتحدثت عن الشبق الجنسي للنساء والرجال، كما تحدثت عن عملية ترويضها. وكانت العبودية هي الاخرى سائدة في المجتمع ولذلك كان تعدد الزوجات شيئا مالوفا ومعمول به. وكانت المرأة تعامل كالعبيد ويقدمن كهبات الى الالهة ويعرضن على الضيوف لاشباع رغبات الاخير منهن. وتتحدث الميثولوجيا عن وجوب اخلاص النساء لازواجهم ولا يقبلن بأغراء الرجال الاخرين. وهذه النقطة التي تشترك مع الفكر الاسلامي مع فارق واحد هو ان الاخير يفرض عقوبات جسدية حتى الموت على من تمارس الجنس خارج المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي. وكانت فكرة حرق الارامل بعد موت ازواجهن سائدة انذاك الى انها تعرضت الى نقد من قبل المفكرين والمثقفين الهند في القرون الماضية. ويجب ان تمتنع المرأة التي لا تحرق عن الزواج او الاتصال الجنسي والا اصابتها لعنة السماء من قبل زوجها. وحظر حرق الارامل مع دخول الاستعمار البريطاني الى الهند كما حظرت الممارسة الجنسية في المعابد حيث كانت تمارسه المرأة في البداية كجزء من طقوس العبادة ولكن تحولت مع مرور الوقت للكسب المالي. وهكذا عوملت المرأة كأداة جنسية محضة كما في الاسلام مع اختلاف جوهري هو ان الحضارة الهندية القديمة لم تمنع الاختلاط بين النساء والرجال. وجاءت فكرة عزل النساء عن الرجال ومسالة حجاب المرأة بعد غزوات الدولة الاسلامية لها. صحيح ان الميثولوجيا الهندية هي الاخرى خلدت العبودية الجنسية للمراة انما بشكل اقل قيودا في حياة الدنيا، و لم تنتقل الى حياة الاخرى-الجنة مثلما جاء في الفكر الاسلامي.
*****

ان الميثولوجيا الجنسية في الاسلام تخلد فحولة وذكورية البطل المسلم الرجل في مقابل ازلية العبودية الجنسية للمرأة، مثلما تخلد الميثولوجيا الاغريقية والرومانية والبابلية والمصرية والسومرية والاشورية، رجالاتها الابطال وآلهاتها.
وهذه الميثولوجيا تكشف عن التناقض بين حياة المرأة في حياة الدنيا وبين حياة المرأة في الاخرة-الجنة في الفكر والعقيدة الاسلامية. فاذا كان في حياتها الاولى تعامل من الدرجة الثانية، فإنها في الحياة الثانية تجرد من انسانيتها ومن اجهزتها الفسلجية ووظائفها البيولوجية باستثناء شكلها العضوي واجهزتها التناسلية لانه يجب ان تكون في خدمة البطل المسلم الرجل، وهنا يعاد طرح السؤال الذي اشرنا اليه في بداية هذا البحث: لماذا تفجر امرأة مثل حسناء آيت بولحسن نفسها او تقوم ناشفين مالك بعملية انتحارية؟ ما الهدف من ذلك؟. فلا يعقل انهما تريدان الجنة من اجل اشباع رغباتهما الجنسية. فكل كتب الاقدمين من مفسري القرآن واحاديث محمد واصحابه كما وردتنا تعلن ان العبودية الجنسية المطلقة بأنتظار النساء في الجنة وليس اقل من ذلك.
الا ان هذا ليس هو التناقض الوحيد بين الحياة الدنيا والاخرة-الجنة، فهناك الازدواجية بالتعامل مع العلاقات الجنسية بين الحياتين. فالاية التي تتحدث عن توجيه عقوبة الجلد او الرجم لمن يمارس الجنس خارج المؤسسة الاسلامية الرسمية للزواج، تتشكل على اساسها مؤسستين، احدهما ملحقة بالمؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي مثل زواج المتعة والمسيار والعرفي، والاخرى المؤسسة القمعية لملاحقة من يمارسون الجنس خارج تلك المؤسسات مثل شرطة الاداب ولجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولجان الحسبة..الخ. بينما نجد غياب المؤسستين كليا في الاخرة-الجنة. وليس هذا فحسب بل اطلاق العنان للممارسة الجنسية بشكل مطلق ودون اي حساب او كتاب، بل الادهى من ذلك تحدثنا الميثولوجيا الجنسية ان العمل الجوهري والاصلي في الاخرة-الجنة هو ممارسة الجنس وفقط الجنس. ففي الاية القرآنية ((إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون- يس55)) وتفسيره اذ (( قال عبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن المسيب وعكرمة والحسن وقتادة والأعمش وسليمان التيمي والأوزاعي في قوله تبارك وتعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) قالوا شغلهم افتضاض الأبكار وقال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عنه في شغل فاكهون أي بسماع الأوتار وقال أبو حاتم لعله غلط من المستمع وإنما هو افتضاض الأبكار ( ابن كثير 3/ ))564 ويتفق معه القرطبي والطبري والالوسي في تفسير الاية وابعد من ذلك((وفي الخبر عن أبي سعيد الخدري قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكارا . وقال ابن عباس : إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة ، لا يملها ولا تمله ، كلما أتاها وجدها بكرا ، وكلما رجع إليها عادت إليه شهوته ، فيجامعها بقوة سبعين رجلا ، لا يكون بينهما مني ، يأتي من غير مني منه ولا منه)) . يتبع



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (5-6)