أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (4-6)















المزيد.....

الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (4-6)


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 17:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي:
احتلت موضوعة المرأة-الجنس مكانا بارزا ومتميزا في المجتمع الاسلامي، بحيت يصور للمتتبع لهذا المجتمع وتنظيراته الفقهية بأن الانشغال الجنسي يصل بالتفكير الى حد الهذيان والهلوسة الجنسية. ويعتقد عدد من المؤرخين بأن الظروف البيئية لمعيشة الانسان في الجزيرة العربية المنعزلة عن العالم، حتم عليه التفكير بالجنس الى هذه الدرجة، او ابتداع فاتنة الجنس "حور العين" التي ستصبح منال الرجل البطل المسلم في "الآخرة" وهدفه النهائي هو الحصول عليها. بيد ان كتب التاريخ تخبرنا بأن النساء انذاك لم يكن عددهن قليلات او جمالهن اقل من جمال "حور العين" الذي جاءت اوصافها في القرآن في آيات قرآنية عديدة. فالغزوات التي قام بها محمد واتباعه وسبي المئات من النساء من اليهود وقبائل اخرى وشراء الجواري عبر التجارة مع بلاد الشام واليمن.. وبعد ذلك اجتياح الجيوش الاسلامية لبلاد فارس وبلاد الروم...مكن رجل "الجزيرة العربية" من فك عزلته والتقاء عالم جديد فيها نساء لا يقل وصف جمالهن اذا لم نقل اكثر مما ورد في المخيلة الجنسية في الفكر الاسلامي. واضافة الى ذلك فإن المسلمين الاوائل الذين شكلوا الطبقة الارستقراطية وانبثقت منها فقهائها ومؤرخيها ومفكريها وامرائها وابطالها الفرسان، كان الواحد منهم يمتلك اربعة نساء على الاقل سواء على شكل زوجات او جواري حصلوا عليهن من الغزو والحروب، ومع هذا نجد حالة الاغتراب الجنسي ظالعة في مخيلة رجال المجتمع الاسلامي وخاصة لدى الطبقة الغنية بما فيها الطبقة المحاربة التي لها امتيازات كثيرة بفعل مشاركته في الغزوات والحروب. فأبتداع "حور العين" يعكس حالة الاغتراب الجنسي. فلا يعقل ابداً وليس من المنطقي ان يحصل الانسان على كل شيء ثم يحلق تفكيره بالخيال في عالم اخر وابتداع الاشياء ووضع اوصاف لها هي أصلاً في متناوله وبين يديه في العالم الواقعي.
اما الاعتقاد الاخر الذي يورده بعض المحللين وخاصة بعد تحول العمليات الانتحارية الى ظاهرة تُعّرَفْ بها الحركات الاسلامية منذ تفجيرات نيويورك ايلول في 2001، بأن الكبت الجنسي يدفع الشباب الى الانخراط في العمليات الانتحارية لالتقاء "حور العين" ويستدلون بأدلة عديدة وابرزها الاشارة ان أحد مفجري 11 ايلول، وهو عبد العزيز العمري، حيث أعلن في وصيته التي بثّها موقع "القاعدة"، وفيه حدد 15 بنداً للمنتحر يجب اتباعها لضمان الجنة، ولقاء "الحور العين". وبعد تعداد الشروط، بشّر الانتحاري رفاقه بالنعيم بقوله: ((اعلموا أن الجنان قد تزينت لكم بأحلى ظلالها والحور تناديكم، وهي قد لبست أحلى حليّـها)). ففي الحقيقة فان هذا الاعتقاد هو ابتذال في التحليل وينتج عنه التنصل من المسؤولية في البحث والتعامي عن الاسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة ووضع اصابع اليد عليها وتشخيصها ومن ثم توجيه نصال نضال البشرية المتمدنة ضدها لاقتلاعها من جذورها. فمعظم الشباب الذين نفذوا العمليات الانتحارية في نيويورك وباريس ومدريد ولندن واخرها في كاليفورنيا، عاشوا في الغرب ولم يكن لديهم مشكلة الحصول على الجنس، اسوة بمؤسسين الدولة الاسلامية وواضعي ايديلوجيتها الذين كما اشرنا من قبل، لم يكن يعانون من القحط الجنسي.

*****
ان محمد لم يخلق او يصنع العبودية الجنسية للمرأة التي نتحدث عنها بل هي موجودة قبله في المجتمع ما قبل الاسلامي. والعبودية الجنسية للمرأة هي نتاج المجتمع القائم على التفاوت الطبقي وبحسب التطور التاريخي لعلاقات الانتاج الاقتصادية. الا ان المخيلة الجنسية حول المرأة-الجنس تطورت في المجتمع الاسلامي لتصبح هذه العبودية الجنسية مطلقة وجزء لا يتجزء من ميثولوجيا جنسية بدأت تتشكل في الفكر الاسلامي. فلنتمعن في ما يقوله اصحاب محمد احدهما أبو هريرة وعلى لسان محمد قال (( لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ- رواه البخاري برقم 3014 )). ان المخيلة الجنسية بلغت لترى ما وراء مخ الساقين. ماذا يعني هذا؟ هل هناك اي اغراء جنسي في مخ الساقين، حيث لا ترى غير العظم والدم، او يقصد شيء اخر غير ما اشرنا اليه، ولكن لم نجد اي مفسر يشير اليه. وهكذا تستطرد تلك المخيلة لتصف نساء الجنة وحور العين منهن ((فيقول أنس : قال النبي: خلق الله الحور العين من الزعفران وقال خالد بن الوليد :سمعت النبي يقول:إن الرجل من أهل الجنة ليمسك التفاحة من تفاح الجنة فتنفلق في يده فتخرج منها حوراء لو نظرت للشمس لأخجلت الشمس من حسنها من غير أن ينقص من التفاحة فقال له رجل : يا أبا سليمان إن هذا لعجب ، ولا ينقص من التفاحة ؟ قال : نعم كالسراج الذي يوقد منه سراج آخر وسرج ولا ينقص ، والله على ما يشاء قدير . وروي عن ابن عباس عنهما أنه قال : خلق الله الحور العين ؛ من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ، ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر، ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب ، ومن عنقها إلى رأسها من الكافور الأبيض، عليها سبعون ألف حلة مثل شقائق النعمان ، إذا أقبلت يتلألأ وجهها نورا ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا، وإذا أدبرت يرى كبدها من رقة ثيابها وجلدها، في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك الأذفر .. وهناك قول اخر لابي عباس ايضا، وهي ((لو بزقت في بحر لجي لاصبح الماء عذبا)) مع اضافة مهمة جدا ان الحور العين عذراء ولم تمارس الجنس مع اي انس او جن.(( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ،كأنهن الياقوت والمرجان -55 الرحمن-57)) فهي البيضاء وذات العيون السود، وهن ناعمات، أي ذوات أجساد أنثوية غاية في الإغراء، و إنهن "أتراب" إن للمتقين مفازا ،حدائق وأعنابا ، وكواعب أتراب- سورة النبأة-31-32)) والاتراب تعني اي في سن معينة وواحدة بين 30-33 سنة والكواعب تعني أي أنَّ نواهدهن لم يتدلَّين)) كما انهن مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط والبول وما إلى ذلك(( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون-سورة البقرة-25)). ويتفق جميع صحابة محمد والمفسرين امثال بن كثير والقرطبي والطبري والبخاري والترمذي وبن ماجه على اوصاف حور العين تلك.
اما حصة كل رجل مسلم يدخل الجنة دون ان يكون "شهيدا" من الحوريات، فيؤكدان البخاري في صحيحه وبن قيم جوزية في كتابه "حادي الارواح الى بلاد الافراح" بأن له زوجتان من الحور العين، واذا ما طلب زيادة من الجواري فسيحصل عليها حسب منزلته في الجنة. اي ان التراتبية الاجتماعية تبقى موجودة في حياة الاخرة-الجنة. وهكذا يجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، (( يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ - رواه الترمذي برقم 2459.))
ان المخيلة الجنسية في الاسلام تتفتق وتنتج ميثولوجيا او اسطورة جنسية خاصة قل نظيرها في الاديان والمجتمعات الاخرى. ان الاساطير البابلية والاغريقية والسومرية والرومانية والمصرية.. تخبرنا عن الحروب وابطالها وعن الوفاء والخلود وخلق الكون والتضحية ونكران الذات وحتى تتحدث عن العلاقات الجنسية بما فيها اللواط كما في الميثولوجيا اليونانية على سبيل المثال، كما تحدثنا ملحمة كلكامش السومرية: بأن كلكامش كان يمارس الجنس مع النساء قبل دخول ازواجهم عليهن، بيد ان انكيدو، عندما يسمع بذلك يقرر إرغام كلكامش على ترك هذه العادة السيئة، او في ملحمة الاوذيسة تتحدث عن وفاء زوجة البطل اوديسيوس وتصديها لمحاولات الاغراء اثناء غيابه لكنه يتزوج من امرأة اخرى...الخ.
الا ان المرأة-الجنس لم تدخل في ميثولوجيا العالم القديم ليكون ركن اساسي فيها وبهذا الخيال الواسع والجامح. ومن الاحاديث والايات والتفاسير التي قدمناها، فأن بطل الميثولوجيا الجنسية في الجنة اقرب الى صناعة السينما الامريكية او اذا صح التعبير ميثولوجيا السينما الامريكية، من ابطال اساطير العالم القديم. وكما البطل في سينما هوليود هو الرجل مثل ``Spider Man, Iron Man, Bat man, Super Man…`` وله القوة الخارقة، فأن البطل المسلم الرجل في حياة الاخرة-الجنة هو ايضا له قوة خارقة، حيث قوته تعادل قوة مائة رجل في الاكل والطعام والشراب والمتاع واهمه في الجنس حيث شغله الشاغل فض غشاء أبكار النساء والتي سنورده بعد قليل. وليس في هذا اي شيء جديد أو غريب لان الاساطير بالنهاية هي انعكاس لتطور المجتمعات. و في الميثولوجيا الجنسية تكون مكافئة البطل المسلم الرجل هو منحة جنسية مطلقة. وجسد المرأة وهنا اشدد على جسد المرأة هو ثمن تلك المكافئة. وتصل المخيلة الجنسية الى درجة من تجريد المرأة من كل الصفات البايولوجية، فهي في الخدمة 24 ساعة، ونظيفة وليس لها غائط ولا حيض ومستلقية على الفراش تنتظر ان تقدم الخدمة المجانية دون مقابل الى البطل المسلم الرجل. نقول كل هذا ليس فيه اي شيء جديد ولا غريب ومن الممكن تحميله على العقل والمنطق اذا تعاملنا مع الميثولوجيا الجنسية في الاسلام على اساس بقية الاساطير مثل كلكامش الذي كان نصفه بشر والنصف الاخر اله، والالياذة والاوديسة وغيرها. ولكن اللامنطق والذي لا يمكن تحمله ولا تحميله على العقل هو تسويق الحركات الاسلامية لهذه الميثولوجيا المعادية حتى النخاع للماهية الانسانية، والترويج لها في الوقت الذي وصلنا فيه الى عالم الخلايا الجذعية واستنساخ الاجنة وصناعة طائرات اسرع من الصوت بـ 7 مرات كي تصبح المسافة بين لندن ونيويورك نصف ساعة. يتبع



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (4-6)