أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org

وعلى ذكر مسألة الولاء المطلق لإيران، لدينا حالة أخرى في هامبُرڠ-;- لشخص [جرى ذكره في موقع سابق من هذا الكتاب] يدعى أبو أحمد الخفاجي، كان في البداية في أجوائنا، ضمن الاتحاد الإسلامي لطلبة العراق، وجمعية التوحيد، والجمعية الإسلامية العراقية، ثم تحول إلى الذوبان في المشروع الإيراني والدعوة لاعتماد مبدأ ولاية الفقيه، والولاء المطلق للجمهورية الإسلامية، ولمن يسمونه ولي أمر المسلمين علي خامنئي، والتأييد الكامل لحزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله. الغريب إن هذا الرجل عندما قدم طلبا للتجنس، رُفض طلبه، بل صدر أمر بإبعاده من ألمانيا، وأخبرني أن من أسباب رفض طلبه وصدور قرار الإبعاد، هو كونه ذا علاقة بضياء الشكرجي، مسؤول حزب الدعوة في ألمانيا ورئيس الاتحاد الإسلامي لطلبة العراق والجمعية الإسلامية العراقية، وكان فعلا قد قطع كل علاقاته بنا، فترجاني أن أؤيد له ألا علاقة له بنا، وكتبت له ذلك التأييد، ولكن عندما قابلت المحامي الموكل من قبله برجاء منه، علمت منه أن السبب الرئيس هو محاضراته المسجلة، التي فيها ولاء للجمهورية الإسلامية وخامنئي ولحزب الله. المفارقة أن شخصا معروفا برؤاه الإسلامية المتشددة، بل المتطرفة، وبولائه لإيران، التي كنت ذا موقف ناقد لها، بل وصلت حينها إلى درجة القطيعة معها، يتخذ بحقه هكذا إجراء لعلاقته بي، كسبب من الأسباب المهمة، في الوقت الذي كنت أُعَدّ إسلاميا معتدلا، مؤمنا بالديمقراطية حقيقة لا تكتيكا، داعيا لها، ولطالما كنت أُدعى بسبب ذلك محاضرا في برامج حوارات الأديان من قبل الأكاديمية الإيفانڠ-;-يلية، والأكاديمية الكاثوليكية، ومؤسسة الثقافة السياسية الاتحادية (Bundszentrum für Bildung). هذا كله يدل على عدم تحديث المخابرات الألمانية لمعلوماتها، بل استصحابها للمعلومة، وترتيب الأثر عليها لمدة طويلة.

تردد (المبلغين) على ألمانيا
(المبلغون) هو المصطلح الذي يستخدمه الشيعة، فيما هو معروف عند السنة بـ(الدعاة)، وهو المصطلح الأصح إسلاميا، لأن (التلبيغ) قرآنيا يتوجه إلى غير المسلمين، و(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، أو الوعظ والإرشاد يتوجه إلى المسلمين، بينما (الدعوة) تشمل كلا المعنيين، وعند المسيحيين نعرف مصطلح التبشير. وربما تجنب الشيعة استخدام مصطلح (الدعوة، الداعية، الدعاة)، لأن حزب الدعوة الإسلامية نجح في احتكار هذه المصطلحات، فأصبحت مفردة «الدعوة» تعني (حزب الدعوة الإسلامية)، ومفردة «الداعية»، وجمعها «الدعاة»، أصبحتا تعني الحزبي والحزبيين المنتمين إلى حزب الدعوة. علاوة على ذلك إن الإيرانيين يستخدمون مصطلحات (التبليغ، المبلغ، المبلغين) بدلا من (الدعوة، الداعية، الدعاة). وعلى ما يبدو قد تأثر الإسلاميون الشيعة العراقيون واللبنانيون والخليجيون وغيرهم بأدبيات وشعارات ومصطلحات (الثورة الإسلامية الإيرانية الخمينية).

بعد هذه المقدمة أتناول شيئا من تجربتنا في ألمانيا مع (المبلغين) بالمعنى الموضح آنفا، الذين كانوا يفدون إلى ألمانيا، ويوحون لنا أنهم أصحاب علم ودين وتقوى، مما يجعل الجمهور يفتح فاه، وينصت إليهم بانبهار وإعجاب وثقة وتلقٍّ، وكأن على رؤوسهم الطير، بقطع النظر عما إذا كان يفقه شيئا مما يقولون، أو يستمع متفاعلا كـ(الأطرش بالزفّة) كما يقول العراقيون، أو عما إذا يقتنع بما يُحشّون في دماغه أو لا يقتنع.

كثيرون من هؤلاء، معممين تارة أو (أفندية)، ترددوا على ألمانيا في الثمانينيات والتسعينيات، كمحاضرين، أو مبلغين، أي كدعاة بالمعنى العام، أي دعاة دين، أو كدعاة بالمعنى الخاص، أي ككوادر قيادية من حزب الدعوة. منهم إبراهيم الجعفري المعروف آنذاك بـ(السيد أبو أحمد)، أو (الدكتور أبو أحمد)، عبد الحليم الزهيري (الشيخ أبو محمد)، عبد العظيم الكندي (الشيخ أبو آلاء)، أو علي التميمي (الدكتور أبو شيماء)، أو عبد الحميد النجدي (الدكتور أبو زهراء)، أو فؤاد المقدادي (الحاج أبو صادق)، ولاحقا (الشيخ أبو صادق)، لكنه لم يأتنا كشيخ، لِقطعنا الطريق أمامه، كما سأبين. من الأمور التي أتذكرها عن المقدادي، أو الحاج أبي صادق، كما كنا نسميه، إنه كان يبدي استغرابه، بل استنكاره، واستهزاءه، عندما يرانا نلتزم بقوانين ألمانيا بدقة، لاسيما القوانين المرورية، كعدم عبور الشارع عندما تكون الإشارة للعبور على الأحمر، حتى في حال عدم وجود سيارات قريبة. كان يعتبر شدة التزامنا تعبيرا عن انبهارنا بالمدنية الغربية، واحترامنا لقوانين (دول الكفر). طبعا لم أكن أوافقه على ذلك، كما لم يكن يوافقه عقلاء المتدينين. ولكن يجب الإقرار بأن تجربة المخيم الصيفي في ألمانيا، التي كان لها صدى وشهرة في عموم أورپا، والتي بقيت تقام لمدة أسبوع، أو أكثر في كل سنة، هذه التجربة بدأها جمع من المتدينين مع الحاج أبي صادق المقدادي، إذ استأجروا لعدة أيام بيوتا سياحية في قرية سياحية، وكان المقدادي يقدم لهم المحاضرات اليومية، ويقيم بهم صلاة الجماعة. فتحول ذلك إلى تقليد سنوي، تبنيناه نحن الناشطين الإسلاميين من حزب الدعوة والمؤيدين له في ألمانيا، وشارك فيها المقدادي لسنة أخرى، ثم جرى إقصاءه، فكان البديل أبو أحمد الجعفري (الإشيگر). صحيح إن الجعفري كان يتمنى التخلص منه، لينفرد ببطولة هذا النشاط، ولكن استبعاد المقدادي كان له مبرراته، إذ ارتكب مجموعة مخالفات (شرعية) مالية معنا، منها جمع تبرعات لغرض ديني ما، علمنا انه أنفقها على مؤسسته الثقافية في قم، بدلا من الغرض الذي جمع له التبرعات، ومنها استلام مصاريف تحركه في عدد من مدن ألمانيا والدانمارك والسويد برفقتي مرتين، مرة منّي، على أن أستلمها مقابل وصولات من المتبرع لهذا الغرض السيد أبو مهدي (عبد الأمير شبر)، ومرة ثانية من نفس المتبرع مباشرة، مع إخفاء أنه استلم تلك المبالغ مني. ومن هنا بدأت تجربتنا مع المخيم الصيفي، ومع الجعفري بالذات، وإن كنت غالبا المحاضر الأساسي الثاني. فسأتناول في مكان آخر الحالة المرضية للجعفري، التي أسميها بهوس الإفراط في هواية إلقاء المحاضرات، ومما كان يفاقم عنده هذا المرض الصنميون المنبهرون حتى الوله، بل التأليه. بينما كانت محاضراته غارقة في القوالبية الكلاسيكية، بالرغم من محاولاته تطعيمها بنكهة من الثقافة المتنوعة والحديثة، أو هكذا تبدو لبسطاء المتدينين، وأغلبهم ذوو أفق ثقافي ضيق، ومنغلقون على لون معرفي واحد.

ولي قصتان مع فؤاد المقدادي، الذي انتقل من حزب الدعوة إلى الولاء للحائري ولإيران وولاية الفقيه. في إحدى زياراتي إلى إيران، ولما كان المقدادي ما زال الحاج أبو صادق، وليس "الشيخ"، قضيت عدة أيام في قم، كنت في ضيافته، واقترح عليّ زيارة الحائري (فقيه الدعوة سابقا)، فلبيت، وذهبنا سوية، وبعد السلام والمجاملات، وجلسنا فترة، لا أتذكر الأحاديث التي خضنا فيها، إلا أني أتذكر جيدا، عندما حان وقت العشاء، فسأل المقدادي الحائري ما يرى، فيما إذا نوصي بكباب يؤتى إلينا للبيت، أم - على ما أتذكر - إما ان نذهب إلى المطعم، أو ربما اقترح بديلا آخر عن الكباب. هنا ترك كاظم الحائري الخيار لنا، فرد عليه فؤاد المقدادي: «سيدنا أنتم (أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم)»؛ قالها بكل جدية، ولم يعترض الحائري على هذا القول، ولم يكن متفاجئا به. الذي أراد المقدادي بهذا القول أن يثبته أن للفقيه ولاية مطلقة كولاية رسول الله، وبما أن القرآن قال «النَّبِيُّ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم»، فلا بد إذن أن يصح القول «الفَقيهُ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم»، وبالتالي «آيَةُ اللهِ العُظمَى السَّيِّدُ كاظِمُ الحائِرِيُّ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم»، وهو بالتالي «أَولى بِالشَّكَرچِيِّ وَالمِقدادِيِّ من نَفسَيهِما»، حتى فيما إذا يأكلان الكباب، أم القوزي، أم الجبن والخُضرة، أم ألا يتعشيا. وانقطع التواصل بيني وبين المقدادي من 1986 أو 87 حتى يومنا هذا، إلا أنه اتصل بي على ما أتذكر عام 2009، مبديا رغبته في استئجار الدار العائدة لشقيقتَيّ، بعد استرجاعها، من بعد ما كان النظام السابق قد صادرها مع سائر أملاكنا. فسألته لأي غرض يريد استخدام الدار، فعرفت منه لمؤسسة ثقافية، طبعا إسلامية، وبكل تأكيد حسب تخميني غير بعيدة عن نوع من ارتباط بإيران. أجبته حينها إننا نعتذر، لأننا لا نؤجر لا لجهة سياسية، ولا لجهة دينية. طبعا هذا كان رأيي الشخصي، لشدة موقفي الرافض للتدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي، ولعلي كنت قد تجاوزت على حق شقيقتَيّ، فقررت عنهما دون الرجوع إليهما، ولكني كنت متيقنا أنهما كانتا ستسمعان لنصيحتي.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7


المزيد.....




- تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغرب ...
- أطعمة مزودة بنكّهات مدخنة متهمة بالتسبب بـ-السمية الجينية-
- صافرات الإنذار تدوي في سيدروت بعد هجوم صاروخي لـ-القسام- على ...
- -حزب الله-: استهدفنا انتشارا لجنود الجيش الإسرائيلي ‏بصواريخ ...
- مقتل فلسطيني في مخيم بلاطة بنابلس
- بالفيديو.. طائرة مسيّرة تابعة لكتائب -القسام- تسقط قذيفة على ...
- رويترز: مقتدى الصدر يستعد للعودة للحياة السياسية
- -حماس- تدين تصريحات لبايدن زعم فيها أن إنهاء حرب غزة مرهون ب ...
- المنامة.. تواصل التحضيرات للقمة العربية
- -القسام- تفجر منزلا مفخخا بجنود إسرائيليين هربوا إليه في عمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24