أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2














المزيد.....

نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 22:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2

لم يكن الجو الثقافي والسياسي قادر على تحمل الصدمة بغياب المعلم والمربى والمنشئ لدولة ومجتمع خارج القانون الطبيعي الأجتماعي السائد في الجزيرة العربية , المجتمع المبني على الفردية في التصرف والفردية في التقرير والحرية التي أدمنها الأقوياء أصحاب السيف والثروة لا تتناسب مع قيم أجتماعية وفكرية ودينية تقاوم هذه الفردية وتحاول لجمها بمجموعة من القيم والعقائد التي تقدم مصلحة المجموع وتخاطب المجموع وتنتصر للمجموع بدل الحس الفردي ومضاربات الأنا المتضخمة ,في ذات الوقت هذا الغياب السريع أتاح للنفوس التي لم تتعود التمسك ومطاوعة القيم الجديدة أن يجهر بشكل أو بأخر بحقه في العودة للقيم التي أخرج منها جبرا وخارج الإرادة الفردية .
كما أن غياب الكوادر القوية والقادرة والماسكة بمفاتيح الفكر وعدم وجود الدعم المادي والسلطة اللازمة للحفاظ على المنجز الفكري والثقافي ساهم بشكل أو أخر في تراجع الفكرة المحمدية وعودة الخط المحافظ بقوة للواجهة مدعوما بحس قبلي ظاهره التمسك بمحمدية الدعوة وما يستتبع ذلك من الدعوة إلى قرشية الفكرة حسب التخريجات التي أختارتها القوى المحافظة في حادثة السقيفة ,وإبدال وأستبدال الخط الولائي للدين والقرآن بخط أخر يتمثل بأشخاص ومسميات قد تؤمن بدرجة أو أخرى أو قد لا تؤمن إلا ظاهرا بما جاء فيه محمد , هنا أحتمالية النكوص أقوى من حالة المتابعة والطاعة وهو ما ظهر جليا في تخبط النخبة السياسية في عدم قدرتها على تحديد معيار رئيسي يستمد فكرته من قواعد الدين في أختيار الخليفة .
فشل النخبة السياسية في تحديد مقومات وشكل الدولة بغياب الرسول وتوضيح أهم قواعدها وهي علاقة الحاكم بالمحكوم هل هي علاقة تخضع في طبيعتها لذات منه الرسالة (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) أو على محدد أخر هو الإلجائية التي تفرضها وجود سلطة تتحكم بالمجتمع بعنوان الحفاظ على الدين ,أيضا وجد المجتمع الإسلامي آنذاك وجد نفسه في إشكالية دائرة تحديد الواجبات بين ما هو ديني صرف وما بين هو سياسي صرف وحاول أن يجمع الاثنين على سطح واحد بأعتبارات الضرورة والخشية من تصارع مفترض وأكيد بين العمل السياسي المتصف بالحركية والتحول والتبدل , وبين الخط الديني المبني على ثبات نسبي في المبدئية الأخلاقية ووحدة الموقف منها .
في ظروف مماثلة يمكننا أن نتوقع التصادم بين ثقافتين وفكريين متناقضين يحاول كل منهم إزاحة الثاني من السيادة على الواقع والحلول محل الصدارة معتمدا على جملة من المبررات , الثقافة والفكر الجديد بما فيها من قوة الإبداع والتجدد والمقاومة كانت الأقدر على أن تتسيد الساحة وما كان ينقصها إلا الكادر المفكر والقادر على تحمل شروط المواجهة وكان المجتمع قادر على إفراز هذه النخبة لكنها ليس بالقوة المادية ولا بالعدد الذي يمكنه أن يشكل قاعدة عريضة لكنه كان أصيلا ومتماسك برغم قلته , في المقابل كان هناك الفكر المحافظ المتمترس خلف شعار محمدية الإسلام وشعار قرشية الإيمان ويمتلك القوة والسلطة والمال إضافة إلى تغلغله في جميع مؤسسات المجتمع الجديد ومستعد للتضحية بالدين والفكرة الجديدة مقابل مصلحته الذاتية .
لا الفكر ولا النخبة المؤمنة به قادرة على الحسم مع عدم وجود المرجع القياسي أو المعيار الفاصل مع التشويش والنفاق الفكري والديني السائد في المجتمع الجديد وإشكالية أحتمالية تفتته تحت وقع الخلاف والأختلاف ,لذا كان قرارها الإستراتيجي الإنسحاب من المواجهة العلنية والإبقاء على الصراع في حدود حماية أسس الفكرة وقواعدها ارئيسية , في حين أن المدرسة الثانية كانت تحتفل بأنتصارها الفارغ وتمددها على حساب الفكر الأصيل ,لم تعي أن وجود هذه الثلة سيمكن من أنتصارها تأريخيا على عوامل التحريف حتى دخل عناصر ثقافية من خارج البيئة العربية تتميز بالإرث الحضاري لتكتشف لهم أن البقاء على الوضع الحالي سيعني خلال فترة منظورة أنتصار مدرسة المتابعة واندحار المدرسة الأخرى ما لم تؤسس منه فكري يعتمد تشويش ويشويه الفكرة الأساسية ومحاولة الخلط والتشكيك والتناقض ليلتهي المسلمون إلى قرون في محاولة توفيق ما لا يتوافق وبذلك أعادت المدرسة المحافظة الكرة إلى ملعب الخصم وتستثمر أنتصارها بالتحريف والتضليل الذي يعاني منه الفكر الإسلامي لليوم.
لقد كانت نظرية المزاحة والإحلال فكرة طارئة على المجتمع العربي عامة والإسلامي الجديد خاصة لأنها تحتاج إلى فكر أصيل ومتشعب وذو تجربة , وهذا ما يفتقده النموذج المحافظ من التفكير العربي الذي يؤمن بالصراع الآني ولكنه غير قادر على التخطيط بعيد المدى , إن وراء هذه النظرية عقول مدربة وتمتلك مقدرة على القراءة والتحليل والتركيب والتصور والتخطيط , وبذلك تفصح عن مكونها الحضاري العميق وأخص بالتحديد من مصدريه الديني اليهودية العربية ومن مصدره الثاني الحضاري المجوسي والنصراني الروماني ,فهو نظر وفكر له أمتداد وجودي في هذه المجتمعات والحضارات المنافسة والمتنافسة مع فكرة الإسلام الجديدة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب
- الدين والدنيا ح3


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2