أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!














المزيد.....

الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 08:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إذا أردنا ان نحافظ على المال العام فعلينا ان نكافح الفساد ونتصدى لكل التجاوزات المالية والإدارية.
وعندما نتحدث عن مكافحة الفساد نتحدث عن الشفافية والمساءلة والمحاسبة وعن حماية المال العام بتشريعات تفتح الباب على مصراعيه لتطبيق القانون على الجميع.
إذن لا يستقيم القول بحماية المال العام من الهدر من دون مكافحة الفساد، ومن دون تطبيق التشريعات استناداً إلى مبدأ المساواة امام القانون.
يقول الخبير الدستوري المصري محمد نور فرحات في كتابه «السلطة والقانون والحرية»: ان التشريعات والقوانين لا تسن من اجل ان تظل محفوظة في بطون النشرات الرسمية يرجع إليها طلاب القانون لدراستها بل انها توضع لتطبق، فإذا كان القانون الرسمي النافذ في المجتمع لا يطبق فعلاً في اغلب الحالات، فإما ان العيب في القانون، أو العيب في المجتمع، او ان العيب فيهما معاً.
والأكثر خطورة – في رأيه – من الاستثناءات التشريعية في النيل من هيبة القانون وتجريده من فاعليته هو ان تنظر اجهزة الدولة المنوط بها تطبيق القانون إلى هذا القانون باستهزاء وازدراء، إما لتحقيق مصالح مباشرة للاجهزة ذاتها من مخالفة القانون، وإما لتحقيق منافع غير مشروعة.
وإذا كانت الحكومة معنية بتطبيق القانون وتوفير مبدأ المساواة فان مجلسنا التشريعي – المشغول هذه الأيام بالوشم – من أولويات صلاحياته الرقابة على أداء الحكومة!.
صحيح ما قاله أحد النواب عن تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الاخير «بانه ليس من مسؤولية النواب بل هي اختصاص صريح للحكومة نفسها لمعالجة تلك المخالفات المذكورة في التقرير»، وهذا يدخل ضمن نطاق مسؤوليتها السياسية أي ان الحكومة مسؤولة امام البرلمان عن الاخطاء والتجاوزات إلا انه أليس من صلاحيات واختصاصات المجلس التشريعي تفعيل دوره الرقابي؟!
كل سنة يصدر فيها تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية يكثر الحديث عن ضرورة استخدام البرلمان لأدواته الرقابية لوقف التجاوزات التي تضمنها!.
وكل سنة يشهد «بيت الشعب» مداخلات مقتضبة وخطابات حماسية تهدد وتتوعد باستجواب الوزراء الذين شهدت وزاراتهم مخالفات، ولكن ما إن تهدأ عاصفة الحماس – وهي عادة تحدث في الأيام الأولى من صدور تقرير ديوان الرقابة – حتى يعود كل شيء إلى حاله، فالموقف من التجاوزات التي لم تشهد استجواباً يذكر يصبح موقفاً فعالاً ضد «الوشم» وقبلها ضد ربيع الثقافة والسياحة والموسيقى والحريات الشخصية!.
المهتمون بحماية المال العام يعتبرون ان اشكالية هذه الحماية ترتبط بغياب الوعي الثقافي والسوسيولوجي بالمبادئ القانونية والقيم الاخلاقية وترشيد المال العام.
ومع أهمية ذلك فان تفعيل شعار الفصل بين الثروة والسلطة حلقة اساسية لحماية المال العام.
للمغرب تجربة في ذلك يقول عنها الباحث يوسف البحيري: شهد المغرب نقاشاً وطنياً حول حماية المال العام، فالفصل بين «السلطة والثروة» هو شعار جديد في المغرب، والحراك الاجتماعي هو الذي فتح النقاش بشأن هذا الموضوع الذي كان إلى وقت قريب من التابوهات، بوضع الاصبع على مكامن الخلل ودق ناقوس الخطر حول اهدار المال العام والفساد السياسي والإداري والمالي، فمناهضة الافلات من العقاب وتكريس المتابعة الجنائية في قضايا المال العام قد تدفع إلى إعادة الثقة لدى المواطنين في الآليات المؤسساتية والقضائية لحماية المال العام.
ونضيف إلى ذلك، كيف يمكن مكافحة الفساد من دون تطبيق قانون الذمة المالية تطبيقاً فعالاً وهو بداية المحاسبة التي تشمل الوظائف الكبيرة قبل الصغيرة وفقاً لمبدأ (من أين لك هذا).
والحق يقال إن المشروع الاصلاحي انجازات ومكاسب وطنية كشفت عن نقلة نوعية على صعيد التشريعات والقوانين الخاصة بمكافحة الفساد الإداري والمالي، من بينها إنشاء ديوان الرقابة المالية عام 2002، قانون حظر ومكافحة غسيل الأموال، إنشاء مجلس المناقصات العامة بغرض تحقيق الشفافية في المشتريات الحكومية وتحقيق العدالة في المنافسة، إنشاء الإدارة العامة للأمن الاقتصادي والالكتروني ومكافحة الفساد في وزارة الداخلية، واصدار قانون الذمة المالية عام 2010.
ومع ذلك، أين يكمن الخلل في التصدي لجميع التجاوزات المالية والإدارية؟ لماذا لا يحاسب من تسبب في هدر المال العام واستغل نفوذه من اجل منافع خاصة؟ ما قيمة التشريعات في ظل غياب محاسبة المقصرين؟
الاجابة على هذه التساؤلات له علاقة بإشاعة المناخ الديمقراطي وبوجود استراتيجية وطنية للدولة لمكافحة الفساد من أجل الحفاظ على المال العام، والأهم لها علاقة بالدور الرقابي للبرلمان وبالوعي الحقوقي في مجال حماية المال العام، وبالرقابة الشعبية، وتفاعل الصحافة والجمعيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني على انجاح تلك الاستراتيجية والرقابة الشعبية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقود العمل المؤقتة.. ألبا أنموذجاً!
- إنها لعبة المصالح!
- جنوب شرق آسيا.. وحماية المصالح الأمريكية عسكرياً!
- جمعية المرأة البحرينية واحتفالية الاتحاد النسائي العالمي
- ماذا بعد التدابير الاقتصادية الجديدة؟
- سلمان
- غياب قانون مستنير للصحافة
- يوسف عبدالله يتيم والنقد الأدبي مخابرات الجماعة!
- مخابرات الجماعة!
- قانون الحماية من العنف الأسري
- محاربة الإرهاب والإصلاحات الداخلية!
- المجتمعات العربية والتعددية السياسية!
- إيران بعد الاتفاق النووي!
- مبادرة الغرير دعماً للتعليم والابتكار
- الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي
- نحو وحدة وطنية راسخة!
- خطاب الكراهية وتجديد الخطاب الديني
- أمريكا والتفرقة العنصرية!
- أشباح الماضي في الحاضر الإسلامي
- عن واقع القراءة في المجتمعات العربية!


المزيد.....




- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...
- المركزي الياباني يثبت الفائدة.. والين يواصل الهبوط


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!