أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة














المزيد.....

السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 13:13
المحور: كتابات ساخرة
    


حكاية من وحي سلم الرواتب

السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة

كاظم فنجان الحمامي

يحكى أن سمكة صغيرة من أسماك السلمون كانت تعمل بهمة عالية، وتواصل حركتها الدؤوبة في رحلاتها المكوكية بين البحر وأرصفة المرافئ البعيدة. تخوض غمار الأعماق السحيقة بسعادة غامرة من دون توقف في النهار، ومن دون أن يغمض لها جفن في الليل، وتجد متعة كبيرة في ممارسة هوايتها المُحببة على الرغم من أهوال البحر وتقلباته الصاخبة، وعلى الرغم من كل المخاطر، التي تواجهها من وقت لآخر.
ولما رآها القرش الأزرق تعمل بهذه البراعة وبهذا النشاط. قال لنفسه: إذا كانت هذه السمكة تواصل عملها بمرونة تامة من دون أن يوجهها أحد، ومن دون أن يشرف عليها مراقب، فكيف سيكون إنتاجها لو وضعناها ضمن خطتنا التشغيلية، وحددنا لها مساراتها في الذهاب والإياب ؟، وهكذا قام بتعيين سمكة باهتة اللون من أسماك (الجرِّي) لتنفيذ واجبات الإشراف العام على أداء سمكة السلمون، فوضعت سمكة (الجِرِّي) نظاماً للحضور والانصراف، ودأبت على كتابة التقارير اليومية والأسبوعية.
ابتهج القرش بتقارير سمكة (الجرِّي)، فطلب منها تحسين تقاريرها بإدراج الرسوم البيانية، وتحليل المعطيات، تمهيداً لعرضها في الاجتماع القادم لمجلس إدارة الأسماك النهرية والبحرية. تذمرت سمكة (السلمون) من تراكم التعقيدات الإدارية المحبطة، وحزنت حزناً شديداً على ضياع وقتها ومجهودها، ولما شعر القرش بوجود مشكلة في أداءها. قرر تغيير خطة العمل، فأوصى بتكليف السلحفاة بتقييم الأداء، ومراقبة التباطؤ في قفزات سمكة السلمون، التي فقدت رشاقتها تدريجيا تحت وطأة هذه الظروف التعجيزية المزعجة.
قررت السلحفاة بناء أبراج ساحلية شاهقة، وشراء قوارب مصفحة، وزورق مدرعة، وأمرت بتعيين أفواج من القواقع والسلاحف والتماسيح المتهورة، ثم جمعت هذه الكائنات المتنافرة مع بعضها البعض، واشركتها بمهمات الحماية والمراقبة والمحاسبة.
اكتشف القرش بعد أعوام إن تكلفة التشغيل تجاوزت الحدود المتفق عليها، بل تجاوزت الميزانية المقررة، ففكر بحرمان سمكة (السلمون) من مخصصاتها الملاحية، وذلك من أجل تقليص النفقات، ثم أمر بتعيين الضفدع الأخضر مستشاراً مالياً له.
جمع الضفدع ملفات الأضرار المالية، واعتكف مدة طويلة أمضاها في دراسة الأوراق المتكدسة فوق بعضها البعض، فاكتشف في نهاية المطاف إن الترهل الوظيفي، وغياب التوصيف النوعي يعزا إلى عفوية سمكة السلمون وبراءتها، فقرر القرش استبعادها وطردها من محيطها المائي، وربما سيقرر الاستغناء عنها نهائياً حتى تلقى حتفها في ثلاجات الأسماك المجمدة، أو في علبة من معلبات التصنيع المحلي.



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفضلية يصنعها أهل المروءات
- خطوط الشحن البحري ومنغصاتها المحلية
- صاحب شعار نفط العرب للعرب
- زعماء بعد منتصف الليل
- بيريسترويكا بنكهة الدولمة
- قراءة في سجل الربان الكبير عصام عمسو
- شطحة واحدة كلفتنا الكثير
- الشعب يريد إرضاء حكومة الملائكة
- الامتدادات الخارجية لحقولنا النفطية
- موانئنا ليست ساحة للعابثين
- الكلاب لا تخون أوطانها
- ثرواتنا في جيوب البنتاغون
- زيارة لقرية الوزير سين
- الأتراك ينقذون عظام جدهم. فمن ينقذ أجدادنا العظام ؟
- أم الأطباء وأم الخطباء
- من أرشيف الحركة الملاحية في شط العرب
- العراق وطن الجميع


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة