أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - هواة فى مواقع السلطة















المزيد.....

هواة فى مواقع السلطة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دونما تقديم أو تجميل أو مواربة، فى فضيحة الإسكندرية أخطأ شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وأخطأت الدولة وتقاعست وترددت، وانكشف الهواة فى مواقع المسئولية وحول الرئيس، وهى فضيحة لا يتحملها مزدوج الجنسية المحافظ المستقيل وحده، ولا وزير الإدارة المحلية وحكومته السنية، بل تتعداهم لمن رشحه وقدمه ومن ولاه وأتمنه على ماليس فى طاقته ولا إمكانه، وكثيرين مثله من معدومى الكفاءة العاطلين عن كل موهبة، الذين يضيعون وقت البلد وفرصه ومصالحه، ولا يحسنون تأدية واجباتهم تجاه الشعب، ويخصمون من رصيد رئيس الجمهورية الذى خرجت جماهير الإسكندرية تعاتبه على طول صبره على رجاله وتحمله المسئولية عن الفرص الضائعة. والأمر لايحتمل من الحكومة ورجالها مثل هذا الإهمال ولا ذلك التقصير الموحش فى الغباء، وقد قالها الرئيس السيسى قبلنا: البلد لاتحتمل من يجرب فيها، فالناس فى الإسكندرية كما فى كل ربوع مصر، تحتاج من يحنو عليها لامن يتجاهلها ويهمش شعبها ويستهين بحقوقه ومصالحه.
جاءت نوة الإسكندرية غاضبة كاشفة، فانحسرت ورقة التوت عن عورات حكومة ضعيفة زائفة، حكومة غرقت "فى شبر مية" قبل أن تغرق شوارع الإسكندرية بالمطر، وتفيض الشوارع بالغضب بعد أن أصبح الموت المجانى شاهداً على تقصير وعجز معدومى الكفاءة والانتماء والوطنية، موت رخيص كما موت الضمائر والبصائر، وما كان ينبغى أن يقدم رئيس الوزراء تقريراً للرئيس يخفف من الفضيحة، ويهون من الكارثة، فيقع لعدم درايته السياسية فى خطيئة أكبر حيث حابى المحافظ على حساب مشاعر الشعب المصدوم وفجيعته. وقرر فى مواءمة غير ذكية أن يخرج المحافظ الفاشل المقصر بالإستقالة، فأحبط جماهير الإسكندرية الذين فاجأهم تصرف شريف إسماعيل بأكثر مما صعقتهم الكارثة. إذ كان يتوجب عليه إحتراماً لصدمة السكندريين ومصابهم الفادح أن يقيل المحافظ فوراً ويحيله للنيابة العامة، لا أن يطلب منه الإستقاله حفاظاً على ماء وجهه، ثم يخرج المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء ليعلن للفضائيات بكل بلادة وخفة أن رئيس الوزراء قبل استقالة المحافظ ووجه له الشكر على مجهوداته فى الإسكندرية. الشكر والمجهودات؟ يالها من خطيئة. إنه أداء ضعيف لايمت للسياسة بصلة، يكشف أن رجالاً حول الرئيس هم من زمرة الهواة لاينبغى أن توسد إليهم أمور وطن فى حكومة تفتقد الحس السياسى وعدم القدرة على تقدير الأمور وتداعيات مايقولونه ويصرحون به، ووقعه السئ الذى رآه المواطنون استخفافاً بهم، ومحاباة لصاحب الحصانة الأمريكية. وكأن رئيس الوزراء لايستخف بالشعب وحقوقه ومشاعره الجريحة فحسب، وإنما يستخف أيضاً بتفويض رئيس الجمهورية له بإدارة الأزمة وإزالة أسبابها وماترتب عليها. ولولا وقفة قواتنا المسلحة فى بطولة وتفانى لكفرت الجماهير بالدولة وكل رجالاتها. لقد قام جيشنا الوطنى بتحمل عبء تقصير الحكومة وطيب خاطر الناس وقدم لهم العون والحماية المدنية والمساعدات اللوجستية والإنسانية، وأدار الأزمة باقتدار رسخ فى الضمير الجمعى للشعب أننا أمة، شعب وجيش نفتقد حكومة ترعى وتحمى وتؤدى واجباتها.
وماكان ينبغى لرجال مخلصين حول الرئيس أن يتركوا الأمر من يدى مؤسسة الرئاسة لمجلس الوزراء، بل كان يتوجب عليهم أن يتصدوا للكارثة بكفاءة ليعدوا للرئيس قراراً جمهورياً بإقالة المحافظ على الفور وتحويله للمحاكمة على الإهمال الجسيم والقتل الخطأ، اللهم إلا لو كانوا حضراتهم من الهواة أيضاً، وهنا مكمن الخطر. الناس لاتعترف إلا بالرئيس سلطة وقيادة، ولا ترى إلا الرئيس ضمانة لإستقرار الوطن وترسيخ دعائم الدولة، ولاتقاتل من أجل الوطن إلا لقناعة أن معهم قائد مسئول وجيش وطنى، فكيف يسمح رجال الرئيس بتداعى الأمور إلى الحد الذى يغضب جماهير الإسكندرية من الرئيس نفسه، وهم الذين يضعون فيه كل ثقتهم وآمالهم؟. وهم الذين لقنوا قائمة ومرشحى التيارات المتأسلمة درساً فى سقوط مروع وخسارة فادحة حين التفوا حول قائمة "فى حب مصر" لمجرد ما أشيع أنهم يؤيدون الدولة والرئيس. ثم تعاجلنا كارثة الإسكندرية، وإذا بنا أمام أعمال هواة فى مواقع المسئولية يدفعون الناس للتوعد بعدم الخروج لجولة الإعادة فى الإنتخابات البرلمانية كعزوف احتجاجى على الأداء العام، ويحملون الرئيس وحده مسئولية ماحدث فى الإسكندرية، وكأن هناك من يحاول جاهداً للوقيعة بين الرئيس وشعبه، والخصم من الشعبية الجارفة للرئيس، ربما لعزله عن الناس وإضعافه وهو القائد القوى، ليسهل لهم مرة أخرى السيطرة على مفاصل الدولة، هذا احتمال وارد لاينبغى استبعاده، خصوصاً بعد أن ورط الهواة الرئيس للدعوة للنزول للإنتخابات، لكن رهاننا ورهان الشعب على السيسى الذى يصعب تحقيق مثل هذا السيناريو البليد مع رجل مثله، لكن مع ذلك ننبه ونحذر فقد وصل السيل الذبى مع سيول الإسكندرية الهادرة وكارثتها الكاشفة.
ولعلكم تذكرون أن هذه الحكومة نفسها خرجت لتغسل يديها من العزوف الاحتجاجى عن الإنتخابات البرلمانية وتدنى مستويات المشاركة بإعتباره تقصير الشعب والمرشحين، وكأنهم كحكومة ومسئولين غير مشاركين بأداءهم الركيك وقوانين الانتخابات العجيبة وتقسيم الدوائر الغريب وهندستهم المفتعلة البليدة للمشهد كله، بدى معه إصرار الحكومة على إجراء جراحة قيصرية للإنتخابات المفترض أن تتم كولادة طبيعية، وهذا ماأزعج الشعب فقابله بالعزوف الاحتجاجى على الحكومة. وجاءت تصريحات الوزراء ورئيس الحكومة نفسه قبل وأثناء الانتخابات عن "تعويم الجنيه" التى ألهبت الأسعار وشككت الناس فى جدوى ثقتهم وطول صبرهم، ثم قطع شريف اسماعيل الطريق عليهم بتصريحه عن اعتزام الحكومة تطبيق ضرائب جديدة وخفض الدعم. أليس هذا عمل من أعمال الهواة، مالم نقل شئ آخر يحاسبنا عليه القانون.
وسبق أن حذرت مما حدث، فى مقال سابق فى هذا المكان أول يوليو الماضى بعنوان " لماذا تدفع الثمن وحدك ياجنرال؟" جاء فيه: " نحتاج تعبئة تعيد للشعب ثقته فى تفويضه للجنرال القوى الذى اختاره رئيساً ليحمى الدولة من الرخاوة والتفكك، ويصد عنها أطماع المتربصين، ما يقتضى "تدوير النخبة" وتوسيع دوائرها حول الرئيس، بما يفسح المجال لطليعة وطنية قادرة على الفهم والرؤية والتخطيط والعمل، تكون ظهيراً للوطن وللرئيس، وحتى لايدفع الجنرال وحده الثمن".
والجنرال لايدفع الثمن وحده، بل معه الإسكندرية ومصر كلها، الإسكندرية صاحبة الشهرة العالمية من مكتبتها القديمة ومجمعها العلمى "الموسيون" اللذان كونا أول جامعة حقيقية فى التاريخ الإنسانى، جسدت مفاهيم العولمة الثقافية والتعايش والتنوع "الكوزموبوليتان" بما احتضنته من جاليات وحضارات وثقافات العالم البطلمى والفرعونى واليونانى الرومانى والمسيحى والإسلامى والهندى والإفريقى. يحدث فيها هذا؟ الإسكندرية وقد ظلت عاصمة لمصر قرابة الألف عام وحتى فتحها عمرو بن العاص فى 642 ميلادية لتنتقل بعدها العاصمة إلى "الفسطاط" ويظل للإسكندرية دورها المؤثر فى تاريخ وحضارة دول المتوسط شماله وجنوبه، تلقى كل هذا الإهمال والجحود. لابد من محاكمة كل المقصرين، ولابد أن تخرج مصر من بلادة اختيار المدجنين والطيعين غير الأكفاء غير المؤهلين، ولابد من إعفاء كل الهواة فى مواقع السلطة والمسئولية، حتى لايتكرر ماحدث فى الإسكندرية.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب المأزوم والأفكار -العميطة-
- روسيا تحت قصف البروباجندا الأمريكية
- فلا تكونوا شوكة فى خاصرة الوطن
- السيسى والسفر عبر الزمن
- الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمع ...
- البرادعى يقود الهوسبتاليين الجدد وينعق من جديد
- نخبتنا العاجزة: الدولة لاتصنع السياسة
- التفكير: فريضتنا السياسية الغائبة
- لا أخلاقية السياسة الأمريكية
- إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات المصرية الأمريكية
- فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات
- عن الحمقى والمغفلين
- إستهداف ملكة الحد الأوسط: مصر يصعب أن تكون تابعاً
- الأرض لما بترمى ف سنبلة بشاعر نبيل الأبنودى: عمر من النضال و ...
- الأزهر ومحاكم التفتيش
- الثورة ليست وجهة نظر
- المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه
- الأعدقاء الأمريكان وسياسات الأقل كفاءة
- بريسترويكا جديدة من برج القاهرة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - هواة فى مواقع السلطة